- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,557,385
- مستوى التفاعل
- 193,906
- النقاط
- 2,600
الوعي عند الفلاسفة..

الوعي هو ذلك البناء الفوقي الذي تتجلى فيه جميع الأنشطة الإنسانية
الجميع يصرخ: إنها أزمة وعي؛ أنت لا تملك وعيا كافيا، لست واعيا لما يحدث من تغيرات وأحداث من حولك.
أنت كالطفل في سنواته الأولى لا يدرك شيئا من حوله، حتى الأشياء المحسوسة لا يكاد يدركها؛ كصفحة بيضاء خالية من المعقول والمحسوس.
نحن الواعون.. نحن من يحق لنا تحديد مصيرك وإرادتك وحريتك ونسمع ما لا تسمعون.. ونبصر ما لا تبصرون.. إننا نرى ما لا ترون.. أنتم لا ترون أبعد من أنوفكم.
لنترك الوصف قليلاً ولنعود إلى السؤال الأول:
- ما الوعي؟
- هل هناك شيء اسمه الوعي؟
- هل هو شيء ذاتي أو شيء موضوعي؟
- هل الوعي ذاته نابع من العقل أو التجربة؟
لعل الحديث عن الوعي ضرب من ضروب السفسطة، وما أقصده بالسفسطة هو الكلام النسبي غير القابل للإدراك من قبل الجميع. فلكلّ مجتمع وعي محدد، ولكلّ فرد وعي آخر نابع من تجاربه وإحساسه وإدراكه الذاتي، فالوعي شيء ذاتي لا موضوعي.
العلماء والفلاسفة منذ الأزل تساءلوا: ما الوعي؟
فالموضوع قديم قدم الإنسان، ولا أعتقد بوجود فلاسفة محدثين أفضل من الفلاسفة القدماء كأفلاطون وابن رشد وأرسطو وغيرهم، فالحديث حول الوعي خاضه السابقون.
فلا أعتقد بأن الوعي نابع مما يعيه الإنسان، سواء أكان وعيه صحيحا أم خاطئا؛ حتى أشد الناس تطرفا وعدوانية ينادون بالوعي.. فأي وعي يقصدون؟
في حوارنا الشيق يشاركنا الرفيق كارل ماركس والفيلسوف نيتشه وأبو الطب النفسي سيغموند فرويد.
ولنبدأ بكارل ماركس..
- ما الوعي يا ماركس؟
ماركس: إن الوعي هو ذلك البناء الفوقي الذي تتجلى فيه جميع الأنشطة الإنسانية، لا نستطيع إطلاقا أن نتمثل الوعي في معزل عن الأوضاع الاجتماعية.
إن الوعي على علاقة رئيسية بالإنتاج، فالناس يدخلون في علاقات إنتاج معينة خارجة عن إرادتهم، تولد عندهم درجات متنوعة من الوعي.
ومن هنا يقول ماركس جملته الشهيرة "ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم، وإنما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم".
ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم،
ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم،