استشعر ذلك حتى في المشكلة والبلاء 
قال تعالى { وَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰۤ أَن تُحِبُّوا۟ شَیۡـࣰٔا وَهُوَ شَرࣱّ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٢١٦]
نستهل بهذه الأبيات المنسوبة ﻷمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام):وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ
يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ الذَكيِّ
وَكَم يُسرٍ أَتى مِن بَعدِ عُسرٍ
فَفَرَّجَ كَربَهُ القَلبُ الشَجيِّ
وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ صَباحاً
وَتَأتيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشيِّ
إِذا ضاقَت بِكَ الأَحوالُ يَوماً
فَثِق بِالواحِدِ الفَردِ العَلِيِّ
تَوَسَّل بِالنَبِي في كُلِ خَطبٍ
يَهونُ إِذا تُوُسِّلَ بِالنَبيِّ
وَلا تَجزَع إِذا ما نابَ خَطبٌ
فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيِّ
ابيات شعرية جميلة ورائعة وتحوي حكم ومعاني عميقة.
كل انسان في هذه الحياة يُصاب بمشاكل او بلاء او اختبار يجعله يتضايق ويحزن ويشعر باليأس او الألم.
ولكن ماذا عليك ان تفعل بعد لحظات الإنفعال ؟ ﻷننا بطبيعة الحال اغلبنا يُصاب بلحظة انفعال في البداية.
علينا ان نستشعر حكمة الله من وراء هذا البلاء والمُشكلة والأسباب التي من خلفها. فهل هي تنبيه لنا ؟ او هي عقاب على امر فعلناه ؟ او هي خط رجعة لنا عن امر ارتكبناه او كُنا سوف نرتكبه ؟ او هي لكي تلفت نظرنا ﻷمر ما ؟ او هي اختبار وبلاء لك قبل ان تكون في موقف هذا الشخص وبعد ان تكون ماذا سوف تفعل ؟ او بأنك انت السبب في ذلك ويُفترض ان تعترف او تُصحح خطئك ؟ او بأن تشخص من السبب وما هو الخطأ او المنكر وتستنكره وتُحاول اصلاح الخطأ ؟ او بأن تكون مظلوم وغيرك الظالم لكي تنال الدرجات والحسنات من رب العالمين, وينال الظالم الذنب وعقاب رب العالمين بسبب ظلمه ؟
استشعر ذلك وصفي ذهنك وتأمل في نفسك واستشعر الأمر, وإذا وصلت لنتيجة عليك ان تحمد الله وتشكره وتطلب منه المدد والعون في ذلك, ولا تنسى ان تسئل الله بجاه النبي محمد وآله عليهم وآلهم السلام. استشعر عطاء الله وكرمه ولُطفه حتى في لحظات البلاء والمشاكل والإختبار, واكثر من الشكر والحمد.
فقد تكون هذه المشكلة وهذا البلاء والإختبار هي الطريق لك لكي ترتفع درجتك عند الله او لكي تتوسع مداركك او لكي تنجح في الإختبار.
ولكن احذر ان يقودك هذا الأمر للفشل والطغيان والكُفر بنعم الله عزوجل.
فالبعض قد يكون فقير او متوسط الحال وهذا يكون اختبار له.
ولكن حين تتهيئ له الفرص لكي يُصبح غني وجاه ولكن عليه ان يظلم.
تجده يفشل في الإختبار فتراه يظلم ويكذب ويخدع ويتحايل ويحتكر و و و يجمع كل الصفات السيئة لكي يُصبح غني.
هو يعتقد بأنه نجح, قد يكون نجح بتحصيل جاه دنيوي ولكنه فشل في النجاح الأخروي, لقد استشعر بأن الفقر بلاء ومشكلة وهذه الفرصة هي وسيلة النجاح للخروج من هذا البلاء. ولكنه لم يستغلها بما يُرضي الله عزوجل والتعامل بالصدق والرحمة وعدم الإحتكار والتحايل والكذب.
بل على العكس عمل بكل طريقة باطلة وفاسدة لكي يُحصل على الغنى بأسرع فرصة مُمكنة.
واﻷمثلة كثيرة حيانا اليومية في هذا الشأن ممن فشل في التعامل مع البلاء والمشاكل والإختبار. وممن نجح في التعامل مع البلاء والمشاكل والإختبار فارتقى مكانةً عند الله عزوجل.قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
