ابو مناف البصري
المالكي
رحلو السوريه أول راقصه ببغداد في قهوة سبع وطيره المصريه ثاني راقصه في قهوة الشط ثم حدث فيضان الراقصات فأغرقن بغداد
——————————————
لم يحصل ان ظهرت راقصه بشكل علني في بغداد قبل سنة 1908 حيث اعيد العمل بالدستور العثماني الصادر سنة 1876 وان كان البعض يسميها المشروطيه على اساس ان الدستور العثماني حدد شروطاً لممارسة السلطه ولتقييد الحريات وقد اعلنت المشروطيه سنة 1908 وكان والي بغداد وقتها نجم الدين بن علي طيفور فظهرت الصحف والمجلات الكثيره وحصل انفتاح ببغداد لم تشهده طيلة تاريخها وكان اول من ولج الرقص النسائي هو سبع صاحب المقهى المسماة باسمه مقهى سبع حيث وجد ان الحريه هو في جلب راقصة انثى في مقهاه واعتزال اداء الرقص من الذكور الذين يطلق عليهم الشعاعير وفعلاً نفذ ما أراد وكان مقهاه اول محل عام فيي بغداد يجلب راقصة انثى للرقص في مقهاه يوم لم تكن هنالك ملاه او محلات رقص في بغداد اذ استورد سبع الى مقهاه الراقصه( رحلو) فلقد تقدم سبع بمقهاه نحو اللهو اذ أستورد من مدينة حلب السوريه راقصة حسناء اسمها رحلو وصارت هذه الحسناء ترقص عصر كل يوم في مقهى سبع فتخطف بغنجها الابصار وتسبي القلوب والعقول ناهيك عن انها تعرف كيف تصطاد الزبائن الى المقهى الذي تعمل به اذ توزع غمزاتها على زبائن المقهى مما يترتب عليه ان يجن على كل زبون جنونه بحيث يبذل كل ما في جيبه من نقود وربما يلجأ بعض زبائن المقهى الى بيع موجوداتهم من اثاث او دار وكانت تجربة ( رحلو) الراقصه ومقهى سبع رواجاً والحصول على مال كثير. وكان نجاح سبع ومقهاه ورحلو ورقصها وعلنية ذلك وجعله متاح للجميع بعد هبوب رياح الحريه في ولاية بغداد كأحدى ولايات الدوله العثمانيه أن تشجع أكثر من صاحب مقهى على الحذو حذو سبع ومقهاه ورحلو ورقصها وكان ثاني من فعل ذلك ببغداد بعد مقهى سبع هو حسن صفو صاحب مقهى قهوة الشط فقد جلب الصفو هذا مغنية مشهوره لها صيت وسمعه هي ( طيره) المصريه وكانت هذه المغنيه قد وردت من مصر الى الشيخ خزعل أمير المحمره وكان الامير خزعل ينادى بالامير في زمن كانت دول الخليج يسمى عظمائها بالشيوخ والمشيخه فيقال مشيخة الكويت في حين كان يقال امارة المحمره وامير المحمره وكان الامير خزعل الكعبي من أشد المنافسين للملك فيصل الاول على العرس العراقي ويروى ان( طيره) غنت للشيخ خزعل اغنية( زوروني بالسنه مره) التي غناها سيد درويش وفيروز وان كان عثمان الموصلي ينسب هذه الاغنيه اليه وصارت طيره ومقهى الشط بسمعة تفوق رحلو ومقهى سبع لروعة غنائها حتى ان احدى الجرائد البغداديه كتبت سنة 1909 تقول( أما المراقص وتحشد الناس فيها وتهافتهم عليها فحدث ولا حرج حتى ان أوسع محل منها هو قهوة الشط الذي يسع ما ينوف على سبعمائة شخص حتى ان بعض الناس تدفع رسوم دخوليه المقهى ثم يبحث عن محل للجلوس ولا يعثر لذلك فأنه يضطر الى الخروج من المقهى لعد وجود مكان للجلوس.) وبذلك كانت مقهى سبع وقهوة الشط ورحلو وطيره قد فتح على مغنيات وراقصات منهن فريده استيته وحسنى دنكور وفريده المراطه وبهيه الأنطاكيه وشفيقه الشاميه وطيره ابنة الخانم وملكه المصريه وفيروز ارمني وزكيه السديه وبنات الحاره الثلاث
( ثريا وماري ورحلو) وبهيه سميكه وسمحه العواده وثريا الجمل وجميله خاتونه وحسنى
