ابو مناف البصري
المالكي
*سرّ السعادة الزوجية!*
السيد عباس نورالدين
إن أردنا اختصار السعادة الزوجية بكلمة واحدة، فربما لن نجد مثل تعبير القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.
وسرّ ذلك أنّ ما يفسد متعة الإنسان في أي شيء مادي أو معنوي، *هو أن يرى في اللحظة التي يريد الاستمتاع بها أنّ هناك ما هو أفضل أو أجمل أو أمتع منه*.
ولذلك *اختصرت السعادة في الحياة الدنيا بالقناعة.*
وكان الشقاء *فيها وليد الجشع والطمع اللذان يولدان فيها الخوف والقلق والاضطراب.*
فكلما *ازداد طمع الإنسان بشيء، ازداد خوفه من فقدانه، وازداد اضطرابه ولم يعد قادرًا على ملاحظة ما عنده من نعمة أو لذة.*
إن الحياة الدنيا *مليئة بالعروض ولن يمر علينا يوم إلا وسنشاهد عرضًا جديدًا لشيء من* متاعها وشهوات النساء والرجال ليست بمستثناة.
فمن هو الرجل الذي سيتزوج ولن يشاهد بعد زواجه نساء أخريات؟
ومن هي هذه المرأة التي ستتزوج ثم لن ترى رجال آخرين؟
*فنحن بشر لا نعيش في بيوت مغلقة، ولو أغلقنا على أنفسنا فنحن في عصر الفضاء الافتراضي والقنوات الفضائية التي تزداد معها هذه العروض بصورة جنونية.*
فلا شيء يمكن أن ينجينا من فقدان الالتذاذ والاستمتاع بما عندنا *إلا اذا كان شريك حياتنا شخصًا إذا نظرنا إليه استقرت أعيننا عنده،* ولم تمل إلى غيره
*
وإذا رأينا غيره عاد البصر إليه بل لم ير ما هو أجمل منه.*
إنّها نعمة كبرى وتوفيق عظيم، *فلنطلبه من الله دومًا ولنتعرف إلى مقدماته وأسبابه وهذا ما يرشدنا إليه الذكر الحكيم أيضًا*
السيد عباس نورالدين










*

