آهاات حالمة
Well-Known Member

//رحلتي في غرفة العمليات//
اشتدت ألام معدتي و لم يتجاوب جسمي مع الأدوية المختلفة..
تستمر الأوجاع .. تؤرقني , تسود الدنيا في ناظري ..
" لا بد من اجراء جراحة " يقول الطبيب فأجيبه بلا تردد بالموافقة.
( وجع ساعة و لا كل ساعة ) أقول في سري.
أدخل غرفة العمليات .. يحقنني طبيب التبنيج فأغيب عن الوجود.
ثم أنتبه لنفسي أنني في موقع مرتفع أطل منه على غرفة العمليات
الجراح و مساعدوه و طاقم الممرضين و الممرضات..
أشاهدهم جميعا و قد أحاطوا بجسدي مسجي احاطة السوار بالمعصم
كل واحد يقوم بعمل ما. بدوا جميعا كخلية نحل نشطة.
يتقدم الجراح و يبدأ عمله . أتساءل كيف سمحوا لي بالدخول الى
غرفة العمليات ؟ أتذكر " أنا المريضة" أدخلوني لاجراء جراحة
في معدتي. يصيبني الارتباك و يتحول الارتباك الى هلع .
أقترب , أتأكد , ذلك هو جسدي . أحاول النهوض لا أستطيع
ألاحظ ارتباك الجراح و معاونيه . أحدهم يصرخ ضغطها يهبط
ثم يصيب الصورة أمامي تشوشا .. صوت يناديني و لا أراه ..
أسمع صوت أمي ترحب بي و لكني لا أراها ..
" أسمعك و لا أراك يا أمي " تجيبني سوف تريني هناك !
سوف تقومي بالسياحة التي طالما حلمتي بها و بعدها سوف نلتقي
و تلتقين أيضا بكل الذين افاقدتيهم في كل مراحل حياتك..
مكان روعة أنهار و بحار و حدائق و أزهار.. مخلوقات رائعة
الجمال .. دائمة الابتسام .. لا يتكلمون ينظرون لبعضهم بعض
تتنقل أفكارهم بالتخاطر..
ثم بدأت أتنقل من كوكب الى كوكب لا أدري كم استغرق ذلك من
الوقت فقد احتلط الزمان و المكان .. أجدني مرة أخرى في مكان
مختلف .. مناظر خلابة , أطيار و أشجار و أنهار ألوان تاخذ
العقل .. أسمع صوت أمي من جديد تجري الي تعانقني تمطرني بقبلاتها و هي في أوج شبابها
ثم ألتفت فأرى أناس و أقارب
و هم أيضا في أوج الشباب و في عمر واحد..
يصدح صوتا مناديا المميزون يتقدمون .. أجد نفسي في الداخل
مع المميزين أتساءل ترى مالذي ميزني ؟
يأتيني الجواب بالايحاء .. أمضيتي حياتك دون أن تؤذي أحدا
و انتهت حياتك كضحية من ضحايا هذا العصر.
فجأة أجد نفسي مرة أخرى في غرفة العمليات . فرغ الطبيب لتوه
من اجراء العملية . بعد فترة لا أدري كم طالت أفيق من تأثير
المخدر . أجد عائلتي حولي يهنئونني بالسلامة !
