ابن الانبار
::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
أن النغمة النهائية للمنطوق تصاحبها عادة فاصلة من الفواصل الصوتية التي تناسبها، وفقًا لطبيعة المنطوق ومقامه. كما لاحظ أن الوقفة تصاحب النغمة الهابطة، دلالة على نهاية الكلام وتمامه، وأن السكتة تصاحب النغمة الصاعدة دليلاً على أن الكلام لم يتم. ولما كان من الصعب تحديد مواقع الوقفات في العربية، فقد حاول المؤلف تعرف شيء من هذه المواقع بطريق سلبي، أي بذكر حالات مما لا يجوز الوقوف فيه أو عليه. أما السكتات فأمر ميسور؛ إذ تبيّن بعد نظر دقيق في التراكيب المختلفة أنها ممكنة الوقوع بين طرفي أي: تركيب مكوَّن من جزأين (أو أكثر) بينهما ارتباط وثيق في المبنى والمعنى. ومن أوضح الأمثلة لهذه الحالة الجمل الشرطية، والجمل المنتظمة لأدوات الربط العامة، مثل بينا – بينما – كلما ... إلخ. وانتهى من كل ذلك إلى أن للفواصل الصوتية دورًا مهمًّا في تنميط التراكيب وبيان أجناسها، وأن السكتة بالذات تقوم مقام الفاصلة}،{ في الكتابة، فكل منهما فاصل واصل: فاصل نطقًا واصل تركيبًا وبناء، كما لاحظ المؤلف هنا أيضًا أن اللغة العربية قدمت لنا بعبقريتها، عناصر لغوية معينة تقوم مقام هذه الفاصلة المتبعة في الكتابة الآن. من أهم هذه العناصر الفاء التي يجب اقترانها بجواب الشرط في حالات معينة معروفة، ومنها أيضًا اللام الواقعة في جواب "لو" و"لولا"، في أغلب الحالات، هذا بالإضافة إلى إمكانية توظيف السكتة (والوقفة كذلك) في مجال توجيه الإعراب في تلك الأمثلة التي وردت إلينا عن العرب بصور إعرابية مختلفة.