أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

طِفلُ المَطر !

حائر في زماني

Well-Known Member
إنضم
15 أبريل 2016
المشاركات
522
مستوى التفاعل
10
النقاط
18


150438.imgcache



طِفلُ المَطر !

ذاتَ يوم فِي مساءٍ غائِم، يخِيمُ علىٰ سكَّان قريةٍ صغِيرة، كان الجمِيع فِيها مُلازِماً لبيتِه، عدا ذاكَ الطِّفل كان يجلِسُ بالخارِج يُراقِب خشَاش الأرضِ الذي قد أجدبَ غرسَهُ، وذبلَ زرعُه كان ينظُر ولاينظُر يسمع ولايسمع ينظُر بِتأمِّلٍ عميق للداخل ولاينظُر للظاهر، كان يسمَع صوت حفيفِ الشجر ولايسمع صوت أمه التي كانت تدعوه إلىٰ الداخِل قائِلة : يابني الطقسُ سيءٌ فِي الخارِج هيا ادخُل، لم يكن يستطِيع سماع صوتها فضجِيجُ داخله المُتأمِّل يمنعهُ من ذٰلك ! مرَّ الوقت سريعاً صوت الرعد والبرق بدأ يملأ أرجاء القرية أغلق الجمِيع أبوابهُم هرعوا لملازمَة منازلهم بدأ الطقس يزداد سوءاً، يبدو أنّّها عاصفة ستغزو القرية بدأت أصوات الأمطار تعلو وصوت بكاء الأم يعلو معها : ولدي ولدي أعِيدوه لي ! كان الطفل يجلسُ بكل سكونٍ تحت المطر يُطرَب لصوت البرق والرعد بينمَا كان الأطفال في الداخِل يمسكون بأمهاتهم ويصرخون مِن الذَّعر، ساعةٌ كاملة والمطر لم يهدأ بيوت القرية ضعِيفة وقد تغرَق من سيلِ الأمطار وقد تنجَرِف مع السيلِ المتكوِّن أيضاً، ضجَّت القرية بِالذعر فذَا يبكِي وذا يتوسَّد مصلاهُ يدعو وتِيكَ الأم تصرخ وتبكي رجاء عودة فلذةِ كبِدها، وفي الوقت نفسه كان الطفل يجلِس متأمِّلا في استرخاء حتىٰ جرفهُ السَّيل كان يضحك ! نعم بأصواتٍ عالية كان يخِيلُ له بأنهُ يتزَّلقُ علىٰ مِزلاقةٍ ترقُص ! حتىٰ اصطدمَ بما أعاق طريقه وأغشِي عليه وماهِي إلا بضعٌ وعشرون دقيقة حتىٰ أفاق وإذا بِذئب يعوِي بصوتٍ مخيف ضجَّت به القرية ضحك الطفل وظنَّ أنه أخاهُ يمازِحه كما اعتاد علىٰ ذٰلك يلعبان معاً فيختبِئ هو ويبحث عنه أخاه اختبأ الطفل فِي جذع الشجرة وبدأ الذئب يتتبَّع آثاره جاهِدا حتىٰ وجده حاول الذئب ادخال رأسه لكنه لم يستطِع إخراجهُ مرة أخرىٰ شعر الطفل بالمَللِ وهم بالخروج من جذعِ الشجرة تابع المسِير حتىٰ شعر بالتعب فاحتضن الأرض ودخل في سُباتٍ عميق وبينما هو كذلك أمه المِسكينة لم يهدأ لها جفن ولم تغمض لها عين دموعهَا لم تسأم المسِير تكاتَف أهل القررية وعزموا للبحث عن هٰذا الطفل بحثوا عنه كثيرا حتىٰ وجده أحدُ المزارعين وجاء يهتف معلناً عثوره على الطفل لاشيء في هٰذا الكون كان يتَّسِع لسعادة والدته هرعت لتحمله بين ذراعيها ثم قالت له موبّخة ألم آمرك بالدخول فقال ببراءة يا أمي كنت أنتظر ذاك المطر في مكانه أما انتم فكنتم تنتظرونه في المكان الخطأ ثم ذهبت معه لم أدعه يرحل وحده قَال هذا الطفل جملةً قد تراها بسيطة لكنها تحوي في جُعبتِها مَعانٍ كثيرة إننا نطلبُ السعادة ونخشَاها، تماماً كما طلب أهل القرية المطر ثم اختبؤوا منه ونأوا عنه كما أننا نصنعُ من الأوهام مايحول بيننا وبينَ سعادتنا كما ظن أهل القريةِ بأن المطر حينما أتىٰ سيضرُّهم بينما كان بالخارج يروي زرعهم ويُميت جدَبهم وظنت الأم بأنّّ طفلها جائِعٌ ضائِعٌ بينما كان سعِيدٌ بصحتهِ مديد.
 

آهاات حالمة

Well-Known Member
إنضم
8 أغسطس 2014
المشاركات
51,688
مستوى التفاعل
837
النقاط
113
الإقامة
usa
رد: طِفلُ المَطر !

شكراً جزيلاً
قصه رائعه استمتعت بقرائتها
تحيتي لك
 

حائر في زماني

Well-Known Member
إنضم
15 أبريل 2016
المشاركات
522
مستوى التفاعل
10
النقاط
18
رد: طِفلُ المَطر !

لا جديد سوى رائحة التميز
تثور من هنا ومن خلال هذا المرور
الجميل والمتميز والرائع
لاحرمنا من تواجدك في متصفحي
كل الود والاحترام
لك
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )