ابو مناف البصري
المالكي


ما بين جرفين الثريّة والثرى
أرخيت أشرعة النوارس والكرى
سارت لتحملني على أكتافها
عشقا إليك يسوقني مستبشرا
فسرجت أحداقي بحالكة الدجى
استكشف الآتين من خلف القرى
وشرعت ابحث عنك بين هواجسي
فوجدتكم في القلب شوقا مضمرا
بدمي كريات لفاضل طينكم
سترت عروقا معدمات بالعرى
الخوف والسلطان حبل مشانقي
للعارفين سلالم تعلو الذرى
الموت في رئتي بحبك منعش
قد صار في الظلماء ليلا مقمرا
أحييت أزمنة النبوة كلها
وأمت فرعون الزمان مزمجرا
أوقفت أجفاني على أعتابكم
ترنو إليك وغير شخصك ما ترى
ميلادكم بل العروق فأورقت
فرحا ولحدي كان قبلك مقفرا
وكأن ليل الطف فيه نشورنا
في النصف من شعبان تنبعث الورى
إياك نقصد لانتظار ظهوركم
عشناك صبرا مستنيرا مبصرا
والليل في الميلاد جنة عاشق
والوجه منه فصار حقا مسفرا
والحفل يتلوه الفؤاد بخشية
يزهو ابتهاجا أحمدياً منذرا
ما كان للترفيه يحسبه الملا
بل فيه إعمال العباد لتنظرا
لا يا بن آدم لا تجادلني به
طه وبالقران كان المخبرا
الأرض طوع والسماء منازل
وله الإله يعد عرشه منبرا







