رد: ((حروف من الروح))
[font="]
{ الما يتحرمن مو زلمة }[/font]
[font="]
من موروثنا الجنوبي القديم ،ارتبطت مهنة اللصوصية بالفحولة والرجولة ، ويرجع اصل هذه المقولة ابان الحكم العثماني ، ما قبل عام 1914اي قبل الاحتلال الانجليزي - ومن الطبيعي بان غالبية مجتمعنا الجنوبي مسلم . والاسلام حرّم السرقة والنهب والسلب بل نزلت اية الحرابة في القران الكريم لا اود ان اذكرها الان كي لا تصبح موضوع حديثنا --[/font]
[font="]
في حين ان المهن المسالمة والحلال والتي تدر ارباحا جيدة كانت محرمة على ابناء العشائر ممارستها ، مما ادى لممارستها من قبل ابناء الاديان الاخرى " المسيحيين والصابئة واليهود والغجر \ الكاولية " - ومن هذه المهن المحرمة على ابناء العشائر والتي تجلب العار والشنار والذلة والمهانة لمن يزاولها ( العطارة = بيع المواد الغذائية ، الحياكة ، صناعة المناجل والفؤوس والمعاول " المسحاة والكرك وشبك صيد الاسماك والزوارق " ، والصياغة وبيع الذهب والملابس ، والحساوي " بائع الخضروات " وكذلك باعة الحليب والاجبان --- الخ "[/font]
[font="]
لكن السؤال : لماذا تم تحريم المهن الحلال ؟
لانها ستجعل من الفلاح متحرر اقتصاديا وبالتالي سيعلن العصيان على شيوخ القبيلة والاقطاعيين والسراكيل - بينما الزراعة واردها قليل جدا والحاصل سيتم تقسيمه على النحو التالي " ثلث للفلاح وثلث للاقطاعي لكونه المتعهد او المستاجر او الظامن وثلث للشيخ لكونه مالك الارض " وفي احسن الاحوال بان وارد الفلاح لا يكفيه ثلاثة اشهر -- مما يجبر لمحاباة واطاعة الشيخ لكي يمّن عليه ببعض الطعام ( من لحم ثوره واطعمه ) -
والسؤال الاخر : لماذا حللت الحرمنه واعتبر ممارسها بانه فحل وبطل ؟
كانت الحكومة العثمانية تفرض ضريبة " الكوده وبالجنوب كان يطلق عليها ضريبة الخ---وة " عن كل ذكر راس خروف في كل عام ، تدفع لضابط عثماني مسؤول عن كل ناحية ، طبعا من مصلحة القبيلة ان تبين اعداد الذكور بالضبط لانهم كلما زاد عدد الذكور زادت مساحة الاراضي التي تمنح للشيوخ للانتفاع منهم - بينما ابناء الفلاحين يذهبون للخدمة العسكرية الاجبارية ويخسرون حياتهم بحروب لاناقة لهم بها ولا جمل -
في بداية كل عام يطلب الضابط التركي من الشيوخ تسليمه الخراف - واغليها يتم تجميعها من الفلاحين البؤساء " الودي " - وعندما يحصل نقص في عدد الخراف يقوم شباب القبيلة بالسطو على بقية القبائل ، ويقدمونها لشيخ القبيلة من اجل ارضاءه وكسب وده - وهنا يبارك لهم الشيخ لكونهم اخرجوه من موقف محرج ويقوم الشيخ بتقديم عدد من الخراف زيادة كهدية " رشوة " للضابط التركي للاحتماء به عندما يدخل بمعركة مع بقية القبائل - ويبقى الشيخ يتباهى بالحرامية ويجلسهم في مضيفه -
في المدن ضريبة الكوده تفرض على اصحاب المهن والعقارات --
الصورة لاهوار الجنوب -- بعد تجففيها وهلاك الثروة السمكية فيها .
من صفحة رابطة مبدعي مدينة الثورة
[/font]