كثيرة هي الأدبيات التي تناولت هذا الموضوع خصوصاً في المجتمع العراقي على اعتبار إن المجتمع العراقي وكما هو معروف لا يزال يسير بثلاثة عجلات هي الدين ، والقبيلة ، والسياسة ، فمنذ بزوغ فجر الحضارة الأول في بلاد الميزوبوتاميا ( مابين النهرين ) كان المتحكم الأول هو السياسة ، ومن ثم الدين ، وكما يذكر الكاتب فراس السواح في كتابه ( دين الإنسان ) إن أول معبد أُنشئَ في العراق ، هو في زمن الملك حمورابي في العهد البابلي تحديداً ، عندما كان العراق أراميا لم تفد إليه القبائل العربية بعد ، بعد ذلك بدأت هجرة القبائل العربية الى مابين النهرين الذي لم يكن يعرف بالعراق آنذاك ، وتحديداً ما بعد النبي إبراهيم (ع) حيث إن النبي إسماعيل (ع) تزوج من العرب وتحدث بلسانهم العربي . ولوفرة الخيرات والمياه والأشجار بدأت الهجرة الى تلك المنطقة الخصبة من جميع أصقاع الأرض واستوطنوا فيها وهنا بدأت مسيرة القبيلة في العراق ، وكل قبيلة تمتلك منظومةٍ قيميةٍ وثقافيةٍ تشترك مع القبائل الأخرى أحياناً وتختلف أحياناً أخرى ، وكما هو معروف إن المنظومة لثقافية تنتقل عبر الأجيال المتعاقبة الى إن وصلت الى جيلنا اليوم .
ونتيجة الهجرات الكثيرة التي حصلت من الريف الى المدينة في العراق تكونت في العراق ما يسمى في العلوم الاجتماعية ظاهرة
( ترييف المدينة ) يقول الدكتور على الوردي (ما مضمونه) ، ان الفرد العراقي يعيش في المدينة ويرتدي الجينز ويستقل السيارات الحديثة ويستخدم التكنولوجيا ، لكنه يتعامل بطريقة قبلية في حل جميع مشاكل حياته ، فهو ببساطة ( جون ستيورت من الخارج وابو عليوي من الداخل ) ، وهو ما اسماه ( بالتناشز الاجتماعي ) ويعلل الدكتور ذلك بانعدام الثقة بين الفرد والمؤسسة ، فلو كان الفرد يشعر إن المؤسسات الحكومية تنتصر له في حال تعرضه للحيف ، سوف لن يلجأ الى القبيلة ليحتمي بها .
من الطبيعي ان يعيش الإنسان في ألمدينه بشكل ( مدني ) ا وان تزحف المدينة على الريف فتمدن القرى والقصبات وتحولها الى مدن ذات طراز عصري ، اما في حالات التدهور والتخلف والظروف الاستثنائية فسوف يزحف الريف الى المدينة ، خالقاً مدينة متريفةٍ يعيش أهلها صراع الحضارة ، وتناشزاً اجتماعياً وشخصية ازدواجية ، وقد يكونوا لا يشعرون بذلك .
ملاحظة : لقد لجأنا الى الاختصار بالموضوع ، كي لا يصاب القارئ بالملل .
Marten
April 2017
ونتيجة الهجرات الكثيرة التي حصلت من الريف الى المدينة في العراق تكونت في العراق ما يسمى في العلوم الاجتماعية ظاهرة
( ترييف المدينة ) يقول الدكتور على الوردي (ما مضمونه) ، ان الفرد العراقي يعيش في المدينة ويرتدي الجينز ويستقل السيارات الحديثة ويستخدم التكنولوجيا ، لكنه يتعامل بطريقة قبلية في حل جميع مشاكل حياته ، فهو ببساطة ( جون ستيورت من الخارج وابو عليوي من الداخل ) ، وهو ما اسماه ( بالتناشز الاجتماعي ) ويعلل الدكتور ذلك بانعدام الثقة بين الفرد والمؤسسة ، فلو كان الفرد يشعر إن المؤسسات الحكومية تنتصر له في حال تعرضه للحيف ، سوف لن يلجأ الى القبيلة ليحتمي بها .
من الطبيعي ان يعيش الإنسان في ألمدينه بشكل ( مدني ) ا وان تزحف المدينة على الريف فتمدن القرى والقصبات وتحولها الى مدن ذات طراز عصري ، اما في حالات التدهور والتخلف والظروف الاستثنائية فسوف يزحف الريف الى المدينة ، خالقاً مدينة متريفةٍ يعيش أهلها صراع الحضارة ، وتناشزاً اجتماعياً وشخصية ازدواجية ، وقد يكونوا لا يشعرون بذلك .
ملاحظة : لقد لجأنا الى الاختصار بالموضوع ، كي لا يصاب القارئ بالملل .
Marten
April 2017