من مظاهر التراث الحضاري الذي تسمو به مدينة الكاظمية المقدسة محلاتها العريقة التي تشير إلى ماضيها الخالد الذي يتجلى بالرفعة والمجد ، ومحلة أم النومي واحدة من محلات هذه المدينة الخالدة ، إذ أن الدلائل تشير بكل وضوح بأنها كانت بستانا عامرة بفاكهة النومي ، وجراء دخول العمران إليها فإن هذه البستان تلاشت من الوجود وأصبحت محلة عامرة بسكانها حتى يومنا هذا 0
ولو أخذنا نظرة عابرة على هذه المحلة نجدها ذات مساحة لا يستهان بها ، فهي تمتد من مشارف الصحن الكاظمي الشريف وحتى مشارف نهر دجلة الخالد وبفروع أخرى تربطها بمحلتي البحية والتل من جهة أخرى 0
وقد أستوطن هذه المحلة الكثير من العوائل العريقة المعروفة بماضيها التليد المتأتي من جودها وكرمها وشجاعتها في احقاق الحق وإعانة المظلوم ، فكان الجميع بمثابة أسرة واحدة إلا ما حرم الله 0
ومن معالمها التي مازالت خالدة حتى يومنا هذا خانها التراثي المعروف ب(خان السريع) الذي كان يستقبل الزائرين في العهود السالفة 0
وجامعها الكبير المطل على سوق العلاوي الذي قام بتجديد بنائه المرحوم السيد عباس الشعرباف ، إضافة إلى مدارسها الابتدائية التي تعج بطلبتها 0 كما أن مجالس العزاء الحسيني لم تكن بعيدة عن هذه المحلة ، ومن مشاهير البيوت التي تقام بها تلك المجالس ، بيت المرحوم حسن هندي الذي كان يحظى بحضور جل العلماء والأعلام ، كالسيد إسماعيل الصدر وفاضل الهنكراني ومهدي النمدي (رحمهم الله جميعا) 0
ومن العوائل التي سكنت هذه المحلة عائلة المرحوم محمد باقر الشديدي والد الصيدلي المعروف محمد صادق الشديدي ، وبيت هوبي العبد ومنهم السباح الدولي المرحوم بدري عبد الوهاب ، وبيت صاحب المولى وبيت الغريباوي ومنهم المرحوم محمد هادي الغريباوي ، وبيت احمد سلطان الطائي وتوفيق العلوجي وخليل ميعة وإبراهيم زبيبة والحاج جعفر صاحب سعيد وأسرة الشاعر راضي السعيد وأسرة المرحوم صادق والد الشيخ منير الكاظمي الموظف في مكتبة الجوادين العامة ، وأسرة حسن كان وناصر الكهوجي والنحات الموهوب عبد المطلب مهدي الطائي وسيد مهدي الوردي ، وعائلة القصيد ومنهم المهندس منذر طالب ، وعائلة الجلبي ومنهم الدكتور عبد الخالق ومرهون الجلبي ، والسيد علي العاملي وعبد الحسين النداف وهاشم الشديدي وإبراهيم الغبان وعائلة آل عبيدة ومنهم الوجيه عبد الأمير عبيدة ، وبيت السيد عبود الهندي صاحب موكب السادة الحسينية والخطيب السيد إبراهيم الشديدي والحاج حسين الطرشجي والحاج عبد الوهاب الدهوي والد كل من فوزي والأستاذ معين، وعائلة آل بنانة ومنهم الرياضي المعروف صبري مجيد والأخوان علي وحسن بنانة اللاعبان المعروفان في فترة الستينيات ومحمد بنانة الموظف في العتبة الكاظمية المقدسة 0
ومن العوائل المعروفة أيضا بيت آل هدب وعلي الملا والبازي وجبر خضير الاسماعيلي ورشيد مالك وحبيب رشيد الصباغ وناصر التوتنجي ومحمد الكوفي وملة مهدي الأسود وقاسم عبدان ، وهادي الشيخ علي وبيت سريع وبيت جاووش وبيت زبيبة ودبس وبيت قارئ القران الكريم علي باقر القصاب والسيد جمال السيد علي الحسيني والد الإعلامي حيدر الحسيني والخياط الحاج عبد العباس النواب ، وبيت السقا التي كانت مهنتهم سقي زوار الإمامين الكاظمين 0
وعائلة ال متروك السلامية ومنهم بيت دباش ، التي كان لها الشرف بالتصدي للعناصر الحاقدة على مكاسب ثورة الرابع عشر من تموز وذلك يوم الثامن من شباط عام 1963م، حيث قدمت هذه العائلة ولدها الراحل الشهيد سعيد متروك قربانا لعزتها وكرامتها ، حيث دخل سجل الخالدين ، وتثمينا لموقفه البطولي فقد أطلق أسمه على احد شوارع مدينة الكاظمية المقدسة المطلة على نهر دجلة الخالد وهو شارع المحيط 0
وقد ذكرت هذه المحلة في عدة كتب ومؤلفات ، منها موسوعة الزعيم عبد الكريم قاسم (الجزء السادس) لمؤلفه الراحل العميد خليل إبراهيم الزوبعي ،وكتاب بغداد 1900 / 1930 لمؤلفه الراحل فخري الزبيدي ، وكتاب دليل خارطة بغداد في المملكة العراقية للدكتور احمد سوسة.
