ابو مناف البصري
المالكي
قصة وعبرة :
كان هناك امرأة أرملة ، و لم يكن لها معين إلا الله وحده ثم نفسها ؛ لتعيل أطفالها ، كانت تقدم لهم الحب ، و العطف ، و الأمان ، و كانت صابرة مؤمنة مما جعلها تصبح قوية عندما حل الليل ، و بينما هم نيام اشتدت الرياح ، و زادت الأمطار ، و كان بيتهم ضعيف الأساس ، و من كثرة قلق الأُم على أطفالها بقيت مستيقظة تحضن أطفالها بقربها ؛ ليحصلوا جميعا على أكبر قدر ممكن من الدفء ، و للحظة قامت الأم ، و أحضرت ورقة صغيرة ، و كتبت فيها بضع كلمات ، ومن ثم وضعتها في شق الحائط ، و أخفتها عن ناظر أطفالها في تلك الأثناء لم تكن تعلم الأم بإن إحدى أطفالها كان يراها ، و هي تضع شيء ما بالحائط ! مرت الأيام تعقبها السنوات ، و تغير الحال ، فكبر الأطفال ، و أصبحوا رجال ، فقد كانوا متعلمين مثقفين مما جعلهم يتركون بيتهم الصغير ؛ ليسكنوا بيتا في المدينة ، و ما إن لبثت أُمهم سنة واحدة بينهم حتى توفاها الله - تعالى - ، و بعد انتهاء ثلاثة أيام للعزاء اجتمع أبنائها ، و في لحظة ذهب كل منهم بذكرياته عن أُمه ، و فجأة تذكر أخاهم الأكبر أن أُمه قد وضعت شيئاً ما في حائط منزلهم القديم ، فأخبر أخوته ، فهرعوا مسرعين إلى ذلك البيت ، و عندما وصلوا نظر الابن إلى الحائط ، و التقط الحجر الذي يغلق فتحة الشق ، و عندها وجد ورقة بالداخل ، فسحبها ، و إذا بالبيت يهتز بقوة ، فخاف أبناء المرأة من أن يسقط البيت عليهم ، فابتعدوا بسرعة إلى جهة أُخرى ، فوقع البيت ، و عندها حل الصمت بين الأخوة للحظات ، و على وجههم الاستغراب ، و الذهول كيف بذلك يحدث ؟! قال أحد الأبناء : هل الورقة معك يا أخي ؟ أجابه : نعم ، قالوا له بصوت مرتفع : افتحها افتحها !
و عندما فتحها إليكم ما كتبته المرأة في داخلها ، فلم تكن تحتوي إلا بضع كلمات ، و هي : ( أُصمد بإذن رَبك ) ، فما أعظم تلك العبارة ، و ما أروع تلك المرأة ، و ما أصدق إيمانها عندها ترحم الأبناء على أمهم ، و عرفوا آخر درس قدمته بعد وفاتها ، و هو أن يثقوا بالله حق ثقة ، و أن يكون لديهم ثقة كبيرة بإن الله - تعالى - يسير أُمورهم لما فيه خير لهم .
كان هناك امرأة أرملة ، و لم يكن لها معين إلا الله وحده ثم نفسها ؛ لتعيل أطفالها ، كانت تقدم لهم الحب ، و العطف ، و الأمان ، و كانت صابرة مؤمنة مما جعلها تصبح قوية عندما حل الليل ، و بينما هم نيام اشتدت الرياح ، و زادت الأمطار ، و كان بيتهم ضعيف الأساس ، و من كثرة قلق الأُم على أطفالها بقيت مستيقظة تحضن أطفالها بقربها ؛ ليحصلوا جميعا على أكبر قدر ممكن من الدفء ، و للحظة قامت الأم ، و أحضرت ورقة صغيرة ، و كتبت فيها بضع كلمات ، ومن ثم وضعتها في شق الحائط ، و أخفتها عن ناظر أطفالها في تلك الأثناء لم تكن تعلم الأم بإن إحدى أطفالها كان يراها ، و هي تضع شيء ما بالحائط ! مرت الأيام تعقبها السنوات ، و تغير الحال ، فكبر الأطفال ، و أصبحوا رجال ، فقد كانوا متعلمين مثقفين مما جعلهم يتركون بيتهم الصغير ؛ ليسكنوا بيتا في المدينة ، و ما إن لبثت أُمهم سنة واحدة بينهم حتى توفاها الله - تعالى - ، و بعد انتهاء ثلاثة أيام للعزاء اجتمع أبنائها ، و في لحظة ذهب كل منهم بذكرياته عن أُمه ، و فجأة تذكر أخاهم الأكبر أن أُمه قد وضعت شيئاً ما في حائط منزلهم القديم ، فأخبر أخوته ، فهرعوا مسرعين إلى ذلك البيت ، و عندما وصلوا نظر الابن إلى الحائط ، و التقط الحجر الذي يغلق فتحة الشق ، و عندها وجد ورقة بالداخل ، فسحبها ، و إذا بالبيت يهتز بقوة ، فخاف أبناء المرأة من أن يسقط البيت عليهم ، فابتعدوا بسرعة إلى جهة أُخرى ، فوقع البيت ، و عندها حل الصمت بين الأخوة للحظات ، و على وجههم الاستغراب ، و الذهول كيف بذلك يحدث ؟! قال أحد الأبناء : هل الورقة معك يا أخي ؟ أجابه : نعم ، قالوا له بصوت مرتفع : افتحها افتحها !
و عندما فتحها إليكم ما كتبته المرأة في داخلها ، فلم تكن تحتوي إلا بضع كلمات ، و هي : ( أُصمد بإذن رَبك ) ، فما أعظم تلك العبارة ، و ما أروع تلك المرأة ، و ما أصدق إيمانها عندها ترحم الأبناء على أمهم ، و عرفوا آخر درس قدمته بعد وفاتها ، و هو أن يثقوا بالله حق ثقة ، و أن يكون لديهم ثقة كبيرة بإن الله - تعالى - يسير أُمورهم لما فيه خير لهم .