لنا عليكم حقوقٌ في محبتّنا
أقلُّها.. أن تُعيدوا وصلَ من وَصَلا
إن لم يكن بيننا أو بينَكم نسبٌ
فبينَنا مُصحفٌ بالحقِّ قد نَزلا
عودوا بخيرٍ.. فما من راحلٍ عَبثاً
إلا وعادَ إلينا مثلما رَحلا
يا من تظن أن رحلتك في الحياة عشوائية بلا غاية،
تذكّر أن كل خطوة مرسومة بحكمة دقيقة.
كل لقاء، كل خسارة، كل فرح، كل انتظار…
كلها خيوط متشابكة تصنع ثوبك الأبدي.
حتى اللحظات التي ظننتها ضياعاً،
كانت طرقاً مختصرة نحو حقيقتك.
إنك في حضرة كاتب لا يخطئ،
وفي مسرح لا يُعرض فيه مشهد بلا معنى.
فاصبر قليلاً،
وسترى كيف ينقلب الحزن إلى مفتاح،
والخوف إلى جناح،
والليل إلى طريق للفجر.
- يُحكى أنّ أعرابياً كانَ يَسكِن بِجوارِ الحَسن بن عليٌ عليهم السلام ،
وقَد أصابهُ الْفَقْرَ والعوز الشَّدِيدِ ..
-فَقَالَتْ لهُ زوجته :-
اذهب إلى الحسنِ فهو كريم آل البيت ولا يردُ سائلاً ..
- فقال لها :-
أخجل من ذلك، فقالت إن لم تذهب أنتَ ذهبت أنا ..
- فأجابها بأن سيكتب إليه ، وكانَ شاعراً ، فكتب للحسن ع بيتين من الشعرِ قال فيهما :-
لم يبقَ عندي ما يباع ويُشترى
يكفيكَ رؤية مظهري عن مخبري .
إلا بقية ماء وجه صنته ُ
عن أن يباع وقد وجدتكَ مُشتري .
- وأرسلها إلى الحسن بن علي سلام الله عليهما ،
فقرأها الامام الحسن ع وبكى ، وجمع ما عنده من مال وأرسله إليه ..
- وكتب له :-
عاجلتنا فأتاكَ عاجل برنا
طلاً ولو أمهلتنا لم نقصرِ .
فخذ القليل وكنْ كأنكَ لم تبع
ما صنتهُ و كأننا لم نشترِ .