أعہشہقہ أنہفہاسہكہ
Well-Known Member
عائلة آل الأستربادي
من العوائل المعروفة في مدينة الكاظمية المقدسة عائلة الأستربادي التي ذاعت شهرتها في المجتمع الكاظمي خاصة والبغدادي عموماً من خلا تراثها المعروف وما تتميز به من سمعة طيبة تطوف على الألسن حيث عملوا على إنشاء أول مجمع تجاري في المدينة الذي لا يزال قائماً حتى يومنا هذا والذي يسمى بـ(سوق الأستربادي) الذي يعد أحد أسواق المدينة الرئيسة وأهمها، ومن مآثر هذه العائلة إسهامهم الفعال في تأسيس موكب الجمهور لإعلاء الشعائر الحسينية وذلك في مطلع عام (1920م) ومن مآثرهم أيضاً قيامهم بتسجيل عقارات أوقفوها لوجوه البر والإحسان ومعالم ذلك الوقف فإنه يقع أمام مرقد الشريف المرتضى ولا زال ظاهراً للعيان الذي هو تحت تولية الدكتور (محمد رؤوف الأستربادي).
كما إن أبناء هذه العائلة الكريمة وقد أصبحوا أعلاماً في المجتمع ففيهم الأستاذ والمهندس والطبيب وعلى سبيل المثال لا الحصر الدكتور رؤوف الأستربادي والدكتور تحسين الأستربادي والدكتور محمد الأستربادي، ومن خلال مركزهم الاجتماعي الذي أشرنا إليه فقد توطدت صلاتهم الحميمة بأفراد النظام الملكي وعلى وجه الخصوص نوري السعيد وعبد الهادي الجلبي والسيد محمد الصدر وضياء جعفر وغيرهم، لذا نجد أن نوري باشا السعيد استغل هذه الصلة الطيبة ليحتمي بهذه العائلة الكريمة بعد أن هرب من داره الواقعة في منطقة كرادة مريم حيث اعتبرت حمايته من باب المروءة والإنصاف والعمل بمبدأ ارحموا عزيز قوم ذل، وكان أغلب ضنها بأن ثورة تموز على غرار سابقتها كانقلاب بكر صدقي وحركة الضباط الأحرار عام (1941م) ولم تدرك بأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأن إيواء نوري سعيد يعد بمثابة خيانة للوطن والشعب الذي ناضل طويلاً وقدم الضحايا قرباناً على مذبح الحرية والاستقلال الوطني.
لقد قضى الباشا يوم الرابع عشر من تموز عام (1958م) بأكمله في دار المرحوم الحاج محمد الأستربادي المطل على شارع الشريف المرتضى وكانت زوجته السيدة بيبية السيد علي القطب هي المهيمنة على الموقف حيث جندت الخادمتين زهرة حيدر وفاطمة حيدر لتأمين راحة نوري سعيد كما أن بقية أفراد العائلة وهم طالب ومظفر وعبد الأمير على دراية تامة بهذا الموضوع.
وعندما بلغ سماعهم تخصيص قيادة الثورة جائزة مالية مقدارها عشرة آلاف دينار لمن يرشد عن مكان اختفاء السعيد فقد تمت المبادرة الى مغادرة الدار المذكورة ظهيرة يوم الخامس عشر من تموز بعد أن هيئوا له عباءة نسائية لكي يخفي معالم وجهه وكانت بمعيته السيدة بيبية والخادمة زهرة حيدر من خلال سيارة العائلة التي كان يقودها السائق كاظم زغير حيث اتجهوا نحو دار هاشم جعفر شقيق وزير الإعمار في حينه الدكتور ضياء جعفر، وهناك لاحظ نوري السعيد وجود حالة مريبة عند ابن صاحب الدار مما حدا به الى مغادرة الدار بصحبة معيته باتجاه بيت النائب السابق محمد العريبي وقبل وصوله تم اكتشاف أمره وجراء حصول فتح النار ضده أردوه قتيلاً كما قتلت السيدة بيبية في الحال وبذلك اسدل الستار عن حياة نوري السعيد وفي ضوء التحقيقات الجارية تم إحالة الأشخاص الذين قاموا بالتستر على نوري السعيد الى المجلس العرفي العسكري في بغداد بتاريخ 4/ 8/ 1958م والذي كان برئاسة العقيد شمس الدين عبدالله وعضوية العقيد أحمد حسن البكر والمقدم عبد الرزاق الجدة ومن خلا شهادات الشهود وإفادات المتهمين واعترافهم الصريح بإيوائهم الباشا القتيل ومعاونتهم وتسهيلهم عملية تهريبه عليه حكم المجلس على صاحب الدار الحاج محمود الأستربادي وفاطمة حيدر وطالب عبد الأمير الأستربادي والخادمة زهرة حيدر بالحبس الشديد لمدة خمس سنوات، أما السائق السيارة كاظم زغير فقد كانت عقوبته السجن لمدة سنة واحدة.
وبعد أشهر معدودة من صدور الحكم المذكور ومن خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء الزعيم الركن عبد الكريم قاسم الى سجن بغداد شاهد الحاج محمود الأستربادي يؤدي صلاته المعتادة مما كان له الأثر الكبير في نفس الزعيم حيث بادر الى إصدار أمره بإعفائه كما تبقى من محكوميته وأطلق سراحه في حينه.
وعلى الرغم من هذا الحدث المؤلم التي ابتلت به هذه العائلة فإن سمعتها لا تشوبها شائبة كونها من العوائل العريقة عفة ونزاهة لذلك كانت محط أنظار الناس عموماً بكل اعتزاز واحترام.