✿قہہمہہر✿
بزونة المنتدى
- إنضم
- 22 أبريل 2016
- المشاركات
- 129,693
- مستوى التفاعل
- 2,640
- النقاط
- 114
الأهزوجة هي تقليد من تقاليد الشعوب الآخذة بالزوال أمام الزحف الحضاري وهي موسوعة قامت بتسجيل أعظم فترة من فترات نضال شعبنا العراقي ضد المحتل والغازي لبلادنا، فنجد أن الفلاح العراقي لا تفارق لسانه وقد رددها الأجيال جيلا بعد جيل. وهي الآن تعاني من الانقراض.
والأهزوجة هي رقصة شعبية تؤدى في حالات مختلفة فمنها يؤدى بالقفز على الموضع قفزات متساوية ومتتالية، ومنها بتقديم الرجل اليمنى إلى الأمام وضرب الأرض بها أو أن يتبارز اثنان بأسلحتهما في الوسط ويشكل الباقون دائرة حول هؤلاء ويدورون باتجاه واحد، ولعل الشعر الملقى هو الذي يحدد نوعية الرقصة، وتتكون الأهزوجة عادة من ثلاثة أبيات ذات قافية واحدة ومن خاتمة ايقاعية يسميها الشعراء (الربطة) لأنها تربط الأهزوجة وتنهيها..
وقد تكون الربطة قصيرة كغالب الأهازيج الشعبية البسيطة المعاني حتى يتمكن الآخرون من فهمها واعادتها او قد تكون طويلة جدا وهو نوع نادر وغير مألوف اختصت به قبائل في جنوب العراق يسمون (بني حجيم) وتسمى الأهزوجة (بالحجيمية) نسبة لهذه القبيلة. وبالنظر لطول (ألربطة) تشكل ثلاثة فرق وكل فرقة تردد جزءاً من الأهزوجة. ويطلق الرصاص إثناء ترديد الأهزوجة بغزارة من بنادق الرجال والنساء اللواتي يقمن بالزغردة وهي من علامات الفرح وتطلق الأهازيج أيضا في الوفيات.. والأهازيج الشعبية ميدان لامتحان موهبة الشاعر وقدرته الخطابية، وتكون معظمها ارتجالية. والغرض من الأهزوجة في المرتبة الأولى هو مدح شيخ العشيرة وفي التفاخر والسياسة وفي الرثاء. وتتميز بعض الأهازيج بصعوبتها من حيث التركيب اللغوي. واليك ايها القارئ بعض الأمثلة من هذه الأهازيج:
1. في المديح؛ مدح احدهم الشيخ عبد الواحد السكر وهو رئيس قبيلة (آل فتلة) والرجل الأول لثورة العشرين يقول:
انت هلهل وانت كوسيج وانت نيص
وانت عنتر بالحرايب من يغيص
وانت الازرك من يهب لازم يجيس
هذا الشايل حمله وحمل الطايح شاله وياه
الهلهل: طير وهمي ريشه كالسهام. الكوسج: قلب السمكة. النيص: حيوان يستطيع أن يفتك بالأسد. الازرك: صفة مجازية لريح شباط الباردة جدا.
يجيس: يؤذي.
2. في الفخر: للمجتمع القبلي في العراق ميزة معروفة، هي مسألة ذوبان الفرد ضمن إطار القبيلة فهو نادرا ما يتكلم باسمه وقلما يمثل نفسه. ومن هذه الأهازيج، احدهم يفخر بقبيلته فيقول:
إحنا نور النور وبدور الصباح
إحنا أهل الماو وربات السلاح
إحنا عزراييل قباض الارواح
إحنا النجبله وكلها تصلي اعليه
الماو: السلاح. ربات: تربية. الجبلة: ألقبلة.
ويرد صاحب القبيلة الأخرى:
إحنا بيض الصاف ما ينكض باليد
إحنا مقلاطيس ياكل بالحديد
إحنا عصاة موسى السرط العربيد
إحنا المطويه وسمها تجالع بيه
الصاف: الطير. ما ينكض: لا يمسك. مقلاطيس: مغناطيس. السرط: البلع. العربيد: الثعبان. المطويه: الأفعى. تجالع: تدير به في فمها وتريد أن تقذفه.
3. في السياسة: لعبت القبيلة كتنظيم اجتماعي دورا بارزا في نضال شعبنا ضد الاحتلال، ومن هذه الأهازيج:
بعد أن أجهز على ثورة العشرين وقضي عليها أيام الوصي عبد الإله فكان الشاعر ينظر إلى تتويج الملك فيصل بانه يوم الخلاص فيقول:
عراكنا حزبين ياهل ناس
جزب لبن الوليد وحزب لبن العاص
سمجتنا يفيصل خاست من الراس
اتوج بالله، اتتوج بلجن تلحك عالذناب
كما حصل اثناء ثورة العشرين ان استشهد احد الثوار من الشباب وكان شجاعا لا يخاف الموت، فبكت عليه النسوة وصاحا بالوعيل، قالت ام الشهيد مفتخرة بابنها: غمه التجيب هدان وتكمطه علرجليها ابني مضغة الوجاج وفطامه علسركيه
4. في الرثاء: تستعرض القبيلة بكل افرادها امام جثمان رئيس القبيلة أو احد وجهائها وهي تردد الأهازيج الحزينة وتأتي القبائل الأخرى معزية بأهزوجة فتقابلها القبيلة المنكوبة بأهزوجة أخرى، وعند الالتقاء يشترك الطرفان في أهزوجة مشتركة ويحمل الجثمان على الرؤوس لمدة طويلة وتسمى (بالعراضة) كالأهزوجة التالية:
جينا عد اخو رخيته خطار
سوا المحشي لعند العطار
احسانك علينا صار مكطار
الدارس فنه ما ينساه
وتفسير هذه الأهزوجة: اننا جئنا إلى هذا الشيخ المسمى (اخو رخيته) كضيوف فاستقبلنا أحسن استقبال حتى انه عمل لنا (محشياً) ومن كثرته وصل إلى (الهطار) والهطار مجموعة من نباتات القصب تلف سوية وتوضع على الأوتاد القصبية الضخمة في (المضيف) وهي كما هو واضح مبالغة في الوصف.
أما (مكطار) فمعناها الحسنات المتتالية واحدة بعد أخرى. أما ألربطة فهي أن الذي يتعلم من هذا الشيخ لا يمكن أن ينسى.
جريدة الصباح العراقية
والأهزوجة هي رقصة شعبية تؤدى في حالات مختلفة فمنها يؤدى بالقفز على الموضع قفزات متساوية ومتتالية، ومنها بتقديم الرجل اليمنى إلى الأمام وضرب الأرض بها أو أن يتبارز اثنان بأسلحتهما في الوسط ويشكل الباقون دائرة حول هؤلاء ويدورون باتجاه واحد، ولعل الشعر الملقى هو الذي يحدد نوعية الرقصة، وتتكون الأهزوجة عادة من ثلاثة أبيات ذات قافية واحدة ومن خاتمة ايقاعية يسميها الشعراء (الربطة) لأنها تربط الأهزوجة وتنهيها..
وقد تكون الربطة قصيرة كغالب الأهازيج الشعبية البسيطة المعاني حتى يتمكن الآخرون من فهمها واعادتها او قد تكون طويلة جدا وهو نوع نادر وغير مألوف اختصت به قبائل في جنوب العراق يسمون (بني حجيم) وتسمى الأهزوجة (بالحجيمية) نسبة لهذه القبيلة. وبالنظر لطول (ألربطة) تشكل ثلاثة فرق وكل فرقة تردد جزءاً من الأهزوجة. ويطلق الرصاص إثناء ترديد الأهزوجة بغزارة من بنادق الرجال والنساء اللواتي يقمن بالزغردة وهي من علامات الفرح وتطلق الأهازيج أيضا في الوفيات.. والأهازيج الشعبية ميدان لامتحان موهبة الشاعر وقدرته الخطابية، وتكون معظمها ارتجالية. والغرض من الأهزوجة في المرتبة الأولى هو مدح شيخ العشيرة وفي التفاخر والسياسة وفي الرثاء. وتتميز بعض الأهازيج بصعوبتها من حيث التركيب اللغوي. واليك ايها القارئ بعض الأمثلة من هذه الأهازيج:
1. في المديح؛ مدح احدهم الشيخ عبد الواحد السكر وهو رئيس قبيلة (آل فتلة) والرجل الأول لثورة العشرين يقول:
انت هلهل وانت كوسيج وانت نيص
وانت عنتر بالحرايب من يغيص
وانت الازرك من يهب لازم يجيس
هذا الشايل حمله وحمل الطايح شاله وياه
الهلهل: طير وهمي ريشه كالسهام. الكوسج: قلب السمكة. النيص: حيوان يستطيع أن يفتك بالأسد. الازرك: صفة مجازية لريح شباط الباردة جدا.
يجيس: يؤذي.
2. في الفخر: للمجتمع القبلي في العراق ميزة معروفة، هي مسألة ذوبان الفرد ضمن إطار القبيلة فهو نادرا ما يتكلم باسمه وقلما يمثل نفسه. ومن هذه الأهازيج، احدهم يفخر بقبيلته فيقول:
إحنا نور النور وبدور الصباح
إحنا أهل الماو وربات السلاح
إحنا عزراييل قباض الارواح
إحنا النجبله وكلها تصلي اعليه
الماو: السلاح. ربات: تربية. الجبلة: ألقبلة.
ويرد صاحب القبيلة الأخرى:
إحنا بيض الصاف ما ينكض باليد
إحنا مقلاطيس ياكل بالحديد
إحنا عصاة موسى السرط العربيد
إحنا المطويه وسمها تجالع بيه
الصاف: الطير. ما ينكض: لا يمسك. مقلاطيس: مغناطيس. السرط: البلع. العربيد: الثعبان. المطويه: الأفعى. تجالع: تدير به في فمها وتريد أن تقذفه.
3. في السياسة: لعبت القبيلة كتنظيم اجتماعي دورا بارزا في نضال شعبنا ضد الاحتلال، ومن هذه الأهازيج:
بعد أن أجهز على ثورة العشرين وقضي عليها أيام الوصي عبد الإله فكان الشاعر ينظر إلى تتويج الملك فيصل بانه يوم الخلاص فيقول:
عراكنا حزبين ياهل ناس
جزب لبن الوليد وحزب لبن العاص
سمجتنا يفيصل خاست من الراس
اتوج بالله، اتتوج بلجن تلحك عالذناب
كما حصل اثناء ثورة العشرين ان استشهد احد الثوار من الشباب وكان شجاعا لا يخاف الموت، فبكت عليه النسوة وصاحا بالوعيل، قالت ام الشهيد مفتخرة بابنها: غمه التجيب هدان وتكمطه علرجليها ابني مضغة الوجاج وفطامه علسركيه
4. في الرثاء: تستعرض القبيلة بكل افرادها امام جثمان رئيس القبيلة أو احد وجهائها وهي تردد الأهازيج الحزينة وتأتي القبائل الأخرى معزية بأهزوجة فتقابلها القبيلة المنكوبة بأهزوجة أخرى، وعند الالتقاء يشترك الطرفان في أهزوجة مشتركة ويحمل الجثمان على الرؤوس لمدة طويلة وتسمى (بالعراضة) كالأهزوجة التالية:
جينا عد اخو رخيته خطار
سوا المحشي لعند العطار
احسانك علينا صار مكطار
الدارس فنه ما ينساه
وتفسير هذه الأهزوجة: اننا جئنا إلى هذا الشيخ المسمى (اخو رخيته) كضيوف فاستقبلنا أحسن استقبال حتى انه عمل لنا (محشياً) ومن كثرته وصل إلى (الهطار) والهطار مجموعة من نباتات القصب تلف سوية وتوضع على الأوتاد القصبية الضخمة في (المضيف) وهي كما هو واضح مبالغة في الوصف.
أما (مكطار) فمعناها الحسنات المتتالية واحدة بعد أخرى. أما ألربطة فهي أن الذي يتعلم من هذا الشيخ لا يمكن أن ينسى.
جريدة الصباح العراقية