أميــــر الحـــــرف
أقبية الغياب ..
[FONT="]كانت قد اقتربت الساعة من الحادية عشر ليلاً في ثالث ليالي رمضان [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]عندما وجدته مرمياً على الأرض .. وقد أصيب بجرح في رقبته
[/FONT]
[FONT="]وآخر بقدمه وهو في حالة إحتضار يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ..! [/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]تفحصته عن قرب .. فوجت نبضه ضعيفاً جداً
[/FONT]
[FONT="]وبدا لي انه على هذا الحال منذ أيام دون أن ينتبه له أحداً
[/FONT]
[FONT="] وها هو قد وصل الى لحظاته الأخيرة[/FONT]
[FONT="] من شدة الجفاف والديدان التي استعمرت كل أجزاء جسمه [/FONT]
[FONT="]كلب أليف صغير من النوع الذي يقتنى للزينة [/FONT]
[FONT="]نظرت لوجهه المستسلم تماما للألم ,, فأنكسر قلبي على الفور .. تألمت بشدة لأني قرأت نظرة إستغاثة بعينيه ,,, أجزم إنها كانت كذلك[/FONT]
[FONT="]لم يكن بوسعي عمل شيء أحدهم يقف الى جانبي نصحني أن أتركه أو أدفنه بذريعة أنه قد يكون معدياً وخطيراً علينا ... لكنه لايزال حياً ..! [/FONT]
[FONT="] لهذا وجدتها فكرة سخيفة وسادية جداً .. بقيت بحيرة كبيرة ,, لاأدري ما أفعله فقد كنت بين أمرين [/FONT]
[FONT="]بين الإبتعاد من أجل سلامتي فمن يدري ماهو المرض الذي به[/FONT]
[FONT="] وما مدى خطورته عليَّ[/FONT]
[FONT="] وبين نظرته المستغيثة التي سلبت دواخلي وأشعرتني بالحزن عليه[/FONT]
[FONT="]تركته وأبتعدت بعد أن وضعته جانباً كي لايكون وسط الحديقة[/FONT]
[FONT="] ويتعرض لدهس أو ماشابه ..
[/FONT]
[FONT="] وذهبت وأنا أعيش دوامة أفكار عديدة [/FONT]
[FONT="]تارةً أقول إن له رباً يتولاه برحمته ,,[/FONT]
[FONT="] وتارة أخرى أقول لو كنت أعرف الآن أي شخص يفهم في مثل هذه الأمور[/FONT]
[FONT="] لعله يقدم لي بعض العون [/FONT]
[FONT="]فكرت في مراسلة الأخت شهد لانها تقتني كلباً
[/FONT]
[FONT="]وقد تعطيني بعض النصائح لكنها فكرة ستأخذ المزيد من الوقت ... [/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="] عدت لمنزلي ومضى الوقت وتساؤل كبير وخطير بدأ ينموا بداخلي[/FONT]
[FONT="]كيف إن الخالق العظيم يترك هذا الحيوان المسكين يتألم هكذا وهو أرحم الراحمين ..؟[/FONT]
[FONT="]إذا كنت أنا المخلوق المليء بالقسوة والخطايا والذنوب [/FONT]
[FONT="] قد رأفت لحاله[/FONT]
[FONT="] فكيف يتركه الله الذي هو أصل الرحمة فأين تدخل الخالق الرحيم ..؟[/FONT]
[FONT="]وهنا انتفظت وكررت عبارة ( أنا قد رأفت به وأنكسر قلبي عليه ) .. ياإلهي ..!!!! لقد تدخل الله عز وجل فعلاً ... لقد كسر قلبي عليه
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="] فهرعت نحو الكلب مسرعاً ونسيت الأمراض والمخاطر
[/FONT]
[FONT="]وحملته للمنزل وهو بلا أدنى مقاومة تذكر ..[/FONT]
[FONT="] مستسلم تمام ونبضه يبطيء[/FONT]
[FONT="] لكني لاأعرف ما سأفعله تحديد ,,اً لهذا تركت الأمر لسجيتي
[/FONT]
[FONT="]وأدخلته الحمام وبدأت أغسله من الدماء والديدان المتنوعة[/FONT]
[FONT="] والتي أكلت أجزاءً من جلده .. وكنت أقلبه بين يدي برفق[/FONT]
[FONT="] وهو ينظر إليَّ بنظرة شعرتها نوع من الشكر[/FONT]
[FONT="] فقلت له .. نعم أيها المسكين لقد رأف بك الخالق الرحيم
[/FONT]
[FONT="]وأتى بي صاغراً إليك كي أقوم برعايتك ..
[/FONT]
[FONT="]لاأعرف لماذا شعرت بمسؤوليتي الكبيرة إتجاه هذا الحيوان المسكين المسالم ..
[/FONT]
[FONT="]بدأت بتجفيفه وهو أشبه بجثة هامدة[/FONT]
[FONT="] ثم أتصلت بصديقي صيدلاني وشرحت له الحالة[/FONT]
[FONT="] فقال سأرسل لك كبسول للألتهابات وممكن اعطائه للكلب مخلوطاً بالماء[/FONT]
[FONT="] وفعلا وصل الدواء وبدات بأعطائه عبر[/FONT][FONT="]( سرنجة )
[/FONT]
[FONT="]عن طريق الفم وقمت بتضميد جراحه[/FONT]
[FONT="]كان الوقت قد اقترب من السحور فقمت بتعقيم نفسي والاستحمام
[/FONT]
[FONT="]ومن ثم تسحرت وانا انظر بين الحين والآخر[/FONT]
[FONT="] لجسده المستسلم تماماً لعلي أجد فرقاً ما [/FONT]
[FONT="]انتظرت صلاة الفجر على غير العادة[/FONT]
[FONT="] فانا كسول فيما يتعلق بصلاة الفجر[/FONT]
[FONT="] وقبل الصلاة خطرت ببالي فكرة اني أصلي ركعتين لله طلب العون منه[/FONT]
[FONT="] لشفاء هذا المسكين ..[/FONT]
[FONT="] لا أعرف كيف سيطر على مشاعري هذا الكلب الصغير[/FONT]
[FONT="] وأصبح همي الوحيد ان ينجوا وكنت أتوسل بالله ان اراه يقف على قدميه مرة أخرى[/FONT]
[FONT="] ولا أدري ان كان هذا سخيفاً .. لاني نذرت عشاءً لوجه الله تعالى لو تعافى
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]في الصباح اتجهت صوبه وما إن وصلت لمكانه ...[/FONT]
[FONT="] يإلهي وجدته يحاول رفع رأسه وبدا عليه بعض التحسن[/FONT]
[FONT="] هرعت به للمستشفى البيطري الكائن في ساحة عدن[/FONT]
[FONT="] وكانوا أناس بغاية الانسانية والأخلاق وقدموا له العلاجات وبذلوا جهوداً كبيرة معه وتعاطفوا مع حالته بشكل رائع ومن ثم قامو بتعليمي كيفية معالجته في المنزل[/FONT]
[FONT="] ومنذ أيام وانا على هذا الحال اقوم بعلاجه وإطعامه
[/FONT]
[FONT="]وهو في تحسن مستمر وقد كسبت صديقاً وفياً[/FONT]
[FONT="]لكنني تعلمت الكثير من هذه التجربة [/FONT]
[FONT="]إن الله أرأف بنا من أنفسنا
[/FONT]
[FONT="]وعرفت إن الإنسانية هي أعلى درجات الرقي والتحضر[/FONT]
[FONT="]وعرفت إن السعادة الحقيقة هي في الرضا عن النفس[/FONT]
[FONT="]وأكتشفت أن المحاولة أفضل من اليأس[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]أحببت مشاركتم هذه التجربة .. لأنكم الأقرب للنفس[/FONT]
[FONT="]آسف للإطالة .. ولكم كبير محبتي أهل الفخامة[/FONT]
[FONT="]وهذه صور صديقي الجديد[/FONT]


[FONT="] [/FONT]
[FONT="]عندما وجدته مرمياً على الأرض .. وقد أصيب بجرح في رقبته
[/FONT]
[FONT="]وآخر بقدمه وهو في حالة إحتضار يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ..! [/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]تفحصته عن قرب .. فوجت نبضه ضعيفاً جداً
[/FONT]
[FONT="]وبدا لي انه على هذا الحال منذ أيام دون أن ينتبه له أحداً
[/FONT]
[FONT="] وها هو قد وصل الى لحظاته الأخيرة[/FONT]
[FONT="] من شدة الجفاف والديدان التي استعمرت كل أجزاء جسمه [/FONT]
[FONT="]كلب أليف صغير من النوع الذي يقتنى للزينة [/FONT]
[FONT="]نظرت لوجهه المستسلم تماما للألم ,, فأنكسر قلبي على الفور .. تألمت بشدة لأني قرأت نظرة إستغاثة بعينيه ,,, أجزم إنها كانت كذلك[/FONT]
[FONT="]لم يكن بوسعي عمل شيء أحدهم يقف الى جانبي نصحني أن أتركه أو أدفنه بذريعة أنه قد يكون معدياً وخطيراً علينا ... لكنه لايزال حياً ..! [/FONT]
[FONT="] لهذا وجدتها فكرة سخيفة وسادية جداً .. بقيت بحيرة كبيرة ,, لاأدري ما أفعله فقد كنت بين أمرين [/FONT]
[FONT="]بين الإبتعاد من أجل سلامتي فمن يدري ماهو المرض الذي به[/FONT]
[FONT="] وما مدى خطورته عليَّ[/FONT]
[FONT="] وبين نظرته المستغيثة التي سلبت دواخلي وأشعرتني بالحزن عليه[/FONT]
[FONT="]تركته وأبتعدت بعد أن وضعته جانباً كي لايكون وسط الحديقة[/FONT]
[FONT="] ويتعرض لدهس أو ماشابه ..
[/FONT]
[FONT="] وذهبت وأنا أعيش دوامة أفكار عديدة [/FONT]
[FONT="]تارةً أقول إن له رباً يتولاه برحمته ,,[/FONT]
[FONT="] وتارة أخرى أقول لو كنت أعرف الآن أي شخص يفهم في مثل هذه الأمور[/FONT]
[FONT="] لعله يقدم لي بعض العون [/FONT]
[FONT="]فكرت في مراسلة الأخت شهد لانها تقتني كلباً
[/FONT]
[FONT="]وقد تعطيني بعض النصائح لكنها فكرة ستأخذ المزيد من الوقت ... [/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="] عدت لمنزلي ومضى الوقت وتساؤل كبير وخطير بدأ ينموا بداخلي[/FONT]
[FONT="]كيف إن الخالق العظيم يترك هذا الحيوان المسكين يتألم هكذا وهو أرحم الراحمين ..؟[/FONT]
[FONT="]إذا كنت أنا المخلوق المليء بالقسوة والخطايا والذنوب [/FONT]
[FONT="] قد رأفت لحاله[/FONT]
[FONT="] فكيف يتركه الله الذي هو أصل الرحمة فأين تدخل الخالق الرحيم ..؟[/FONT]
[FONT="]وهنا انتفظت وكررت عبارة ( أنا قد رأفت به وأنكسر قلبي عليه ) .. ياإلهي ..!!!! لقد تدخل الله عز وجل فعلاً ... لقد كسر قلبي عليه
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="] فهرعت نحو الكلب مسرعاً ونسيت الأمراض والمخاطر
[/FONT]
[FONT="]وحملته للمنزل وهو بلا أدنى مقاومة تذكر ..[/FONT]
[FONT="] مستسلم تمام ونبضه يبطيء[/FONT]
[FONT="] لكني لاأعرف ما سأفعله تحديد ,,اً لهذا تركت الأمر لسجيتي
[/FONT]
[FONT="]وأدخلته الحمام وبدأت أغسله من الدماء والديدان المتنوعة[/FONT]
[FONT="] والتي أكلت أجزاءً من جلده .. وكنت أقلبه بين يدي برفق[/FONT]
[FONT="] وهو ينظر إليَّ بنظرة شعرتها نوع من الشكر[/FONT]
[FONT="] فقلت له .. نعم أيها المسكين لقد رأف بك الخالق الرحيم
[/FONT]
[FONT="]وأتى بي صاغراً إليك كي أقوم برعايتك ..
[/FONT]
[FONT="]لاأعرف لماذا شعرت بمسؤوليتي الكبيرة إتجاه هذا الحيوان المسكين المسالم ..
[/FONT]
[FONT="]بدأت بتجفيفه وهو أشبه بجثة هامدة[/FONT]
[FONT="] ثم أتصلت بصديقي صيدلاني وشرحت له الحالة[/FONT]
[FONT="] فقال سأرسل لك كبسول للألتهابات وممكن اعطائه للكلب مخلوطاً بالماء[/FONT]
[FONT="] وفعلا وصل الدواء وبدات بأعطائه عبر[/FONT][FONT="]( سرنجة )
[/FONT]
[FONT="]عن طريق الفم وقمت بتضميد جراحه[/FONT]
[FONT="]كان الوقت قد اقترب من السحور فقمت بتعقيم نفسي والاستحمام
[/FONT]
[FONT="]ومن ثم تسحرت وانا انظر بين الحين والآخر[/FONT]
[FONT="] لجسده المستسلم تماماً لعلي أجد فرقاً ما [/FONT]
[FONT="]انتظرت صلاة الفجر على غير العادة[/FONT]
[FONT="] فانا كسول فيما يتعلق بصلاة الفجر[/FONT]
[FONT="] وقبل الصلاة خطرت ببالي فكرة اني أصلي ركعتين لله طلب العون منه[/FONT]
[FONT="] لشفاء هذا المسكين ..[/FONT]
[FONT="] لا أعرف كيف سيطر على مشاعري هذا الكلب الصغير[/FONT]
[FONT="] وأصبح همي الوحيد ان ينجوا وكنت أتوسل بالله ان اراه يقف على قدميه مرة أخرى[/FONT]
[FONT="] ولا أدري ان كان هذا سخيفاً .. لاني نذرت عشاءً لوجه الله تعالى لو تعافى
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]في الصباح اتجهت صوبه وما إن وصلت لمكانه ...[/FONT]
[FONT="] يإلهي وجدته يحاول رفع رأسه وبدا عليه بعض التحسن[/FONT]
[FONT="] هرعت به للمستشفى البيطري الكائن في ساحة عدن[/FONT]
[FONT="] وكانوا أناس بغاية الانسانية والأخلاق وقدموا له العلاجات وبذلوا جهوداً كبيرة معه وتعاطفوا مع حالته بشكل رائع ومن ثم قامو بتعليمي كيفية معالجته في المنزل[/FONT]
[FONT="] ومنذ أيام وانا على هذا الحال اقوم بعلاجه وإطعامه
[/FONT]
[FONT="]وهو في تحسن مستمر وقد كسبت صديقاً وفياً[/FONT]
[FONT="]لكنني تعلمت الكثير من هذه التجربة [/FONT]
[FONT="]إن الله أرأف بنا من أنفسنا
[/FONT]
[FONT="]وعرفت إن الإنسانية هي أعلى درجات الرقي والتحضر[/FONT]
[FONT="]وعرفت إن السعادة الحقيقة هي في الرضا عن النفس[/FONT]
[FONT="]وأكتشفت أن المحاولة أفضل من اليأس[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]أحببت مشاركتم هذه التجربة .. لأنكم الأقرب للنفس[/FONT]
[FONT="]آسف للإطالة .. ولكم كبير محبتي أهل الفخامة[/FONT]
[FONT="]وهذه صور صديقي الجديد[/FONT]

