[align=center][tabletext="width:80%;background-color
range;border:80px solid red;"][cell="filter:;"][align=right]
[/align][/cell][/tabletext][/align]
إنّ لله تعالى بين عالمي الأرواح والأجسام عالماً يسمّى عالم المثال والبرزخ ، وهو عالم بين العالمين ليس مضيّقاً مظلماً مثل عالم الأجسام ، ولا واسعاً نيّراً مثل عالم الأرواح ، لأنّ عالم الأرواح مجرّد عن كدر المادّة ، وضيق الصورة والمقدار ، وعالم الأجسام مقيّد بالمادّة والصورة ، وعالم المثال مجرد عن المادّة ومقيّد بالصورة والمقدار ، وهو مشتمل على عوالم كثيرة.
وكلّ موجود في عالم الأجسام ، له صور مختلفة في هذه العوالم المثاليّة غير هذه الصورة التي في عالم الأجسام ، وكلّ ما في هذا العالم إنّما يوجد بعد وجوده في العالمين الأوّلين بنحو وجود يليق بهما ، بل كلّ موجود في عالم المثال إنّما ينزل إليه من خزائن الله التي أُشير في القرآن إليها بقوله تعالى : «وإن مِن شيءٍ إلاّ عندنا خزائِنُهُ» (الحجر : 21) وكلّ جسم وجسماني في هذا العالم إنّما ينزل إليه من عالم المثال بتوسّط ملائكة الله.
والذي يدلّ عليه الأخبار أنّ أحكام كلّ سنة من تقدير أرزاق موجودات هذا العالم وآجالها ، ينزل إلى الأرض في ليلة القدر ، وينكشف ذلك لمن هو خليفة الله في الأرض في هذه الليلة ، ويسمّى انكشاف نزول الأمر بتوسّط الملائكة له رؤية ليلة القدر ، ولذّة هذا الكشف ومشاهدة نزول الأمر والملائكة إنّما يعرفهما أهلهما ولعلّ ذلك من قبيل ما روئي لإبراهيم الخليل من ملكوت السماوات والأرض .
ولكلّ إنسان نصيب كامل من هذه العوالم مخصوص به ، وأغلب الناس غافلون عن عوالمهم المثاليّة ، وغافلون عن غفلتهم أيضاً ، وكذلك عن عوالمهم الروحانيّة إلا من منَّ الله عليه بمعرفة النفس ، ومعرفة عالم المثال في طريق معرفة النفس ، لأنّ حقيقة النفس من عالم الأرواح ، فمن كُشف له حجاب المادة عن وجه روحه ونفسه ورأى نفسه مجرّدة عنها في عالم المثال يسهل له الانتقال إلى حقيقة روحه المجرّدة عن الصورة أيضاً ، وهذه المعرفة للنفس هي المراد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من عرف نفسه فقد عرف ربّه» ووجه ارتباط معرفة النفس بمعرفة الرب لا يعرفه إلا من وفّق لهذه المعرفة ، وهذا المقدار من البيان كاف فيما نحن بصدده من تعريف ما يزول به الإنكار والاستبعاد ، لدرك حقيقة ليلة القدر للعاملين العابدين ، لأجل تحصيل الشوق اللازم للوصول ، هذا.
وكلّ موجود في عالم الأجسام ، له صور مختلفة في هذه العوالم المثاليّة غير هذه الصورة التي في عالم الأجسام ، وكلّ ما في هذا العالم إنّما يوجد بعد وجوده في العالمين الأوّلين بنحو وجود يليق بهما ، بل كلّ موجود في عالم المثال إنّما ينزل إليه من خزائن الله التي أُشير في القرآن إليها بقوله تعالى : «وإن مِن شيءٍ إلاّ عندنا خزائِنُهُ» (الحجر : 21) وكلّ جسم وجسماني في هذا العالم إنّما ينزل إليه من عالم المثال بتوسّط ملائكة الله.
والذي يدلّ عليه الأخبار أنّ أحكام كلّ سنة من تقدير أرزاق موجودات هذا العالم وآجالها ، ينزل إلى الأرض في ليلة القدر ، وينكشف ذلك لمن هو خليفة الله في الأرض في هذه الليلة ، ويسمّى انكشاف نزول الأمر بتوسّط الملائكة له رؤية ليلة القدر ، ولذّة هذا الكشف ومشاهدة نزول الأمر والملائكة إنّما يعرفهما أهلهما ولعلّ ذلك من قبيل ما روئي لإبراهيم الخليل من ملكوت السماوات والأرض .
ولكلّ إنسان نصيب كامل من هذه العوالم مخصوص به ، وأغلب الناس غافلون عن عوالمهم المثاليّة ، وغافلون عن غفلتهم أيضاً ، وكذلك عن عوالمهم الروحانيّة إلا من منَّ الله عليه بمعرفة النفس ، ومعرفة عالم المثال في طريق معرفة النفس ، لأنّ حقيقة النفس من عالم الأرواح ، فمن كُشف له حجاب المادة عن وجه روحه ونفسه ورأى نفسه مجرّدة عنها في عالم المثال يسهل له الانتقال إلى حقيقة روحه المجرّدة عن الصورة أيضاً ، وهذه المعرفة للنفس هي المراد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من عرف نفسه فقد عرف ربّه» ووجه ارتباط معرفة النفس بمعرفة الرب لا يعرفه إلا من وفّق لهذه المعرفة ، وهذا المقدار من البيان كاف فيما نحن بصدده من تعريف ما يزول به الإنكار والاستبعاد ، لدرك حقيقة ليلة القدر للعاملين العابدين ، لأجل تحصيل الشوق اللازم للوصول ، هذا.