لُغــز
نَـاآدِرْ
- إنضم
- 31 ديسمبر 2022
- المشاركات
- 2,930
- مستوى التفاعل
- 9,648
- النقاط
- 113
••
ألا يحدثني احدكم كيف يكون حنان الام ؟
ألا يخبرني ايً منكم كيف يكون لُطف الام ؟
ألا يستطيع فرداً منكم ان يُوصل الى قلبي شعور امان الام ؟
ليلة الخامس و العشرون من يناير للعام الرابع من الالفية الثانية ..
و انا استعد لاختبار مادة الرياضيات ضمن الامتحانات النصف السنوية و بعد اكمال المذاكرة نصعد الى غرفتنا انا و اخي الذي يكبرني بـ خمسةِ سنوات عني ، بعد ان القينا تحية ما قبل النوم على والدينا الجالسين يتهامسون في امورٍ شتّى ، اجدها مواضيع للكبار التي لا دخل لنا فيها و لا يخلو الهمس من الضحك و بعض المزاح في بينهما ..
الساعة الرابعة قُبيل اذان الفجر ..
صعدَ ابي مُسرعاً كي يوقظ اخي الاكبر ذي الثمانِ عشر عاماً كي يخبره إنّ والدتي قد تعرضت لوعكة صحية حادة و ان عليه النزول معه ويبقى بجانبها بينما يعمل الكثير من الاتصالات لطلب النجدة و الاسعاف ..
استيقظتُ لأرى ماذا هناك !!؟
-المنظر لديّ
لم اقوى على النزول لا اعرف ما الذي اصابني حينها فانا اشاهد والدتي و انا اقف على درجات الدرج من الاعلى و هي ممدة في وسط البيت ، اخي جالساً عند جانبها الايمن و اختي التي تصغرني بعامين فقط تنحب عند جانب رأسها الايسر امّا صغيرة البيت ذات الثلاث سنوات لا تزال تغط في نومها .. و الاثنان يناديان ( يُمّة ، يُمّة جاوبيني .. يُمّة شبيج يُمّة ) و والدتي تتنفس بصعوبة بالغة و لا تقوى على شيء سوا النظر الينا و دموعها تنزلق على اطراف وجنتيها المقدّسة ، لا ازال واقفاً من شدة الصدمة و منظر الدموع لا يفارق مخيلتي ..
بعد الكم الكبير من الاتصالات لوالدي ،
وصلَ صديق والدي بسرعة و نقلا والدتي الى المشفى القريب من دارنا ..
الله اكبر .. الله اكبر
صوت الجامع القريب منّا قد كبّر للاعلان عن اذان الفجر بعده بِ عشر دقائق اتى صديق والدي لطلب المستمسكات الرسمية لوالدينا و عندسؤالنا له عنها قال لنا :
- اخي الاكبر : اني راح ابقى اليوم لان اختنا محد يمها و امنا تعبانه يلا انت بدل و روح حتى تمتحن
- اختي : اني هم ما اروح و راح ابقى هنا ..
- انا : بعد ان سمعت كلام اخي و غيرتُ ملابسي كي اذهب الى مدرستي لكن بخطوة الى الامام و خطوتين الى الوراء و كل تفكيري بوالدتي المريضة و ما حصل معها ، وصلتُ مدرستي و بدأتُ الاجابة و حينها بدأت دموعي تنهمر بصمتٍ بالغ و كأن لحظة الانفجار قد حانت و قلبي معتصرًا إلّا انني بصمتٍ رهيب و قد بللت ورقة الامتحان بالدموع و القلم يسطّر الاجوبة ، حتى لاحظ المدّرس حالتي ، اتاني مسرعاً و ظنّ بأنني خائف من اسئلة الامتحان او انني اواجه صعوبةً فيها فأخبرته ان امي قد اخذوها الى المشفى و انا قلقٌ عليها .
