العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

ما مر لك ذكرُ إلا وضحكت الاحلامُ
وكأنك زهوة العيدُ وبقية الناس ملامُ
تملأ خافقي طولاً بعرضٍ كالطلِ بهِ
وتُمسكُ بنجيعكَ سنين العمر والايامُ
وما إن حامَ طيفك فوق عيوني طيراً
آهٍ كم تمنيت لو قصصت جنحُ وبه أنامُ
ولذتُ بين زواياك كما لو انك كهفٍ
تزاور عن شمائليا شمائلُكَ وفيا تقامُ
طريُ نهرٍ كلما همتُ أهامسهُ شجوني
ويرتعدُ الجناب في خافقينا سلوا تمامُ
يتلظى الثلجُ من نارهِ فيذوبُ الخصرُ
وتحت قُبتيهِ أقيُ جمرة كي لا أضامُ
رمادياً لفلفَ جمهرتُها وقلباً مترنحاً
لو نطق السُمار يوماً لكان لي صيامُ
وأفطرُ بين خديهِ وأغدو إليه كسُمارهِ
ما إن هَم لعراك كان للشفاهِ الطعامُ
وخصلتين كليليين حضنتا ترف قمريين
تلمانِ الشبق المترعُ ويغدقانِ كالكرام
انا من لذة العشق أسكرُ وأتخمُ بخمرها
كأنها السكرُ والخمرُ والسامرةُ والمُدام
وعلى غفلةٍ كنتُ قد رسمت مذاقاتٍ
وإذا بنهرٍ مترف حد النشوةِ والهيام
يلونُ جرفيهِ بلون البنفسج والاظافرِ
وتهيجُ صبابتي إشتهاءاتٍ لقطع الفِطام
ولمعةً تجرُ الفؤاد اليها كألفِ بحرٍ
للنشواتِ وتمطرني شهداً بلا غمام
خيلاء يشدُ الازارُ عليها كشد السنابلِ
ذهبيةً وبين أصابعها تورد لي التمام
لله درها قطتي حين يهفوها إشتياقي
ترسمني وشماً بين صدغيها بلا كلام..
العـ عقيل ـراقي