أوجاع ألظلام
Well-Known Member
{ { من يعـمـل خيرا"يجد من يكرهه، ومن يعمـل شرا" يجد من يحبـه } }*1
الكل يعرف أن لكلِّ فعـلٍ رد فعــلٍ ، وليس بخــافٍ أن مـا من رمــادٍ مـن غـير حطـب ، ومــا من نـارٍ بلا وقــود ، وليس من دخـان بلا نار .
هـذه المعادلة الأزلية لـم تأتِ مـن فـراغ ولـن تصبح فـراغا" مـا دام الإنسان يعيش فيما يسمّــى الأرض، معادلة أزليـة لـن نعـرف كـيف صيغت ومتى ؟ لكن ومما لا شك فيه أنـها موجودة منـذ أن تـنسّــم آدم نسـمـة الحـياة الأولى ، ومنــذ أن نــشـب أول صــراع بيــن قابـيـل وهابــيــل ، ومنــذ أن اقترف أحـدهم جريمــة بـحـق أخيه . مـا أردت أن أقولـه من هــذه المقــدمة غيــر القصيــرة ؛ أن هـنـاك كــمـا" هائلا" مـن التـعاليم والوصايا والحــكم والمواعظ الهادفــة كلّـــها إلى أن يتعــظ البـشر بما قـيّض للآخـرين أن رأوه وعايشوه ، والنـتائـج التي تمخّض عنهــا؟ كثيرة هــي الأقـوال ، قليلة هـي الأفعال ،الكثــير هم من يسمعون ، القليل هم من يطبّــقـون ، وكأنهم يطبّـقون المثل القائل ( إذا كـان الكلام مـن فضـة فالسكـوت من ذهــب ) ؛ نحن نعـي ونفهـم ، وفي نفس الوقت نتغابى ونتعامى، مفارقـة غريـبة والتعليق عليها سـيكون كمـن يُلقـي حجـــرا" في البحر ليُــحـدث طوفــــــــــــــانا !
لنتأمل ثانيــة" المقطع * من يعمل خيرا" يجـد من يكرهه ، ومن يعمل شـرا" يجــد من يحبــه* ألا تلاحظـون معـي التناقض الصارخ ! هل أًريــد من هذا التناقض إظهــار تناقض أنفسنا ؟ أم أًريــد منه أن نحـاور ذواتنا ! كيـف ؟ ولماذا ؟ كيف يـًكره من يعمل الخير ! ولماذا يًـحب
من يعمل الشّـر ؟ أليس من الأصح أن نحبّ فاعل الخير ونعاضـده ونكره عامل الشر ونعارضـه ؟ وكأن النص يتحـدّى فهمنا وقصور تفكيرنا
لكنني وجـدت ( شبيه الشيء منجــذب إليه ) مخالفـا" للنظرية العلميّـة القائلة _ القطبان المتشابهان متنافران _ . ومن هذا التفسير والـذي
أرجو أن أكون صائبا" فيه خلصت إلى الفكرة القائلة ( الطيور على أشكالها تــقع ) ليس الوقوع هنا ( السقوط ) بـل –التـعارف والتـآخــي والصداقة -- ؛ فالكلًّ يبحث عـن نوعـــه وصنفـه ليكون لـه عــونا" وخليـلا" ؛ و إلا فمـن يكره عمل العمل الحسن ويحب الفعل السيئ .
إذن لا يًــحـب الســيئ إلا الســيئ ولا يكــره الخيــر إلا الـسـيئ .
اخترت ومن نصوص متفرقـة مقاطع عـن هـذه الثنائية التي ما انفـكت عـراها منـذ البداية وقـد تنفك عند النهايــة { قال : انتبهـوا إخوتي ، واحذروا الموت لاسيّمـا أنتم رؤساء المعـابـد ؛ فحالـما تطـبقـون أجـفـانكم إلى الأبـد ، ستحاسبون عمّــا فعلتم ، وفي المطـراثي ستخضعـون للأختبار }*2 يبدو من النص السابق أن عارف الحياة ،وبما أًوتي من علمٍ ومعرفــة ٍ ربانيةٍ وهبها إياه الحـي الأزلـي أراد أن ينـبّه ويعـرّف
الغافين السادرين في غفوتهم أن لا عاصم من الحساب العسير إلا العمل الصالح ،وليست الـدنيا الزائلة مكانا" للحـساب والعـقــاب والثـواب
بـل هـي المحطة الأولى وبعـدها سبـع محطاتٍ * مطراثي* وكـل ًّ واحـدة أصعـب من الأخرى ، وعلينـا أن نتـدبر لهـذا الأمر ! وكـيف نتـدبّـر مادام هـذا التحذيـر يبـدأ بأعـلى الهـرم ، فـإلى أيـن نتجـه لنأمن مما يخبئ ( القدر ) ؟ مـا أعسر الأمتحان الذي وضِعنا فيه ، و يالـه مـن امتحان ؛فلا مفــّر منـه ولا مخبأ ( فهناك أبُّ وابن سيحاسبان ، وسيحاسب معـلّـم وتـلميـذ ...هـناك امُّ وبنـت ستحاسبانِ ، وسـتحاسب حـماة وعروس ، هناك سيـد وسيـدة سيحاسبانِ ، سيحاسب كـلًّ أجير ٍ ، الجميع سيحاسبون .) *3 مقـطع من نصٍ لم يستـثـن ِ أحـدا" ، لـم يـزكّ ِ ونص آخر ( بُـعـث إلى هذه الدنيا وقـد أغضب رئيس المعابـد ليحاسب الكنزبري ورجال بيت الحق ، يسـألهم عـن الأجر وعن الصدقة التي يهبونها ،و كيف تـدخـل إلى بيت المال ) *4 لكن { حديث مندادهيي ضـوء وكـشف } *5 حـديث قـدسي قـالـه لمن يسمع ويستـوعـب ، قاله لمن يسمع ويُطبّـق ، فأين نحـن مـن هؤلاءِ ؟ لكن دعونا نسمع مـا يُمكن أن أُعـدّ لمن يسمع ويطبّـق { طـوبى لمن حـفظ نفسـه ، الرجل الذي يحفظ نفسه لا يضاهيه أحـد ، طوبى للأعمال النافعـة التي تـقـيكم من كـلِّ ســوء }*6 في النص السابق نجـد – طوبى – تتكرر لمرتين فـقـط لكن * ويـلٌ * تُــعاـد خمس مراتٍ – طوبى – تعني [ شجرة من الجنة ] أمّـا – ويــل – فاسم مرادف للنار ولجهنم وللسعير ، مفردة واحـدة تقابلها ثلاث ولربّمـا أكثر . فلماذا ! ألأن الـشّر أكثر من الخير ! أم لأنّ .... من الصعوبة أن نجـد مبـررا" نركن إليه ، أو كلاما" نبسّـط ما نحن فيـه ، أليس من العجب أن نشـعر بالخسارة ونحزن أكثي مما نفرح فيما لـو ربحنا ؟ ما يـدخل في جيوبنا لا نحسٌُّبـه لكن ما يخرج منها
لكم أن تـتصوروه . هنا تحضرني حكاية ،كان أبي – رواهناويلة – يسمعنا إياها * [اعتاد أحد الآباء أن يُـعطي ابنه ما يشاء من نقود ، وهذا يبعثرها كيفما يشاء ، دون أن يلتفت إلى كلام أبيه بالتروي والادخار ، ذات يوم خطر للأب أن يختبر ابنه فاضطره أن يشتغل ؛ فكان حاصل الآبن درهــما" واحـدا" وهنا أخذه الأب واوهم إبنه أنه سيرميه بعيدا" وعندها صرخ الابن محتجا" *هذا كدي ولا يهون عليّ ضياعـه *]
وأقول { ويل للكروش الكبيرة لا تشبع مهما أكلت } *7 علينا أن نتذكّـر { فإذا وهبتم لا تمنّوا ولا تجهـروا ، فأن جهرتم مـرة فلا تكرروا
ذلك وإن أعطيـتم بـيميـنكم فـلا تخبروا يساركم }*8 وفي نص آخر نجـد [ طوبى ] ولأربع مرات لكن نجد[ ويـل] لعشر ! { طوبى للنفس العارفة والقلب العامر ،ويل للذي يعطي النصائح ولا ينصح نفسه .. طوبى لمن عمل خيرا"وويل لمن عمل شرا" .. لتعمل أيديكم الحسنات ولتعطِ الصدقات لترتقوا متطلعين إلى عالم النور } *9 ونص آخر وعلى نفس النمط { ويل لمن رزقته الحياة ولم ينتفع برزقـه ،بل اتخـذ الرزق سبيلا" للخطايا .. ويل لصاحب اللسانين الذي يُـعطي حكمين متناقضين فـي قضيـةٍ واحـــدة }*10ٍ لنكن كمن { صان نقــاء النفس ؛ فإن منزله فـي قمــة عــالمِ الّـنور } *11
الكل يعرف أن لكلِّ فعـلٍ رد فعــلٍ ، وليس بخــافٍ أن مـا من رمــادٍ مـن غـير حطـب ، ومــا من نـارٍ بلا وقــود ، وليس من دخـان بلا نار .
