أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

رضا ديب.. عندما يصبح المشي فناً برسالة إنسانية

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,906
النقاط
2,600

رضا ديب.. عندما يصبح المشي فناً برسالة إنسانية

    • الصورة :
    • الصورة :
    • الصورة :

إنه يمشي.. رضا ديب الفنان الفرنسي، تونسي المولد، ابن سوسة، يمشي فقط؟ هذا ليس كل شيء، فرحلته هي اشتباك بين مفاهيم الحرية وعلاقة الفن بالتكنولوجيا، والحروب والسياسة، وهي قبل ذلك كله دعوة لفهم ذواتنا وعلاقتنا بمعنى المكان والزمن والأثر الذي نتركه.


منذ مارس الماضي انطلق من العاصمة الفرنسية في باريس في رحلة مشي على الأقدام قاصداً تركيا، ماراً بعشر دول، بوديانها وهضابها ودروبها وشواطئها، قاطعاً أكثر من 4600 كم، ناثراً في الأماكن حصى أو زهوراً أو أي عناصر طبيعية يستخدمها لتشكيل عبارات بلغة "بريل" تنسخ فقرات من "ميثاق جنيف" الخاص بحرية التنقل.

لماذا يفعل ابن الخمسين سنة، الذي يحتفظ بقوة جسدية وذهنية لافتة تحفزها عادة التأمل، كل هذا ويتحمل عناء المشي في الصقيع، تحت الثلوج، وفي القيظ، تحت لظى الشمس الحارقة: "هذا جزء من مشروع فني وفلسفي ووجداني بدأته قبل أكثر من 15 سنة. أن أتفكر في معنى "الخط". هذا الذي نرسمه أو يرسم لحياتنا وخطواتنا من قبل أطراف بعيدة عنا، كالبيئة والظروف، والحرب التي تغير مسارات حياتنا وتجعلنا نبدل خطوطنا باستمرار".

لاجئون وحدود

على خط مواز، ارتحل آلاف اللاجئون خلال السنوات الماضية، على نفس الطريق، قاصدين الأمن والأمان، متحملين معاناة لا توصف: "رغم أن الدول العشرة التي قطعتها في رحلتي، وغيرها أيضاً، تعتبر دولاً موقعة على "اتفاقية جنيف" التي تمنح الناس حرية الحركة، إلا أن مواقفها من اللاجئين، المرتحلين، كانت متباينة، وقد رغبت عبر رحلتي في أن أثير هذه النقطة، إضافة إلى نقاش آخر يتعلق بتجاهل القوانين. هكذا نشاهد فقرات القانون العالمي لكننا لا نراها. لا بنصها ولا بفحواها. لذلك اخترت لغة فاقدي البصيرة لكي أسجل في أماكن عبرتها هذه الفقرات التي سيختفي أثرها المادي لكن لا يجب أن يختفي أثرها المعنوي".

يشرح ديب أنه ربما يكون محظوظاً في كونه يحمل جوازاً فرنسياً يتيح له حرية التنقل مشياً في كل من فرنسا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وسلوفينيا وكرواتيا والبوسنة والجبل الأسود واليونان وتركيا، لكنه لا يعتبر أن المنحة التي يملكها تجعله في موقع "أقوى" أو على "صلة سلطوية" مع الآخرين، من ضمنهم اللاجئون، الذين سئل: "لماذا لا يصطحبهم معه ويؤمّن لهم عبور الحدود".

يجيب: "لست عامل إغاثة ولا أملك تلك السلطات، لكنني أملك أفكاري ومشروعي الذي يثير الكلام والانتباه إلى حقوق التنقل وحرية الإنسان في قدرته على التحرك دوماً، كما أنني أدين السياسات المتحيزة ضد اللاجئين".

إشكالية الخط

في حوار مع "البيان"، جرى عبر تقنية "زوم"، صرّح ديب، من مكانه على مقربة من اليونان وتركيا، أن "التكنولوجيا وتحديداً نظام التقصي جي بي إس، جعلت العلاقة بين الجسد ومفهوم الحركة مختلفاً عما قبل، إذ بات بالإمكان تسجيل خط التنقل وتوثيقه ومتابعة جمهور حي له عبر منصات التواصل أولاً بأول، الأمر الذي أعطى لوظيفة المشي، معنى فنياً، يصل إلى حدود العرض الفني أو التجهيز".

من عالم الفن، إلى إشكالية "الخط" في الحياة، أتى ديب، الذي درس الفنون الجميلة في كلية تولون الفرنسية ويعيش في باريس منذ العام 1991: "أيضاً في رحلتي، برز مفهوم آخر، وهو معنى الحركة المتمثلة بالمشي اليومي، بوصفها تجسد فكرة المواجهة والمضي قدماً، على الدوام، مهما كانت العوائق".

لم تخل رحلة رضا ديب من المفارقات ولا الحكايات التي جمعته من أناس التقى بهم على الطرقات وبعضهم استضافه في بيته أو أمّن له مسكناً في فندق صغير: "لقد اختبرت الكثير في هذه الرحلة، لكن الأهم أيضاً، أنني اختبرت القدرات اللامحدودة التي يختزنها عقل الإنسان والقدرات التي في جسده".
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,906
النقاط
2,600

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )