✿قہہمہہر✿
بزونة المنتدى
- إنضم
- 22 أبريل 2016
- المشاركات
- 129,693
- مستوى التفاعل
- 2,640
- النقاط
- 114
إنَّ إهمال العبودية هو الخسارة الكبرى للنفس الإنسانية، وإنْ وصَل الإنسان إلى قمَّةِ المادية، كما أنَّ الإقبال علي العبادة الصحيحة هو العلاج الشافي لكلِّ أمراض النفس والمجتمع، فالأمم تصحُّ بالدين والإقبال عليه، وتستعين بتوجيهاته على الفرار من الظلمات إلى النور، وإقامة دين الله كما أمر الله؛ ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ [طه: 123]. فالإنسان حينما يعيش بعيدًا عن عَلاقةٍ تربطه بالله - عز وجل - يفقد إنسانيَّتَه وكرامته، ومجده ومستقبله؛ إذْ تخلو حياتُه من أهدافٍ نبيلة يسعى إليها ويعيش من أجْلِ تحقيقها، والنتيجة الحتمية لإهمال العبادة وإضاعة الدين هى الضياع والضلال، والتفكك الاجتماعي والتخلف العلمي والحضاري، والذل النفسي والأدبي.
لا شكَّ أن الصيامَ فرصةٌ للنفوس؛ كي تتوطَّن على حبِّ الخير وفعله، والدعوة إليه، فالصومُ عبادة يَتقرَّب بها العبد إلى الله، والمقصد الأعظم لهذه العبادة هو تحقُّق التقوى، التي هي خشية الله ومراقبته، وحضور القلب الدائم، فهو فرصة لمن كثُرتْ غفلتُه أنْ يستيقظ منها، ويعملَ ليوم سيُحاسَب فيه على ما قدَّم وأخَّر من الأعمال.
كما أن الصوم عبادةٌ مليئة بالمنافع النفسية، والاجتماعية، والتربوية، والحضارية.
فمن فوائد الصيام:
أنه يُعيد صياغة القلوب لتحيا على بصيرة، وتُقبلَ على الله بصدق وإخلاص؛ فيسعد أصحابها، كما أن الصائم يحفظ جوارحَه من ارتكاب المحرمات، وفعل المنهيات؛ وفى جامع الإمام الترمذى عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((استحيوا من الله حقَّ الحياء))، قال: قلنا: يا رسولَ الله، إنَّا نستحي، والحمد لله، قال: ((ليس ذاك، ولكنَّ الاستحياء من الله حقَّ الحياء: أنْ تحفظَ الرأسَ وما وعى، والبطنَ وما حوى، ولْتذكرِ الموتَ والبلى، ومَن أراد الآخرة، تَرك زينةَ الدنيا، فمَن فعل ذلك فقد استحيا من الله حقَّ الحياء)).
هذه العبادة الربانية تؤدِّي إلى انضباط الشخصية وتوازنها؛ من خلال تربية الصائم على الإقبال على الطاعات، والالتزام الأخلاقي، ويقظة الوعي، وعلوِّ الهمة، والإنجاز في العمل، وتنظيم للوقت، فالصوم للأبدان قوةٌ، وللحياة إعمارٌ واستقرار، وللنفس وقايةٌ من طغيان الشهوة وتسلُّطِها على الإنسان؛ لأن انفلات زمامها يجعل الإنسان فى شقاء.
يستطيع الصيام - إذا كان مصحوبًا بالإخلاص، والأعمال الصالحة، وفعل الخيرات واجتناب المعاصى - أن يُهذِّب سلوكيَّاتِنا ومعاملاتِنا، فأعظمُ فرصة للتغيير فى رمضان أن ينعكسَ نور الإيمان على قلوبنا، فلا تضيع شخصيتنا فى عصر السرعة التى هى من أبرز سمات العصر الذي نعيش فيه.
كما أن الصوم فرصةٌ واسعة لتوجيه الذات إيجابيًّا وحضاريًّا من خلال الربط بين الإيمان والعمل، وبين العمل والنهوض، وبين النهوض والإبداع، وبين الإبداع والتميز الإبداعي.
تصوم الأمة الإسلامية هذا العام وهمومُها متراكمةٌ ومرتفعةٌ كارتفاع الجبال، وأحوالهُا تفتقر إلى الإصلاح، والنهضة، واليقظة التى تعود بها إلى القوة والمجد، والعزة التى تُحرِّرها من مآسيها، وتفتح لها طريقًا واسعًا للتفوق والتحضُّر.
نحن أمةٌ يَغبِطُها العالَمُ على وسطيَّتِها، وقدرتها الفائقة على حمْل أمانة التبليغ ومتطلباتها الفكرية والإبداعية، والأجدر بالأمة التى تُريد لنفسها حياةً جديدةً مليئةً بالعطاء والنهوض أن تُحوِّل هذا الشهر الكريم إلى فرصة كبيرة؛ لتصفية القلوب، وتقوية الصلات الاجتماعية، وسدِّ حاجة المحتاجين، والتناصُحِ العاقل، والتخلي عن العصبية البغيضة، والحروب المهلكة، والأنانية المريضة، والتمسك بهدى نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - لتخرج من دائرة الضعف التى تُحيط بها، ويَكتب الله لها السعادة والفوز فى الدنيا والآخرة.
لابُدَّ أن نُحدِّد وزنَنا ومكانَنا بدقة على الخارطة العالمية، ونُصحِّح مسارنَا، ونجعلَ من الإقبال على الطاعات إقبالاً على الإصلاح، والتجديد الذي يلائم الأمة الطائعة الصائمة، فإذا فَقِهَ كلُّ صائم متطلباتِ عصره وحجم المآسي التي تعيشها أمَّتُه في الداخل والخارج، وأدرك أنه على ثغرةٍ من ثغور الإسلام - فإنه سيسارع ليساهمَ في نهضة أمته وارتقائها، وصناعة مستقبل مشرق لها.
يُخْطِئُ مَن يظُنُّ أن الصوم يُعطِّل التنمية عند المسلمين، بل هو طاقة وتنمية، وحركة انطلاقية، وأداة فعالة من أدوات التغيير والنهوض، تُحرِّك الهمم، وتقوِّي روح الأُخُوة بين المسلمين، وتُغذِّي الأرواح بما ينفع الصائم فى الدنيا والآخرة؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77].
تفتح مدرسة رمضان أبوابَها لكلِّ رغبة في أن تعود العزةُ إلى أمَّتنا، كما ترسم الطريق لتحقيق الوحدة الإسلامية بكل أبعادها الثقافية والحضارية، وأحوال مساجدنا فى رمضان تدلُّ على ازدياد الخير وانتشاره بما يُبشِّر بمستقبل واعدٍ لهذه الأمة، وفى هذا رسالة واضحة لمن يُشكِّك في أن هذه الأمة عاجزةٌ عن تصحيح أخطائها والنهوض بواقعها.
لا شكَّ أن الصيامَ فرصةٌ للنفوس؛ كي تتوطَّن على حبِّ الخير وفعله، والدعوة إليه، فالصومُ عبادة يَتقرَّب بها العبد إلى الله، والمقصد الأعظم لهذه العبادة هو تحقُّق التقوى، التي هي خشية الله ومراقبته، وحضور القلب الدائم، فهو فرصة لمن كثُرتْ غفلتُه أنْ يستيقظ منها، ويعملَ ليوم سيُحاسَب فيه على ما قدَّم وأخَّر من الأعمال.
كما أن الصوم عبادةٌ مليئة بالمنافع النفسية، والاجتماعية، والتربوية، والحضارية.
فمن فوائد الصيام:
أنه يُعيد صياغة القلوب لتحيا على بصيرة، وتُقبلَ على الله بصدق وإخلاص؛ فيسعد أصحابها، كما أن الصائم يحفظ جوارحَه من ارتكاب المحرمات، وفعل المنهيات؛ وفى جامع الإمام الترمذى عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((استحيوا من الله حقَّ الحياء))، قال: قلنا: يا رسولَ الله، إنَّا نستحي، والحمد لله، قال: ((ليس ذاك، ولكنَّ الاستحياء من الله حقَّ الحياء: أنْ تحفظَ الرأسَ وما وعى، والبطنَ وما حوى، ولْتذكرِ الموتَ والبلى، ومَن أراد الآخرة، تَرك زينةَ الدنيا، فمَن فعل ذلك فقد استحيا من الله حقَّ الحياء)).
هذه العبادة الربانية تؤدِّي إلى انضباط الشخصية وتوازنها؛ من خلال تربية الصائم على الإقبال على الطاعات، والالتزام الأخلاقي، ويقظة الوعي، وعلوِّ الهمة، والإنجاز في العمل، وتنظيم للوقت، فالصوم للأبدان قوةٌ، وللحياة إعمارٌ واستقرار، وللنفس وقايةٌ من طغيان الشهوة وتسلُّطِها على الإنسان؛ لأن انفلات زمامها يجعل الإنسان فى شقاء.
يستطيع الصيام - إذا كان مصحوبًا بالإخلاص، والأعمال الصالحة، وفعل الخيرات واجتناب المعاصى - أن يُهذِّب سلوكيَّاتِنا ومعاملاتِنا، فأعظمُ فرصة للتغيير فى رمضان أن ينعكسَ نور الإيمان على قلوبنا، فلا تضيع شخصيتنا فى عصر السرعة التى هى من أبرز سمات العصر الذي نعيش فيه.
كما أن الصوم فرصةٌ واسعة لتوجيه الذات إيجابيًّا وحضاريًّا من خلال الربط بين الإيمان والعمل، وبين العمل والنهوض، وبين النهوض والإبداع، وبين الإبداع والتميز الإبداعي.
تصوم الأمة الإسلامية هذا العام وهمومُها متراكمةٌ ومرتفعةٌ كارتفاع الجبال، وأحوالهُا تفتقر إلى الإصلاح، والنهضة، واليقظة التى تعود بها إلى القوة والمجد، والعزة التى تُحرِّرها من مآسيها، وتفتح لها طريقًا واسعًا للتفوق والتحضُّر.
نحن أمةٌ يَغبِطُها العالَمُ على وسطيَّتِها، وقدرتها الفائقة على حمْل أمانة التبليغ ومتطلباتها الفكرية والإبداعية، والأجدر بالأمة التى تُريد لنفسها حياةً جديدةً مليئةً بالعطاء والنهوض أن تُحوِّل هذا الشهر الكريم إلى فرصة كبيرة؛ لتصفية القلوب، وتقوية الصلات الاجتماعية، وسدِّ حاجة المحتاجين، والتناصُحِ العاقل، والتخلي عن العصبية البغيضة، والحروب المهلكة، والأنانية المريضة، والتمسك بهدى نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - لتخرج من دائرة الضعف التى تُحيط بها، ويَكتب الله لها السعادة والفوز فى الدنيا والآخرة.
لابُدَّ أن نُحدِّد وزنَنا ومكانَنا بدقة على الخارطة العالمية، ونُصحِّح مسارنَا، ونجعلَ من الإقبال على الطاعات إقبالاً على الإصلاح، والتجديد الذي يلائم الأمة الطائعة الصائمة، فإذا فَقِهَ كلُّ صائم متطلباتِ عصره وحجم المآسي التي تعيشها أمَّتُه في الداخل والخارج، وأدرك أنه على ثغرةٍ من ثغور الإسلام - فإنه سيسارع ليساهمَ في نهضة أمته وارتقائها، وصناعة مستقبل مشرق لها.
يُخْطِئُ مَن يظُنُّ أن الصوم يُعطِّل التنمية عند المسلمين، بل هو طاقة وتنمية، وحركة انطلاقية، وأداة فعالة من أدوات التغيير والنهوض، تُحرِّك الهمم، وتقوِّي روح الأُخُوة بين المسلمين، وتُغذِّي الأرواح بما ينفع الصائم فى الدنيا والآخرة؛ قال الله - تعالى -: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77].
تفتح مدرسة رمضان أبوابَها لكلِّ رغبة في أن تعود العزةُ إلى أمَّتنا، كما ترسم الطريق لتحقيق الوحدة الإسلامية بكل أبعادها الثقافية والحضارية، وأحوال مساجدنا فى رمضان تدلُّ على ازدياد الخير وانتشاره بما يُبشِّر بمستقبل واعدٍ لهذه الأمة، وفى هذا رسالة واضحة لمن يُشكِّك في أن هذه الأمة عاجزةٌ عن تصحيح أخطائها والنهوض بواقعها.