اختر...؟

[العـ عقيل ـراقي]

لعقيل العراقي

هذهِ النيران التي تسعرُ
إني بكل اشتياقٍ أهواها
ولن اشكو يوماً لظاها
تحمل أسرار ليلنا
وإني عطشٍ لجمرها
عيناكِ ساحات لذةٍ ومنى
وفيهن أستجدي للروحِ مناها
ألوذُ بطارف النهدِ مرعوباً
كأنه مخبأي الذي أنشدهُ
وبنهر الوردِ ألقي وجهي
كباقةِ جمرٍ من الياسمين
شذاها
ألملمُ شوقي الذي يؤلمني
وحسرةً في الفؤادِ للقياها
يا لبوةً أتوهُ في خصرها
كالصولاجانِ صقلتهُ
مفاتنها والسرُ
في حُسنِ إنوثتها
لكُلِ جميلٍ خصلةً
يعاب بها
إلاها
قاموساً للانوثةِ نهداها
وفي صفات الشفاهِ
تضيعُ مناهل الورد
والنرجسُ سُكناها
يا ألف حيرةً تلقاني
حين يتم العناقِ وألقاها
قالوا أمعنتَ كثيراً
في إنوثتها
قلتُ وإني معتذراً لها
رسمتُ في خيالي صورةً
وحين أتم الليلُ صمته
شاح ببدرهِ
وضجَ في الظلمةِ سناها
لبوةً تُسكر الخمرةِ
والثملُ يصحو لرؤياها
فلا ألعنُ إلا ساعات البعدِ
و أبغضُ الاسوار
حين تحجبُ عني رؤياها
..

 

[العـ عقيل ـراقي]

لعقيل العراقي

طوت شالها فأنطوى القلب لها
لم أعرفُ سوى عذاب غيابها

ربيعيةً بفصولها واليناعةِ ديدانها
تُملي البال بكل عنفوان أنوثتها

لا البحر بحراً إذ غفت والسُهد
يراقصُ بالشوق حباً أهدابها

مليحةً في معاني الصفا والطيبةِ
ولها من صفات النساءِ أحسنها

لم أبالي قط لمن مروا بدرب
ولكن أقلقني خاتماً أن يخدشها

وكيف تُلقي بخدٍ جُله ترفٍ
ويغفو نهداً كان للانوثة عنوانها

إغفري صمتي ولعثمة حرفي
ففي حضرة حُسنكِ أفقد أوزانها

لا الشعر يعرفُ رسم خُصركِ
ولا القافيات يصلنَ للعيونِ تبيانها

 

[العـ عقيل ـراقي]

لعقيل العراقي


مثلما الأمس تمرُ احلامُكَ
الترفةِ فوق مضاجع عيوني
وألتمسُ منها البقاء
لكنه البعد سيفاً قاطع
يذبح بلا هوادةٍ
سيدتي الفاتنة..
إن سُحنتي سمراء
وأتصببُ عرق النخلِ
وشرقياً حد النخاع
لا أتلونُ كالثعبانِ
كل آنٍ أغيرُ جلدي
لكنه البعد سيفاً
يذبح كيفما شاء
أرزمُ سيدة الصفاء
وبعض الوسنياتُ
وأغانٍ سمعتها بالصوتِ
وقمري الذي تسرقه الانظار
احمل بيدي دوماً بساتين البنفسجِ
والاقحوان البري
وبعض من أزهار ال(فيدوم)
وأغازُلُكِ يا (أرفلون)
عَلَ نسيماً بهذا المساء
أراقص فيه أنثى ك(هيغون)
وأعطي ظهري لما هُن ك(الماروم)
وأخلع وسخ الغربة عن ظهري
وأحتضنُ (العجماء ) بكل أسرارها
متى يحينُ ذالك الخيال المدعجُ
بحنطةِ جسدكِ المفعمُ بكل
أزهار المشمشِ والبرتقال
يالوحةً من كرمٍ ورمان
هذا حلمُكِ الذي طالني
لم يمر الوسنُ بطارف العين
كلما تشهيتُ إنوثتُكِ
تشابكت شفاهي ببعضها..
وألمسُ يطرب القلب الشغوف
سيدتي هذه حالي
وكل الذي يرسم في خيالي
هو أنتِ..


م/ الكلمات التي بين قوسين
هن اسماء بعض السماوات

 

[العـ عقيل ـراقي]

لعقيل العراقي

تشهيتُ الامسَ وصغري
كي ارسم فوق الرملِ
بقعةُ وطن..
واحيطه بكل عيوني
وارتشُ رسمتي بالاشجارِ
وبعض الرازقي والياسمين البري
واكتبُ له احلى
لحن..
لم يعد يراني منذ اختلفنا
ووزعنا برقيات البعدِ
والغيمُ تلبد في سمانا
وأوشك حلمه يزحف للهاوية
كيف اندس البعدُ
في خاصرة الغرام
وكنا كوتدٍ تقف فيه كل الخيام
كثيراً ما رسمنا
ورُسمنا كباقة فلٍ لآخر الاحلام
لفت سلسالها فوق حلماتها
وارتعش النهدِ لبرودة السلسالِ
وشب واقفاً بوجه اشتهاءاتي
يتلصلص كالقطِ حين يريد الهروبِ
اوجعتهُ ظماً واوجعني رغبتةً
قلت وعيناي لم تفارقه البتة
أطلت اللجم يا نهدُ
ألا يكفي إنك مخبؤاً من سنين
والفراشاتُ البيض تشتاقُك كالزهرِ
تقاطرة الشفاه عسلاً
أثقلت عليها الضكِ
ظنت إني واهماً بها..
سيدتي أنا من وطن
خُلقت طينتهُ من العسلِ
وتكاد الاوطان مني تستعرُ
لي في خضم الهوى هوى
ولي في عرائس الشوقِ
غرام وسهد الليالي
وفي دكة العشاقُ هناك
ثمة خمارة للحبِ
يسكرُ نادلُها بقصص الغرام
وكم من واهمٍ بالغرام
سلموه طُهر القلوبِ
لكنهُ أضاع نصفها
والنصف الاخر يتوجع
حد الفصام..
حين توضأ العاشق
وتلا أياتهِ وغفى بين ركعتهِ
تنبأ هناك أنثى خلف اسوارها
تتلفعُ بشالٍ من الماء
حول خصرها والنهدُ
وتترك مسافة وردةٍ لسرتُها
ويتفايض الشبق اللازوردي
فوق عنقود الشفاهِ
وترسم بسبابتها
كل ثورات جنونها والنشوةِ
وتتأمل عصفور الشوك الذهبي
وتتطايرُ فوق اخبيتها كل الاحلامِ
ملكة يرتمى الزنبق البري
لها تحت الاقدام
وتسأل متى يعج برأسك
هذا الشوق وذا الغرام..؟
اقول يا سيدتي
انا من شق على جسده
نهرين كدجلة والفرات
اشق في عيوني كل الاحلام..

 

[العـ عقيل ـراقي]

لعقيل العراقي

شكرا لك سيدتي..
تعلمت منك ان اتعلم
كيف يكون النسيان
وكيف يكون هو الهمس..
تعلمت ان الكواكب معطلة..
بدون رؤياكِ بالامس
شكراً لإنكِ عرفتي معنى
الهجرِ والتغافل
وتعلم قلبي يلدُ حين تتعسرُ
الاكون عن ولادة عشقٍ أبيض
شكراً ملء الانفاس والمحاجر
وكتبت اول سطرا في كتابي
احراز تقي هذا الجسدُ
المنشى بعذوبة النهرِ
وهذه الانيةً المصفاة
وسُرةً تختزلُ السحرَ
ويكتض عليها حليب اللوز
شكرا لك سيدتي..
تلعثم الحرف لنهدكِ
وغارت كلماتي تبحث عن منفذ
وتصبب جبيني خجلا..
لكني استعذبت هذا الهجرُ
كأنه تلاحين حزنٍ عميق
واغنيات السكون
شكرا لك سيدتي..
لماذا وقفت كأنكِ جدار برلين
تخيفني هذه الكلمة
وبصدركِ تشعُ كل الاوهام
علكِ لاتعرفيها
لكني لا اعرف حتى
ابجدية البعاد..
شكرا لك سيدتي

 

[العـ عقيل ـراقي]

لعقيل العراقي

يبن شيخ كبير بالسن وشاب يافع في مقتبل العمر

دار حديث عن الحب والعشق والغرام فيما بينهم..








في اخر المحطةِ جلستُ
أحدق بالراحلين والقادمين
عل صديقاً هنا بالزحمة
او وجه أمي يُلمحُ
طرقتُ الى الارضِ
أتذكر ملامح وجهها
سمعتُ احدهم يسعلُ
حين نظرت كان شيخاً
قد أخذت السنين منه مأخذها
جلس بجواري
ولازال يسعلُ
لم اقل أي شيء
بادرني بالسؤالِ
هل أنت غريب يابُني..؟
قلت نعم أيها الشيخ
قال عرفت انك غريب
قلت وكيف ذا..؟
قال عيونك تبحث
تحتار أن تضعها
لم تبالي لزغات المطرِ
والبردُ هنا في ذروتهِ
قلت ياسيدي
لحظاتٍ وتأتي العربات
تقلني للحزنِ
هناك حيث شباكي
والقهوةُ والوحدةُ نديم لي
ضحك بنبرةٍ كأنه يسخر مني
قلت ولما الضحكُ..؟
قال هل أنت وحيد..؟
قلت نعم منذو سنين..
قال قبل ان تولدُ
أنا تغربت خمسين ونيف
وكلها عجافٍ
قلت كيف تحملتها
هذه الغربة وجعٍ
قال بل هي كيف تحملتني
وأنا اشكو لها
فراق اهلي والاحبةِ
وكيف ألهو ببعض الذكريات
أنا لم اشكو من غربتي
لانها فتحت لي متسع
لو إني بقيت هناك في وطني
لاصبحت اليوم في خبر كان..
مما ياسيدي..؟
قال في وطني الشرفُ يقتلُ
والاحسانِ يذبحُ
والطيبة تشردُ
والصداقةُ زيفاً فوق الوجوه
والحبُ في أدراج الخوفِ
والعاشقُ مثل الزاني
يخاف أن يلقى عشيقته
والغرامُ أغاني للتسليةِ
لاشيء في وطني حقيقة
إلا الموت والجوعِ والفقراء
قلتُ من أي البلاد أنت..
قال ألا تعرف لكنة كلامي..
قلت بلا..
قال كيف عرفتُك
قلت كيف..
قال من سمرتُك الجنوبيةِ
من أرضٍ تسمى الفيحاء
وأنا من أرض لها أسمٍ
على غير مسمى..
بلد السلام وفيها
طواحين الموت لاتعرف الوقوف
فيها حبٍ يلفظ أنفاسه الاخيرة
أنا من بغداد ..
بلد الخصام لا السلام
قلت له هل أحببت يوما..؟
قال وهل صدري أجوف..
نعم أحببتُ كأنه الان..
الحبُ يولد فينا كل آنٍ
لإنا من بلدٍ
جُله خرابٍ في خراب..
لكن نحمل أسمى صفات الكونِ
هي الدمعة والحب والغرام..

 

[العـ عقيل ـراقي]

لعقيل العراقي

مرت فانتظم لها بالشوق شعري
وهواها كما الدم بالخافقي يجري

مرت كأنها هالة عطر تـــشذي
نضرة القوام شامخة الصدري

ترنمتُ نشوانا وغنيتها عشقي
لها عيوني تفضحُ وتبح بسري

ليت الروح والقلب لها جادةٍ
لتغدو عليها ليلا والصبح تسري

بل ليتها ببطئ عليهما تمشي
بكل خطوة منها ينبت الزهري

مال الشعر منها فملت له حبا
ليتها تعرف خفايا الروح والسرِ

لها الانوثةِ رمزاً ووصفاً للحسنِ
رعى الله عيونها من كثرة السهرِ

 

[العـ عقيل ـراقي]

مشاهدة المرفق 48479


مَن سرق اقماري الدفلى
وأخفت لون النجوم فيا
كنتً أحفل حين رؤياها
وارقص طرباً نشوانا
ترى اي الطرق اخذتها
لمن خفق جنحها
لا اريدُ الريح تأتي
إذ لم تحمل لي عطرها
فكل شيء اسود
دون سناها..


عقيل

 

[العـ عقيل ـراقي]

لعقيل العراقي


هكذا الايام تمضي
دون رغبة او اشتهاء
ويموت في الصمت القابع
خلف ستائر الروح المشلولةِ
كل ألاشتياق..
تغرب شمسٍ
ويغيب قمر
وتأتي سُحبٍ
وتخظلُ زهرة الزنبق
بندى الفجرِ
وتنمو تحت الوسائدِ
دمعة فراق..
تجيء من الامس
بعض تلك الاحلام
وخلفها آهٍ ارتجلتها
لنا هذه السنون العجاف
نملأُ بالليلِ كل قوارير الخمرةِ
ويفرغ بعضها بالعِتاب
والبعض الاخر
نفرغهُ فوق جمرة
الاختناق..
قالوا قديماً
لا تسلك درب الهوى
إنه كالافعى
ملمسه ناعمٍ
وداخله سُماً قاتل
كنا بالامس نسقط
فوق بساتين اللوزِ
اشتهائنا واللذة
والعناق..
تلك التي تدلى سلسالها
بين قبتيها
تعرف معنى أحرفي
وتعرف الارقام
وحدسها مراراً يسبقها
لكنها تخاف الليل
وذاك المحاق..
بين السبابةِ والابهام
علق منها الطيبُ
اذكره مثلها احدثكم الان..
وحاملات الترف بلونهِ
الشذري وبيض الوشاح
وبقعةً استدارت حول المرآةِ
بلونها الداكن اكثر
كأنها تزفُ لنهر المجرةِ
كل الاشواق..
كنتُ ألحظُ منها
ما لا تلحظه كل عيون الاناث
لا ولا كل العيون
لاني أعرف تنوينها والهمزةِ
وأعرف منها الظمُ وكيف تكسرُ
حرف العلةِ وتفتحُ في الليلِ
أحلى مذاق..
تشهيتُ الامس
وصمتُ عن المشتهيات
ورتلتُ فوق خصرها
أغاني ليس فيهن طربُ
لاني أخشى أن افسد صيامي
وأكون بالعشقِ لها
مُعاق..