هـذه المعادلة الأزلية لـم تأتِ مـن فـراغ ولـن تصبح فـراغا" مـا دام الإنسان يعيش فيما يسمّــى الأرض، معادلة أزليـة لـن نعـرف كـيف صيغت ومتى ؟ لكن ومما لا شك فيه أنـها موجودة منـذ أن تـنسّــم آدم نسـمـة الحـياة الأولى ، ومنــذ أن نــشـب أول صــراع بيــن قابـيـل وهابــيــل ، ومنــذ أن اقترف أحـدهم جريمــة بـحـق أخيه . مـا أردت أن أقولـه من هــذه المقــدمة غيــر القصيــرة ؛ أن هـنـاك كــمـا" هائلا" مـن التـعاليم والوصايا والحــكم والمواعظ الهادفــة كلّـــها إلى أن يتعــظ البـشر بما قـيّض للآخـرين أن رأوه وعايشوه ، والنـتائـج التي تمخّض عنهــا؟ كثيرة هــي الأقـوال ، قليلة هـي الأفعال ،الكثــير هم من يسمعون ، القليل هم من يطبّــقـون ، وكأنهم يطبّـقون المثل القائل ( إذا كـان الكلام مـن فضـة فالسكـوت من ذهــب ) ؛ نحن نعـي ونفهـم ، وفي نفس الوقت نتغابى ونتعامى، مفارقـة غريـبة والتعليق عليها سـيكون كمـن يُلقـي حجـــرا" في البحر ليُــحـدث طوفــــــــــــــانا !
لنتأمل ثانيــة" المقطع * من يعمل خيرا" يجـد من يكرهه ، ومن يعمل شـرا" يجــد من يحبــه* ألا تلاحظـون معـي التناقض الصارخ ! هل أًريــد من هذا التناقض إظهــار تناقض أنفسنا ؟ أم أًريــد منه أن نحـاور ذواتنا ! كيـف ؟ ولماذا ؟ كيف يـًكره من يعمل الخير ! ولماذا يًـحب
من يعمل الشّـر ؟ أليس من الأصح أن نحبّ فاعل الخير ونعاضـده ونكره عامل الشر ونعارضـه ؟ وكأن النص يتحـدّى فهمنا وقصور تفكيرنا
لكنني وجـدت ( شبيه الشيء منجــذب إليه ) مخالفـا" للنظرية العلميّـة القائلة _ القطبان المتشابهان متنافران _ . ومن هذا التفسير والـذي
أرجو أن أكون صائبا" فيه خلصت إلى الفكرة القائلة ( الطيور على أشكالها تــقع ) ليس الوقوع هنا ( السقوط ) بـل –التـعارف والتـآخــي والصداقة -- ؛ فالكلًّ يبحث عـن نوعـــه وصنفـه ليكون لـه عــونا" وخليـلا" ؛ و إلا فمـن يكره عمل العمل الحسن ويحب الفعل السيئ .
إذن لا يًــحـب الســيئ إلا الســيئ ولا يكــره الخيــر إلا الـسـيئ .
اخترت ومن نصوص متفرقـة مقاطع عـن هـذه الثنائية التي ما انفـكت عـراها منـذ البداية وقـد تنفك عند النهايــة { قال : انتبهـوا إخوتي ، واحذروا الموت لاسيّمـا أنتم رؤساء المعـابـد ؛ فحالـما تطـبقـون أجـفـانكم إلى الأبـد ، ستحاسبون عمّــا فعلتم ، وفي المطـراثي ستخضعـون للأختبار }*2 يبدو من النص السابق أن عارف الحياة ،وبما أًوتي من علمٍ ومعرفــة ٍ ربانيةٍ وهبها إياه الحـي الأزلـي أراد أن ينـبّه ويعـرّف
الغافين السادرين في غفوتهم أن لا عاصم من الحساب العسير إلا العمل الصالح ،وليست الـدنيا الزائلة مكانا" للحـساب والعـقــاب والثـواب
بـل هـي المحطة الأولى وبعـدها سبـع محطاتٍ * مطراثي* وكـل ًّ واحـدة أصعـب من الأخرى ، وعلينـا أن نتـدبر لهـذا الأمر ! وكـيف نتـدبّـر مادام هـذا التحذيـر يبـدأ بأعـلى الهـرم ، فـإلى أيـن نتجـه لنأمن مما يخبئ ( القدر ) ؟ مـا أعسر الأمتحان الذي وضِعنا فيه ، و يالـه مـن امتحان ؛فلا مفــّر منـه ولا مخبأ ( فهناك أبُّ وابن سيحاسبان ، وسيحاسب معـلّـم وتـلميـذ ...هـناك امُّ وبنـت ستحاسبانِ ، وسـتحاسب حـماة وعروس ، هناك سيـد وسيـدة سيحاسبانِ ، سيحاسب كـلًّ أجير ٍ ، الجميع سيحاسبون .) *3 مقـطع من نصٍ لم يستـثـن ِ أحـدا" ، لـم يـزكّ ِ ونص آخر ( بُـعـث إلى هذه الدنيا وقـد أغضب رئيس المعابـد ليحاسب الكنزبري ورجال بيت الحق ، يسـألهم عـن الأجر وعن الصدقة التي يهبونها ،و كيف تـدخـل إلى بيت المال ) *4 لكن { حديث مندادهيي ضـوء وكـشف } *5 حـديث قـدسي قـالـه لمن يسمع ويستـوعـب ، قاله لمن يسمع ويُطبّـق ، فأين نحـن مـن هؤلاءِ ؟ لكن دعونا نسمع مـا يُمكن أن أُعـدّ لمن يسمع ويطبّـق { طـوبى لمن حـفظ نفسـه ، الرجل الذي يحفظ نفسه لا يضاهيه أحـد ، طوبى للأعمال النافعـة التي تـقـيكم من كـلِّ ســوء }*6 في النص السابق نجـد – طوبى – تتكرر لمرتين فـقـط لكن * ويـلٌ * تُــعاـد خمس مراتٍ – طوبى – تعني [ شجرة من الجنة ] أمّـا – ويــل – فاسم مرادف للنار ولجهنم وللسعير ، مفردة واحـدة تقابلها ثلاث ولربّمـا أكثر . فلماذا ! ألأن الـشّر أكثر من الخير ! أم لأنّ .... من الصعوبة أن نجـد مبـررا" نركن إليه ، أو كلاما" نبسّـط ما نحن فيـه ، أليس من العجب أن نشـعر بالخسارة ونحزن أكثي مما نفرح فيما لـو ربحنا ؟ ما يـدخل في جيوبنا لا نحسٌُّبـه لكن ما يخرج منها
لكم أن تـتصوروه . هنا تحضرني حكاية ،كان أبي – رواهناويلة – يسمعنا إياها * [اعتاد أحد الآباء أن يُـعطي ابنه ما يشاء من نقود ، وهذا يبعثرها كيفما يشاء ، دون أن يلتفت إلى كلام أبيه بالتروي والادخار ، ذات يوم خطر للأب أن يختبر ابنه فاضطره أن يشتغل ؛ فكان حاصل الآبن درهــما" واحـدا" وهنا أخذه الأب واوهم إبنه أنه سيرميه بعيدا" وعندها صرخ الابن محتجا" *هذا كدي ولا يهون عليّ ضياعـه *]
وأقول { ويل للكروش الكبيرة لا تشبع مهما أكلت } *7 علينا أن نتذكّـر { فإذا وهبتم لا تمنّوا ولا تجهـروا ، فأن جهرتم مـرة فلا تكرروا
ذلك وإن أعطيـتم بـيميـنكم فـلا تخبروا يساركم }*8 وفي نص آخر نجـد [ طوبى ] ولأربع مرات لكن نجد[ ويـل] لعشر ! { طوبى للنفس العارفة والقلب العامر ،ويل للذي يعطي النصائح ولا ينصح نفسه .. طوبى لمن عمل خيرا"وويل لمن عمل شرا" .. لتعمل أيديكم الحسنات ولتعطِ الصدقات لترتقوا متطلعين إلى عالم النور } *9 ونص آخر وعلى نفس النمط { ويل لمن رزقته الحياة ولم ينتفع برزقـه ،بل اتخـذ الرزق سبيلا" للخطايا .. ويل لصاحب اللسانين الذي يُـعطي حكمين متناقضين فـي قضيـةٍ واحـــدة }*10ٍ لنكن كمن { صان نقــاء النفس ؛ فإن منزله فـي قمــة عــالمِ الّـنور } *11