أنين الروح
Well-Known Member

*~{ الإغفاءةُ الأولى }~*
أغمضَ عينيهِ ذلك الطفلُ البريء وإذا بهِ يرى سيدة
جميلة رقيقة تَنَعم بالحنانِ بقربها وشَعَرَ بعطفها
وطيبةِ قلبِها سألها : من أنتِ ؟ قالت : أنا أُمك
وسأكون دائِماً بقربك ارتسمت البسمة على ثغرهِ
وهو نائمٌ يحضِنُ الوسادة
إنهُ يتيم فقد والدتهُ المتوفاة
*~{ الإغفاءة الثانية }~*
طفلٌ قَبَلَ والدتهُ الحزينة وذهب لفراشهِ ثم غطَ في النوم
في عالمِ الطيفِ إذا بهِ يرى رجلاً جميل المُحيا وقد أعطاهُ ظهره
نظر إليهِ وإذا بهِ يصرخ والدي لما تركتنا وذهبت نحنُ بحاجتك؟
ابقى معنا أنا من دونك لا أعيش أرجوك لا تتركني
وما هي إلا لحظات والدموع تساقطت من مقلتهِ البريئة
وهو نائمٌ يضربُ فراشهُ بيديهِ
إنهُ يتيم فقد والدهُ المتوفى
*~{ الإغفاءة الثالثة }~*
طفلٌ ذهب لوحدهِ إلى فراشه حاول النوم لم يستطع
و تغلب التعب على جسده الضعيف استسلم للنوم
وإذا بهِ يرى والدته ويناجيها بصوتٍ متعب
أمي لما أنتِ مشغولة؟ ما الذي يشغلكِ عن حياتي؟
ألستُ ابنكِ ؟ ألستُ فلذةَ كبدكِ ؟ لما لا تكونين بقربي؟
هل صديقاتك أفضلُ مني؟ وهل الخادمة أفضلُ منكِ
حتى تراعيني بدلاً عنكِ ؟
أنا لا أريدُ أحداً غيركِ
هنا تمتمَ الولدُ بكلمة أمي وهو نائم والخادمة بقربهِ
ووالدته مع مجتمعها المشغولة بهِ
يتيم .. قد فقد حنان والدتهِ ورعايتها بالرغم من تواجدها
*~{ الإغفاءة الرابعة }~*
طفلٌ بمفردهِ في المنزل شعر باحتياجهِ للراحة
فذهب ليلقي جسدهُ على فراشه لعلهُ يرتاح
أرعبتهُ الوحشة وليس بجانبهِ أحد لكن من شدة خوفه غفت عينه
وإذا بهِ يرى والدته صاح بصوتٍ مرتفع مكلل باشتياق
أمي لما تركتي المنزل ؟ ماذا حدث بينك وبين والدي؟
لما افترقتما ؟ لماذا أنتِ بعيدة؟ لما أنا وحدي؟
إني خائف ضميني ...
وفجأة فتح عينيهِ وهطلت الدموعُ النقية من محجرِ عيونهِ شوقاً ولهفة
إنهُ يتيم .. افترق عن والدتهِ بسبب خلاف بين والدته ووالده أدى إلى الطلاق
الأيتام في حياتنا كثيرون كلٌ حسبَ قصته
لكن نحنُ ماذا نفعل ؟ ما هو دورنا ؟
أين رفقنا بهم ؟ لما لانطبق شريعةَ الباري في صونِ حقوقهم ؟
إن كافل اليتيم بأحسنِ ما يكون جارٌ للرسول في أعالي جنان الباري
لما نضيعُ هذه المكانة العظيمة من أيدينا حباً في الدنيا
لكل من قهر قلب يتيم .. لكل من أكل حقَ يتيم ..
لكل من أهان يتيم .. لكل من ظَلَمَ يتيم ..
اعلم بأنك خسرت وبئس الفعل فعلت
غضبُ الله عليك حتى تعلن توبتك وتصلح ما افسدته
هل لك من توبة وإصلاحِ حال ؟
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]