في كل مرة ٍ تظن أنك مكسور ، تأكد من أنك لا تنكسر أبداً ..
لا أحد يستطيع أن يكسر محيطاً ..
يا عزيزي
كل ما تفعله هو أنك تكسر الزجاج الذي يُعيقُك ، و تغوص في باطن أعماقك ، و تكتشف نفسك بين طيات الأمواج الأكثر فتكاً .. و تعيد بناء قلبك بالشعاب المرجانية و الأعشاب البحرية و الرمال قمرية اللون ..
لذا توقف عن حبس نفسك داخل هذا الزجاج ، فلم يكن الغرض منه أن يعيقك ، بل حطِّمه و هشِّمهُ إلى ألف قطعة .. و كن ما هو مُقدَّر لك أن تكون عليه دائمًا ، محيطاً ، معتدَّاً بذاته و مكتملاً ..
هناك قصيدة عن الغفران أحاول أن أكتبها
إلا أني لا أعرف كيف ..
لذا ، عوضاً عن الكتابة ، أتكلم عن
شجيرات التوت الأزرق في حديقة جدتي
كيف قضت الصيف تسقيها وتحصدها وتحولها إلى مربى
كيف تدندن من تحت أنفاسها بالفرنسية في نعومة
كيف برفق تتفحص يداها حباتها كما لو أنها رؤوس أطفالها ..
بعد عيد ميلادها الواحد والثمانين
أصبح البيت أثقل من أن تحافظ عليه وحدها
هكذا ، قرر إبنها بيعه لزوجين شابين
يرغبان في زيارة الريف في عطلات نهاية الأسبوع ..
في الليلة التي وضعت فيها المفاتيح في يد الزوجين
سقطت في النوم وهي تستمع لأغنيات فرنسية هادئة
و لم تكن تدندن كالعادة ..
ببلوغها الثانية و الثمانين
تشعثت شجيرة التوت ، أصبحت مهملة و منبوذة
أما هي فلم تشتهيه الصيف كله تقريباً
لكن ، في يوم من أيام يوليو
إستقلت الحافلة إلى حيث دكان البقالة
و ٱشترت ثلاثة مكاييل منه
في عصر ذلك اليوم ، غنت " Ne me quitte pas "
بصوت مرتفع بينما ملأت طاولات المطبخ بفطائر التوت الطازجة ..
وجدتُها أثناء الليل مع شريحة في يدها و إبتسامة على وجهها
قدّمت لي واحدة قائلة :
هذه هي طريقة تجاوز الأمور ..
هذه هي الطريقة التي تبكين بها ما أحببت ِ
و تغفرين لنفسك ِ خسارته ..