محمد يوسف
ابو الحسن
الاديب العربي الفلسطيني العراقي محمد سمارة في ذمة الله
في هذه المرحلة الاستثنائية، وشعب فلسطين يسجل حضوره التاريخي مرة اخرى، في القدس وفي الضفة وفلسطين المحتلة، وصواريخ غزة تنطلق لتؤكد قدرة الامة باسم فلسطين وشعبها، رحل من بيننا الاديب والكاتب والباحث الفلسطيني محمد سمارة؛ ليذهب إلى ربه حاملاً ملف وهموم الاجيال الفلسطينية خلال هذه السنوات الحزينة والمريرة والمفعمة بالمآسي والكوارث فقد ولد نكبة 1948م بأربع سنين، وحملته امه طفلاً ضمن حملة اللجوء الفلسطيني الأولى ليأتي إلى العراق، حيث وعده ضباط الجيش المقاتلون هناك انهم سيرجعونهم إلى ديارهم خلال اسبوع او اسبوعين فقط، ولم ينتبهوا إلى مخططات الساسة الذين خضعوا لقرارات الانكليز الذين اصدروا وعد بلفور المشؤوم الذي كان اساس النكبة الدائمة لفلسطين والامة معها.
نشأ الاديب الراحل في العراق وصار جزءً من نسيجه الاجتماعي مع اخوانه الفلسطينيين وعانى من الاستبداد الذي لم يستسلم له كما عانى اخوانه العراقيون وجابه وعاش محنة الحرب المخططة عليهم بعد الاحتلال، تلك المحنة التي لم تنته إلا بجهود ابناء العراق المخلصين مع اخوانهم الفلسطينيين، الذين تحملوا الكثير من الآلام في تلك الفترة وهي آلام عاشها العراقيون معهم وشاركوهم فيها.
لقد ترك الاديب الراحل مجموعة من الكتب والبحوث القيّمة، كما ترك ابناءً وتلاميذ تبنوا منهاجه وطريقه في الحياة؛ امة واحدة تحت راية الاسلام، ومسيرة راسخة للتحرير لن تتوقف إلا في فلسطين بإذن الله تعالى.
نقدم العزاء لأهله واخوانه لنبشره ونبشرهم بأن ملامح هذه العودة وهذه النهاية بدأت تظهر امامنا بوضوح.
للفقيد الرحمة، ولأهله العزاء، ولشعب فلسطين المجاهد النصر والعزة ولأمتنا ولشعبنا في العراق كل الاعتزاز في مواجهة مخطط الاحتلال والتكفير والفتنة، ولامتنا الرفعة بوحدة حقيقية في ظل رسالتنا الإسلامية المقدسة.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)يوسف:21.
جواد الخالصي
6 شوال 1442هـ
18 أيار 2021م