<b></b>
<b>على لحنِ الوداعِ ولحنِ حُزني
............أُبلّلُ من مآقي النبضِ وَجْدَا
أُبعثرُ نبرتيْ ونشيدَ فقدي
............وأنظمُ من دموعِ الفقدِ عِقْدَا
أتاني كابتسامات الصبايا
............كثغرِ الطفلِ إذْ ما كانَ يندَى
فصيّر قاحلُ الآمالِ حَقْلاً
.............وعلقمُ حبّهِ قد صارَ شَهْدا
أُعانقُ دربهُ ويزيدُ شوقي
..........وأحرثُ من بذورِ الوصلِ وُدّا
تملّك بسمتي وبزوغَ فجري
..........وشمسي ضمّها ما خانَ عَهدا
طيورُ الأمنياتِ لنا تُغنّي
........تُراقصُ في صُدور العِشقِ وَعْدا
"سيعرفنا الوصال ونبضُ قُربٍ"
................وما لحكايةِ الهُجرانِ بُدّا
ستعرفنا الأغاني والأماني
........سنَبنِي من صُروحِ العشقِ مجدا
ولكنْ ماتتْ الأحلامُ ظُلماً
..............وأسكنَ أُمنياتُ الحُبّ لَحْدا
نَأى عنّي وعذّبني حنيني
............وماتت أُغنياتُ الوصلِ مَهْدا
نأى عنّي وما عزّى الأماني
............وأسقاني جَوَى التَلويعِ بُعدا
أيَا وَجدي وضعفي وانكساري
..............ويا جُرحاً تَمَكّّنَ واستبدّا
أيَا عزّي وذلّي وانتظاري
..............ويا حُزنا بعينيْ قدْ تبدّى
أيَا معنى الأغاني .. يا حنيني
...........ويا من قد نَوَى هَجْراً وصَدّا
ألوكُ الجُرحَ من بعدِ التنائي
...........ويَغليْ صدريَ المكلومِ وَجْدا
يُجرّعني رماد الحُزنِ صمتاً
................ويُضنيني إذا ما زادَ بُعدا
فأسألُ أين نبضيْ ؟! يا حبيبي
................ويأتيني ذبولُ الوصلِ ردّا
إذا ما البُعد يحْطِبُنِي شُجوناً
..............يبادلُني وئامُ الرُّوحِ سَعْدَا
أحبّك .. كارتجفاتِ الحنايا
............إذا رَعِشَتْ بشوقٍ ليسَ يَهدا
أُحبّكَ.. أعتقُ الألفاظِ حُزناً
............وأعتى مَنْ تغنّى الحُزنَ وَجْدا
كحزنِ الليل إذْ نامَ انتظارا
............كلونِ الصُبح إذْ ما كَانَ ضِدّا
أُحبّكَ .. هلْ تحاكيني مداها ؟!
................بقلبٍ يصرخُ الآهاتِ فَقْدَا
أُحبّكَ .. هلْ ستُدركهُ نشيجي
...............وعمراً ذابلاً .. فَقْداً تَردّى
أُحبّكَ.. كانخماري .. كانكساري
..............كنَارِيْ بالوِصَالِ تُحالُ بَرْدَا
أُحبّكَ .. كالهجير وكانتظاري
................كلَيْلٍ نامهُ العشّاقُ سَهْدا
أُحبّكَ كَمْ سأكتُبُهَا تِبَاعاً
...........لألفظَ من جيوشِ الحُبّ حَشْدَا
أحبّكَ ماضياً لا .. ليسَ يُنسى
..............أحبّكَ حاضراً .. قَبْلاً وبَعْدَا
أحبّكَ كابتهالات الحنايا
...............أحبّكَ كم أحبّكَ جِدُّ .. جِدَا
تعال لكي أبادلكَ الحكايا
..............وأقرأُ في عيونكَ ما تبدّى
هديرُ الحُزنِ أو مَاءُ المآقي
..............ليحكي ما بضلعَيَّ استبدّا
لأقرأَ في عيونكَ ما أعاني
............وأبكي مَنْ بنى روحاً وهَدّا
أمَا أهديتني قلباً وعمراً
..............وقلتَ بأنني بالرُّوح أُفدى
أما أسقيتني خمرَ الأماني
................وقلتَ بأنني للحُبِّ خُلدا
حبيبي هل تعودَ إليّ يوماً
..............لنغرسَ جنّةُ الأحلامِ وَرْدا
حبيبي هل تُناديني "تعالي"
..........إلى أرضِ الأمانيْ: كانَ عَهْدَا
تَعاَلَ إليّ يا عذبَ السّجَايَا
................وفتّق بسمتي حُبّاً وودّا
وخذ منّي عذابي وانكساري
................وقلباً صار للأفراحِ نِدّا
خوابي الوجدِ تُخبركَ انطفائي
............وصوتي قد ذوى حُزناً وفَقْدا
غفوتُ أناديهِ شَوقاً وانتظارا
............فَأودقَ مَيْسَمُ الأحزَانِ سَعْدَا
أتاني بعدمَا قد غَابَ عَنّي
................وغنّتْ ديمةُ الأفراحِ وُدّا
حنينُ الوصل أمطرهُ اشتياقي
..............وأَسكنَ جنّةَ الأحلامِ رَغْدا
تجلّى فانتشت دنيا ذبولي
............وأحيى من بهِ قدْ كَانَ مُردَى
أيَا من لَمْلَمْ الأحلامَ حُبّاً
............ويَا مَنْ أشعلَ الإخلاصَ رَنْدَا
لقلبكَ نبضُ شعري وانتشائي
..............تخرّ لهُ سماءُ الحُبّ حَمْدَا
