ابن الفُرات
Well-Known Member
- إنضم
- 18 أغسطس 2020
- المشاركات
- 13,531
- مستوى التفاعل
- 375
- النقاط
- 83
- الإقامة
- العراق
- الموقع الالكتروني
- bashrr.sarhne.com

رئيس الوزراء السوري فارس الخوري عام 1947م دخل إلى مقر الأمم المتحدة بطربوشه الأحمر وبزته البيضاء الانيقة..قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من أجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق..
اتجه مباشرة إلى مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة وجلس على الكرسي المخصص لفرنسا
وبدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة بدون إخفاء دهشتهم من جلوس فارس بيك المعروف برجاحة عقله وسعة علمه وثقافته،في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي،
تاركاً المقعد المخصص لسوريا فارغاً ؟
فدخل المندوب الفرنسي، ووجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة.فتوجه إليه وبدأ يخبره أن هذا المقعد مخصص لفرنسا ولهذا وضع أمامه علم فرنسا وأشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلاً عليه بعلم سوريا.ولكن فارس بيك لم يحرك ساكناً بل بقي ينظر إلى ساعته.. واستمر المندوب الفرنسي في محاولة إفهام فارس بيك بأن الكرسي المخصص له في الجهة الأخرى،ولكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته...
وبدأ صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ،واستخدم عبارات لاذعة واهتاج ولولا تدخل سفراء الأمم الأخرى بينه وبين عنق فارس لكان خنقه وعند الدقيقة الخامسة والعشرين
تنحنح فارس بيك ووضع ساعته في جيبه،ووقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه
وقال للمندوب الفرنسي:
سعادة السفير
جلست على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة
فكدت تقتلني غضباً وحنقاً وسوريا استحملت سفالة جنودكم خمس وعشرين سنة
وآن لها أن تستقل..
وفي هذه الجلسة نالت سوريا استقلالها عام 1947م
وتم جلى آخر جندي فرنسي عن سوريا..
وكان فارس الخوري رئيس وزراء سورية 1944م
وفي ذات التاريخ وزيراً للأوقاف الإسلامية!وهوا مسيحي
وعندما اعترض البعض خرج نائب الكتلة الإسلامية في المجلس آنذاك عبد الحميد طباع ليتصدى للمعترضين قائلا:
إننا نؤمن فارس بك الخوري (المسيحي) على أوقافنا أكثر مما نؤمن أنفسنا
فأحد الأيام أبلغه الجنرال غورو أن فرنسا جاءت إلى سوريه لحماية مسيحي الشرق
فما كان من فارس الخوري الا ان قصد الجامع الأموي في يوم جمعه وصعد إلى منبره
وقال إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سوريه لحمايتنا نحن المسيحين من المسلمين
فأنا كمسيحي من هذا المنبر اشهد ان لا اله الا الله فأقبل عليه مصلو الجامع الأموي
وحملوه على الأكتاف وخرجوا به إلى إحياء دمشق القديمه
في مشهد وطني تذكرته دمشق طويلاً وخرج أهالي دمشق المسيحين يومها في
مظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون لا إله إلا الله
كانوا أبناء وطن واحد بتنوع معتقداتهم.