أميــــر الحـــــرف
أقبية الغياب ..

كما مات وطن ..
بالأمس شاهد الملايين الحلقة الرائعة من مسلسل كمامات وطن
هذه الحلقة التي لامست وجدان الفرد العراقي بل وحتى المشاهد العربي ,
حيث حصدت هذه الحلقة ردود أفعال كبيرة فاقت كل ما قدمته الدراما العراقية لسنين طويلة
لأنها ترجمت واقعاً معاشاً وناقشت ظلامة ذاك المواطن الذي طالب بوطن .. بطريقة متحضرة وواعية
ولعلي هنا أسلط الضوء على جانب مهم ربما لم يتطرق له أحداً وهو أن الفن العراقي من الممكن أن يرتقي لأعلى مستويات الابداع
فيما لو توفرت له عوامل النجاح ابتداءً من الفكرة والمضمون عبر نص متميز الى سيناريو مكتوب باحساس عالي
وإخراج وتصويرفيهما الكثير من اللمسات الفنية ,, واداء تفوق فيه الفنانين المشاركين بهذا العمل على انفسهم
وكأنهم عاشو تلك اللحظات وشربوا من معاناة الحدث فكان أن قدموا عملاً ابهارياً وصل الى عمق المتلقي
وتلاعب بمشاعره حتى استدرجه لذرف دموع كان عنوانها الفخر والاعجاب وروح الانتماء لقضية العراق بل وقضية الانسان بشكل عام
على عكس كل الاعمال الاخرى التي رسخت الكوميديا الساذجة والدراما السطحية من خلال اعمال هابطة المستوى
لا تحاكي الواقع لأنها تعتمد نصوصاً تجارية هابطة ومستوى هزيل من الاداء والاخراج والتصوير..
ان الفن هو رسالة انسانية نبيلة ترتبط بالزمان والمكان ونبض الشارع وهو من يقود دفة الفكر ويرتقي بالسلوك
و يتصاعد برتم الذائقة
ولعل ما يميز هذا العمل إنه خاطب كل المستويات الفكرية والمعرفية على حد سواء
فتمكن من احتكار المشاهد وكسب تعاطفه وتسلل الى دواخله وعبرعنه وعن أمانيه العالقة
من خلال ادانته لكل الطغاة الذي سفكوا دمائه وأجهضوا احلامه وأستباحوا كرامته
تحية حب وتقدير ..
لكل من ساهم بهذا العمل الفني الكبير الذي استحق حب الجمهور في كل مكان
وأصدق الاماني ان نشهد نقطة تحول كبيرة في أسس الدراما العراقية الحديثة
من خلال أعمال ناضجة ومرموقة بهذا المستوى الرفيع