

الكلمات-الجارحة...


ثار رجل على صديقه ، وقذفه بكلمات جارحة ،وما إن عاد إلى منزله وهدأت أعصابه ، حتى بدأ يفكر باتزان : "كيف خرجت هذه الكلمات من فمي ؟!

وقال : - سوف أذهب وأعتذر من فوري لصديقي" ، وهكذا كان ...وبالفعل رجع إلى صديقه ، وفي خجل شديد ، قال له :

" أنا آسف ، فقد خرجت هذه الكلمات عن غير قصد مني ، سامحني" وقبل صديقه اعتذاره ...

لكن الرجل عاد ونفسُه مضطربة ، حزينة ، كيف خرجت منه مثل هذه الكلمات ؟ ....

لم يسترح قلبه لما فعله ، فذهب إلى شيخ القرية، واعترف بما ارتكب،قائلا له:"أريد أن تستريح نفسي ،فإني غير مصدق أن هذه الكلمات خرجت من فمي" .
.

قال له الشيخ :"إن أردت أن تستريح ، إملأ جعبتك بريش الطيور ،واعبر على كل بيوت القرية ، وضع ريشة أمام كل منزل"...

نفذ الرجل ما قيل له ، ثم عاد إلى شيخه فرحاً متهللاً ،فقد أطاعه في ما أمر .....

فقال له الشيخ : " الآن إذهب واجمع الريش من أمام الأبواب"...

عاد الرجل ليجمع الريش ، فوجد الرياح قد حملت الريش، ولم يجد إلا القليل جداً أمام الأبواب ، فعاد حزيناً ...

عندئذ ، قال له الشيخ : " كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك ..
ما أسهل أن تفعل هذا!

لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك !
كصعوبة جمع الريش من أمام الأبواب ..

إذن عليك أن تجمع ريش الطيور أو أن تمسك لسانك".....

يــــارَبْ عَلمّنْي أنْ أحــبّ النَاسْ كَما أحــبّ نَفسْي وَعَلّمني أنْ أحَاسِبْ نَفسْي كَما أحَاسِبْ النَاسْ وَعَلّمنْي أنْ التسَامح هَو أكْبَر مَراتب القوّة وَأنّ حبّ الإنتقام هَو أولْ مَظاهِر الضعْفَ....

تحياتي لكل الرائعين أجمل تحية وكلمات لأجمل قلوب عرفتها حياتي ..
