أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

زينب عليها السلام تضحيات ومواقف

~•SeKo AL SaHeR•~

Well-Known Member
إنضم
6 يونيو 2014
المشاركات
7,175
مستوى التفاعل
22
النقاط
38
العمر
34
الإقامة
- مجہولْ إلـہـﯛيـہ !
زينب عليها السلام تضحيات ومواقف


لقد تحدث الناس عن البطولات والأبطال من النساء والرجالالمعروفين بالجرأة والشجاعة ومقارعة الفرسان في المعارك التي كانت المرأة تقف فيهاإلى جانب الرجل وتؤدي دورها الكامل بنفس الروح والعزيمة التي كان الأبطال يخوضونالمعارك فيها، وبلا شك فان اهل البيت عليهم السلام يأتون في الطليعة بين أبطالالتاريخ، وانزينبابنة علي وفاطمةتأتي في الطليعة بعد ابيها واخوتها كما يشهد لها تاريخها الحافل بكل انواع الطهروالفضيلة والجرأة والصبر في الشدائد .

وليس بغريب على تلك الذات العملاقةالتي التقت فيها الأنوار الثلاثة: نور محمد وعلي وفاطمة ومن تلك الأنوار تكونتشخصيتها ان تجسد بمواقفها خصائص النبوة والامامة وأمها الزهراء التي امتازت بفضلهاعلى نساء العالمين .

ان اللسان ليعجز وان اللغة على سعة مفرداتها لتضيق عنوصفها وعن التعبير عما ينطوي عليه الإنسان من الشعور نحو المرأة الكبيرة والقدوةالعظيمة ابنة علي والزهراء التي عز نظيرها بين نساء العرب والمسلمين بعد أمهاالبتول سيدة النساء التي ابتسمت للموت حين بشرها به الرسول الامين في الساعاتالاخيرة من حياته وقال لها: انت اول اهل بيتي لحوقا بي .

ان الالمام بحياةبطلة كربلاء في عهود الطفولة والصبا والامومة وكيف نشأت طفلة وشابة برعاية امهاالزهراء وأبيها الوصي وفي بيت زوج كريم من كرام أحفاد ابي طالب، وبعد ان اصبحت أمالأسرة غذتها بتعاليم الإسلام وأخلاق امها وأبيها يضطرنا الى التطويل الذي يعرضالقارىء للملل في الغالب، وفي الوقت ذاته فان الحديث عن بطولاتها التي لا تزال حديثالاجيال والتي تجلت في رحلتها مع اخيها تاركة بيتها تحث الخطا خلفه في رحلته الىالشهادة لتعلم الرجال والنساء كيف يموتون في مملكة الجلادين يضع بين يدي القراءصورة كريمة عن ذلك الغرس الطيب وعن مراحل نموه حتى بلغ الى هذا المستوى من النضوجوالقدرة على الثبات والصمود في وجه تلك الإحداث التي لا يقوى على تحملها احد منالناس .

ومهما كان الحال فلعلنا بعد هذا الفصل نتوقف لإعطاء فكرة كافية عنذلك الغرس الطيب وكيف نما وتكامل نموه حتى بلغ أشده ونهض بأعباء المسؤولية العظمىوأدى دوره الكامل عندما وقعت تلك المأساة الكبرى التي حلت بالعلويين والطالبيينرجالاً ونساء على تراب كربلاء، وكيف استطاعت ان تتحمل تلك الصدمة وتقوم بدورهاالكامل بالحكمة والصبر الجميل ذلك الدور الذي يمثل اسمى درجات البطولة وأغناهابالقيم والمثل العليا .

لقد ثبتت في ذلك الموقف كالطود الشامخ تاركة علىتراب كربلاء آثار مسيرتها ومواقفها بين تلك الضحايا التي لا تزال حديث الاجيالومثلا كريما لكل ثائر على الظالم والجور وللمرأة التي تعترضها الخطوب والشدائد خلالمسيرتها في هذه الحياة .

لقد كان عويل النساء وصراخ الصبية وضجيج المنطقةكلها بالبكاء والنياحة كفيلا بأن يهد اقوى الاعصاب ويخرس أفصح الالسنة والخطباءويقعد بأكبر الرجال ولو لم يكن يتصل بتلك الضحايا بنسب او سبب، فكيف بمن رأى ما حلبأهله وبنيه واخوته وأبناء اخوته وعمومته وأحس بثقل المسؤولية وجسامتها، ولكن ابنةعلي ذلك الطود الاشم الذي كان أثبت من الجبال الرواسي في الشدائد كانت تجسد مواقفابيها في كل موقف تتزلزل فيه أقدام الابطال وبقيت ليلة العاشر من المحرم ساهرةالعين تجول بين خيام اخوتها وأصحابهم وتنتقل من خيمة الى خيمة وهم يستعدون لمقابلةثلاثين الف مقاتل قد اجتمعوا لقتال اخيها وبنيه وأنصاره ورأت اخاها العباس جالساًبين اخوته وأحفاد ابي طالب وهو يقول لهم: اذا كان الصباح علينا ان تتقدم للمعركةقبل ان يتقدم اليها الانصار لان الحمل الثقيل لا ينهض به إلا اهله .

وفيطريقها الى خيام الانصار سمعت حبيب بن مظاهر يوصيهم بأن يتقدموا إلى المعركة حتى لايرون هاشمياً مضرجاً بدمه، وسمعت الانصار يقولون: ستجدنا كماتريد وتحسب يا ابنمظاهر، فانطلقت نحو خيمة اخيها الحسين عليه السلام وهي تبتسم وقد غمرها السرور وطفامنه على وجهها اثر رد عليه لمحة من بهائه وصفائه ومضت تريد اخاها الحسين لتخبره بمارأت وسمعت من اخوتها والأنصار وما هي إلا خطوات حتى رأته مقبلاً فابتسمت له وتلقاهامرحباً وقال لها: منذ ان خرجنا من المدينة ما رأيتك مبتسمة ولا ضاحكة فما الذيرأيت، فقصت عليه ما سمعته من الهاشميين وأنصارهم وظلت الععقيلة ليلتها تلك ساهرةالعين تنتقل من خيمة الى خيمة ومن خباء الى خباء بين النساء والأطفال واخواتها حتىإذا اقبلت ضحوة النهار وسقط اكثر انصار اخيها ومن معه من بنيه واخوته وابناء عمهعلى ثرى الطف، ورجع الحسين للوداع الاخير وزينب على جانبه كالمذهولة قال لها: مهلااخيه لاتشقي علي جيبا ولا تخمشي عليّ وجها ولا تشمتي بنا الاعداء، وأوصاها بالنساءوالاطفال، فقالت له: طب نفسا وقر عينا فانك ستجدني كما تحب ان شاء الله .

ولما سقط عن جواده صريعا اسرعت على مصرعه وصاحت تستغيث بجدها وأبيها وأوشكتالصرخة ان تنطلق من حشاها اللاهب عندما رأت رأسه مفصولا عن بدنه والسيوف والسهام قدعبثت بجسمه وقلبه ورأت اخوتها وبنيها وأبناء عمومتها من حوله كالاضاحي ومعها قافلةمن النساء والاطفال وأمامها صفوف الاعداء تملأ صحراء كربلاء فرفعت يديها في تلكاللحظات الحاسمة نحو السماء لتند عن فمها عبقة من فيض النبوة والخلود تناجي ربهاوتتضرع اليه قائلة: اللهم تقبل منا هذا القربان .

وهكذا كان على العقيلة انتنفذ وصية اخيها وتثبت في وجه تلك الاهوال وأن تحمل قلبا كقلب ابيها في غمار جولاتهوتقف كالطود الشامخ في وجه اولئك الذين وقفوا إلى جانب يزيد بن ميسون وجلاديهالممعنين في انتهاك الحرمات والمقدسات والذين باعوا ضمائرهم لاولئك الطغاة الجناةبأبخس الاثمان .

ويقطع الحادي الطريق من كربلاء إلى الكوفة والسبايا علىاقتاب الجمال تتقدمهم رؤوس سبعين من الانصار وعشرين من أحفاد ابي طالب بينهم رأسالحسين سيد شباب اهل الجنة، وما ان أطل موكب السبايا والرؤوس ودنت طلائعه من مداخلالكوفة حتى ازدحم الناس في الطرقات ومن على المشارف والنساء على سطوح المنازل ولميكن نبأ مصرع الحسين قد انتشر في جميع اوساط الكوفيين وأشرفت امرأة من على سطحبيتها فرأت نساء كالعاريات لولا أسمال من الثياب تقنعن بها فظنت المرأة انهن منسبايا الروم او الديلم وأرادت ان تستوثق لنفسها من الظن فطالما كانت ترى مواكب منسبايا الروم والترك تمر بالكوفة لم تر مثل ما رأت على هذا الموكب من الحزن واللوعة،ولم تر قبل اليوم اسرى مع تلك المواكب من الصبيان يشدون بالحبال على اقتاب الجمالكما رأت في هذا الموكب فأدنت المرأة رأسها من احدى السبايا وقالت لها: من أيالاسارى انتن ؟ فردت عليها والالم يقطع أحشاءها: نحن اسارى آل بيت محمد رسول الله .

وما كادت المرأة تسمع قولها حتى خرجت مولولة معولة وكادت ان تسقط من علىسطحها من هول الصدمة والتفتت إلى النساء اللواتي على سطوحهن وقالت: انهن نساء اهلالبيت، فتعالى الصياح عند ذلك من كل جانب حتى ارتجت الكوفة بأهلها ولفت نواحيهاصرخات متتالية كأنها العواصف في أرجائها والتف النسوة بالموكب يقذفن عليه الارزوالمقانع ليتسترن بها بنات علي وفاطمة عن أعين الناس وغصت الطرقات بالنساء والرجاليبكون ويندبون فالتفتت ابنة علي وفاطمة اليهم ببصرها النافذ وقالت: يا اهل الكوفةيا اهل الغدر والختل والمكر أتبكون فلا رفأت الدمعة ولا هدأت الرنة انما مثلكم كمثلالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً وهل فيكم إلا الصلف وملق الاماء وغمز الاعداءالا ساء ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون فابكواكثيراً واضحكوا قليلاً فلقد ذهبتم بعارها وشنارها بعد ان قتلتم سليل خاتم النبوةومعدن الرسالة وسيد شباب اهل الجنة .

ويسير الموكب متخطياً تلك الحشود منالرجال والنساء إلى قصر الامارة ليضمها مجلس ابن مرجانة فتجلس متنكرة مطرقة يحف بهاموكب النسوة في ذلك المجلس الذميم وهو ينظر اليها ببسمة الشامت المنتصر ويسأل منهذه المتنكرة فلا ترد عليه احتقارا وازدراء لشأنه، وأعاد السؤال ثانيا وثالثاًفأجابته بعض امائها: هذهزينبابنةعلي، فانطلق عند ذلك بكلمات تنم عن لؤمة وحقده وخسته قائلا: الحمد لله الذي فضحكموأكذب أحدوثتكم، فردت عليه غير هيابة لسلطانه ولا لجبروته قائلة: الحمد لله الذياكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ثكلتك امكيا بن مرجانة .

فقال لها وقد استبد به الحقد والغضب: كيف رأيت صنع اللهبأخيك وأهل بيتك ؟ قالت: ما رأيت إلا جميلاً، اولئك قوم كتب الله عليهم القتلفبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم وتختصمون عنده وستعلم لمن الفلج ثكلتكامك يا بن مرجانة .

ويأبى له حقده وصلفه الا ان يتناول قضيباً كان الىجانبه ليضربها به، ولكن عمرو بن حريث احد جلاوزته نظر الى الوجوه قد تغيرت على ابنمرجانة وايقن ان عملاً من هذا النوع سيلهب المشاعر لاسيما وان النفوس قد اصبحتمشحونة بالحقد والكراهية ومهيأة للإنفجار بين الحين والآخر لما حل بالحسين وبنيهوأصحابه فحال بين ابن مرجانة وما اراد فرمى القضيب من يده وعاد يخاطبها بلغة الشامتالحاقد ويقول لها: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعتاة المردة من اهل بيتك،فبكت عند ذلك وقالت: لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت اصلي فان يكن في ذلكشفاؤك فقد اشتفيت .

* من وحي الثورة الحسينية / هاشم معروف الحسني ص65_68.
لقد تحدث الناس عن البطولات والأبطال من النساء والرجال المعروفين بالجرأةوالشجاعة ومقارعة الفرسان في المعارك التي كانت المرأة تقف فيها إلى جانب الرجلوتؤدي دورها الكامل بنفس الروح والعزيمة التي كان الأبطال يخوضون المعارك فيها،وبلا شك فان اهل البيت عليهم السلام يأتون في الطليعة بين أبطال التاريخ، وانزينبابنة علي وفاطمة تأتي في الطليعةبعد ابيها واخوتها كما يشهد لها تاريخها الحافل بكل انواع الطهر والفضيلة والجرأةوالصبر في الشدائد .

وليس بغريب على تلك الذات العملاقة التي التقت فيهاالأنوار الثلاثة: نور محمد وعلي وفاطمة ومن تلك الأنوار تكونت شخصيتها ان تجسدبمواقفها خصائص النبوة والامامة وأمها الزهراء التي امتازت بفضلها على نساءالعالمين .

ان اللسان ليعجز وان اللغة على سعة مفرداتها لتضيق عن وصفها وعنالتعبير عما ينطوي عليه الإنسان من الشعور نحو المرأة الكبيرة والقدوة العظيمة ابنةعلي والزهراء التي عز نظيرها بين نساء العرب والمسلمين بعد أمها البتول سيدة النساءالتي ابتسمت للموت حين بشرها به الرسول الامين في الساعات الاخيرة من حياته وقاللها: انت اول اهل بيتي لحوقا بي .

ان الالمام بحياة بطلة كربلاء في عهودالطفولة والصبا والامومة وكيف نشأت طفلة وشابة برعاية امها الزهراء وأبيها الوصيوفي بيت زوج كريم من كرام أحفاد ابي طالب، وبعد ان اصبحت أما لأسرة غذتها بتعاليمالإسلام وأخلاق امها وأبيها يضطرنا الى التطويل الذي يعرض القارىء للملل في الغالب،وفي الوقت ذاته فان الحديث عن بطولاتها التي لا تزال حديث الاجيال والتي تجلت فيرحلتها مع اخيها تاركة بيتها تحث الخطا خلفه في رحلته الى الشهادة لتعلم الرجالوالنساء كيف يموتون في مملكة الجلادين يضع بين يدي القراء صورة كريمة عن ذلك الغرسالطيب وعن مراحل نموه حتى بلغ الى هذا المستوى من النضوج والقدرة على الثباتوالصمود في وجه تلك الإحداث التي لا يقوى على تحملها احد من الناس .

ومهماكان الحال فلعلنا بعد هذا الفصل نتوقف لإعطاء فكرة كافية عن ذلك الغرس الطيب وكيفنما وتكامل نموه حتى بلغ أشده ونهض بأعباء المسؤولية العظمى وأدى دوره الكامل عندماوقعت تلك المأساة الكبرى التي حلت بالعلويين والطالبيين رجالاً ونساء على ترابكربلاء، وكيف استطاعت ان تتحمل تلك الصدمة وتقوم بدورها الكامل بالحكمة والصبرالجميل ذلك الدور الذي يمثل اسمى درجات البطولة وأغناها بالقيم والمثل العليا .

لقد ثبتت في ذلك الموقف كالطود الشامخ تاركة على تراب كربلاء آثار مسيرتهاومواقفها بين تلك الضحايا التي لا تزال حديث الاجيال ومثلا كريما لكل ثائر علىالظالم والجور وللمرأة التي تعترضها الخطوب والشدائد خلال مسيرتها في هذه الحياة .

لقد كان عويل النساء وصراخ الصبية وضجيج المنطقة كلها بالبكاء والنياحةكفيلا بأن يهد اقوى الاعصاب ويخرس أفصح الالسنة والخطباء ويقعد بأكبر الرجال ولو لميكن يتصل بتلك الضحايا بنسب او سبب، فكيف بمن رأى ما حل بأهله وبنيه واخوته وأبناءاخوته وعمومته وأحس بثقل المسؤولية وجسامتها، ولكن ابنة علي ذلك الطود الاشم الذيكان أثبت من الجبال الرواسي في الشدائد كانت تجسد مواقف ابيها في كل موقف تتزلزلفيه أقدام الابطال وبقيت ليلة العاشر من المحرم ساهرة العين تجول بين خيام اخوتهاوأصحابهم وتنتقل من خيمة الى خيمة وهم يستعدون لمقابلة ثلاثين الف مقاتل قد اجتمعوالقتال اخيها وبنيه وأنصاره ورأت اخاها العباس جالساً بين اخوته وأحفاد ابي طالب وهويقول لهم: اذا كان الصباح علينا ان تتقدم للمعركة قبل ان يتقدم اليها الانصار لانالحمل الثقيل لا ينهض به إلا اهله .

وفي طريقها الى خيام الانصار سمعت حبيببن مظاهر يوصيهم بأن يتقدموا إلى المعركة حتى لا يرون هاشمياً مضرجاً بدمه، وسمعتالانصار يقولون: ستجدنا كما تريد وتحسب يا ابن مظاهر، فانطلقت نحو خيمة اخيهاالحسين عليه السلام وهي تبتسم وقد غمرهاالسرور وطفا منه على وجهها اثر رد عليهلمحة من بهائه وصفائه ومضت تريد اخاها الحسين لتخبره بما رأت وسمعت من اخوتهاوالأنصار وما هي إلا خطوات حتى رأته مقبلاً فابتسمت له وتلقاها مرحباً وقال لها: منذ ان خرجنا من المدينة ما رأيتك مبتسمة ولا ضاحكة فما الذي رأيت، فقصت عليه ماسمعته من الهاشميين وأنصارهم وظلت الععقيلة ليلتها تلك ساهرة العين تنتقل من خيمةالى خيمة ومن خباء الى خباء بين النساء والأطفال واخواتها حتى إذا اقبلت ضحوةالنهار وسقط اكثر انصار اخيها ومن معه من بنيه واخوته وابناء عمه على ثرى الطف،ورجع الحسين للوداع الاخير وزينب على جانبه كالمذهولة قال لها: مهلا اخيه لاتشقيعلي جيبا ولا تخمشي عليّ وجها ولا تشمتي بنا الاعداء، وأوصاها بالنساء والاطفال،فقالت له: طب نفسا وقر عينا فانك ستجدني كما تحب ان شاء الله .

ولما سقط عنجواده صريعا اسرعت على مصرعه وصاحت تستغيث بجدها وأبيها وأوشكت الصرخة ان تنطلق منحشاها اللاهب عندما رأت رأسه مفصولا عن بدنه والسيوف والسهام قد عبثت بجسمه وقلبهورأت اخوتها وبنيها وأبناء عمومتها من حوله كالاضاحي ومعها قافلة من النساءوالاطفال وأمامها صفوف الاعداء تملأ صحراء كربلاء فرفعت يديها في تلك اللحظاتالحاسمة نحو السماء لتند عن فمها عبقة من فيض النبوة والخلود تناجي ربها وتتضرعاليه قائلة: اللهم تقبل منا هذا القربان .

وهكذا كان على العقيلة ان تنفذوصية اخيها وتثبت في وجه تلك الاهوال وأن تحمل قلبا كقلب ابيها في غمار جولاته وتقفكالطود الشامخ في وجه اولئك الذين وقفوا إلى جانب يزيد بن أميه
لقد تحدث الناس عن البطولات والأبطال من النساء والرجالالمعروفين بالجرأة والشجاعة ومقارعة الفرسان في المعارك التي كانت المرأة تقف فيهاإلى جانب الرجل وتؤدي دورها الكامل بنفس الروح والعزيمة التي كان الأبطال يخوضونالمعارك فيها، وبلا شك فان اهل البيت عليهم السلام يأتون في الطليعة بين أبطالالتاريخ، وانزينبابنة علي وفاطمةتأتي في الطليعة بعد ابيها واخوتها كما يشهد لها تاريخها الحافل بكل انواع الطهروالفضيلة والجرأة والصبر في الشدائد .

وليس بغريب على تلك الذات العملاقةالتي التقت فيها الأنوار الثلاثة: نور محمد وعلي وفاطمة ومن تلك الأنوار تكونتشخصيتها ان تجسد بمواقفها خصائص النبوة والامامة وأمها الزهراء التي امتازت بفضلهاعلى نساء العالمين .

ان اللسان ليعجز وان اللغة على سعة مفرداتها لتضيق عنوصفها وعن التعبير عما ينطوي عليه الإنسان من الشعور نحو المرأة الكبيرة والقدوةالعظيمة ابنة علي والزهراء التي عز نظيرها بين نساء العرب والمسلمين بعد أمهاالبتول سيدة النساء التي ابتسمت للموت حين بشرها به الرسول الامين في الساعاتالاخيرة من حياته وقال لها: انت اول اهل بيتي لحوقا بي .

ان الالمام بحياةبطلة كربلاء في عهود الطفولة والصبا والامومة وكيف نشأت طفلة وشابة برعاية امهاالزهراء وأبيها الوصي وفي بيت زوج كريم من كرام أحفاد ابي طالب، وبعد ان اصبحت أمالأسرة غذتها بتعاليم الإسلام وأخلاق امها وأبيها يضطرنا الى التطويل الذي يعرضالقارىء للملل في الغالب، وفي الوقت ذاته فان الحديث عن بطولاتها التي لا تزال حديثالاجيال والتي تجلت في رحلتها مع اخيها تاركة بيتها تحث الخطا خلفه في رحلته الىالشهادة لتعلم الرجال والنساء كيف يموتون في مملكة الجلادين يضع بين يدي القراءصورة كريمة عن ذلك الغرس الطيب وعن مراحل نموه حتى بلغ الى هذا المستوى من النضوجوالقدرة على الثبات والصمود في وجه تلك الإحداث التي لا يقوى على تحملها احد منالناس .

ومهما كان الحال فلعلنا بعد هذا الفصل نتوقف لإعطاء فكرة كافية عنذلك الغرس الطيب وكيف نما وتكامل نموه حتى بلغ أشده ونهض بأعباء المسؤولية العظمىوأدى دوره الكامل عندما وقعت تلك المأساة الكبرى التي حلت بالعلويين والطالبيينرجالاً ونساء على تراب كربلاء، وكيف استطاعت ان تتحمل تلك الصدمة وتقوم بدورهاالكامل بالحكمة والصبر الجميل ذلك الدور الذي يمثل اسمى درجات البطولة وأغناهابالقيم والمثل العليا .

لقد ثبتت في ذلك الموقف كالطود الشامخ تاركة علىتراب كربلاء آثار مسيرتها ومواقفها بين تلك الضحايا التي لا تزال حديث الاجيالومثلا كريما لكل ثائر على الظالم والجور وللمرأة التي تعترضها الخطوب والشدائد خلالمسيرتها في هذه الحياة .

لقد كان عويل النساء وصراخ الصبية وضجيج المنطقةكلها بالبكاء والنياحة كفيلا بأن يهد اقوى الاعصاب ويخرس أفصح الالسنة والخطباءويقعد بأكبر الرجال ولو لم يكن يتصل بتلك الضحايا بنسب او سبب، فكيف بمن رأى ما حلبأهله وبنيه واخوته وأبناء اخوته وعمومته وأحس بثقل المسؤولية وجسامتها، ولكن ابنةعلي ذلك الطود الاشم الذي كان أثبت من الجبال الرواسي في الشدائد كانت تجسد مواقفابيها في كل موقف تتزلزل فيه أقدام الابطال وبقيت ليلة العاشر من المحرم ساهرةالعين تجول بين خيام اخوتها وأصحابهم وتنتقل من خيمة الى خيمة وهم يستعدون لمقابلةثلاثين الف مقاتل قد اجتمعوا لقتال اخيها وبنيه وأنصاره ورأت اخاها العباس جالساًبين اخوته وأحفاد ابي طالب وهو يقول لهم: اذا كان الصباح علينا ان تتقدم للمعركةقبل ان يتقدم اليها الانصار لان الحمل الثقيل لا ينهض به إلا اهله .

