منية القلب
Well-Known Member
احضر ورقة واكتب في أعلاها هدفك وهو
"أنا أحفظ القرآن كاملاً**
ولكي يتحقق الهدف عليك بأربعة أمور أساسية لابد من توفرها للحافظ وهي كالتالي:
**
أولاً: لا تشك أبداً بأنك لن تحفظ وتأكد من نفسك أنك ستحقق هذا الهدف، الرجاء هذا الجانب لا يهمل**
**
إطلاقاً.
**
ثانيا: ضع لنفسك نموذج، أي إنسان يكون قدوة ولا أحد أجدر بالقدوة من رسولنا الكريم محمد
**فى**القرآن الكريم وامورنا كلها.
**
ثالثاً: دون كل ما سيحدث إن حفظت القرآن،من تذكر ثواب الحفظ وتذكر قول الله (اقرأ وارتق ورتل كما**
**
كنت ترتل ... الحديث"
**
رابعاً: كلما حفظت وتقدمت في الحفظ قدم لنفسك هدية فعندما تحفظ سورة البقرة قدم لنفسك هدية عينية**
**
حتى تواصل الحفظ.
**
العوامل المؤثرة
**
جميع الناس تحكمهم دوافعهم التي غرسوها في نفوسهم ، فنجد من يحصل على شهادة الدكتوراه ومن**
**
يصبح مهندساً رائداً ومن يصبح طبيباً ناجحاً من بين أصدقائه الذين درسوا معه على الرغم من أنهم**
**
تلقوا العلم الذي تلقى هو. فالدافع هو العامل المهم الذي يؤثر على النفس البشرية. دعنا نتخيل ونتصور**
**
أن أحد أصدقائك طلب منك شخصياً أن تحفظ ألف صفحة كاملة في مدة قدرها أسبوع فقط، فإن مما**
**
لاشك فيه تجد ذلك مستحيلاً تماماً، لأن ذلك يعد بالنسبة لديك متعب ومرهق، ولكن افترض لو قال لك لو**
**
حفظت تلك الصفحات، منحتك جائزة قدرها عشرة ملايين، فماذا ستصنع؟ إنه العامل الخارجي المؤثر،**
**
فلو وجد لديك عوامل خارجية محفزة كان ذلك أفضل والواقع يشهد أنك لن تجد خير من ((جَنَّةٍ عَرْضُهَا**
**
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ))إدارة الوقت**
**
حتى نتمكن من الحفظ، لابد علينا أن نرتب أمورنا لنوفر لفترة الحفظ الوقت الكافي، فأفضل طريقة**
**
لترتيب الأعمال هي عمل جدول فقبل أن تنام أحضر ورقتين، ورقة اكتب فيها جميع الأعمال التي ستقوم**
**
بها في الغد ، وبعد ذلك في الورقة الأخرى ارسم جدول ذي ثلاثة أعمدة واكتب في رأس كل عمود ما**
**
يلي : الأعمال المهمة ، الأعمال الأقل أهمية، والأعمال الغير مهمة، واكتب تحت كل عمود العمل الذي**
**
يندرج تحته حسب أهميته. واجعل الحفظ في قائمة الأعمال المهمة. وقم بأعمالك حسب أهميتها. واعلم**
**
هديت أن أفضل الأوقات للحفظ هي الأسحار، في الصباح، فقد قرأت أن قوة العقل على الحفظ في وقت**
**
السحر من أربعة إلى ثمان ساعات وبراحة تامة وذلك لأن المعدة تكون خالية إلى حد ما وستعرف ما**
**
هي أهمية أن تكون المعدة خالية.
**
المكان الأنسب للحفظ
**
ربما قد حددت المكان الذي ستحفظ فيه القرآن، ولكن لم تعطي اهتماماً بما يحويه هذا المكان من**
**
مؤثرات تشد الانتباه، فعندما يكون المكان مجرد لا يحوي صوراً ولا أثاث ولا أصوات ، يكون الحفظ**
**
أسهل لأنه لا يوجد هناك ما يشد الانتباه للنظر والتأمل فيه، فكثير من الناس يستلقي مثلاً ويبدأ في الحفظ**
**
وبعد مدة ليست بالطويلة ينظر إلى السقف ويتأمل فيه ويسهو عن الحفظ، فالطريقة المثلى لاختيار**
**
المكان هو أن تجلس أمام جدار أبيض نظيف كأن تجلس في أول المسجد وتوجه بنظرك في المقدمة،**
**
ففي تركيا، لحفظة القرآن حجيرات يجلس الطالب فيها لوحده ويحفظ، ويشترط أن يكون المكان بعيداً عن**
**
الأصوات، فالصوت يشد ويؤثر على العقل بشكل كبير، وأن يكون المكان ذو تهوية جيدة حتى يكون**
**
الحافظ في أحسن حال غير متوتر ولا ضيق الصدر.
**
التنفس العميق**
**
قبل الشروع في الحفظ تنفس بعمق،لأن بذلك التنفس تستنشق الأكسجين بشكل أكبر من العادة، فعندما**
**
تتنفس بعمق، تكون نسبة الأكسجين المتنفسة أكبر، ويحمل الدم ذلك الأكسجين ويقوم القلب بضخة**
**
للدماغ ، ويغذي الأكسجين الدماغ ويبدأ الدماغ بالعمل أفضل من السابق، تنفس ما يقارب ثلاثين مرة**
**
بعمق قبل أن تحفظ. ولا تبدأ الحفظ بعد الأكل لأن الدم مشغول بعملية الهضم وأهمل الدماغ فهو لا يضخ**
**
للدماغ إلا كميات قليلة فتجد الحفظ بعد الأكل مباشرة مرهق ومتعب لذلك فمن الأفضل أن تحفظ وأنت**
**
فارغ المعدة أي في الصباح. وليس يعني أن تكون جائعاً، لأن الجائع يحتاج للطاقة للدماغ يحتاج للطاقة**
**
ليحفظ، فيستهلك الدماغ ويستهلك الجسم كليهما في استخدام الطاقة الموجودة في الجسم من قبل فيؤدي**
**
ذلك إلى الإرهاق
**
هيمنة التركيز
**
لا يخفى عليك قوة التركيز في حل المشاكل، فربما أردت حل مسألة في السابق ووجدتها معقدة، فبدأت**
**
بالتركيز أكثر من ذي قبل، ثم وجدت نفسك بأنك استطعت أن تحلها. أعلم هُديت أن التركيز يحل نصف**
**
المشكلة تماماً، فكلما ركزت على الصفحة أكثر، كلما قل الوقت والجهد، فعليك بالتركيز، وضع نصب**
**
عينيك أن تركيز عشر دقائق خير من عشر ساعات فوضى بلا تركيز. وأفضل ما تصنعه كلما وجدت أنك**
**
تسهو عن القرآن، هو أن تقول لنفسك بصوت مرتفع (ركّز) حتى يعود العقل للتركيز من جديد، فإن**
**
وجدت أن هذا لا يجدي، قم من مكانك وقف دقيقة قرب المكان، فبهذه الطريقة تجد نفسك أنه لا يوجد**
**
شيء ليشد انتباهك فتجد نفسك أنك تريد التكملة والتركيز كما سبق. و بعد مدة من الزمن ستجد نفسك لا**
**
تسهو عند الحفظ لأن الرسالة تكرر على العقل الباطن وصدقها فمنحك تركيز أقوى وأكثر فعالية. وتذكر**
**
ما تطرقنا له عندما تحدثنا عن المكان وما يحمله من تأثيرات على العقل تؤدي لشد الانتباه وتشتيت**
**
التركيز.
**
التكرار
**
إن الطفل يخطئ في الصغر ومع التكرار يصبح قادراً على التحدث بطلاقة، فالتكرار له فوائده في**
**
التعليم، فكلما كرر الحافظ الآية كلما زادت نسبة قوة الحفظ لديه لها وزادت نسبة طلاقته في القراءة.**
**
فالمراجعة والتكرار لابد منهما حتى لا نفقد ما حفظناه مسبقاً، فهناك نظرية تقول أن الحافظ عندما يحفظ**
**
في الصباح يوضع ما تم حفظه في ذاكرة مؤقتة، وعندما يراجعها في ظهر يوم الثاني أو الثالث، ترسل**
**
الملفات إلى الذاكرة طويلة الأمد. لذلك يتطلب من الحافظ أن يراجع ويكرر كل ما حفظ من كتاب الله**
**
وذلك في ظهر اليوم الثاني والثالث. فحافظ على المراجعة في وقت الظهيرة بعد يوم أو يومين.
**
الانتظام
**
إن بانتظامك اليومي على الحفظ ، يصبح العقل الباطن نشيط على الاستيقاظ مبكراً لتعوده على هذا**
**
النظام ويصبح من السهل عليه الحفظ من السابق، فتجد نفسك تستيقظ مبكراً تلقائياً من دون منبه**
**
وتحفظ بسرعة. وكما تعلم أن الرسول حث على العمل وفضلّه أن يكون دائما وليس متقطع،فقد قال**
**
"أفضل العمل أدومه وإن قل" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ويقولون أن الذي يعمل في انتظام**
**
طوال الأيام ثم يفقد يوم أو يهمله كمن كان يلف الخيوط ثم سقطت من يده وعاد من جديد، وهذا لا**
**
يقتضي أنه إذا أصابك ظرف وتخلفت يوم أنه من الصعب عليك الاستمرار، لا بل استمر وتوكل على الله،**
**
بل يقول بعض العلماء أن مما يدفع للاستمرار على الحفظ ان يخصص الحافظ له يوم أو يومين للراحة**
**
والاستجمام.
**
تأثيرات أخرى تساعد في حفظ القرآن الكريم •
**
الالتزام بطبعة معينة من المصحف الشريف يساعد على حفظ أماكن الآيات، فتجد بعض الناس يقول**
**
حين يقرأ القرآن غيباً أنه يعرف أين مكان الآية بالضبط هل هي في الأعلى أم في المنتصف أم في**
**
الأسفل، وكلما تغيرت الطبعة التي تحفظ منها كلما تشتت العقل.
**
• الاستماع إلى شيخ يحسن التجويد من أهم الأمور لمن أراد أن يتقن التجويد ومن أفضل القراء الذي**
**
أنصح بهم هم محمد صديق المنشاوي ومحمد أيوب وعلي عبدالرحمن الحذيفي.
**
• قراءة وحفظ القرآن بترتيل وصوت حسن يساعدك على الاستمرار في تثبيت الآيات.
**
• حفظ القرآن وتدبره بشكل هادئ يساعد على غرس الآيات ببطء وتأصيلها في العقل ويقاوم النسيان**
**
المبكر للآيات.
**
• تخيل معاني الآية وربطها في العقل يؤدي إلى تذكر الآية بسهولة، فإن عملية الربط من أهم وسائل**
**
الذاكرة الفورية كأن تتخيل عندما تقرأ آية ((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا )) قرية**
**
خربة وهامدة لا أحد فيها.
**
• أن ما يساعدك على الحفظ هو لزوم الطاعات واجتناب والمعاصي ولا يخفى عليكم قصة من شكى إلى**
**
معلمه وكيع وجود صعوبة في الحفظ فأخبره أن ترك المعاصي يجل من الحفظ مهمة شاقة. وأخذ يقول**
**
السائل:
**
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
**
وأخبرني بأن العـلم نـــــورٌ ونور الله لا يهدى لعاصي
**
• الحفظ في وقت الملل والضجر مضيعة للوقت أيما مضيعة، فإن في ذلك جهد وإرهاق بلا فائدة، التزم**
**
الحفظ عند انشراح الصدر.
**
• التركيز على ما تشابه من القرآن والتمييز بينهما فمثلاً أية (( يقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ )) توجد في**
**
سورة آل عمران 112 وهناك أية أخرى شبيه لها وهي (( يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ )) وتوجد في**
**
سورة البقرة 61 وفي سورة آل عمران 21 توجد هذه الآية ((يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ))**
**
طريقة فعالة لحفظ القرآن بذاكرة طويلة الأمد
**
من يريد أن يحفظ القرآن الكريم بذاكرة طويلة الأمد، عليه بإتباع ما يتبعه معلمو حفظة كتاب الله في**
**
تركيا وهي أن تحفظ في اليوم الأول أول صفحة من الجزء الأول، وفي اليوم الثاني تحفظ أول صفحة من**
**
الجزء الثاني وهكذا حتى تكمل جميع الصفحات الأولى لجميع الأجزاء، وعندما تنتهي منها، تقوم بحفظ**
**
الصفحة الثانية من الجزء الأول ثم من الجزء الثاني وهكذا حتى تختم القرآن، وعندما تنتهي تقوم بربط**
**
الصفحات ببعضها البعض بتكرار أخر آية من الصفحة الأولى وأول آية من الصفحة الثانية. والحكمة**
**
من هذه الطريقة أنها تساعد الطالب على الراحة والاستمرار في الحفظ، لأن طبيعة النفس البشرية تحب**
**
التنويع، فالتنقل بين السور المدنية إلى المكية والعكس يحدث تنويع أفكار السور، فمثلاً ربما يقرأ في**
**
سورة عن قصة وفي أخرى عن حكم وفي ثالثة عن ترهيب وفي رابعة عن ترغيب، فهو يتنقل بينهما في**
**
رحلته تجاه حفظ القرآن.
**
طريقة فعالة للمراجعة والحفظ بسرعة
**
وهي قبل أن تبدأ في حفظ الصفحة، عليك أولاً أن تقرأ الصفحة كاملة وتعرف ما تتحدث عنه، وما هي**
**
الفكرة التي تتطرق إليها؟ وبعد ذلك تقوم بكتابة الأحرف الأولى لجميع الكلمات في تلك الصفحة مرتبة**
**
حسب المصحف. فعند المراجعة والحفظ يقوم المتعلم بقراءة الآية وعندما يتوقف و ينسى الكلمة**
**
القادمة، يعود إلى حروفه ويعرف ما هو أول حرف تبدأ به تلك الكلمة ويتذكر الكلمة بإذن الله، وعندما**
**
يجد صعوبة في التذكر، يراجعها في القرآن ولن ينساها بعد ذلك بعون الله. ونضرب على ذلك المثال**
**
حتى تتبين الفكرة فمثلاً آية "إنا أعطيناك الكوثر" نكتب في دفتر ملاحظاتنا الأحرف الأولى للكلمات**
**
فستكون كالتالي " إ - أ - الك " فيمكننا إضافة ((أل التعريف)) كاملة مع الحرف التالي وأيضا يمكننا**
**
كتابة لفظ الجلالة ((الله)) كاملاً، فعندما يقوم الحافظ بالمراجعة وينسى كلمة "الكوثر" فإنه سيعود**
**
لدفتره فيرى حرف "الك" ويعرف إن الكلمة تبدأ بذلك الحرف فيتذكر.
**
"أنا أحفظ القرآن كاملاً**
ولكي يتحقق الهدف عليك بأربعة أمور أساسية لابد من توفرها للحافظ وهي كالتالي:
**
أولاً: لا تشك أبداً بأنك لن تحفظ وتأكد من نفسك أنك ستحقق هذا الهدف، الرجاء هذا الجانب لا يهمل**
**
إطلاقاً.
**
ثانيا: ضع لنفسك نموذج، أي إنسان يكون قدوة ولا أحد أجدر بالقدوة من رسولنا الكريم محمد
**فى**القرآن الكريم وامورنا كلها.
**
ثالثاً: دون كل ما سيحدث إن حفظت القرآن،من تذكر ثواب الحفظ وتذكر قول الله (اقرأ وارتق ورتل كما**
**
كنت ترتل ... الحديث"
**
رابعاً: كلما حفظت وتقدمت في الحفظ قدم لنفسك هدية فعندما تحفظ سورة البقرة قدم لنفسك هدية عينية**
**
حتى تواصل الحفظ.
**
العوامل المؤثرة
**
جميع الناس تحكمهم دوافعهم التي غرسوها في نفوسهم ، فنجد من يحصل على شهادة الدكتوراه ومن**
**
يصبح مهندساً رائداً ومن يصبح طبيباً ناجحاً من بين أصدقائه الذين درسوا معه على الرغم من أنهم**
**
تلقوا العلم الذي تلقى هو. فالدافع هو العامل المهم الذي يؤثر على النفس البشرية. دعنا نتخيل ونتصور**
**
أن أحد أصدقائك طلب منك شخصياً أن تحفظ ألف صفحة كاملة في مدة قدرها أسبوع فقط، فإن مما**
**
لاشك فيه تجد ذلك مستحيلاً تماماً، لأن ذلك يعد بالنسبة لديك متعب ومرهق، ولكن افترض لو قال لك لو**
**
حفظت تلك الصفحات، منحتك جائزة قدرها عشرة ملايين، فماذا ستصنع؟ إنه العامل الخارجي المؤثر،**
**
فلو وجد لديك عوامل خارجية محفزة كان ذلك أفضل والواقع يشهد أنك لن تجد خير من ((جَنَّةٍ عَرْضُهَا**
**
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ))إدارة الوقت**
**
حتى نتمكن من الحفظ، لابد علينا أن نرتب أمورنا لنوفر لفترة الحفظ الوقت الكافي، فأفضل طريقة**
**
لترتيب الأعمال هي عمل جدول فقبل أن تنام أحضر ورقتين، ورقة اكتب فيها جميع الأعمال التي ستقوم**
**
بها في الغد ، وبعد ذلك في الورقة الأخرى ارسم جدول ذي ثلاثة أعمدة واكتب في رأس كل عمود ما**
**
يلي : الأعمال المهمة ، الأعمال الأقل أهمية، والأعمال الغير مهمة، واكتب تحت كل عمود العمل الذي**
**
يندرج تحته حسب أهميته. واجعل الحفظ في قائمة الأعمال المهمة. وقم بأعمالك حسب أهميتها. واعلم**
**
هديت أن أفضل الأوقات للحفظ هي الأسحار، في الصباح، فقد قرأت أن قوة العقل على الحفظ في وقت**
**
السحر من أربعة إلى ثمان ساعات وبراحة تامة وذلك لأن المعدة تكون خالية إلى حد ما وستعرف ما**
**
هي أهمية أن تكون المعدة خالية.
**
المكان الأنسب للحفظ
**
ربما قد حددت المكان الذي ستحفظ فيه القرآن، ولكن لم تعطي اهتماماً بما يحويه هذا المكان من**
**
مؤثرات تشد الانتباه، فعندما يكون المكان مجرد لا يحوي صوراً ولا أثاث ولا أصوات ، يكون الحفظ**
**
أسهل لأنه لا يوجد هناك ما يشد الانتباه للنظر والتأمل فيه، فكثير من الناس يستلقي مثلاً ويبدأ في الحفظ**
**
وبعد مدة ليست بالطويلة ينظر إلى السقف ويتأمل فيه ويسهو عن الحفظ، فالطريقة المثلى لاختيار**
**
المكان هو أن تجلس أمام جدار أبيض نظيف كأن تجلس في أول المسجد وتوجه بنظرك في المقدمة،**
**
ففي تركيا، لحفظة القرآن حجيرات يجلس الطالب فيها لوحده ويحفظ، ويشترط أن يكون المكان بعيداً عن**
**
الأصوات، فالصوت يشد ويؤثر على العقل بشكل كبير، وأن يكون المكان ذو تهوية جيدة حتى يكون**
**
الحافظ في أحسن حال غير متوتر ولا ضيق الصدر.
**
التنفس العميق**
**
قبل الشروع في الحفظ تنفس بعمق،لأن بذلك التنفس تستنشق الأكسجين بشكل أكبر من العادة، فعندما**
**
تتنفس بعمق، تكون نسبة الأكسجين المتنفسة أكبر، ويحمل الدم ذلك الأكسجين ويقوم القلب بضخة**
**
للدماغ ، ويغذي الأكسجين الدماغ ويبدأ الدماغ بالعمل أفضل من السابق، تنفس ما يقارب ثلاثين مرة**
**
بعمق قبل أن تحفظ. ولا تبدأ الحفظ بعد الأكل لأن الدم مشغول بعملية الهضم وأهمل الدماغ فهو لا يضخ**
**
للدماغ إلا كميات قليلة فتجد الحفظ بعد الأكل مباشرة مرهق ومتعب لذلك فمن الأفضل أن تحفظ وأنت**
**
فارغ المعدة أي في الصباح. وليس يعني أن تكون جائعاً، لأن الجائع يحتاج للطاقة للدماغ يحتاج للطاقة**
**
ليحفظ، فيستهلك الدماغ ويستهلك الجسم كليهما في استخدام الطاقة الموجودة في الجسم من قبل فيؤدي**
**
ذلك إلى الإرهاق
**
هيمنة التركيز
**
لا يخفى عليك قوة التركيز في حل المشاكل، فربما أردت حل مسألة في السابق ووجدتها معقدة، فبدأت**
**
بالتركيز أكثر من ذي قبل، ثم وجدت نفسك بأنك استطعت أن تحلها. أعلم هُديت أن التركيز يحل نصف**
**
المشكلة تماماً، فكلما ركزت على الصفحة أكثر، كلما قل الوقت والجهد، فعليك بالتركيز، وضع نصب**
**
عينيك أن تركيز عشر دقائق خير من عشر ساعات فوضى بلا تركيز. وأفضل ما تصنعه كلما وجدت أنك**
**
تسهو عن القرآن، هو أن تقول لنفسك بصوت مرتفع (ركّز) حتى يعود العقل للتركيز من جديد، فإن**
**
وجدت أن هذا لا يجدي، قم من مكانك وقف دقيقة قرب المكان، فبهذه الطريقة تجد نفسك أنه لا يوجد**
**
شيء ليشد انتباهك فتجد نفسك أنك تريد التكملة والتركيز كما سبق. و بعد مدة من الزمن ستجد نفسك لا**
**
تسهو عند الحفظ لأن الرسالة تكرر على العقل الباطن وصدقها فمنحك تركيز أقوى وأكثر فعالية. وتذكر**
**
ما تطرقنا له عندما تحدثنا عن المكان وما يحمله من تأثيرات على العقل تؤدي لشد الانتباه وتشتيت**
**
التركيز.
**
التكرار
**
إن الطفل يخطئ في الصغر ومع التكرار يصبح قادراً على التحدث بطلاقة، فالتكرار له فوائده في**
**
التعليم، فكلما كرر الحافظ الآية كلما زادت نسبة قوة الحفظ لديه لها وزادت نسبة طلاقته في القراءة.**
**
فالمراجعة والتكرار لابد منهما حتى لا نفقد ما حفظناه مسبقاً، فهناك نظرية تقول أن الحافظ عندما يحفظ**
**
في الصباح يوضع ما تم حفظه في ذاكرة مؤقتة، وعندما يراجعها في ظهر يوم الثاني أو الثالث، ترسل**
**
الملفات إلى الذاكرة طويلة الأمد. لذلك يتطلب من الحافظ أن يراجع ويكرر كل ما حفظ من كتاب الله**
**
وذلك في ظهر اليوم الثاني والثالث. فحافظ على المراجعة في وقت الظهيرة بعد يوم أو يومين.
**
الانتظام
**
إن بانتظامك اليومي على الحفظ ، يصبح العقل الباطن نشيط على الاستيقاظ مبكراً لتعوده على هذا**
**
النظام ويصبح من السهل عليه الحفظ من السابق، فتجد نفسك تستيقظ مبكراً تلقائياً من دون منبه**
**
وتحفظ بسرعة. وكما تعلم أن الرسول حث على العمل وفضلّه أن يكون دائما وليس متقطع،فقد قال**
**
"أفضل العمل أدومه وإن قل" أو كما قال صلى الله عليه وسلم. ويقولون أن الذي يعمل في انتظام**
**
طوال الأيام ثم يفقد يوم أو يهمله كمن كان يلف الخيوط ثم سقطت من يده وعاد من جديد، وهذا لا**
**
يقتضي أنه إذا أصابك ظرف وتخلفت يوم أنه من الصعب عليك الاستمرار، لا بل استمر وتوكل على الله،**
**
بل يقول بعض العلماء أن مما يدفع للاستمرار على الحفظ ان يخصص الحافظ له يوم أو يومين للراحة**
**
والاستجمام.
**
تأثيرات أخرى تساعد في حفظ القرآن الكريم •
**
الالتزام بطبعة معينة من المصحف الشريف يساعد على حفظ أماكن الآيات، فتجد بعض الناس يقول**
**
حين يقرأ القرآن غيباً أنه يعرف أين مكان الآية بالضبط هل هي في الأعلى أم في المنتصف أم في**
**
الأسفل، وكلما تغيرت الطبعة التي تحفظ منها كلما تشتت العقل.
**
• الاستماع إلى شيخ يحسن التجويد من أهم الأمور لمن أراد أن يتقن التجويد ومن أفضل القراء الذي**
**
أنصح بهم هم محمد صديق المنشاوي ومحمد أيوب وعلي عبدالرحمن الحذيفي.
**
• قراءة وحفظ القرآن بترتيل وصوت حسن يساعدك على الاستمرار في تثبيت الآيات.
**
• حفظ القرآن وتدبره بشكل هادئ يساعد على غرس الآيات ببطء وتأصيلها في العقل ويقاوم النسيان**
**
المبكر للآيات.
**
• تخيل معاني الآية وربطها في العقل يؤدي إلى تذكر الآية بسهولة، فإن عملية الربط من أهم وسائل**
**
الذاكرة الفورية كأن تتخيل عندما تقرأ آية ((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا )) قرية**
**
خربة وهامدة لا أحد فيها.
**
• أن ما يساعدك على الحفظ هو لزوم الطاعات واجتناب والمعاصي ولا يخفى عليكم قصة من شكى إلى**
**
معلمه وكيع وجود صعوبة في الحفظ فأخبره أن ترك المعاصي يجل من الحفظ مهمة شاقة. وأخذ يقول**
**
السائل:
**
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
**
وأخبرني بأن العـلم نـــــورٌ ونور الله لا يهدى لعاصي
**
• الحفظ في وقت الملل والضجر مضيعة للوقت أيما مضيعة، فإن في ذلك جهد وإرهاق بلا فائدة، التزم**
**
الحفظ عند انشراح الصدر.
**
• التركيز على ما تشابه من القرآن والتمييز بينهما فمثلاً أية (( يقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ )) توجد في**
**
سورة آل عمران 112 وهناك أية أخرى شبيه لها وهي (( يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ )) وتوجد في**
**
سورة البقرة 61 وفي سورة آل عمران 21 توجد هذه الآية ((يَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ))**
**
طريقة فعالة لحفظ القرآن بذاكرة طويلة الأمد
**
من يريد أن يحفظ القرآن الكريم بذاكرة طويلة الأمد، عليه بإتباع ما يتبعه معلمو حفظة كتاب الله في**
**
تركيا وهي أن تحفظ في اليوم الأول أول صفحة من الجزء الأول، وفي اليوم الثاني تحفظ أول صفحة من**
**
الجزء الثاني وهكذا حتى تكمل جميع الصفحات الأولى لجميع الأجزاء، وعندما تنتهي منها، تقوم بحفظ**
**
الصفحة الثانية من الجزء الأول ثم من الجزء الثاني وهكذا حتى تختم القرآن، وعندما تنتهي تقوم بربط**
**
الصفحات ببعضها البعض بتكرار أخر آية من الصفحة الأولى وأول آية من الصفحة الثانية. والحكمة**
**
من هذه الطريقة أنها تساعد الطالب على الراحة والاستمرار في الحفظ، لأن طبيعة النفس البشرية تحب**
**
التنويع، فالتنقل بين السور المدنية إلى المكية والعكس يحدث تنويع أفكار السور، فمثلاً ربما يقرأ في**
**
سورة عن قصة وفي أخرى عن حكم وفي ثالثة عن ترهيب وفي رابعة عن ترغيب، فهو يتنقل بينهما في**
**
رحلته تجاه حفظ القرآن.
**
طريقة فعالة للمراجعة والحفظ بسرعة
**
وهي قبل أن تبدأ في حفظ الصفحة، عليك أولاً أن تقرأ الصفحة كاملة وتعرف ما تتحدث عنه، وما هي**
**
الفكرة التي تتطرق إليها؟ وبعد ذلك تقوم بكتابة الأحرف الأولى لجميع الكلمات في تلك الصفحة مرتبة**
**
حسب المصحف. فعند المراجعة والحفظ يقوم المتعلم بقراءة الآية وعندما يتوقف و ينسى الكلمة**
**
القادمة، يعود إلى حروفه ويعرف ما هو أول حرف تبدأ به تلك الكلمة ويتذكر الكلمة بإذن الله، وعندما**
**
يجد صعوبة في التذكر، يراجعها في القرآن ولن ينساها بعد ذلك بعون الله. ونضرب على ذلك المثال**
**
حتى تتبين الفكرة فمثلاً آية "إنا أعطيناك الكوثر" نكتب في دفتر ملاحظاتنا الأحرف الأولى للكلمات**
**
فستكون كالتالي " إ - أ - الك " فيمكننا إضافة ((أل التعريف)) كاملة مع الحرف التالي وأيضا يمكننا**
**
كتابة لفظ الجلالة ((الله)) كاملاً، فعندما يقوم الحافظ بالمراجعة وينسى كلمة "الكوثر" فإنه سيعود**
**
لدفتره فيرى حرف "الك" ويعرف إن الكلمة تبدأ بذلك الحرف فيتذكر.
**