 

[العـ عقيل ـراقي]

لمَ نحمل اصداءهُ بين العيون والاهداب
وكلنا في العشقِ مدلسٍ كذاب
اعرف إني غششتَ الحبَ
وسارعت الشمس خلف ظلي
وتم الغياب
وأنت غششت فؤادُكَ بالغرام
وتبحثُ عن أي دفءٍ
لتغلق عليه الابواب
ملأتُ كاسات الليل بالخمرة والحزنِ
وكل كأسٍ فيه ألف قصةٍ
وأسمعُ منك الحكايا
كأنهن سطرن بكتاب
كم من مساءٍ مر
وحين أمسيتُ لانتظارك
تلوت تلاحين الشوق والاحباب
انا يا أنت كذاب..
احملُ مضغة تؤلمني
كثيراً ما هيمتني
منك المفاتن وتلك القباب
وأحتسي غرامي بينهن كمحراب
لمَ توقع أفئدة الناس بغرامك
وأنتَ مثلي مدعٍ كذاب
صرخت بأعناق اباريق الليل
هذه الثمالةِ فرط غرامٍ
لا ما تنبتهُ الاعناب
كذبتُ عليك إني والهٍ
والولهُ أدرسهُ للمبتدئين في العشقِ
كذبتُ عليكِ إني اشتاق
والشوق بقلبي كأنه ميزاب
وكذبتُ عليك إني لا ارى غيرُكِ
وكل اللأتي رأيتهن مرن ببالي
كالشهاب..
كذبتُ حين واعدتك باللقاء
وحين دنت ساعة القربِ
سمعتُك تأنُ من وجع الغياب
أنا يا أنت كذاب..
حين أخذتك معي للحلمِ
لم يزل عالق بلساني طعمك
ولم تزل رائحتك تملأُ صدري
وحين أغمض عيني لا أراك
أرى احلامُكَ تفتح لي كل الابواب
حين مست شفتاي تلك الشامة
أثملت الخمر صحوا
ووازيت الاحلام نشوةً
وفاض فوق شفاهي
عسل اللوزِ
ونمتُ بين نهديك الف عام
وسكنت روحي بين عتمةُ ايامي
وبين تلاحين الضباب
لاتكفي اظنها لا تكفي
ليلةً بين متاريس النهدِ
وخصرٍ فيه نضوج العبق
وأغاني الوحشةِ والغياب
حين تهيأت طيور الشوق
بين الجسدين..
نام بوطر الدهر غراب
زقزقةً ملؤها أنغام دفءٍ
ورعشةِ الى اخر الفجرِ
او نصلهُ الى غلق الابواب
فلا الشمس ترى عُرينا
والليل يظمُ جسدينا بظلمتهِ
ويودُ الليل بظلمته لايغدو بعيداً
ويشتاق إلينا ألاياب
فاترةً شفاهكِ حين أمسها
كفرطٍ من بقايا الدم تقطرُ
احيرُ بمعجمهن وأي الطلاسم تحمل
جمراً توقد فيهن بلا نارٍ
وينظراني نهديكِ كمستوحشة الذئاب
اخاف زمجرتهن والعناق
كخبزٍ توا يخرج من النار
حين العناق
يقرأن فوق صدري
قصائد السياب
واجثو بلا سعةٍ للوقت
كيف يلمُ هذا النهد المتوحش
وفيه تجمعت كل مفاتن النساء
ألقي عليه كُلي لأكف
منه العتاب
لا يرضى سوى إني ابصم
إليه إني قلبي عن غيره قد تاب



لعقيل العراقي