أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

الحاجة إلى الغباء

سومري

Banned
إنضم
14 يونيو 2015
المشاركات
33,784
مستوى التفاعل
7,599
النقاط
111
الإقامة
وطن بلا حدود
أن تجد إنساناً في مجتمع اليوم يعلن الحرب على السيارة و الطائرة ، أو يكره الاستفادة من الكهرباء كما يكره أن يقذف في النار ، ويقوم موقفه ذلك على فلسفة : (أن هذه الأشياء من إنجازات الغرب وهذا الغرب يتنافى معنا ديناً وأخلاقاً وفي كثير من المبادئ ، فلا يجب علينا أن نتأثر به ...الخ ) فلا أقول إنه نادر الوجود ، بل يكاد يُعدم رجل سليم يفكر بهذه الطريقة ، ولن تجد عند عوام الناس من يمتلك هذه العقلية فضلاً عن أن يكون منتسباً للفكر والثقافة .

تلك العقلية الكليلة التي لم يحالفها الحظ لتقف على الفرق بين إفادةٍ مادية بحتة في إطار المشترك الإنساني وبين التأثر الفكري وما ينافي الخصوصية ، لم يحالفها الحظ أيضاً (في صورة الرافض للمنجز المادي) إذ كان رفضه عائقا حقيقياً أمام مصالح الناس في عاجل معاشهم ، من ثم لم تجد رواجاً بينهم أو زبوناً منهم يفكر بها ، فأجمعوا على نبذها الذي تستحقه في هذه الصورة ، وركنوها في زاوية التندر والسخرية ، ولا تظن هذا الإطباق على نبذ هذه العقلية عائد إلى ذكاء الناس واهتدائهم للفرق ، بل إنّ ما أكد قصورها وهشاشتها وبطلانها عندهم كونها ضرراً مادياً وخسارة في عاجل معاشهم ، بدليل : أنك تجد ذات العقلية حينما تلبس ثوباً آخر ، وتصدر في صورة أخرى ، تصطاد فرائسها من حملة الأقلام ومن ينتسب للفكر والثقافة لا الدهماء فحسب ، فذات الملازمة بين المشترك الإنساني وبين الخصوصيات الدينية والفكرية ينتهجها كثير من الكتاب في عواميد الصحف ودهاليز الشبكة ، ليس في صورة الرافض للمنجز المادي ، وإنما في صورة المورد للمنتجات الفكرية والأخلاقية والمبادئية ، تحت ذريعة التنمية والتقدم المادي ، ومصلحة التطور الاقتصادي ... الخ ، وحينما يجابه توريده الانهزامي بممانعة واثقة ومستعلية يصيح في الناس مشوهاً هؤلاء الممانعين : أنهم معيقون للتقدم والتنمية ، كما أنهم يستفيدون من الغربيين مادياً ، في حين أنهم يرفضونه فكرياً !
وكم قرأنا تلك الحجة الداحضة التي يشهرونها في وجه ممانعي التغريب الفكري : أنك أيها الممانع لن تجد مكاناً تتعالج فيه إذا مرضت إلا عند هؤلاء الغربيين ، أو على الأقل تحت طائلة العلوم والتكنولجيا الطبية التي أبدعوها .
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )