أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

السيرهاد النبويه الدرس الثاني والثلاثون بعد المئه

الرااااكد

Well-Known Member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
297,898
مستوى التفاعل
26,637
النقاط
113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثانية والثلاثون بعد المائة *132*
*تفقد شهداء أحد ..*
*الجزء الأول .*

انصرفت قريش بعد المعركة راجعة إلى مكة بعد أن قامت كما ذكرنا بعمل لم تعهده العرب من قبل وهو التميثل بجثث الشهداء
رضي الله عنهم أجمعين.

و قام ﷺ يتفقد أصحابه رضي الله عنهم فالتفت يميناً وشمالاً
فقال: *أين عمي أين أسد الله حمزة ؟* *أين حمزة ما كان ليفر !*
"يعني معاذ الله أن يهرب من أرض المعركة ويدخل المدينة"
أين حمزة أين اسد الله ؟
فسكت الصحابة رضي الله عنهم
مع أن عدد منهم يعلم أن حمزة قد استشهد وقد رأوه وهو يسقط .
ولكن بماذا يجيبونه وهو يسأل عن عمه أقرب الناس إليه وأخوه من الرضاعة وصديق الطفولة
ماذا يجيبونه ؟
فكررها . مالكم لا تجيبون ؟
أين أسد الله؟؟؟
ثم نزل لسفح الجبل فأراد أحد الصحابة رضي الله عنهم أن يكسر قوة الصدمة للنبي ﷺ
وقال : يا رسول الله سمعت قائلاً يقول أنه عند الصخرة تلك قد أصيب حمزة رضي الله عنه
فلا ندري أجريح هو أو غير ذلك .
فهرول النبي ﷺ إلى الصخرة فسبقه رجال إليها ....
وهم يعلمون أن حمزة قد أصيب
فلما رأوا المثلة
"أي تشويه جسده وما فعلته قريش بحمزة رضي الله عنه
ذهلوا و قالوا : لا حول ولا قوة إلا بالله .
كيف يراه النبي صلى الله عليه وسلم الآن ؟
فأستقبلوا النبي ﷺ قبل أن يرى حمزة رضي الله عنه
وقالوا : يا رسول الله احتسب عمك عند الله تعالى
قال : ابتعدوا أرونيه ......
فزاح له الصحابة رضي الله عنهم فوقف ﷺ عند جثته .
وكانت صدمة ما بعدها صدمة له ﷺ .
نظر إليه وسكت طويلاً ....
وبكى بكاء شديداً.....
يقول الصحابة رضي الله عنهم
ما رأيناه باكياً قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.. ثم قال وهو يبكي : ما أصبت بمثلك أبداً وما وقفت موقفاً أغيظ علي من هذا .
*والذي أرسلني بالحق لأن أظهرني الله على قومك يوماً لأمثلنا بسبعين من رجالهم .*
"غضباً وحزناً توعد وأقسم أن يثأر لعمه لأن العرب لم تعرف المثلة .
فما هذا الخلق الشنيع الذي فعلته قريش اليوم ؟
شق البطون وجذع الأنف وقطع الآذان .
فلما قال النبي ﷺ ذلك تعاطف معه أصحابه رضي الله عنهم وأخذوا يقسمون بالله لأن أظهرهم الله على قريش ليمثلون بهم مثلةً يتحدث عنها التاريخ .

انظروا إلى جلال هذا الدين وعظمته
لم يمهل النبي ﷺ حتى يرجع للمدينة وينهي تقبل العزاء .

كلنا نعلم أن الرجل عندما يكون مصاب يغفرون له مواقفه ويمهلونه حتى تبرد الصدمة .
فإن كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة تبدأ عظيمة كبيرة ثم تصغر .

لو كانت كل يوم تكبر و تزداد تقتل أصحابها .
أول سماعك بموت أحدهم تكون مصيبة كبيرة
ولكن في اليوم الثاني والثالث تبدأ تهدأ .
في اليوم الرابع أخف بكثير .
لذا استحسن العلماء الجلوس للتعزية "ثلاثة أيام " *مع أنها لم تكن من فعل النبي صلى الله عليه وسلم و لا أصحابه رضي الله عنهم*
ولكن استحسنوها في ما بعد من باب أن يمتصوا هذه الصدمة ويواسوا أهل المصاب حتى تخف صدمة ذلك المصاب .

فلما قال النبي ﷺ مقسماً أنه سيمثل بسبعين ونادى أصحابه من حوله أنهم سيمثلوا بأعداد منهم :
هبط جبريل عليه السلام فوراً والنبي صلى الله عليه وسلم واقف على جثة حمزة رضي الله عنه...
هبط جبريل ، فأخذته ﷺ الغشية فعلموا أنه يوحى إليه ...
وإذا بالله جل في علاه يقول له
*وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ ♡ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ♡ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ♡*

عاقبوهم بالقتال فقط...
أما تشويه الجثث كما فعلت قريش فهذا لا يرضي الله عز وجل ...
*وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ...*
واصبر يا محمد صلى الله عليه وسلم... *لأنك قدوة للناس*
وانظروا إلى عظمة هذا النبي ﷺ .
الذي هو بشر كما قال عنه القرآن الكريم
*قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا ...*
فعندما يسمو هذا البشر فوق كل مقاييس البشرية .
أليست هذه العظمة ؟
في نفس الموقف قبل قليل يقسم أنه سيمثل بسبعين .
فلما جاءه ﷺ الأمر الإلهي ...
لم يكن يعلم القرآن قبل أن يوحى إليه ولم يكن يعلم الغيب إلا ما أطلعه الله عليه...
نزل الوحي فإذا بالنبي ﷺ يغير الموقف في نفس اللحظة .
ماقال مهلآ ليبرد غضبنا ليبرد حزننا....
قال *سمعاً وطاعة يارب .*
ثم تلا الآيات على أصحابه رضي الله عنهم :
وقال *نصفح ونصبر وإن أظهركم الله يوماً على قريش فلا تمثلوا بهم .*
ثم يبشرهم لن تنال قريش منكم حتى تستلموا الحجر .
"أي الحجر الأسود عند الكعبة"
يواسيهم ويرفع معنوياتهم ليس مجاملة ولكن بيقين الوحي أي سنفتح مكة .
جراحهم تنزف وهو يبشرهم بفتح مكة...
وكان دائما يوصي أصحابه أياكم والمثلة....
ثم نظر بمقربة من حمزة رضي الله عنه
"وليس حمزة شهيد فقط بل عدد من أصحابه رضي الله عنهم فتذكر الرؤيا حين استشارهم"
*رَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ .*
*وَرَأَيْتُ فِي ذُبَابِ سَيْفِي ثَلَمًا .*
*وَرَأَيْتُ أَنِّي أَدْخَلْتُ يَدَيَّ فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ .*
قالوا : فما أولتها يا رسول الله .
قال ﷺ *فأما البقر فناس من أصحابي يقتلون .*
*وأما الثلم الذي رأيت في سيفي فهو رجل من أهل بيتي يقتل .*
وهذا حمزة عمه قد قتل وها هم أصحابه قد قتلوا رضي الله عنهم أجمعين...

فنظر بمقربة من حمزة رضي الله عنه فإذا هو "مصعب بن عمير" رضي الله عنه
وإذا هو قد مثل به أيضاً
فجاء و وقف على جثته ثم بكى حتى ابتلت لحيته وسُمع صوته بالبكاء .....
لم يكن من عادته ﷺ إذا ضحك أو بكى أن يرفع الصوت إلا نادراً .
إذا ضحك تبسم وإذا بكى دمعت عيناه وسالت الدموع على لحيته صلى الله عليه وسلم من غير أن يرفع الصوت .
ولكنه في هذا الموقف قالوا سمعنا صوت بكائه ﷺ حين وقف أمام مصعب رضي الله عنه
وأخذ يخاطب جثة مصعب
وهو يقول له: *لقد رأيتك يوماً في مكة وأنت أنعم فتى في مكة .*

لقد رأيتك يوماً في مكة ، وأنت أنعم فتى وأجملهم حلة "أي أغلاهم ثياب"وأطيبهم ريحاً
"لأن الدنيا كانت بين يديه ، والذي تنفق عليه أمه"
فلما أسلم حرمته أمه من المال حتى يرتد عن هذا الدين .
فقال لا حاجة لي للمال فترك كل هذا لله حتى أصبح أفقر شاب يلبس الخشن .... فكان يلبس كيس خيش في مكة .
وهو أول سفير في الإسلام أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقد ذكرنا ذلك عندما أسلم على يديه "سعد بن معاذ"
ثم يقول له النبي ﷺ .
*واليوم أراك أشعث أغبر ، بثوب إن أردنا أن نستر رأسك به كشفنا عن قدميك .*
*وإن أردنا أن نستر قدميك كشفنا عن رأسك .*
فلمح النبي ﷺ وهو واقف امرأة تأتي من بعيد تشق صفوف القتلى تبحث ...
فلما تبّصرها علم أنها عمته "صفية بنت عبد المطلب" أخت حمزة رضي الله عنهم
فنادى النبي صلى الله عليه وسلم على الزبير ولدها دونك المرأة..
"أي رد أمك كي لاترى ما فعل بأخيها"..... فأسرع الزبير رضي الله عنه... وقال : يا أماه إن رسول الله يأمرك أن ترجعي
فضربت بيدها صدره
وصرخت.... يا لكع لقد بلغني ما وقع من أخي من مثلة
وإني أحتسبه عند الله .
الحمد لله أن رسول الله سالماً .
فجاء الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم ...
فقال : دعها . فلما اقتربت نظرت إلى أخيها وبكت واحتسبت عند الله تعالى...
وقالت للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا وقد سلمك الله لنا فلا نبالي بمن عطب....
"بمن قتل واستشهد"

هذان ثوبان..... وقد بلغني ما فعل بحمزة رضي الله عنه فجئت بثوبين تجمع اشلائه بهما....
"لأن الشهيد لا يكفن يدفن بثيابه فالثوبين حتى يردوا أعضائه لبعضها فقد بقر بطنه"
فنظر النبي ﷺ بالثوبين وبكى..
وقال ﷺ : *ما كان لمحمد رسول الله أن يكفن عمه بثوبين ويترك مصعب لا ثوب له .*
*أعطوا ثوب لحمزة وثوب لمصعب .*
*فلفوا حمزة بثوب ولفوا مصعب بثوب وكان الثوب لا يكفي مصعب .*
فقالوا : يا رسول الله إن الثوب قصير ....
إن سترنا رأسه كشفت ساقيه .
وإن سترنا ساقيه كشف رأسه
فقال ﷺ: *اجعلوا الثوب لرأسه وادفنوه مع حمزة في قبر واحد .*
رضي الله عن الصحابة أجمعين وجزاهم ربنا خير الجزاء على ما قدموا للإسلام والمسلمين.... وجمعنا بهم في جنات النعيم ورزقنا الإستقامة على هديهم وسبيلهم.
✨✨✨✨✨
الأنوار المحمدية...
يتبع بإذن الله تعالى....
 

بنت العز

سَحَآبةٌ تُمّطِرُ نقآإءً
إنضم
10 يونيو 2014
المشاركات
67,237
مستوى التفاعل
64,575
النقاط
113
جزاك الله خير
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )