أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

حوار بين الكتاب والتلفاز

غمزة

الأمارلس
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
170,458
مستوى التفاعل
1,626
النقاط
113
الكتاب كان الجليس الوحيد للإنسان في العصور القديمة وقبل ثورة التكنولوجيا الحديثة وبداية صنع الإنسان للأجهزة كالتليفزيون والراديو ، ثم الحاسب وغيرها ، ومنذ هذه اللحظة وقل اعتماد الإنسان على الكتاب ، حيث أصبح وقت الفراغ يضيع في مشاهدة التلفاز .

ومع هذا احتفظ محبي القراءة لحبهم لهوايتهم التي طالما ظلت أفضل الهوايات وأحسنها لما فيها من أثر جيد على فكر الإنسان وثقافته ، مما ينعكس بالإيجاب على المجتمع ومن فيه ، وهذا لا يعني انكار دور التلفاز في حياة الناس وكيف بواسطته استطاع الإنسان رؤية أماكن وثقافات مختلفة ، وهذا قبل ثورة الإنترنت ، ومن خلال هذا المقال يمكننا تخيل حوار بين الكتاب والتلفاز ، حيث يستعرض كلاً منهما مميزاته ويبثها على الأخر .

الحوار
الكتاب : لعلك تعلم أيها التلفاز أنه قبل اختراعك كنت أنا مصدر العلم الرئيسي ، والذي ينهل مني طلبة العلم وجميع الناس العلوم المختلفة ، حتى ظهرت فتناقص عدد القراء ، من أجل قضاء أوقات ممتعة أمام شاشتك ، مما جعلك تعطل أهم متعة في الحياة وهي القراءة ، واستطعت أن تعطل عقول الناس عن التفكير .



التلفاز : لا أوافقك الرأي يا صديقي ، فبواسطتي قربت المسافات بين الناس ، وتعرف كل جماعة على ثقافة الجماعات الأخرى ، ووبواسطتي جعلت عقول الناس متفتحة ومنيرة بالمعلومات المرئية والمسموعة ، وليست مجرد كلمات مكتوبة على صفحاتك يفهمها البعض ، ويجهلها البعض الأخر، ويراها غالبية الناس شئ ممل .

الكتاب : إن كنت كما تزعم ، فهل لك أن تخبرني كيف توصل العلماء لإختراعك أيها التلفاز ؟ ، فالكتب ياصديقي هي من ساعدت العلماء على اختراعك وبدون كلماتي المكتوبة على صفحاتي ما كنت موجود يا صاحبي ، فالأن تريد أن تمحو صفحاتي .

التلفاز : لا يمكنني انكار أن لك عصر سمي بالعصر الذهبي ، ولكنه ول وانقضى ، فالأن هذا عصري عصر التطور والتكنولوجيا ، والإنفتاح الحضاري ، والأن دوري لأقوم بدورك وأكثر فيمكنني تقديم أشياء جديدة ومتنوعة ، ومبهجة ، تستطيع جذب عقول الناس أكثر منك .

الكتاب : ألا يمكنك ملاحظة شئ غريب في حوارك يا صاحبي ، فإنك تتحدث عن مميزات تمتلكها ، ولكنك تغفل المضار التي يمكنك التسبب بها ، فعلى شاشتك قد يتم عرض محتويات فاسدة وغير نافعة يمكنها التسبب في التدني الأخلاقي للناس ، فانتشار جرائم القتل والسرقات ترجع في الأصل لك .

التلفاز : لا يمكنني انكار وجود محتويات غير جيدة على شاشتي ، ولكني استطيع تقديم أشياء جيدة ومفيدة كذلك فأنا مرآة العالم بخيره وشره، ويمكن للأفراد الاختيار من بينها ، ولكني لا يمكنني اجبار أحد على مشاهدة شئ معين ، وغالباً ما أوضح لهم أن الخطأ لا يمكنه الاستمرار كثيراً.

الكتاب : استطيع تفهم هذه النقطة ، فأنا كذلك عندي كلمات جيدة ، وكلمات سيئة ، ولكنها لا زالت مجرد كلمات ، لم ولن تصل لحد المشاهدة وتصوير مشاهد مخجلة يمكنها أن تساهم في نشر الفتن والمفاسد بين عموم الناس فمشهد واحد يتساوى مع ألف كلمة .

التلفاز : لم تكن عرض المشاهد الغرض منها الفتن ، ولكنها رغبة مني في تنوير العقول ، فأنت لاتستطيع تقديم المعلومات بصورة واضحة ، فالتطور دائماً يأتي بالتطور ، وكذلك يا صاحبي لا يمكنني إنكار أن كلماتك هي المتعة الأولى لطلاب العلم .

الكتاب : لم يكن الغرض من حواري ياصديقي ، تضيع الوقت والتحدث فيما ليس له نفع ، وإنما أريد أن أقدم النصح للناس بالعودة للقراءة بجانب مشاهدة التلفاز ، فلن استطيع اجبارهم على التخلي عنك ، فيمكنهم الجمع بين القراءة والمشاهدة لتحقيق أقصى نفع .

التلفاز : أوافقك الرأي يا صديقي ، وأعلم جيداً دورك الهام ، فيمكننا التعاون والتكاتف معاً لنستطيع تنشأة جيل واعٍ، ومثقف.
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )