أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

تفسير صـلاة أبـانـا الـذي

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

حبيبه العزاوي

Well-Known Member
إنضم
25 أغسطس 2012
المشاركات
172
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
28
الإقامة
بغداد الحبيبه
بأسم الثالوث الاقدس

صـلاة أبـانـا الـذي

منقول عن: الأب فيليكس الشابي​

مقدمة: صلاة "الأبانا" ليست مثل باقي الصلوات التي يؤلفها المؤمنون. انها "ألصلاة ألربية" اي تلك التي علّمها الرب يسوع بنفسه للرسل. اننا غالبا ما نصلي "الأبانا" دونما تركيز أو تأمل بمعانيها العميقة. ورغم ان كتباً كثيرة كتبت وستكتب في شرح هذه الصلاة، الا انني ساُحاول في هذا المقال الوجيز ان اعطي فكرة بسيطة عن معنى اثمن واجمل صلاة على قلوبنا.



1- أبانا: يسوع يعلمنا ان نصلي جماعيا. لا يوجد مقطع في "الأبانا" بصيغة المفرد قط. اننا هنا لا نتوجه الى اللـه فقط، بل ينبغي ان ننفتح على اخوتنا وبعمق ايضا. يجب ان نشعر بالعلاقة البنوية المباشرة مع اللـه، علاقة ذات بعد عامودي (↕)، تستوحي قوتها من علاقتنا مع اخوتنا وذلك من خلال وحدتنا بالروح، علاقة ذات بعد افقي (↔).



2- الذي في السموات: حسب العقلية العبرية كانت توجد اكثر من سماء واحدة، واللـه يسكن في الجانب البعيد الذي لا يمكن الوصول اليه بأي طريقة. تعبير يسوع هنا يصف عظمة اللـه اللامتناهية. وبعكس كلمة الاب التي تحكي عن علاقة خصوصية وقرابة من اللـه، فاننا هنا امام مجد وعظمة لا متناهيين. انهما تعبيران يكمّلان الواحد الاخر.



3- ليتقدس اسمك: في حضارتنا السامية "الاسم" يمثل الشخص. لا بل ان ذكر الاسم يعني حضور الشخص. الاسم يوحّد ويظهر مميزات الشخص. "ليتقدس" تحمل معنيَيْن: الاول بمعنى طلب او أمر بتقديس اسم اللـه، والثاني: باعطاء الوقار للـه وتسليم ثقتنا به. وهذا هو ما يطلبه يسوع منا.



4- ليأت ملكوتك: هذا المقطع يُعتبر لدى المفسرين لب ومركز صلاة "الأبانا". انها الكلمة الرئيسية والسبب هو ان رسالة المسيح كانت مركزة حول: بلوغ الملكوت، وضرورة الدخول اليه. انه موضوع لا ينقطع ذكره في الانجيل: يرد عند متى 49 مرة، ومرقس يذكره 16 مرة، ولوقا 38 مرة. ما هو الملكوت؟ من جواب يسوع لبيلاطس: "ملكوتي ليس من هذا العالم" (يوحنا 18: 36). انه ملكوت روحي، نشعر به داخليا، فيه نفسح المجال للـه لان يملك على قلوبنا.



5- لتكن مشيئتك، كما في السماء، كذلك على الارض: القاعدة في صلاة "الأبانا" هي توجيه الانظار نحو الآب، وهي عكس نزعتنا الذاتية بتوجيه الانظار الينا. في هذا المقطع نفهم مشيئة اللـه كحدث مستمر بالتقدم الى الأمام مستقلا عنا، ومع ذلك فاننا (كما في مقطع ليأت ملكوتك) مدعوون ان نساهم بما اوتينا به من تعاون ولو كان ضعيفا. فيسوع يرغب ان نوحّد ارادتنا مع مشيئة اللـه، على شرط ان يكون اتحادا كاملا.



6- أعطنا خبزنا كفافنا اليوم: اننا نطلب من اللـه لانه أبٌ يهمه كل ما يتعلق باولاده حتى في القضايا المادية "الخبز". لكن يسوع يؤكد على شيء واحد هو الا ندع الماديات تتغلب على الروحيات "اطلبوا ملكوت اللـه وهذه كلها تزاد لكم" (متى 6: 23). كفافنا اليوم: يسوع يعلمنا ان نبدأ بحل مشكلة هذا اليوم، اي ان نكون واقعيين وذوي فطنة. فالمشاكل الاكثر تعقيدا في الحياة لو واجهناها يوما بيوم، فسوف تحل. بينما ان اردنا ان نحل كل مشاكلنا بلحظة واحدة فهذا امر غير ممكن.



7- إغفر لنا خطايانا كما نغفر لمن أخطأ الينا: الأنجيلي متى يستعمل كلمة "ديون" اما لوقا فيستعمل "خطايا" فلو ان الخطيئة هي دين ونحن مُلزمون به امام اللـه، وحياتنا تعود الى اللـه. لذا فاي خطيئة نرتكبها هي خيانة للـه، هي خداع له، انها بمثابة سرقة شيء منه. ولكن علينا ان نغفر: المسألة عند يسوع هي قطعية، يجب ان نغفر، مهما كلفنا الامر. ولكن ما العمل عندما يكون الغفران صعبا جدا؟ اولا: كل مرة يأخذنا التفكير الى الذي حدث فلنبتهل للـه من اعماق قلوبنا لاجل من اهاننا. ثانيا: إمتنع كليا عن ذكر مساوىء الذي أهانك. هذه صيغة اخرى للغفران مهمة جدا وثمينة، لانها تطهّرك، وتجعل قلبك كبيرا.



8- لا تدخلنا في التجربة: هل يُعقل ان يقودنا اللـه الى التجربة؟ قد تكون المشكلة في ترجمة ركيكة للنص اليوناني. القديس يعقوب يفسر في رسالته قائلا: "... ان اللـه لا يُجربه الشر ولا يُجرب احدا..." (يعقوب 1: 13). الاباء الاوائل كانوا يترجمون هكذا: "لا تتركنا نـُقهر بالتجارب". من جهة ثانية لا نتعجب من ان اللـه يجربنا. لا نتعجب من الصراع. بل فلنتعجب عندما لا يوجد الصراع، لان الحياة اعطيت لنا كي نحارب وليس لننام. علينا اذن ان نصارع باجتهاد وثبات.



9- نجنا من الشرير: تأكيد على ان قوة الشرير تحيط بنا وبامكانها ان تغلبنا. وبان الشيطان موجود وهو يعمل بجد في العالم، وحيلته الكبرى تكمن بجعل الناس تقهقه وتعتقد بانه غير موجود. والانجيل مليء بقصص عن طرد الشياطين الموجودة الى يومنا هذا كما في ايام يسوع، فعلينا اذن ان نعرفها ونتغلب عليها بقوة المسيح، اي بقوة الروح القدس.

* لقد غلب المسيح قدرة الشيطان، فليس الشيطان اذن الأقوى، لان الخير على الارض هو كبير جداً.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )