أوجاع ألظلام
Well-Known Member
من يستطيع أن ينظر بلا تأثّر الى المصلوب ,أي الى ذلك الدليل السامي على حبّ الله للبشر ,الذي هو لنا ينبوع كل الخيرات والنعم في هذه الحياة وعربون المجد في الآخرة . فلو أن أحد الاصدقاء فدانا بدمه أو مات عنّا أو احتمل العار والعذاب لاجلنا لذكرناه الى آخر نسمة من حياتنا بحنوّ وشفقة وردّدنا في ذهننا كل ظروف نزاعه وقبلنا بدموع وتأثّر عظيم الصورة التي تصوّره متعذّباً ومائتاً لاجلنا . فكم بالحري يجب أن يحث قلبنا حب يسوع المصلوب بحيث لا نحيا ولا نتنفّس إلاّ لاجله .فيسوع لم يمت على الصليب لاجل أحبّاء وأصدقاء له بل لاجل الذين شهّروا له العداوة ولهذا يقول أوغسطينوس ) اذا كان من ينسى نعمة خلقه يستحقّ جهنّماً واحدة ,فمن ينسى عطيّة الفداء يستوجب ألف جهنّم ) ومع ذلك ما أعظم عدد الذين الذين لا يفتكرون في هذا الامر .ولكثرة مشاهدتنا للمحبة نصبح عادمي المعروف .فهذا الفكر كان يؤثّر في القدّيس فرنسيس الاسيزي ويزيده حزناً وألماً فيذرف الدموع ليلاً ونهاراً ويبكي جحود البشر ونكرانهم معروف يسوع . وما صنعه لاجلهم باحتماله الصليب . ألسنا نحن من عداد هؤلاء الناكري الجميل ؟؟؟*