حاول تهدئتي و التخفيف من قلقي و قد اغرورقت عيناه لما رآه و انا هممتُ بالاجابة من جديد و بعد نصف ساعة من وقت الاختبار كنتُ قد اجبتُ اسئلة الرياضيات جميعها و دموعي لا تقبل التوقف ، استأذنتُ المُدّرس و خرجتُ مسرعاً راكضاً نحو بيتنا و حقيبتي المدرسية تضرب ظهري ، قلبي يحاول ان يسبقني نحو البيت وصلتُ بداية شارع بيتنا قدماي تجمدت مكانهما لا تقوى ان تتحرك خطوة اخرى و كأن اوتادًا قد دُقّتْ بهما ، هناك جمعٌ من الناس اراه امام بيتنا و النساء تدخله مولولةً صارخة ، أجّرُ قدميّ و كأن سلاسل الارض قد عُلقّت بهما ازحتُ حِملَ حقيبتي التي لم اعداقوى على حملها اخذت اتخطى قليلاً و قليلاً اقتربت من البيت ماذا هناك ..؟
لم يجبني احد .. وصلت باب البيت و عندها جائني العجوز جارنا يخبرني ان والدتي قد ذهبت الى العلي القدير و انها فارقت الحياة ..
و مذ ذلك الوقت و انا اخشى الموت
ليس خوفًا منه ، بل اخافُ ان افقد عزيزًا على قلبي و لا اقوى الفراق ابدًا .. و للمعلومة كانت نتيجة اختبار الرياضيات في ذلك اليوم المشؤم هي ناجح بمعدل ٩٥٪ ..
كُلي استعداد للتضحية بأيام عمري بأجمعها
مقابل ساعة من الزمن مع امي و انا اليوم في هذا العمر .. رحمكِ الله يا مهجة قلبي و حُلمٌ عند الله تحقيقه .. و رحم الله اموات الجميع واسكنهم فسيح جنانه و الهمنا و اياكم الصبر على ما بلانا بهِ .. و حفظ لكم الطيبات منهن و ادامهم خيمةً لكم و اطال اعمارهن ان شاء الله..
••
ألا يحدثني احدكم كيف يكون حنان الام ؟
ألا يخبرني ايً منكم كيف يكون لُطف الام ؟
ألا يستطيع فرداً منكم ان يُوصل الى قلبي شعور امان الام ؟
ليلة الخامس و العشرون من يناير للعام الرابع من الالفية الثانية ..
و انا استعد لاختبار مادة الرياضيات ضمن الامتحانات النصف السنوية و بعد اكمال المذاكرة نصعد الى غرفتنا انا و اخي الذي يكبرني بـ خمسةِ سنوات عني ، بعد ان القينا تحية ما قبل النوم على والدينا الجالسين يتهامسون في امورٍ شتّى ، اجدها مواضيع للكبار التي لا دخل لنا فيها و لا يخلو الهمس من الضحك و بعض المزاح في بينهما ..
- تصبح على خيرٍ اخي الحبيب و اغط في نومٍ عميق و كل افكاري كيف سأبلي في اختبار الرياضيات غدًا ..
الساعة الرابعة قُبيل اذان الفجر ..
صعدَ ابي مُسرعاً كي يوقظ اخي الاكبر ذي الثمانِ عشر عاماً كي يخبره إنّ والدتي قد تعرضت لوعكة صحية حادة و ان عليه النزول معه ويبقى بجانبها بينما يعمل الكثير من الاتصالات لطلب النجدة و الاسعاف ..
استيقظتُ لأرى ماذا هناك !!؟
-المنظر لديّ
لم اقوى على النزول لا اعرف ما الذي اصابني حينها فانا اشاهد والدتي و انا اقف على درجات الدرج من الاعلى و هي ممدة في وسط البيت ، اخي جالساً عند جانبها الايمن و اختي التي تصغرني بعامين فقط تنحب عند جانب رأسها الايسر امّا صغيرة البيت ذات الثلاث سنوات لا تزال تغط في نومها .. و الاثنان يناديان ( يُمّة ، يُمّة جاوبيني .. يُمّة شبيج يُمّة ) و والدتي تتنفس بصعوبة بالغة و لا تقوى على شيء سوا النظر الينا و دموعها تنزلق على اطراف وجنتيها المقدّسة ، لا ازال واقفاً من شدة الصدمة و منظر الدموع لا يفارق مخيلتي ..
بعد الكم الكبير من الاتصالات لوالدي ،
وصلَ صديق والدي بسرعة و نقلا والدتي الى المشفى القريب من دارنا ..
الله اكبر .. الله اكبر
صوت الجامع القريب منّا قد كبّر للاعلان عن اذان الفجر بعده بِ عشر دقائق اتى صديق والدي لطلب المستمسكات الرسمية لوالدينا و عندسؤالنا له عنها قال لنا :
- لا يظل بالكم عمو لا تقلقون امكم ما بيها شي و يلا ابطال كل واحد يروح لمدرسته و ذهب مسرعاً
- اخي الاكبر : اني راح ابقى اليوم لان اختنا محد يمها و امنا تعبانه يلا انت بدل و روح حتى تمتحن
- اختي : اني هم ما اروح و راح ابقى هنا ..
- انا : بعد ان سمعت كلام اخي و غيرتُ ملابسي كي اذهب الى مدرستي لكن بخطوة الى الامام و خطوتين الى الوراء و كل تفكيري بوالدتي المريضة و ما حصل معها ، وصلتُ مدرستي و بدأتُ الاجابة و حينها بدأت دموعي تنهمر بصمتٍ بالغ و كأن لحظة الانفجار قد حانت و قلبي معتصرًا إلّا انني بصمتٍ رهيب و قد بللت ورقة الامتحان بالدموع و القلم يسطّر الاجوبة ، حتى لاحظ المدّرس حالتي ، اتاني مسرعاً و ظنّ بأنني خائف من اسئلة الامتحان او انني اواجه صعوبةً فيها فأخبرته ان امي قد اخذوها الى المشفى و انا قلقٌ عليها .
حاول تهدئتي و التخفيف من قلقي و قد اغرورقت عيناه لما رآه و انا هممتُ بالاجابة من جديد و بعد نصف ساعة من وقت الاختبار كنتُ قد اجبتُ اسئلة الرياضيات جميعها و دموعي لا تقبل التوقف ، استأذنتُ المُدّرس و خرجتُ مسرعاً راكضاً نحو بيتنا و حقيبتي المدرسية تضرب ظهري ، قلبي يحاول ان يسبقني نحو البيت وصلتُ بداية شارع بيتنا قدماي تجمدت مكانهما لا تقوى ان تتحرك خطوة اخرى و كأن اوتادًا قد دُقّتْ بهما ، هناك جمعٌ من الناس اراه امام بيتنا و النساء تدخله مولولةً صارخة ، أجّرُ قدميّ و كأن سلاسل الارض قد عُلقّت بهما ازحتُ حِملَ حقيبتي التي لم اعداقوى على حملها اخذت اتخطى قليلاً و قليلاً اقتربت من البيت ماذا هناك ..؟
لم يجبني احد .. وصلت باب البيت و عندها جائني العجوز جارنا يخبرني ان والدتي قد ذهبت الى العلي القدير و انها فارقت الحياة ..
و مذ ذلك الوقت و انا اخشى الموت
ليس خوفًا منه ، بل اخافُ ان افقد عزيزًا على قلبي و لا اقوى الفراق ابدًا .. و للمعلومة كانت نتيجة اختبار الرياضيات في ذلك اليوم المشؤم هي ناجح بمعدل ٩٥٪ ..
كُلي استعداد للتضحية بأيام عمري بأجمعها
مقابل ساعة من الزمن مع امي و انا اليوم في هذا العمر .. رحمكِ الله يا مهجة قلبي و حُلمٌ عند الله تحقيقه .. و رحم الله اموات الجميع واسكنهم فسيح جنانه و الهمنا و اياكم الصبر على ما بلانا بهِ .. و حفظ لكم الطيبات منهن و ادامهم خيمةً لكم و اطال اعمارهن ان شاء الله..
••