وفيطريقها الى خيام الانصار سمعت حبيب بن مظاهر يوصيهم بأن يتقدموا إلى المعركة حتى لايرون هاشمياً مضرجاً بدمه، وسمعت الانصار يقولون: ستجدنا كماتريد وتحسب يا ابنمظاهر، فانطلقت نحو خيمة اخيها الحسين عليه السلام وهي تبتسم وقد غمرها السرور وطفامنه على وجهها اثر رد عليه لمحة من بهائه وصفائه ومضت تريد اخاها الحسين لتخبره بمارأت وسمعت من اخوتها والأنصار وما هي إلا خطوات حتى رأته مقبلاً فابتسمت له وتلقاهامرحباً وقال لها: منذ ان خرجنا من المدينة ما رأيتك مبتسمة ولا ضاحكة فما الذيرأيت، فقصت عليه ما سمعته من الهاشميين وأنصارهم وظلت الععقيلة ليلتها تلك ساهرةالعين تنتقل من خيمة الى خيمة ومن خباء الى خباء بين النساء والأطفال واخواتها حتىإذا اقبلت ضحوة النهار وسقط اكثر انصار اخيها ومن معه من بنيه واخوته وابناء عمهعلى ثرى الطف، ورجع الحسين للوداع الاخير وزينب على جانبه كالمذهولة قال لها: مهلااخيه لاتشقي علي جيبا ولا تخمشي عليّ وجها ولا تشمتي بنا الاعداء، وأوصاها بالنساءوالاطفال، فقالت له: طب نفسا وقر عينا فانك ستجدني كما تحب ان شاء الله .

ولما سقط عن جواده صريعا اسرعت على مصرعه وصاحت تستغيث بجدها وأبيها وأوشكتالصرخة ان تنطلق من حشاها اللاهب عندما رأت رأسه مفصولا عن بدنه والسيوف والسهام قدعبثت بجسمه وقلبه ورأت اخوتها وبنيها وأبناء عمومتها من حوله كالاضاحي ومعها قافلةمن النساء والاطفال وأمامها صفوف الاعداء تملأ صحراء كربلاء فرفعت يديها في تلكاللحظات الحاسمة نحو السماء لتند عن فمها عبقة من فيض النبوة والخلود تناجي ربهاوتتضرع اليه قائلة: اللهم تقبل منا هذا القربان .

وهكذا كان على العقيلة انتنفذ وصية اخيها وتثبت في وجه تلك الاهوال وأن تحمل قلبا كقلب ابيها في غمار جولاتهوتقف كالطود الشامخ في وجه اولئك الذين وقفوا إلى جانب يزيد بن ميسون وجلاديهالممعنين في انتهاك الحرمات والمقدسات والذين باعوا ضمائرهم لاولئك الطغاة الجناةبأبخس الاثمان .

ويقطع الحادي الطريق من كربلاء إلى الكوفة والسبايا علىاقتاب الجمال تتقدمهم رؤوس سبعين من الانصار وعشرين من أحفاد ابي طالب بينهم رأسالحسين سيد شباب اهل الجنة، وما ان أطل موكب السبايا والرؤوس ودنت طلائعه من مداخلالكوفة حتى ازدحم الناس في الطرقات ومن على المشارف والنساء على سطوح المنازل ولميكن نبأ مصرع الحسين قد انتشر في جميع اوساط الكوفيين وأشرفت امرأة من على سطحبيتها فرأت نساء كالعاريات لولا أسمال من الثياب تقنعن بها فظنت المرأة انهن منسبايا الروم او الديلم وأرادت ان تستوثق لنفسها من الظن فطالما كانت ترى مواكب منسبايا الروم والترك تمر بالكوفة لم تر مثل ما رأت على هذا الموكب من الحزن واللوعة،ولم تر قبل اليوم اسرى مع تلك المواكب من الصبيان يشدون بالحبال على اقتاب الجمالكما رأت في هذا الموكب فأدنت المرأة رأسها من احدى السبايا وقالت لها: من أيالاسارى انتن ؟ فردت عليها والالم يقطع أحشاءها: نحن اسارى آل بيت محمد رسول الله .

وما كادت المرأة تسمع قولها حتى خرجت مولولة معولة وكادت ان تسقط من علىسطحها من هول الصدمة والتفتت إلى النساء اللواتي على سطوحهن وقالت: انهن نساء اهلالبيت، فتعالى الصياح عند ذلك من كل جانب حتى ارتجت الكوفة بأهلها ولفت نواحيهاصرخات متتالية كأنها العواصف في أرجائها والتف النسوة بالموكب يقذفن عليه الارزوالمقانع ليتسترن بها بنات علي وفاطمة عن أعين الناس وغصت الطرقات بالنساء والرجاليبكون ويندبون فالتفتت ابنة علي وفاطمة اليهم ببصرها النافذ وقالت: يا اهل الكوفةيا اهل الغدر والختل والمكر أتبكون فلا رفأت الدمعة ولا هدأت الرنة انما مثلكم كمثلالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً وهل فيكم إلا الصلف وملق الاماء وغمز الاعداءالا ساء ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون فابكواكثيراً واضحكوا قليلاً فلقد ذهبتم بعارها وشنارها بعد ان قتلتم سليل خاتم النبوةومعدن الرسالة وسيد شباب اهل الجنة .

ويسير الموكب متخطياً تلك الحشود منالرجال والنساء إلى قصر الامارة ليضمها مجلس ابن مرجانة فتجلس متنكرة مطرقة يحف بهاموكب النسوة في ذلك المجلس الذميم وهو ينظر اليها ببسمة الشامت المنتصر ويسأل منهذه المتنكرة فلا ترد عليه احتقارا وازدراء لشأنه، وأعاد السؤال ثانيا وثالثاًفأجابته بعض امائها: هذهزينبابنةعلي، فانطلق عند ذلك بكلمات تنم عن لؤمة وحقده وخسته قائلا: الحمد لله الذي فضحكموأكذب أحدوثتكم، فردت عليه غير هيابة لسلطانه ولا لجبروته قائلة: الحمد لله الذياكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ثكلتك امكيا بن مرجانة .

فقال لها وقد استبد به الحقد والغضب: كيف رأيت صنع اللهبأخيك وأهل بيتك ؟ قالت: ما رأيت إلا جميلاً، اولئك قوم كتب الله عليهم القتلفبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم وتختصمون عنده وستعلم لمن الفلج ثكلتكامك يا بن مرجانة .

ويأبى له حقده وصلفه الا ان يتناول قضيباً كان الىجانبه ليضربها به، ولكن عمرو بن حريث احد جلاوزته نظر الى الوجوه قد تغيرت على ابنمرجانة وايقن ان عملاً من هذا النوع سيلهب المشاعر لاسيما وان النفوس قد اصبحتمشحونة بالحقد والكراهية ومهيأة للإنفجار بين الحين والآخر لما حل بالحسين وبنيهوأصحابه فحال بين ابن مرجانة وما اراد فرمى القضيب من يده وعاد يخاطبها بلغة الشامتالحاقد ويقول لها: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعتاة المردة من اهل بيتك،فبكت عند ذلك وقالت: لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي واجتثثت اصلي فان يكن في ذلكشفاؤك فقد اشتفيت .

* من وحي الثورة الحسينية / هاشم معروف الحسني ص65_68.
لقد تحدث الناس عن البطولات والأبطال من النساء والرجال المعروفين بالجرأةوالشجاعة ومقارعة الفرسان في المعارك التي كانت المرأة تقف فيها إلى جانب الرجلوتؤدي دورها الكامل بنفس الروح والعزيمة التي كان الأبطال يخوضون المعارك فيها،وبلا شك فان اهل البيت عليهم السلام يأتون في الطليعة بين أبطال التاريخ، وانزينبابنة علي وفاطمة تأتي في الطليعةبعد ابيها واخوتها كما يشهد لها تاريخها الحافل بكل انواع الطهر والفضيلة والجرأةوالصبر في الشدائد .

وليس بغريب على تلك الذات العملاقة التي التقت فيهاالأنوار الثلاثة: نور محمد وعلي وفاطمة ومن تلك الأنوار تكونت شخصيتها ان تجسدبمواقفها خصائص النبوة والامامة وأمها الزهراء التي امتازت بفضلها على نساءالعالمين .

ان اللسان ليعجز وان اللغة على سعة مفرداتها لتضيق عن وصفها وعنالتعبير عما ينطوي عليه الإنسان من الشعور نحو المرأة الكبيرة والقدوة العظيمة ابنةعلي والزهراء التي عز نظيرها بين نساء العرب والمسلمين بعد أمها البتول سيدة النساءالتي ابتسمت للموت حين بشرها به الرسول الامين في الساعات الاخيرة من حياته وقاللها: انت اول اهل بيتي لحوقا بي .

ان الالمام بحياة بطلة كربلاء في عهودالطفولة والصبا والامومة وكيف نشأت طفلة وشابة برعاية امها الزهراء وأبيها الوصيوفي بيت زوج كريم من كرام أحفاد ابي طالب، وبعد ان اصبحت أما لأسرة غذتها بتعاليمالإسلام وأخلاق امها وأبيها يضطرنا الى التطويل الذي يعرض القارىء للملل في الغالب،وفي الوقت ذاته فان الحديث عن بطولاتها التي لا تزال حديث الاجيال والتي تجلت فيرحلتها مع اخيها تاركة بيتها تحث الخطا خلفه في رحلته الى الشهادة لتعلم الرجالوالنساء كيف يموتون في مملكة الجلادين يضع بين يدي القراء صورة كريمة عن ذلك الغرسالطيب وعن مراحل نموه حتى بلغ الى هذا المستوى من النضوج والقدرة على الثباتوالصمود في وجه تلك الإحداث التي لا يقوى على تحملها احد من الناس .

ومهماكان الحال فلعلنا بعد هذا الفصل نتوقف لإعطاء فكرة كافية عن ذلك الغرس الطيب وكيفنما وتكامل نموه حتى بلغ أشده ونهض بأعباء المسؤولية العظمى وأدى دوره الكامل عندماوقعت تلك المأساة الكبرى التي حلت بالعلويين والطالبيين رجالاً ونساء على ترابكربلاء، وكيف استطاعت ان تتحمل تلك الصدمة وتقوم بدورها الكامل بالحكمة والصبرالجميل ذلك الدور الذي يمثل اسمى درجات البطولة وأغناها بالقيم والمثل العليا .

لقد ثبتت في ذلك الموقف كالطود الشامخ تاركة على تراب كربلاء آثار مسيرتهاومواقفها بين تلك الضحايا التي لا تزال حديث الاجيال ومثلا كريما لكل ثائر علىالظالم والجور وللمرأة التي تعترضها الخطوب والشدائد خلال مسيرتها في هذه الحياة .

لقد كان عويل النساء وصراخ الصبية وضجيج المنطقة كلها بالبكاء والنياحةكفيلا بأن يهد اقوى الاعصاب ويخرس أفصح الالسنة والخطباء ويقعد بأكبر الرجال ولو لميكن يتصل بتلك الضحايا بنسب او سبب، فكيف بمن رأى ما حل بأهله وبنيه واخوته وأبناءاخوته وعمومته وأحس بثقل المسؤولية وجسامتها، ولكن ابنة علي ذلك الطود الاشم الذيكان أثبت من الجبال الرواسي في الشدائد كانت تجسد مواقف ابيها في كل موقف تتزلزلفيه أقدام الابطال وبقيت ليلة العاشر من المحرم ساهرة العين تجول بين خيام اخوتهاوأصحابهم وتنتقل من خيمة الى خيمة وهم يستعدون لمقابلة ثلاثين الف مقاتل قد اجتمعوالقتال اخيها وبنيه وأنصاره ورأت اخاها العباس جالساً بين اخوته وأحفاد ابي طالب وهويقول لهم: اذا كان الصباح علينا ان تتقدم للمعركة قبل ان يتقدم اليها الانصار لانالحمل الثقيل لا ينهض به إلا اهله .

وفي طريقها الى خيام الانصار سمعت حبيببن مظاهر يوصيهم بأن يتقدموا إلى المعركة حتى لا يرون هاشمياً مضرجاً بدمه، وسمعتالانصار يقولون: ستجدنا كما تريد وتحسب يا ابن مظاهر، فانطلقت نحو خيمة اخيهاالحسين عليه السلام وهي تبتسم وقد غمرهاالسرور وطفا منه على وجهها اثر رد عليهلمحة من بهائه وصفائه ومضت تريد اخاها الحسين لتخبره بما رأت وسمعت من اخوتهاوالأنصار وما هي إلا خطوات حتى رأته مقبلاً فابتسمت له وتلقاها مرحباً وقال لها: منذ ان خرجنا من المدينة ما رأيتك مبتسمة ولا ضاحكة فما الذي رأيت، فقصت عليه ماسمعته من الهاشميين وأنصارهم وظلت الععقيلة ليلتها تلك ساهرة العين تنتقل من خيمةالى خيمة ومن خباء الى خباء بين النساء والأطفال واخواتها حتى إذا اقبلت ضحوةالنهار وسقط اكثر انصار اخيها ومن معه من بنيه واخوته وابناء عمه على ثرى الطف،ورجع الحسين للوداع الاخير وزينب على جانبه كالمذهولة قال لها: مهلا اخيه لاتشقيعلي جيبا ولا تخمشي عليّ وجها ولا تشمتي بنا الاعداء، وأوصاها بالنساء والاطفال،فقالت له: طب نفسا وقر عينا فانك ستجدني كما تحب ان شاء الله .

ولما سقط عنجواده صريعا اسرعت على مصرعه وصاحت تستغيث بجدها وأبيها وأوشكت الصرخة ان تنطلق منحشاها اللاهب عندما رأت رأسه مفصولا عن بدنه والسيوف والسهام قد عبثت بجسمه وقلبهورأت اخوتها وبنيها وأبناء عمومتها من حوله كالاضاحي ومعها قافلة من النساءوالاطفال وأمامها صفوف الاعداء تملأ صحراء كربلاء فرفعت يديها في تلك اللحظاتالحاسمة نحو السماء لتند عن فمها عبقة من فيض النبوة والخلود تناجي ربها وتتضرعاليه قائلة: اللهم تقبل منا هذا القربان .

وهكذا كان على العقيلة ان تنفذوصية اخيها وتثبت في وجه تلك الاهوال وأن تحمل قلبا كقلب ابيها في غمار جولاته وتقفكالطود الشامخ في وجه اولئك الذين وقفوا إلى جانب يزيد بن أميه
 
إنضم
5 أغسطس 2014
المشاركات
498
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
رد: زينب عليها السلام تضحيات ومواقف

جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 0 ( الاعضاء: 0, الزوار: 0 )