تاج النساء
Well-Known Member
تبدأ الخطوة الأولى للتغيير من الداخل فالأفكار هي الأساس؛ حيث إنّ الأفكار والخواطر التي تجوب في أنفسنا تتكرر مرات عديدة وتتحول بذلك إلى معتقدات راسخة، نصدّقها ونؤمن بها كمسلّمات، وبعدها تبدأ هذه المسلمات بالظهور على شكل سلوك، والسلوك يتكرّر مرات عديدة فيصبح عادةً متأصلة فينا وجزءاً من شخصيتنا لا نفكر ولا نبذل الجهد لإظهاره. يكون تغيير الأفكار أو الصوت الداخلي السلبي حسب الخطوات التالية: حدّد الأفكار السلبية وانتبه لها، لا تدعها تمر بخاطرك بشكل طبيعي ولكن قف عندها وحددها، كأن تفكر بينك وبين نفسك "سأفشل" أو "ما احتمالات أن أنجح بالقيام بذلك" أو "لن يسمعني أحد" أو غيرها من الأفكار السلبية. بعد أن حدّدت أفكارك السلبية حوّلها إلى أفكار إيجابية؛ حيث يجب أن تجد أفكاراً لتحل محل تلك الأفكار السلبية، وبالطبع ستجد بعض الصعوبة والمقاومة من نفسك لأنّ تلك الأفكار السلبية تكررت كثيراً وأصبحت عادةً متأصّلةً فيك ويحتاج تغييرها في البداية إلى بذل بعض الجهد. ومن الأمثلة على الأفكار البديلة أن تقول في نفسك: "سأحاول على أية حال" أو "إن كان احتمال النجاح واحد بالمئة هذا يعني أنني سأحاول 99 مرة ولكنني في النهاية سأنجح بالتأكيد" أو "سأقول رأيي وأتكلم وإن لم يسمعني الناس، من حقي أن أعبّر"؛ فهذه الأفكار هي التي يجب أن تستبدل بها الأفكار السلبية السابقة؛ حيث إنك ستتنبه إلى الفكرة السلبية وتقف عندها وتحاول استبدالها بفكرة إيجابية وتقنع نفسك بها وتتخيلها حقيقية أمامك. ابدأ بخطوة صغيرة ثم صعّد الأمور، ابدأ بفكرة ثمّ بفكرة أخرى، وهكذا حتى تكون أفكارك الإيجابية خلال اليوم أكثر من أفكارك وخواطرك السلبية. نظام أو برنامج للمساندة الأصل في التغيير وبداية التغيير تبدأ منك أنت ومن داخلك ومن أفكارك وتمتد إلى سلوكك وعاداتك، ولكن يمكن تسهيل التغيير إذا لم تكن هناك أي حواجز خارجية تمنع أو تثبط هذا التغيير، وبل على العكس تساعد وتشجع عليه، ويكون ذلك بأن تحيط نفسك بشبكة من الأشخاص الإيجابيين الذين تتمنّى أن تكون مثلهم أو الأشخاص الذين يدفعونك ويحفّزونك على التغيير، وقد تكون على صلةٍ مباشرة معهم أو تتابعهم عن طريق قراءة كتب أو مقالات كتبوها أو برامج أعدّوها على الراديو أو التلفاز أو الإنترنت، فكّر بهم باستمرار وتأمّل صفاتهم التي تعجبك ولاحظ كلامهم وسلوكهم. أبعد الناس السلبيين الذين تشعر أنهم قد يؤخرون التغيير أو يدفعونه للوراء، ولا أقصد بالابتعاد هنا الابتعاد المادي، فقد لا تستطيع الابتعاد فعلياً عن بعض الأشخاص لأنك تسكن معهم - مثل أحد أفراد العائلة - أو لأنك تدرس أو تعمل معهم وبذلك تكون مضطراً للتواجد معهم بشكل يومي، ولكن يمكنك أن تُبعدهم عن أفكارك وتقنع نفسك أنك لن تتأثر بكلامهم أو أفعالهم، ففي النهاية أنت شخص عاقل مستقل، وتستطيع تكوين أفكارك الخاصّة دون أن يعبث أحد برأسك.