اختر...؟

[العـ عقيل ـراقي]

رد: اختر...؟

لعقيل العراقي
من قصيدة صدفة وحلم


رُدُّوه إلي بازغٍ بالليل كالقمرِ إذ سطعا
كأن الشهد من بين شفاههِ علي وقعا

مذ فارقني وأغلق الابواب قلت العفى
وحين مرني كأن القلب له قد هلعا

بيضاء مثل خد الياسمين بالصباح
والروح مثل الفراش للنار يرتعا

من وطنٍ جله عسلأ والباقي ورودا
كأن الله بأرض العراق الخير جمعا

أسمراً لسعتني شمس الجنوب بحبها
فصرت أميلُ لمن بسمرتي قد لوعا

أتذكرني وتلك الخريزات الملونة
قلت شاب القلب مما رأى وتصدعا

 

[العـ عقيل ـراقي]

رد: اختر...؟

لعقيل العراقي


لا تُقلق الليل في ساعاته الاخيرة
فلم يُجدي ولم يبقى سوى نفحاتٍ قليلة
قلائد البنفسج الدافئ في خاصرة العسجد
تطوقها تلاحين الوجدِ والاشتياق
وأنت مثل وهمُ فراشات الفجرِ
تبحث عن أي دفءٍ لغربتك المقيتهَ
ترسم فوق جفنيك كل الاحلام الوردية
تثقل كاهلك بترانيم اللقاء البعيد
تسأل عن اخر نجمةٍ رحلت
وعيناك بوصلة شوقٍ لكلُ نهدٍ
لم يتجاوز العشرين
أينما حلَ نهداً
حلت بك الرعشات الليلية
راحاتُ كفيكَ مثلُ بيادر القمحِ
إن لم تلامس قمحاً
تبزخُ بوجه الشمسِ ألف سنبلةٍ
تطوق خصراً او أعلى بقليلٍ
أو تحتظن يفاعة نهدٍ متجبرٍ
كأنه يتهيأُ لحربٍ ضروسٍ
وتنسابُ الرعشة لركبتيكَ
والنشوةُ تطايرُ من عينيكَ
كأنها اول زخاتٍ
تعانق حر الصحراء البدويةِ
من أين لكِ هذه الانوثةِ
حسبتُ حين رؤياكِ
رقصت مراراً نون النسوةِ
وقالت بكل ثقةٍ
ألان احسب نوناً للنسوةِ..
قبلها كان فراغ..

 

[العـ عقيل ـراقي]

رد: اختر...؟

لعقيل العراقي


أعاتب الدهر عله إلي يوماً يسمع
فالصبر غدى مثل عيني هامل الدمع

أراكِ بكل المرايا مشاكسةً بأنوثتكِ
والحلم لم يعد كالامسِ بطيفكِ يجمع

أملأ كؤس الليل حرقةً وأصبرها
كأني أجمع الهم من الهمِ وإلي ادفع

فارغةً هذه الايام بما ملئت من لهوٍ
لأني لا أرى محياكِ فأراها بـلقع

يا أنتِ يا ألف اثنى تلفُ بجديلتكِ
وكأن الياسمين شدكِ عطرا بالاضلع

ها إني اشتاقُ الى لا اشياؤكِ ايضاً
وأشتاقُ لخالٍ هناك بالفيروزِ يرصع

لاقني لا اريد سوى لحظة بها أراكِ
فلا موسم اراه فكل للحر والبرد جامع

أعيدِ ربيع العمر وإن سقطت الاوراق
فبعض اللقاء عن الروح الحزن يرفع

 

[العـ عقيل ـراقي]

رد: اختر...؟

لعقيل العراقي

امطر امطر

أمطر امطر
الدنيه بلا مطر ظلمة
شهگني العطش
ومزنك لحد الشفاف
يگطر
امطر امطر
جريت حدر رجلينك
بساتين البنفسج
والقداح والعنبر
خايب امطر
صحيت گمرتنه أمس
ونام حد شباچنه
ذيب متلون
يمشي برهدنه
ومتبختر
شمالك وك
امطر
طرزيت سمه غرفتنه
مشمش وحب رمان
واجيك بلهفة المحتام
واتگلي انطر
شنطر وك فطرتي روحي
وصباخة
والعطش فرفح بروحي
تمطر خايب امطر
فكت زيچ
لو لويت الترچيه عله
شبابيج الصدر
تمطر
يامه غفت ناس عله
سواليف امس
وگالوا علينه غرگانين
والشوگ ماردنه مرد
بس ما دروا
نوبات المحنه
اتخضر
امطر امطر
بالك تسولف وي روحك
الحياطين تسمع
واحنه عشگنه
للعشگ دفتر
امطر يحبيب امطر
جدبه ارويحتي
ويباس ماكلها ومتفطر
وعله نسمه منك
تفتح ابساتيني
ويرد البنفسج
بگلبي يزهر
لاتحجيلي گالوا
عنك هواي
رداونه انتفارگ
وحطوا نعش لحلمنه
وجفنوا شهگاتنه
من شافوا
عشگنه للناس يعبر
امطر
ورد الماي لسواچينه
شعلينه منهم
وبس ترد
الدنيه كله
تمطر

 

[العـ عقيل ـراقي]

رد: اختر...؟

لعقيل العراقي


عجوز الليل..

سكت اخرُ صوت بالشارعِ
وهي كما سلحفاتٍ تمدُ العنق
تستفهمُ عن اخر زوار الليلِ
هل سيدخلُ غرفتها المشبوهةِ
ويدفعُ ثمن رعشاتهِ المجنونةِ
توهمت كثيراً فهذا عاشقٍ
اتعبته مدى المتبقين بأرصفة الغرام..
//
تلونت بالف لوناً على جفنيها
ولبست ما يخدشُ الابصارا
واخذت تتعطرُ ..
فكل ما ببها
عركته السنين واصبح متهالكاً
وبصقت بيدها لمسح حاجبيها
لئلا تبين شعراتها البيض
وتموت كل اشتياقاتهِ وينام..
//
جلست تحدقُ به وهو يغدي ويروح
في رأسهِ تسكن حبيبتهً وبالقلبِ
لايبالي لسواها ..



وهذه العجوز المتراكمةِ بالجيفِ
ترشُ ابطيها بماء الزنبقي والعنبر
وتفيحُ منه رائحة كل الجثام..
//
هدأت وعيناها كما ضوء الفنار
تلتفُ حول زبونها المرتقب
ترتبُ شرشفً ناموا عليه قبله
وفيه من بقاياهم كأنه الجربِ
وتخبئُ مما تركوا تحت السريرِ
رغم العطور والبخور وبعض الزهرِ
لازالت عفنها يقتل كل الايام..
//
تشغلُ ضوئها الخافتُ احمراراً
وتأخذُ جسرها تمسحهُ بخرقةٍ**
مما فيه من بقايا لعابهم والخمرةِ
اخذت تحلمُ بهذا العاشق يأتيها
كأنه دخل حجرتها المشؤمةِ بفرحاً
وضمته لصدرها الذابلُ ككيساً فارغ
ولفت ذراعها كأنهن سيقان النعامةِ
وبصوتها المتشنجُ تقول ضمني أحلم..
//
وهي لازالت تحلمُ بهذا العاشقُ
ومن فرط حلمها نامت في الحلمِ
كأن سيلانات الصبى اليها عادات
اخذت تفرزُ ذكريتها وبقايا الامسِ
ايقنت ان الحلم فرط من شهواتهم
وراحت تلم من سريرها بقع السنين
وكيف لها ان تحصيهم عددا
وعمرها جاوز الحدِ بالفِ عام
..

** جسرها.. طقم الاسنان

من مكتبتي وبقلمي..

العــــــ عقيل ــــــــراقي

 

[العـ عقيل ـراقي]

رد: اختر...؟

لعقيل العراقي

أغلقت نوافذ الامس
وفرشت في باحة العمر
كل الذكريات..
بين سلسالٍ وقطعة حلوى
وبعض الشالات
لم يبقى سوى نفحات عطرٍ
يملأن جوارير القصائدِ
ويكتب بيت شعرٍ للساهرات

كنت أتوهُ كطقلٍ
لا يعرف الباء من التاء
لكنه يفقه معنى الاشتهاءات
تتلون شفتيها مثل أزهار المشمشِ
وينسلُ خلف دثارها كل ظني
واحملها بحلميا فوق المجرات
حين أغلقت بابي لاني أعشقها
فأخاف عليها بهذه الدنيا
المملوءة بالمهلكات
نفضتُ فوق سرها تراب
ودفنتُ كل الامسِ والذكريات
في العيونِ والحدقات..
أعرف سوف ألامُ منها
لكن يا بطتي مثلكِ أنا
اتجرعُ نار الروح والنزعات
ابقى خلف شباكي اترقب حرفكِ
وكل آنٍ اتوق لعناقكِ

 

[العـ عقيل ـراقي]

رد: اختر...؟

لعقيل العراقي

في الليل جداً في الليل
تأتي كل الخمارات في رأسي
وأستغفرُ الله إطباقة جفني
إغتصبوا صفة الليل مني
وبتروا أصابع الشعر منه
ولاحت في عيون البعض غيرةً
فكسروا اظافر حبيبتي في الليل
وقهوتي الحلوةِ مزجتها بطيب شفتيها
كانت بالجمرِ مرةً ومحترقة
ظنوا ان الحب في النهار حرام
وفي الليل كل شيء مباح
يا أنتم قفوا مكانكم الادنى
فالعشق لغة الكبرياء
لا تقتربوا ظناً منك إنكم عشاق
فحانةِ الشوق مترعةً بخمور الهيام
والحمحمة في أسرةُ الغرام
تأبطنا أنا والعشقُ مقاليد الوئام
فكان لبعضنا البعض
كالنبض للنبض
هاكم كل أشلاء مملكة الغدرِ
فيمن تسمى شاعراً أو شويعراً
وهو لا يعرف أين تكتب
الضاد او الظاء
لغةً لا يفهمها إلا من هو اجدر
بالعشقِ وأهل الغرام
أصدق لكم القول..
متعب هو العشق
إذ كنت بعيداً
وطرق الوصال تبدو مستحيلة
لكن لا يعرف الشوق
إلا بنواصل الاحلام الخضاب
نعم تخضب في رؤاك
أنت ومن تعشق خارج
عن كل تُرهات هذا الكونِ
وخُذ رشفتين من الشفاه
تقيكَ سقماً يكادُ يهتك
بكل اشعار الجاهليةِ
وكل بواتر العرب القدامى
تنصل لها..
لا تتنصل منها..
وضع خلف أسوار المتعشقين حديثاً
ترانيم الغرام..
وإغنيةً وناي حزين
فالبعض يرقصُ على جراحات
العاشقين..

 

[العـ عقيل ـراقي]

رد: اختر...؟

على خصرها الماء..


لعقيل العراقي

إنظريني بقَدُّكِ ذاك المُترف
فعلى نهديكِ ظكاً بالليل أعزفِ

أغانٍ يضج منها الفضاء بما
فيه. وأرقص لخصرك المرهف

قصريهِ ذاك الذي منك يحجبُ
وعن كاهل الوردِ منه نظفي

مُلئت أسرة الغرام منكِ حلاوةً
كأن الغرام يدنوا إليكِ زاحـــف

نظى الشبلُ العريكة لكِ يواكحُ
بين نمريكِ يزمجرُ و بهن يهتف

سواد الثوب منكِ يقتل ناظره
وكاد لما ظم بحناياه يرتجف

كداني للقطاف يُنبأ أنهُ يانع
وواهمٍ قد دنى ظناً له يقطف

فراح يلثمهُ نشوةً وبه شبق
كدورة البدرِ إنحائه له يعقف

فلا ليلٍ لسنا برقه قد يلوحُ
ولا لعارض الموجِ منه يوقف

مسسسته بأناملي فَجدَ الحريقُ
وقد كنتُ بلظاهُ متفقهاً ومحترف

بنَهديك صومعةً ملتُ اليها أتبتلُ
والنائباتِ بناسكٍ دوماً تعصف

ملئت كفي بجمرة النهدِ عشقاً
وكاد الشوق إليها بالدمعِ يذرف

إتكأت فوق السرير كشهرزاد
وقصت الحكايا فأوقفني هدف

فقط كي أغدو بعيداً عن سواها
ولسواها أدير الكون وأختلف

أقماراً لحسن محياها تركضُ
وكأن الشمس بنورها تختطف

روت حكايتها والماء بالخصرِ
فكيف بماء الخصرِ بماء يلف

سأندهُ بكل اشتهاء الحروبِ
وستكون الماهرة وتعانق اسيف

ستجلو صدئهُ ذاك وعدها
فلا أريدُ وعداً مبهما ويخلف

 

[العـ عقيل ـراقي]

رد: اختر...؟

لعقيل العراقي


حين سحبت نفسها خلف الاشجار
تواريت كي الم الصدف من سناها
التصق هذا الشبق الصيفي بظلي
تركتُ مساحة وهمٍ عالقةً بفضاها
**



هناك عند رابعة الجدولِ
اخذت اخيظُ شالا بلون عيونها
واوقدتُ شموع السهرة واللقاء
وشبكتُ باقتين من الياسمين
فوق تلك الطاولة
كنتُ قد سرقت بعض النجوم
وسلسلتها بعنق اباريق الخمرةِ
لم احضر سوى فنجان قهوة
لاني احب أن اشربُ قهوتي
من شفتيها..
دوزنتُ كل الوردات البيض
وعلمتهن كيف تشذي
حين تحضر أميرة الخفاء
جلستُ اتأمل مكانها
ومن أين سأبدُ الحديث
وكم الايات قرأتُ
كي لا اتلعثمُ أمام انوثتها
عطرتُ كل المساء
ها إني أنتظرُ موعدها
قالت ستأتي..!!
حجزت الزمان
والمكان
وكل انفاسي
لا تتأخري
تسمع الان علها
.. نايمة هي الان..
لكني سأبقى في انتظارها..
أميرة الخفاء..

 

[العـ عقيل ـراقي]

رد: اختر...؟

العقيل العراقي

جلست فجسَ عطرها مشاعري
وإنطوى خلف خصرها ذراعي
لست أفهم..؟
ماهذه الجديةً في الحُسنِ
وكيف صيغت الشفاهُ
مسستها ذابت كزهرةٍ دُفلى
وأستفاقت بالروح العللُ
حلم..!




تخافُ ان تغمض عينيها
او تستلقي فوق دثارها الوثير
ومخمله البُني والاحمر الداكن
نشرت ثوبها وحقيبةِ يدها
قالت سأحلمُ هذه المرة..
حين اطبقت فخذيها
غفى الكون بمقلتيها
لكن الحدس ظل يعربدُ
يتركُ مظلات وهمٍ قديمة
واخذت تسحب الانفاس
بقوةِ ورعشةٍ وخوف
ألقت بكل أهوال الامسِ
خلف ظهرها المتعبُ حرارةً
واخذت تعض بشفتيها
ويدٍ تمدُ تلاعب سلسالها
وهناك صوتٍ ونافذةٍ
يرعب كل اهواء العاشقين
الحب إنك لا تعرف شيء
فقط أتركها تذوب الامور
كما تشاء الاقدار..
لكن لاتقف وأحلم
او ارسم خيالاً
فيه لوناً ليس رمادياً
او اسوداً
فيه كل أصناف الخيال
لاتتعثر واترك فرس احلامك
يصهل في كل براح
ولا تغفل عن كل مسامٍ بجسدها
لانك لو غفلت..
ستكون خائن بمعنى الافراط..
أنوثةً تتبعثر فيها
كل قواميس الجمر
ويختلط فيها الاشتهاء
كيفما مالت..
وتدلت بين أضرحة
نهدِ سلسالِ
والنمشُ بحنطتها
يمارس كل طقوس اللذةِ
وعيوني ترسمها رغم غفوتها
إنها..!
إنثى من خيال..