الشاميه ونحليه شحاذه وبنات لاطي( خانم وبديعه وشفيقه) وزكيه زلط وسرينه وملكه وعيشه ابراهيم وألن التركيه وماري الروميه وماريكه ديمتري وحسيبه مكنو ومنيره المصريه وغيرهن ومن الاغاني التي كانت شائعه في هذه المقاهي واماكن الرقص ( حنا يا حنا يا عطر الندا) و( طلعت يا محلا نورها شمس الشموسه) و( بنت الچلبيه عيونك عليه) و( قدك المياس يا عمري) و( زوروني بالسنه مره) ويا( غزالي كيف عني ابعدوك) و( آه يا أسمر اللون حبيبي الاسمراني) و( مرمر زماني يا زماني مرمر) و( علا الدلعونه علا الدلعونه) وغيرها من الاغاني التي تقدمها هذه الفنانات في المقاهي التي تحولت الى ملاهي وصدق الشاعر:
أرى بغداد ترقص في الملاهي
وتعبث بالاوامر والنواهي
وانا أرد عليه قائلاً:
كلها رقص وعناق
وتحرير وانعتاق وسبب هذا الاندفاع الراقص الى بغداد يكمن فيما اشتهر في الدول العربيه وتركيا ان الراقصه التي تذهب الى بغداد تجني ذهباً واصبحت الملاهي الواقعه في منطقة الميدان مكاناً لتلك الراقصات ومع الزمن انتشرت الملاهي حتى في سنة 1913 وفي عهد الوالي العثماني حسين جلال قررت بلدية بغداد بناء مسرحاً حديثاً للرقص والغناء ترفيهاً لأهل بغداد وغنت في هذا المسرح الاختان بديعه وخانم لاطيش وكثرت ( الاوتيلات) بعد ذلك ولو رجعنا الى الدليل الرسمي للمملكه العراقيه لسنة 1936 لوجدنا في شارع الرشيد أوتيلات الامراء والاهالي وپارك وبغداد وتايگرس بالاس والرشيد والزهور وطارق وكونتنتال وماجيستك ومترو بول وعند جسر مود ( الاحرار) امبريال الجديده ودجله الجديده وفي شارع المستنصر أورينت والرافدين وكلاريج وفي شارع النعمان غازي وهذا ما مثبت رسمياً وهنالك امكنه غير مثبته بالدليل،
——————————————
لم يحصل ان ظهرت راقصه بشكل علني في بغداد قبل سنة 1908 حيث اعيد العمل بالدستور العثماني الصادر سنة 1876 وان كان البعض يسميها المشروطيه على اساس ان الدستور العثماني حدد شروطاً لممارسة السلطه ولتقييد الحريات وقد اعلنت المشروطيه سنة 1908 وكان والي بغداد وقتها نجم الدين بن علي طيفور فظهرت الصحف والمجلات الكثيره وحصل انفتاح ببغداد لم تشهده طيلة تاريخها وكان اول من ولج الرقص النسائي هو سبع صاحب المقهى المسماة باسمه مقهى سبع حيث وجد ان الحريه هو في جلب راقصة انثى في مقهاه واعتزال اداء الرقص من الذكور الذين يطلق عليهم الشعاعير وفعلاً نفذ ما أراد وكان مقهاه اول محل عام فيي بغداد يجلب راقصة انثى للرقص في مقهاه يوم لم تكن هنالك ملاه او محلات رقص في بغداد اذ استورد سبع الى مقهاه الراقصه( رحلو) فلقد تقدم سبع بمقهاه نحو اللهو اذ أستورد من مدينة حلب السوريه راقصة حسناء اسمها رحلو وصارت هذه الحسناء ترقص عصر كل يوم في مقهى سبع فتخطف بغنجها الابصار وتسبي القلوب والعقول ناهيك عن انها تعرف كيف تصطاد الزبائن الى المقهى الذي تعمل به اذ توزع غمزاتها على زبائن المقهى مما يترتب عليه ان يجن على كل زبون جنونه بحيث يبذل كل ما في جيبه من نقود وربما يلجأ بعض زبائن المقهى الى بيع موجوداتهم من اثاث او دار وكانت تجربة ( رحلو) الراقصه ومقهى سبع رواجاً والحصول على مال كثير. وكان نجاح سبع ومقهاه ورحلو ورقصها وعلنية ذلك وجعله متاح للجميع بعد هبوب رياح الحريه في ولاية بغداد كأحدى ولايات الدوله العثمانيه أن تشجع أكثر من صاحب مقهى على الحذو حذو سبع ومقهاه ورحلو ورقصها وكان ثاني من فعل ذلك ببغداد بعد مقهى سبع هو حسن صفو صاحب مقهى قهوة الشط فقد جلب الصفو هذا مغنية مشهوره لها صيت وسمعه هي ( طيره) المصريه وكانت هذه المغنيه قد وردت من مصر الى الشيخ خزعل أمير المحمره وكان الامير خزعل ينادى بالامير في زمن كانت دول الخليج يسمى عظمائها بالشيوخ والمشيخه فيقال مشيخة الكويت في حين كان يقال امارة المحمره وامير المحمره وكان الامير خزعل الكعبي من أشد المنافسين للملك فيصل الاول على العرس العراقي ويروى ان( طيره) غنت للشيخ خزعل اغنية( زوروني بالسنه مره) التي غناها سيد درويش وفيروز وان كان عثمان الموصلي ينسب هذه الاغنيه اليه وصارت طيره ومقهى الشط بسمعة تفوق رحلو ومقهى سبع لروعة غنائها حتى ان احدى الجرائد البغداديه كتبت سنة 1909 تقول( أما المراقص وتحشد الناس فيها وتهافتهم عليها فحدث ولا حرج حتى ان أوسع محل منها هو قهوة الشط الذي يسع ما ينوف على سبعمائة شخص حتى ان بعض الناس تدفع رسوم دخوليه المقهى ثم يبحث عن محل للجلوس ولا يعثر لذلك فأنه يضطر الى الخروج من المقهى لعد وجود مكان للجلوس.) وبذلك كانت مقهى سبع وقهوة الشط ورحلو وطيره قد فتح على مغنيات وراقصات منهن فريده استيته وحسنى دنكور وفريده المراطه وبهيه الأنطاكيه وشفيقه الشاميه وطيره ابنة الخانم وملكه المصريه وفيروز ارمني وزكيه السديه وبنات الحاره الثلاث
( ثريا وماري ورحلو) وبهيه سميكه وسمحه العواده وثريا الجمل وجميله خاتونه وحسنى
الشاميه ونحليه شحاذه وبنات لاطي( خانم وبديعه وشفيقه) وزكيه زلط وسرينه وملكه وعيشه ابراهيم وألن التركيه وماري الروميه وماريكه ديمتري وحسيبه مكنو ومنيره المصريه وغيرهن ومن الاغاني التي كانت شائعه في هذه المقاهي واماكن الرقص ( حنا يا حنا يا عطر الندا) و( طلعت يا محلا نورها شمس الشموسه) و( بنت الچلبيه عيونك عليه) و( قدك المياس يا عمري) و( زوروني بالسنه مره) ويا( غزالي كيف عني ابعدوك) و( آه يا أسمر اللون حبيبي الاسمراني) و( مرمر زماني يا زماني مرمر) و( علا الدلعونه علا الدلعونه) وغيرها من الاغاني التي تقدمها هذه الفنانات في المقاهي التي تحولت الى ملاهي وصدق الشاعر:
أرى بغداد ترقص في الملاهي
وتعبث بالاوامر والنواهي
وانا أرد عليه قائلاً:
كلها رقص وعناق
وتحرير وانعتاق وسبب هذا الاندفاع الراقص الى بغداد يكمن فيما اشتهر في الدول العربيه وتركيا ان الراقصه التي تذهب الى بغداد تجني ذهباً واصبحت الملاهي الواقعه في منطقة الميدان مكاناً لتلك الراقصات ومع الزمن انتشرت الملاهي حتى في سنة 1913 وفي عهد الوالي العثماني حسين جلال قررت بلدية بغداد بناء مسرحاً حديثاً للرقص والغناء ترفيهاً لأهل بغداد وغنت في هذا المسرح الاختان بديعه وخانم لاطيش وكثرت ( الاوتيلات) بعد ذلك ولو رجعنا الى الدليل الرسمي للمملكه العراقيه لسنة 1936 لوجدنا في شارع الرشيد أوتيلات الامراء والاهالي وپارك وبغداد وتايگرس بالاس والرشيد والزهور وطارق وكونتنتال وماجيستك ومترو بول وعند جسر مود ( الاحرار) امبريال الجديده ودجله الجديده وفي شارع المستنصر أورينت والرافدين وكلاريج وفي شارع النعمان غازي وهذا ما مثبت رسمياً وهنالك امكنه غير مثبته بالدليل،