رد: حوار العقل والقلب ...الحب ومجهول النسب
طابت أوقاتكم أيها الأحبة الكرام
في منتدى فخامة العراق
الاخت الفاضلة حور
كل الشكر والامتنان لكِ لإتاحة هذه الفرصة أمامنا لمناقشة
موضوع غاية بالأهمية لانه موضوع شائك بعض الشيء بسبب تباين وجهات النظر المجتمعية حوله
بل وحتى على مستوى المؤسسة الدينية التي تضاربت ارائهم حول هذا الموضوع
وهنا أجد أن هذا الموضوع النقاشي يتخذ عدداً من المحاور
أهمها وجهة نظر الحب
ثم العائلة ثم المجتمع
وكذلك العامل النفسي داخل كل فرد في تقبل مفهوم اللقيط من عدمه
فيما يتعلق بالحب فهو شعور ناتج عن مساحة حرة هي القلب
لانه لايخضع للمنطق ولا للقوانين لهذا فجموعة المشاعر في الانسان قد تتجه صوب معشوقه دون الاكتراث بالشكل واللون والعمر والنسب ولا المستوى المعرفي الخ وهذا اللامنطق هو مايدفعنا بأتجاه الشريك فنراه الأكثر تكاملاً لهذا أنا مع فكرة أن الحب هو مشاعر نبيلة وعالية الانسانية
وتستمد منطقيتها وقوتها من الكم المتدفق الهائل من الاحاسيس الراقية تجاه إنسان ما ,, كيفما كان
أما وجهة نظر الأسرة والمجتمع فهي مستمدة من الموروث الديني والعقدي الذان افرزا مايسمى بالتقاليد والعرف الإجتماعي
لهذا وجدنا أنفسنا منذ طفولتنا محاطين بأفكار وقيم جاهز تم اعتبارها خطاً أحمرلايمكن تجاوزه دون السؤال عن مدى صحتها وتطابقها مع أخلاق السماء ولهذا كان اللقيط دوماً محل انتقاص وإبتذال وقد جرى كل ذلك في فترة النظرية السائدة آنذاك وتدعى (أسلمة العصر) ولكن وبعد العديد من المتغيرات تم الاتجاه صوب نظرية (عصرنة الأسلام) ضمن فهم جديد للأطروحة الإسلامية التي تتبنى أرقى المفاهيم الإنسانية فظهرت معطيات جديدة تنصف شرائح مجتمعية كثيرة منها اللقطاء
وتعاملت معهم كونهم ضحية وليس جاني واتجهت نحو إنقاذهم
وتأهيلهم مما يسمح بإندماجهم داخل المجتمع
لكننا لازلنا نخضع للفكر القبلي بدل ان نكون دولة مواطنه
وبرأيي ان اللقيط هو إنسان يتم تقييمه من خلال ماهو عليه من قيم وسلوكيات دون اللجوء الى حكم مسبق وطالما هو إنسان فله الحق أن يعشق وأن يرتبط بأنثاه وأن يأخذ دوره في الحياة كما الآخرين
أعتذر للاطالة لكنه موضوع كبير يستحق إلقاء الضوء على جوانب كثيرة منه وقد تجاوزت شرح النزعة الإنسانية وفلسفة الذات ضمن هذا الاطار
مجدداً شكراً لكِ أختي الكريمة ولهذا العطاء المميز
لكِ مني أرق التحايا وأمنيات بألق دائم
وتحية لكل الأحبة المتداخلين