العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

آهٍ كم هن عجيبات ليالينا
يقرأن فرح ملامحنا فتبكينا
كلما هممتُ أتلاشى غرورهن
يُقصينا المنى والحُزن يدنينا
لسنا كالهررة كما ظن البعض
لكن احلامهم جرحن مآقينا
كل يومٍ تجيء شمساً خضلةً
كأن الهم وصلها منا ومآسينا
يشحُ اللقاء بمن كانوا النظرِ
وقد علموا ان بعدهم يُعمينا
متسولاتٍ عيوننا لنظرة منهم
وإن دنى موعدهم بالحيرة يبقينا
أتُمزن من فيئها شهداً لعمرٍ
ويبلُ شهدها عطش سنينا
حين غازلنا والعيون جِداحاً
لقنتنا درساً بالشفاهِ سِكينا
سألتنا لا نتغزل بحسنها وننسى
وكيف ذاك غزلاً للحُسنِ وما يدرينا
رأينا حلو الملامح فنطقت القلوب
ومرآة العيون اصدق منا تثمينا
ونحنُ من أقصى الجنوب سُمرةً
عُجنت طينتنا بالتمر والخبز والتينا
وعند كُلِ غروبٍ يتفتح (الرازقي)
وندفء بالحب والصدقِ مراسينا
أأربكنا خلوتكم ببعض الغزلِ
فذاك حديثنا فيه وثوقاً وتظمينا
لا نرسم عند ضفت النهر حلماً
لأ لا تأتي موجةٍ تمحوه وتُلقينا
01/05/2021
العـ عقيل ـراقي