تاج النساء
Well-Known Member
ويعرفه البعض باضطراب الأنية أي فقدان الإحساس بالشخصية أو بالواقع أو الهوية. وصف ريل Reil هذا الاضطراب عام 1796، وهي حالة باثولوجية قليلاً أو كثيراً ما يفقد فيها الفرد شعوره بحقيقة نفسه أو جسمه أو يحس أنه ميت أو بأنه هو أو جسمه لا حقيقة لهما، وتشير الكتابات الاجتماعية والوجودية إلى الإحساس الموصوف به الإنسان المعاصر أنه ترس في الآلة لا شخصية ضخمة، فكل شئ يبدو كالحلم (كمال دسوقي، 1998) والأشخاص الذين يعانون من تبدد الشخصية يشعرون كما لو كانوا عاجزين عن ملاحظة أفكارهم ومشاعرهم الخاصة، وهذه الحالة التي تشبه الحلم المتمثلة في فقد إحساس الفرد بجسمه تقترن بمشاعر العجز الكامل عن السيطرة على تصرفاته، ولكن تبقى القدرة على اختبار الواقع Intact Relaity Testing سليمة ويقصد بسلامة اختبار الواقع أن الشخص يعلم أن الاضطراب الذي يعانيه يرجع لعوامل ذاتية وليس لعوامل خارجية، وعادةً ما يؤدي هذا الإحساس بالتغير في الذات إلى الحزن والكدر الشخصي سواء بشكل مزمن أو دوري، ولا بشخص الاضطراب على أنه تبدد للشخصية إذ كان من أعراض الهلع أو الأجورافوبيا.المعايير التشخيصية لاضطراب تبدد الشخصية (DSM. IV- TR, 2000):أ- خبرات مثابرة أو متكررة من إحساس الفرد بالانفصال عن جسده أو ممارساته العقلية، كما لو كان ملاحظاً خارجياً لها (مثل: شعور الفرد كما لو كان في حلم).ب- اختيار الواقع خلال خبرة تبدد الشخصية يظل سليماً.ج- يسبب تبدد الشخصية أسى ذات دلالة إكلينيكية أو قصور في الأداء الاجتماعي أو المهني أو غيرها من المجالات الوظيفة الهامة الأخرى.د- لا تحدث خبرة تبدد الشخصية على وجه التحديد أثناء المسار المرضي لاضطراب نفسي آخر مثل الفصام، أو اضطراب الهلع، أو اضطراب الضغوط الحادة، أو اضطراب انشقاقي آخر، ولا يرجع للتأثيرات الفسيولوجية المباشرة لمادة (مثل عقار يُساء استخدامه، أو دواء) أو لحالة طبية عامة (مثل: صرع الفص الصدغي).نسبة الانتشار: ربما لا يظهر اضطراب تبدد الشخصية على مدار حياة الفرد بحالته الإكلينيكية ولكن في وقت ما من الحياة، فإن حوالي نصف الراشدين ربما يعانون من نوبة أحادية خفيفة من تبدد الشخصية وخاصةً عند التعرض لتوترات شديدة، وقد تتطور خبرة عابرة من تبدد الشخصية في حوالي ثلث الأشخاص الذين يتعرضون لأخطار تهدد حياتهم، كما يوجد بين حوالي 40% من المنومين بالمستشفيات بأمراض عقلية، وعادة ما يبدأ المرض في المراهقة أو الرشد وقد يظهر في الطفولة خلال نمو الوعي بالذات، والأشخاص الذين يعانون من تبدد متكرر أو معاود في الشخصية غالباً ما تنتابهم أعراض القلق والهلع والاكتئاب، وقد تتراوح حدة النوبة بين الخفيفة (لعدة ثوان) إلى الممتدة (سنوات) ويزداد نسبة انتشاره في حالة الأحداث المهددة للحياة كالحروب والكوارث الطبيعية.الأسباب:1- عوامل بيولوجية: لقد ارتبط حدوث اضطراب الآنية (تبدد الشخصية) بالصرع وأورام المخ ويتعاطي العقاقير ذات التأثير النفسي مما أ كد أن له أسباباً بيولوجية ومنها أسباب أخرى جهازية مثل اضطراب وظيفة الغدة الدرقية والبنكرياس.2- عوامل نفسية: حيث يحدث في حالات القلق والاكتئاب والتعرض للضغوط النفسية والصدمات العاطفية وفي تجارب الحرمان الحسي.*العلاج النفسي:قد يفيد العلاج النفسي التدعيمي Supportive Psychotherapy والعلاج بالعمل في مساعدة المريض على تجاوز آثار الضغوط التي أحدثت الاضطراب لديه، كما يسهم العلاج الديني في تنمية الدعائم الأساسية للشخصية السوية كالثقة بالنفس وتحمل الضغوط. والعلاج السلوكي لتنمية استراتيجية المواجهة لدى المريض، مع عدم إهمال العلاج الدوائي للمرضى بمضادات القلق أو مضادات الاكتئاب في حالة وجود أعراض القلق أو الاكتئاب كأعراض ثانوية للمرض.