ظاهرة التكيف اللذيذ .. هل لحظات السعادة تمر بسرعة ؟
ما هي ظاهرة التكيف اللذيذ
ظاهرة التكيف اللذيذ (Hedonic Adaptation): وهي ميل الإنسان للتكيف مع الأحداث الإيجابية بسرعة والعودة إلى مستوى السعادة الأساسي. فعندما نختبر شيئاً سعيداً كالترقية أو شراء سيارة جديدة، نشعر بسعادة كبيرة في البداية لكنها سرعان ما تتلاشى مع الوقت ونعود لمستوى السعادة المعتاد. هذا لأن دماغنا مبرمج للتكيف حتى مع الأمور الإيجابية لكي لا تشغلنا عن مهام الحياة الأخرى.هل لحظات السعادة تمر بسرعة
في الواقع، إحساسنا بأن لحظات السعادة تنتهي بسرعة مقارنة بالأوقات الأقل سعادة هو ظاهرة نفسية شائعة. وهناك عدة أسباب محتملة لذلك:كما في ظاهرة التكيف اللذيذ، فإن الإنسان يميل للتكيف مع المشاعر الإيجابية بسرعة. فعندما نشعر بالسعادة لفترة، يعتاد عليها الدماغ ويعدّلها لتصبح الحالة “الطبيعية” الجديدة، فنفقد الإحساس بتميزها.
في أوقات السعادة ننغمس فيها ولا نلاحظ مرور الوقت، بينما في الأوقات السيئة ننتبه أكثر لكل دقيقة فنشعر بطولها. حيث نميل لتذكر اللحظات السعيدة على أنها أقصر مما كانت، متأثرين بمشاعر الحنين، بينما “نطيل” الأوقات السيئة في ذاكرتنا.
كلما زادت توقعاتنا من تجربة معينة، قلّت سعادتنا بها وشعرنا بقِصر مدتها. كذلك الضغوط المصاحبة تجعلنا أقل استمتاعاً باللحظة. كلما أدركنا أهمية وندرة لحظات السعادة، زاد حرصنا على الاستمتاع بها، وبالتالي إحساسنا بقِصرها وسرعة انتهائها.
كيف نستمتع بلحظات السعادة السريعة
يمكننا تعزيز قدرتنا على الاستمتاع بالسعادة من خلال اليقظة الذهنية والتركيز على الحاضر، وتقدير الأشياء البسيطة، وتقليل توقعاتنا، والموازنة بين العمل والترفيه، وممارسة الامتنان. هكذا نستطيع إطالة وقت السعادة وتعميق الشعور بها رغم طبيعتها الزائلة.وعلينا أن نتعمد في بعض الأحيان التوقف والنظر حولنا والتركيز على البهجة في حياتنا والامتنان لما لدينا، وأن نعطي أنفسنا فرصة للاستمتاع بلحظات السعادة بدلاً من السماح لها بالمرور سريعاً دون أن نلحظها. الوعي بهذا الميل الطبيعي يساعدنا على تجاوزه والتمتع بالحياة أكثر.
