عاشق من الزمن الجميل
جوهرة المنتدى
- إنضم
- 12 يناير 2016
- المشاركات
- 35,099
- مستوى التفاعل
- 1,815
- النقاط
- 113



احبائي أعضاء وزوار منتديات فخامة العراق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستمرمعكم برحلةالتعريف
بأشهر وأجمل اللوحات
في تأريخ الفن التشكيلي العالمينستمرمعكم برحلةالتعريف
بأشهر وأجمل اللوحات
وحلقتنا هذه ستكون عن


لوحة رجـلان يتـأمـلان القمــر
للرسام الألماني كاسبـار ديفيـد فريـدريش

مقدمه


1774-1840

فرديدريش، الذي يمثل مع غوته وبيتهوفن
أضلاع مثلّث الرومانسية الألمانية
معروف بمناظره ذات القوة الانفعالية الكبيرة
والمضامين الصوفية والشاعرية التي تصور علاقة الإنسان
بالطبيعة وقواها الروحية الغامضة
وقد كان الفنان مفتوناً كثيراً بالقمر
الذي ارتبط في عصر الرومانسية الأوربي
بالقصص الفولكلورية والأساطير وبالسحر
والتوق والتأمل الحزين
وبحالات ما دون الوعي وبالخصوبة والأشباح
إلى غير ذلك من التصوّرات والانفعالات المختلفة والمتباينة

في ذلك العصر كان الرسامون ومنهم فريدريش
يركّزون على رسم الطبيعة باعتبارها عنصرا غامضاً
ولا مبالياً ويتعذر التنبؤ بما تفعل
ناهيك عن استحالة السيطرة عليها أو ترويضها
وسادت وقتها أفكار التصوّف وخواء الإنسان وعبثية الوجود
وغير ذلك من التصوّرات النفسية المتشائمة والمظلمة

وكان الأدباء والرسامون والشعراء يكثرون من الحديث
عن القمر والليل والأحلام والعزلة والأرواح
باعتبارها أكثر أهميّة من الشمس والنهار والنور
وغيرها من الرموز التي تشير إلى الإدراك
والتفكير الواعي والعقلاني
ووجد الكثير من هؤلاء طريقهم إلى الغابات الواسعة
وأحضان الجبال ومساقط الأنهار والشلالات
يمارسون في رحابها التأمّل والعزلة والصلاة
قرب أضرحة الرهبان والنسّاك والقدّيسين
وكانوا يرون أن ذلك يقربهم من الله أكثر
من تعبّدهم في الكنائس والكاثدرائيات
التي لوّثها سخام المدن ونفاق رجال الدين
على حدّ تعبير الفنان والفيلسوف وليام بليك
الذي تجمعه بـفريدريش نقاط شبه كثيرة

وعندما حلّ عصر التنوير اكتسب القمر دلالات مغايرة
فنُزع عنه الغموض نهائيا وفقدت صورته الرومانسية
الكثير من سحرها وجاذبيتها
مع ظهور الأفكار العقلانية والعلمية

توفي فريدريش بعد عشر سنوات من رسمه هذه اللوحة
وقد مات فقيراً وحيداً ومريضاً
ولأنه لم يكن يملك مالا يسدّد به نفقات علاجه
فقد وهب هذه اللوحة لطبيبه الذي عالجه
وقام على رعايته في الأيّام الأخيرة من حياته
وقد انتقلت اللوحة من مالك لآخر إلى أن استقرّت أخيرا
في متحف المتروبوليتان بنيويورك



يمكن اعتباره هذه اللوحة نموذجاً لعالم فريدريش
المسكون بحبّ الطبيعة لدرجة التقديس
وبالميل للروحانية والتأمّل
وفيها نرى رجلين يرتديان ملابس سكان المدن
ويقفان بمحاذاة الطريق ويحدقان في ضوء القمر
الذي يلقي بوهجه الأرجواني على المكان
بينما بدت إلى اليمين شجرة سنديان ضخمة
بأفرع أشبه ما تكون بمخالب كائن خرافي
متحفّز للانقضاض والإطباق على فريسة

المشهد يصور رفقة غامضة بين شخصين
أحدهما هو الرسّام نفسه والآخر أحد تلاميذه من جهة
وبين الطبيعة من جهة أخرى
لكنه أيضا ينطوي على دعوة ضمنية للناظر
لكي يدخل في الحالة المزاجية والشعورية
ويتأمّل الأفق اللامتناهي
ويستمتع بمشاهدة الحضور المسيطر والطاغي للقمر
ويقال إن سامويل بيكيت الروائي والمسرحي الايرلندي
وقف مبهوراً أمام هذه اللوحة وهو يشاهدها للمرّة الأولى
وأنه استوحى من أجوائها فكرة مسرحيّته المشهورة
بانتظار غودو

احبائي أعضاء وزوارمنتديات فخامة العراق
لكي تتعرفوا اكثر على عالم هذا الرسام الكبير
تعالوا شاهدوا هذا الفيديو عن ابرز لوحاته
ومنها لوحتنا المختاره
ومنها لوحتنا المختاره
