MS.Shaghaf
مشرفه عامه و مسووله المسابقات
عمانوئيل بابا داود
المشهور باسم ( عموبابا )
كانت ولادته ببغداد بتاريخ 27/11/1934
اسمه الكامل عمانوئيل بابا داود , وعمانوئيل كلمة ارامية تعني (الله معنا)
وناداه أقرانه الصغار بالمختصر (عمو بابا) واصبح فيما بعد اسم الشهرة
واطلقه عليه المعلق الرياضي اسماعيل محمد أثناء تعليقه الإذاعي على المباراة التاريخية
بين الجيشين العراقي والمصري عام 1955
ظهرت عليه أولى علامات النبوغ أثناء اللعب في مدرسة الحبانية الابتدائية
عام 1948 ثم في فريق الـ (سي سي) وفي المنتخب المدرسي للواء الدليم.
مارس العاب الساحة والميدان والسلة والسباحة والتنس إلى جانب كرة القدم.
اكتشفه خبير الكرة اسماعيل محمد وضمه لمنتخب العراق المدرسي المشارك بالدورة المدرسية
العربية الثانية بالقاهرة عام 1951 ولعب شوطا واحدا في المباراة (0/2).
انتقل من الحبانية إلى بغداد وانضم إلى فريق الحرس الملكي عام 1954
ومثل منتخب جيش العراق لاول مرة أمام الفريق المصري في 30/1/1955.
في الموسم الرياضي 1958 ظهر في صفوف القوة الجوية ,
ولعب كذلك لفريق المصلحة والكلية العسكرية والنادي الاثوري.
اشهر واعظم لاعبي زمانه وهداف العراق الأول والمهاجم الظاهرة في كرة القدم العراقية
في العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين ,
جال وطاف في القارات الخمس وزار معظم دول العالم.
شكل ثنائيا متميزا مع زميله (يورا) أستاذ المراوغة في المتر المربع الواحد
كما هادي احمد وكاظم لعيبي ويوئيل وفخري محمد سلمان والبرت خوشابا وسلمان داود.
زامله شقيقه بنويل بابا في اللعب في فريق مصلحة نقل الركاب ومنتخب الجيش.
تأثر بنجوم كرة القدم الذين سبقوه مثل صالح فرج , ناصر جكو و ارام كرم.
هداف منتخب العراق للأعوام 1957 , 1959 , 1960 , 1963
صاحب فكرة ومؤسس مدرسة كرة القدم للناشئين وتحمل المدرسة اسم عمو بابا.
حظي مرات عديدة بتكريم الدولة . ومنح وسام الاتحاد من قبل اللجنة الأولمبية
تثمينا للنتائج المتقدمة التي حققها مع منتخب العراق في
البطولات والدورات العربية والقارية والأولمبية والدولية.
منح لقب مدرب (القرن العشرين) من قبل لجنة المحررين الرياضيين
في نقابة الصحفيين العراقيين باستفتاء عام 2000.
تميز عمو بابا بإنجازات كبيرة للكرة العراقية إذ فاز منتخب العراق تحت قيادته ثلاث مرات
بكأس الخليج العربي وإحرازه للوسام الذهبي في الدورة الأسيوية / نيودلهي 1982 ,
وبطولة كأس العالم العسكرية / الكويت 1979 , قاد منتخب العراق الأولمبي
مرتين إلى نهائيات الدورة الأولمبية لوس انجلس 1984 ,
وسيئول 1988 , بالإضافة إلى كأس العرب في الأردن 1988.
قاد بعض الأندية العراقية إلى بطولة الدوري والكأس منها الزوراء
والطلبة والنادي الاثوري غير مرة ونادي الرشيد عندما أحرز بطولة الأندية العربية ,
كما كانت له تجربة احترافية قصيرة في قطر والإمارات .
صدر كتاب عن سيرة حياته تحت عنوان (شاعر الكرة ... عمو بابا).
رغم رطانته في اللغة العربية إلا انه حلو الحديث وجليس ممتع.
تخرج على يديه جيل واسع من نجوم لعبة كرة القدم في العراق.
عين مستشارا فنيا في الاتحاد العراقي لكرة القدم .
إعتزل اللعب مبكرا نتيجة إصابة وتوجه نحو التدريب في عام 1966 مع نادي المواصلات العامة في بغداد
ثم قام بتديب منتخب العراق العسكري لكرة القدم وقاد الفريق للحصول على كاس العالم
العسكري لكرة القدم للاعوام 1972 , 1977 , 1977 .
تسلم مهمة تدريب منتخب العراق لكرة القدم عام 1979 وفاز الفريق في تلك السنة
بكأس الخليج العربي لكرة القدم 1979 , قاد منتخب بلاده إلى حمل لقب
كأس الخليج أعوام 1979 و 1982 و 1984 ، و الوصول إلى نهائيات
الألعاب الأولمبية 3 مرات أعوام 80 و 84 و 88 ، و إلى احراز كأس العرب
و ذهبية دورة الألعاب الآسيوية. اكبر إنجاز له هو قيادة منتخب العراق
الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 1986 في المكسيك .
على الصعيد المحلي قاد عمو بابا فريق نادي الطلبة الى كاس الدوري العراقي عام 1981
وقام بتدريب نادي الزوراء عام 1994 .
في اغسطس 2005 اختارت اللجنة الاولمبية ووزارة الرياضة في السويد عمو بابا،
سفيرا للرياضة العراقية لدى السويد،
تثمينا لتاريخه الزاخر بالانجازات مع المنتخبات العراقية
في مايو 2006 وجه عمو بابا نداء استغاثة, بعدما اضطر الأطباء لبتر أصابع قدميه
في أحد مستشفيات الأردن متأثرا من تفاقم مرض السكري
حيث وحسب تعبيره :
" أدار الجميع من مسؤولي الرياضة في بلاده له ظهره
بالرغم من قضاءه 56 عاما في خدمة كرة القدم العراقية "
وقد اثار هذه الإستغاثة استغرابا من قبل اللجنة الأولمبية العراقية
حيث ان عمو بابا وحسب اللجنة كان قد تلقى معونة رئاسية مالية من قبل رئيس جمهورية العراق
جلال طالباني على شكل منحة لتغطية مصاريف علاجه وبلغ مقدارها (30000) الف دولار امريكي
كما تمت متابعة حالته الصحية بشكل يومي من قبل السفارة العراقية في عمان وبشخص السيد السفير نفسه .
بعد الحرب على العراق 2003 تعرض عمو بابا الى حادثة اعتداء وسرقة أموال عمليته الجراحية
حيث تمت سرقة منزله (بما فيه المبلغ الذي كان قد رصد لإجراء عملية جراحية له)
والاعتداء عليه بالضرب في العاصمة العراقية بغداد من قبل بعض المجهولين .
عمو بابا وحياته الزوجية
وفي عام 1960 تزوج من جوزفين عزيز (ابنة خالته)
وله منها ابن واحد سامي وابنتان، منى ومي..
أَما عن اشقاؤه فهم اربعة كوركيس ويونان وبنول والبيرت .
كان يحب زوجته ام سامي وهي معلمة مثقفة
لكن المشاكل الدينية فرقته عنها .. اضافةً الى من قاموا بالتفريق فيما بينهم
عندما سافرت لزيارة ابنها المقيم في الخارج .
وكان اكثر شيء يحزن مدربنا الكبير عمو بابا هو تذكره لابنه البعيد عنه سامي
حيث يبدأ بالبكاء متهماً نفسه بالتقصير ومبرر ابتعاد اولاده عنه بقوله:
ان المادة ليست هي الاهم .
وان من اكثر الاشياء ايضاً التي احزنته هو فقدانه لطيور الكناري
التي اهدتها له زوجته ام سامي .
وهو يحب ابنته الكبيرة منى كثيراً واحفاده داني وداوود وعمانوئيل
الذي اسموه على اسمه ، وهو يتمنى ان يحلوا محله ويكون احدهم رياضي
ويأخذون مكانه كلاعب جيد .
المدرسة الكروية
عمل عمو بابا على ادارة المدرسة الكروية التابعة للإتحاد العراقي لكرة القدم
ويعتبر عمو بابا هو مؤسسها ، ولكن مرضه ادى الى ابتعاده عنها في الفتره الاخيره
في هذه المدرسة قام بتهيئة مركز لإعداد اللاعبين من عمر 8-14 سنة
لنقلهم الى منتخبات الاتحاد كناشئين وشباب ، اذ قام بضخ 60 لاعب للمنتخبات ،
و كان يعتبرهم أولاده لانهم ينادوه بإسم بابا
في حين لم يسمع أولاده ينادونه بهذه الكلمة والتي كان يحن لها كثيرا ً
حياة العزوبية والتدهور الصحي
منذ ان هاجرت ام سامي قبل 10 سنوات واخذت اولاده معها
وصحة عمو بابا بدءت تسوء بالتدريج .. ومنذ ذلك الحين اصبح قليل الكلام مع الآخرين
و بقي مريضا ووحيدا في المنزل دون مساعدة
كان هو من يطبخ لنفسه لكنه رحمه الله لم يكن يجيد جميع الأكلات
فلقد علمتنه الحياة أشياء كثيرة اهم !
وفي السنوات الأخيرة تدهورت صحة عمو بابا كثيراً
ولم يمد له احد يدن العون
فقد كانت حالة عمو بابا حالته المادية ضعيفه لم يكن يملك سوى بيته
اما المفاجاة الساره لعمو بابا في عمان فكانت لقاءه بنجله الوحيد سامي
الذي لم يكن قد التقاه لمدة11 عام، حيث يقيم الاخير في فرنسا.
سامي حضر خصيصا برفقة زوجته وسيلة (فرنسية المولد جزائرية الاصل)
التي قالت انها المرة الاولى التي تشاهد فيها والد زوجها ووصفته بانه طيب للغاية
بعدها تدهورت حالته لدرجة كبيرة في مايو 2006 واضطر الأطباء لبتر أصابع قدميه
متأثرا من تفاقم مرض السكري حيث اجريت له عدت عمليات
وقرر الاطباء إدخاله المستشفى بشكل دائم للسيطرة على استقرار السكري في جسمه
وارتفاع ضغط الدم بالاضافة لمعالجة عينه اليمنى والحفاظ على البصر الباقي فيها
بينما فقد البصر في عينيه اليسرى الى حد كبير
ولم تكن الرؤية بها تتعدى 20% بسبب السكري الذي أثر على الشبكية .
و الاربعاء الماضي الموافق 27 أيار
اعلنت مستشفى آزدي في دهوك بإقليم كردستان العراق
وفاة شيخ المدربين و راعي الكره في العراق
عن عمر يناهز 75 عام
إثر تعرضه تعرضه لوعكة صحيه!
لتفقد الرياضه العراقيه بذلك ، عمودا ً اساسيا ً في اركانها
و لينتهي زمن الذكريات الجميله !
رحم الله أبو العراقيين ،، عمو
هل مات المدرب عمو بابا غدر؟؟؟
التاريخ يعتز باحداثه ، والاوطان تفتخر بابطالها ، والامم تزهو برموزهـــا ،وها نحن نودع بطلا من ابطال هذه الوطن ورمز من رموز هذه الامة ، ليشكل محور لحدث تاريخي قل مثيله في احداث العراق التاريخية وفي مجال الرياضة بشكل خاص الا وهو الفقيد عمو بابا .. الذي بكته جماهيرنا من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه .....
بكيناه جميعا بعد مماته ولكننا لم نسمعه اثناء حياته وهو يشكو من غدر الزمان وظلم الظالمين عليه ، المقابلة الاخيرة التي اجرتها معه قناة الشرقية انصبت بشكل كبير ومؤثرعلى استغاثة عمو بابا رحمه الله وحاجته الى من يستغيثه ويسمع شكواه فلا من مجيب .. قالها بحرقة وقلبه يعصره حسرة والم انني بحاجة الى عميلة وادوية الا ان الامكانية المادية والماليه عندي لا تسمح حتى بدفع ثمن الدواء الذي يساعدني على مقاومة الامي .... !!
لم نسمع صوت يستجيب لاغاثته هذا الذي ضحى بكل شئ من اجل العراق والعراقيين .. حتى قناة الشرقية التي اجرت المقابله مع وقفت على حقيقة معاناة هذا الرجل فلم تتحمل مسؤليتها الانسانية وتتحمل ولو جزء ضئيل من تكاليف الدواء الذي طلبه ، في الوقت الذي نجد ان القناة المذكوره تعكس مواقفها مع الاخيرين فنسمع مساعدتها ووقوفها مع هذا المحتاج او ذاك .. فنسال الم يكن ياقناة الشرقية عمو بابا يستحق تلك الوقفه وتامنوا له بعض احتياجاته من الدواء والمال ...؟؟ ام ان مكارمكم موجه لغيرعمو بابا وامثاله الذين ضحوا من اجل العراق وليس لغيره .....؟؟
الم يكن موقف رئيس دولة الامارات المتحدة افضل بكثير من موقف رئيس مجلس الرئاسة العراقي وحكومته عندما تحمل رئيس الامارات مصاريف واجور العملية الجراحية التي جرت لشيخ المدربيين عمو بابا في مستشفى عمان / الاردن عام 2006 ....؟؟؟ اين اموال العراق ومن المنتفع منها الحرامية والانتهازيين والمصلحيين والمرائيين ..؟؟ اين حصة الشرفاء والمضحيين لشعبهم .. ام ان حصتهم هي فقط الحسرة واللوعه والالم والغربه مقابل تضحياتهم ..؟؟
فيا له من زمن ردى ...!!؟؟
والا ماذا نفسر نداء الراحل وعائلته في 3 /10 /2007 عندما كان يرقد في مستشفى باريس ، ياساده ....
كان قد دخل عمو بابا المستشفى للمرة الثانية نتيجة للمتاعب ألكثيرة ألتي يعاني منها بعد تدهور حالته ألصحية بشكل كبير ومفاجيء فأجريت له عملية قسطرة للقلب ...بعد أن كان قد دخلها قبل أسابيع لأجراء ألفحوصات ألطبية لعينيه ..
لقد وجهت كريمته السيدة ( منى ) ألتي كانت ترافقه رحلة ألعلاج في أتصال هاتفي مع راديو سوا من باريس نداءاَ الى ألجهات ألحكومية العراقية للنظر في مسألة والدها وألسوال عن أحواله وصحته ألتي تردت بشكل كبير بأعتباره ثروة وطنية ورمزا كبيرا من رموز ألكرة ألعراقية , ألذي قدم خدمات جليلة لوطنه وشعبه لاعبا ومدربا وحظي بشعبية نادرة بين ألعراقيين وألعرب وحتى في دول ألغرب طوال ألعقود ألخمسة ألماضية .. ملمحة في ألوقت نفسه ألى ألصعوبات ألتي يعانيها أفراد عائلته وألمشقة ألكبيرة ألتي يجدونها في تأمين مستلزمات علاجه وتوفير ألموارد وألأموال أللازمة لتأمين عملية ألعلاج .....
هكذا كانت نداءات الاغاثه من رجل قدم وضحى بحياته من اجل العراق وشباب العراق ليرتقي بهم الى مصاف الدول المتقدمه في الرياضه وفنها ....
لقد قتلوه عندما منعوا عنه الدواء وجعلوه يعيش الحسرة والالم لجرعة من الدواء المطلوب ثمنها ..وليس لديه ذلك الثمن ...!!
فانكم ياسادة تتحملون المسؤلية الاخلاقية لامتناعكم عن تقديم العون والمساعدة لشخص كان بامس الحاجة لها .... كما تتحملون المسؤولية القانونية وفق احكام قانون العقوبات لامتناعكم من تقديم الاغاثة لشخص يطلبها وادى ذلك الى وفاته ، وهذه بكل المعايير تعتبر جريمة قتل تتحملون مسؤوليتها..
نامل بان الذي حصل لعمو بابا ان لا يحصل للاخرين لان هناك الكثيرون من امثال عمو بابا ، رياضيين ، لاعيبين ، فنانين ومسرحين ، علماء واساتذه ينتظرون ذات المصير .. هل يكون جزاء الخيرين والشرفاء والوطنين ورموز الامة ان يموتوا جوعا او يعيشوا الفاقه وحياة لا تليق بمن هم ادنى منهم بكثير علما وفنا وتضحية .. ولتلافي مثل هذه الحوادث يجب تشــكيل لجان حسب الاختصاص الموضوعي وتشرع قوانيين لتنصف هولاء وتنقذهم من برائن الفقر والحاجة وتبعد عنهم شبح الموت .. ويعيشون المتبقى من حياتهم بكرامة وعزة ترتقى الى مستوى تضحياتهم لشعبهم .... قتلتم عمو بابا فلا تقتلوا الاخرين .. فهولاء ميراث العراق وتاريخه.. كرموا الاحياء الذين يستغيثوا افضل بكثير من تنصبوا لهم التماثيل بعد وفاتهم ...
سيبقى عمو بابا رمزاً خالداً في سجل التضحيات وسيكتب اسمه باحرف من النور في تاريخ الحركة الرياضية العراقية ...المجد والخلود لك يافقيد العراق وشعبه ..
عمو بابا بين مؤيديه وخصومه .. رفض رئاسة الأولمبية لعيون مدرسته الكروية.. والمعارضون نعتوه بالمدرب الأُمي
عمو بابا أسطورة من أساطير الف ليلة وليلة تمتزج فيها الفرح والحزن والدهشة والسحر وحكاية الزمن الجميل لكرتنا المكللة بالألقاب والبطولات جعلت الجماهير تطلق عليه اسماء عدة منها صانع المعجزات وقاهرالمدربين والبطل الشعبي وألقاب اخرى وتسميات لا حدود لها طرزت صدر عمو بابا الرجل العملاق التي أدخلت الحسد في قلوب الآخرين الذين عجزوا عن الاتيان بنصف ما حققه من البطولات والانجازات فضلا عن محبة الشعب بأكمله لاسيما انه رفض جميع المغريات المادية والعائلية التي طالبته بالهجرة الى خارج البلاد والابتعاد عن استنشق هواء الوطن فا زدادت شعبيته بشكل لا يوصف.
عمو بابا في حياته كان مثير الجدل دخل في خصومات عدة مع رجالات الدولة في النظام البائد بسبب تصريحاته غير المهادنة وطروحاته الجريئة التي كانت اغلبها خارج النص لاسيما في ما يتعلق بالتدخل في أموره الفنية التي اعتبرها خطاً احمر لا يمكن تجاوزه وبعد سقوط النظام استمرت معارك بابا الكلامية مع اعضاء اتحاد الكرة الذين نصبوا له العداء لانتقاده المستمر لطريقة أدارتهم لشؤون اللعبة لاسيما في ما يخص بنظام الدوري المحلي وعدم الاهتمام بفرق الفئات العمرية وفرق مدرسته الكروية وانعدام البنى التحتية.
شجاعة متناهية
في الوقت الذي سكت الجميع اما خوفا او مجاملة فان عموبابا كان يتحدث بمنتهى الصراحة عن تدخلات رجالات الدولة في الفرض آرائهم بالقوة على شيخ المدربين التي خلفت الكثير من حالات الانفعال والتوجس له حيث كان يعلنها على مرأى بشجاعة متناهية قل نظيرها ويؤكد انه لا يقبل بأية املاءات من الآخرين مهما كانت مناصبهم في الدولة .
واحدة من تلك الحالات انه في دورة الخليج الثامنة التي أقيمت في السعودية طلب رئيس اتحاد الكرة السابق يومذاك من رجال الأمن الذين كانوا يرافقون المنتخب الوطني في حله وترحاله لنقل كل صغيرة وكبيرة عن الفريق، حلاقة عدد من ابرز لاعبي المنتخب الوطني لأنهم لم يقدموا المستوى الفني المعروف عنهم خلال فترة الاستراحة بين شوطي احدى اللقاءات في البطولة فرفض عموبابا ذلك بشدة وتكلم مع رجال الأمن بصوت عال ومنعهم من القيام بما امروا به ، وكان لذلك الموقف الشجاع وقع مؤثر على لاعبي المنتخب وجعلهم يتمسكون بمدربهم واعتبروه الاب الروحي لهم وقدموا له اجمل هدية وهي خطف كاس البطولة من الأخضر السعودي.
من المواقف التي لا يمكن ان ينساها الجمهور بسهولة رفض شيخ المدربين عمو بابا الصعود الى منصة التتويج لاستلام الاوسمة في نهائي دوري العراق بملعب الشعب الدولي برغم حضور رئيس الاتحاد السابق في النظام البائد وكانت صفعة قوية له برغم محاولات اعضاء الاتحاد اقناع عمو بابا بالصعود خوفا على حياته لكنه لم يستجب الى تلك الدعوات واصر على موقفه ، عندها اشتعلت مدرجات الملعب بكلمات الاعجاب والفخر لكن قوة (الطاغية الصغير) وجبروته منعت الجماهير من التصفيق لعمو بابا او رفعه على الأكتاف تعبيرا عن محبة الجماهير.
ان تلك المواقف وغيرها لم تكن من السهولة القيام بها وقت ذاك لكن قوة شخصية عمو بابا وتأثيره المعنوي الكبير وعدم مجاملته على حساب الحق وابتعاده عن المجاملات الفارغة كانت السبب المباشر لعمل ما يراه مناسبا لتفضيل مصلحة الكرة العراقية على المصالح الخاصة بغض النظر عن العواقب الاخرى.
الرجل المناسب
كانت هناك مطالب من 35 اتحادا مركزيا بان يتولى عمو بابا رئاسة اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية عرفانا منها لجهوده الكبيرة التي بذلها في سبيل الرياضة والسعي الحثيث لتطويرها ولتطبيق مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب وعقدت جلسات عجة لأجل بلورة الموضوع وانضاجه وطرحه على الجهات المختصة لتفعيله واكمال الإجراءات القانونية لإصدار القرار النهائي وفي خطوة مفاجئة قدم الراحل عمو بابا في احدى الاجتماعات النهائية شكره للجميع وطلب اعفاء من المهمة معللا ذلك أن مكانه الصحيح بين تلامذته في المدرسة الكروية كي يعد نجوم المستقبل لكرتنا وينهلوا من معارفه مفضلا التدريب على رئاسة اللجنة الاولمبية وقال انه يسعى الى بناء مدرسته الكروية على احدث طراز وفق المواصفات العالمية لتحقيق حلم حياته، واحدث اعتذار شيخ المدربين دويا في القاعة تعالت اصوات الرافضين لطلبه لكنه كعادته اصر على موقفه مؤكدا من خلاله عدم سعيه للمناصب او للاستحواذ عليها ، وقال عموبابا للحضور : لم أسعَ الى تقلد اي منصب في حياتي وكنت احاول دائما ان احث الجميع على بناء قاعدة رياضية متكاملة وتطوير البنى التحتية للملاعب والقاعات وتسخير طاقات الشباب على الوجه الأمثل لخدمة الوطن اما المناصب الادارية فانها تكبل ما اسعى اليه واخطط له وكانت كلمات الراحل درسا قيّما للحضور.
صديق الفقراء
كان الراحل عمو بابا كثير السؤال عن أهالي المناطق الشعبية لاسيما مدينتي (الصدر والشعلة) اللتين تزخرا المواهب الفتية والطاقات الواعدة.. ففي احدى زيارته الى مدينة الشعلة لإلقاء محاضرة في الدورة التدريبية التي اقامتها هيئة تطوير العمل الرياضي في الكرخ بحضور عدد من المدربين وفي الطريق الى مكان الدورة استوقفته مباراة لفريقين للفرق الشعبية من الفئات العمرية لفتت انتباه شيخ المدربين جمالية الأداء وروعة المهارات الفردية للاعبين الصغار وقال انهم مواهب رائعة كأنهم بحاجة الى الصقل والاهتمام اراهم يداعبون الكرة بطريقة تجذب الأنظار ولكن هل من المعقول الا يلعب أي منهم في المنتخبات الوطنية لا اعرف لماذا لا يأتي الكشافون من مدربي الفئات العمرية في المنتخبات الوطنية او الأندية لضم هذه المواهب الى فرقهم انهم كنوز بحاجة الى اللمعان؟
بعدها استدعى عمو بابا احد اللاعبين وتحدث معه قائلا : لماذا لا تذهب للعب في الأندية اليس أفضل لك ؟ رد عليه الطفل بعد ان قبله بعفوية: لا املك المال الكافي لذهابي الى الأندية فهي تكلف الكثير من المال لاسيما ان والدي عامل بسيط ولدينا عائلة كبيرة ، عندها شعر عمو بابا بالحزن والأسى وذرف الدمع وأضاف: هذا واحد من أهم أسباب انحسار المواهب في الأندية لابتعاد اللاعبين من ذوي العوائل الفقيرة عن مداعبة الكرة في الأندية ،وطالب هيئة تطوير العمل الرياضي في الكرخ بانشاء الكثير من الساحات وتعيين المدربين الأكفاء لتدريب تلك المواهب اما محاضرته التدريبية فكانت محط الاهتمام من المدربين والجمهور على حد سواء حيث اكتظت القاعة بالعشرات من أهالي المدينة الذين وقفوا ليصفقوا له اكثر من 10 دقائق والقوا بعدها الاهازيج الجميلة التي تغنت بانتصاراته في البطولات الدولية رد عليها بلهجته المحببة: أشكركم فانا احب الفقراء ووجدت إنكم تحبوني أكثر
{{بعض ما قاله الرياضيين في حق الراحل }}
قال الرائد الرياضي والاعلامي المعروف مؤيد البدري ،الجمعة، ان وفاة شيخ المدربين عمو بابا يعد خسارة كبيرة للرياضة العراقية، مبينا أن عزاء الرياضيين العراقيين انه دفن بملعب الشعب تنفيذا لوصيته.
وقال البدري لوكالة (اصوات العراق) من العاصمة القطرية الدوحة أن “الموت غيب عمو بابا وترك فراغا كبيرا في الوسط الرياضي، حيث افنى حياته من اجل كرة القدم سواء كان لاعبا او مدربا او مستشارا، وله فضل على كل رياضي عراقي”.
وتابع البدري أن “بطولات كثيرة ارتبطت بأسم عمو بابا الذي كان مخلصا لعمله ولم يفارق كرة القدم حتى آخر ايامه، وعلاقتي به تمتد الى اكثر من 50 سنة عندما كنت طالبا ثم رئيسا وعضوا لاتحاد كرة القدم”، مضيفا “تابعت حالته الصحية حينما كان متواجدا في مسقط لغرض العلاج بعد خليجي 19 ، وعزاؤنا أنه دفن في ملعب الشعب بناء على وصيته ورغبته”.
واوضح البدري أن “الرياضيين العراقيين المقيمين في الدوحة، أقاموا حفلا تأبينيا على روح الفقيد عمو بابا استذكارا وتثمينا لانجازات علم من اعلام كرة القدم العراقية”.
وكان شيخ المدربين العراقيين عمو بابا توفي مساء اول أمس الاربعاء، قبل دقائق من وصوله الى مستشفى ازادي في مدينة دهوك (460 كم شمال العاصمة بغداد)، بحسب عضو الهيئة الادارية في نادي دهوك كمال رؤوف الذي قال لوكالة (اصوات العراق) إن آخر ما قاله عمو بابا “اين ستدفنوني”، ونقل بعدها جثمان عمو بابا الى العاصمة بغداد ودتم دفنه اليوم الجمعة في ملعب الشعب في العاصمة العراقية بغداد.
وولد عمو بابا في 27 من شهر تشرين الثاني نوفمبر عام 1934 في بغداد، وخلال مسيرته الرياضية التي تجاوزت الـ58 عاما، كان بابا قد مثل المنتخب المدرسي سنة 1951 وعمره لايتجاوز الـ 17 سنة، وفي عام 1957 كان مع اول تشكيلة للمنتخب الوطني في اول ظهور رسمي للكرة العراقية خلال بطولة الدورة العربية في بيروت، ثم كان مع اول منتخب اولمبي سنة 1959 في تصفيات دورة روما الاولمبية، فيماكان اخر تواجد له مع المنتخب سنة 1967 في دورة معرض طرابلس.
وعرف عمو بابا مدربا منذ عام 1972 عندما كان مساعدا لعادل بشير الذي قاد منتخب العراق في بطولة العالم العسكرية في بغداد. وكان عمو بابا مدرباً للعراق في دورة الالعاب الآسيوية عام 1978 ودورة مرديكا سنة 1981 ودورة الالعاب الآسيوية بالهند عام 1982 وبطولات الخليج الخامسة والسادسة والسابعة والتاسعة وتصفيات نهائيات الدورة الاولمبية في لوس انجلوس وسيئول وبطولة الرئيس الكوري وكأس العرب الخامسة عام 1988، الى جانب تصفيات كأس العالم اعوام 1990 و 1994 وتصفيات أمم آسيا 1996 ونهائيات آسيا للناشئين في عمان عام 2000 التي كانت آخر محطاته الرسمية مع المنتخبات الوطنية.
وقاد عمو بابا المنتخبات العراقية في 158 مباراة دولية وهو رقم قياسي لم يحققه اي مدرب محلي او اجنبي آخر.
<<< كذلك ذكر المدرب الوطني انور جسام >>>
وصف المدرب الاسبق للمنتخب الوطني العراقي بكرة القدم أنور جسام رحيل شيخ المدربين عمو بابا بالخسارة الكبيرة والمؤلمة كاشفا انه تعلم من الراحل كيف يكون مدربا.
وقال جسام لوكالة (أصوات العراق) في تشييع جثمانه في ملعب الشعب الدولي حيث دفن،الجمعة، “لقد شكل رجيل بابا لدي صدمة كبيرة لان عمو بابا كان وسيبقى رمزا رياضيا كبيرا في الرياضة العراقية، وقد تعلمت منه كيف اكون مدرب كرة قدم”.
واضاف ان “عمو بابا كان يحمل سمات ومواصفات قليلا ما تجدهل لدى آخرين”. موضحا “لقد عملت مع عمو بابا سنوات طويلة وكان قبل ذلك قد منحني فرصة للعب مع المنتخب ايام المدرب الراحل عادل بشير”.
وزاد “تعلمت من عمو بابا كيف اكون مدربا ناجحا فحرصت على متابعته والاخذ بنصائحه والعمل قريبا منه وتواجدت معه في عدة مناسبات عندما كان مدرب المنتخب يعفى من منصبه فنذهب انا وعمو بابا كلجنة انقاذ”.
وبين “في السنوات الاخيرة كان عمو بابا مستشارا في الاتحاد العراقي لكرة القدم وكان يطرح افكاره بكل وضوح وجرأة ويعترض على كل ما يراه غير صحيح دون مجاملة او يخشى ان يزعل عليه هذا الطرف او ذاك”.
واردف ان “علاقتي كانت جيدة جدا مع شيخ المدربين عمو بابا ولاصحة لما يثار على انني على خلاف دائم معه فالرجل كان قد فتح باب بيته للجميع وكثيرا ما زرته في البيت وجلست معه وتحدثنا في مواضيع عدة تتعلق بواقع الكرة العراقية وامكانية تطويرها”.
واشار الى ان الكرة العراقية “فقدت برحيل عمو بابا احد رموزها الكبار، بل انه واحد من معالم بغداد التاريخية لما يحمله من ارث رياضي كبير وتاريخ طويل يحكي قصة الكرة العراقية نفسها”.
{{ مواقف تنشر لأول مرة عن الراحل عمو بابا }}
تعرفت على الفقيد الراحل عمو بابا العام (1966)عندما كنت اعمل في معهد العلاج الطبيعي الذي كان يقع في منطقة العيواضية من خلال مراجعته لغرض العلاج الطبيعي اثر الاصابة البليغة التي تعرض اليها في الدورة العربية التي جرت في القاهرة من قبل لاعب عماني
كنت مع وقت علاجه من قبل المعالج الطبيعي يونس عبد الرحيم نستقبله ونودعه بحرارة وتواصل العلاج عدة اسابيع باشراف الدكتور نوري مصطفى بهجت مدير المعهد احد ابطال الساحة والميدان ايام كان طالباً في كلية الطب. وتطورت علاقتي بعمو بابا من خلال اللقاءات والمكالمات الهاتفية وبعد نيله الشفاء عاد للعب مع فريق الكلية العسكرية ضمن دوري الجيش الذي كان ممتازاً ينافس دوري الكرة الممتاز آنذاك وكان عمو بابا سعيداً جداً بعودته رغم حذره من تكرار الاصابة ومرت الايام وعمو بابا صديق عزيز وذات يوم زرته مع صديق هو الان عضو هيئة ادارية لنادي القوة الجوية وكان يشكو من مرض السكر فدخل عمو بابا معه في محاضرة عصماء عن ضرورة تجنب تناول الحلويات وقال له ان مرض السكر يفتك بصاحبه وبعد وقت المحاضرة نهض عمو بابا وفتح الثلاجة واخرج قنينة مربى من النوع الممتاز جداً على حد قوله وطلب من صديقي تناول كمية حسب رغبته تأكيداً على عدم امتثاله لخطر السكر ومن الامور الاخرى ان عددا من رابطة مشجعي الجوية وبواسطة المدرب الراحل ناطق هاشم الذي عمل مساعداً لعمو بابا مع الجوية طلبوا منه متابعة لاعب شاب موهوب في محافظة الموصل اسمه هوار الملا محمد فطلب حضوره لاختباره، وكانت الانطلاقة الاولى له بفضل عمو بابا الذي عرف كيف يصقل موهبته ومن مواقفه المشرفة ان عمو بابا كان كثير المساعدة للاخرين من جيبه الخاص وعمل معه مساعداً اكثر من مدرب لكنه اثنى على مجبل فرطوس ومن وفائه لملاك العلاج الطبيعي الذي ارتبط معهم بعلاقات ايجابية انه اختار احد اطبائه هاشم العاني طبيباً لمنتخبنا الوطني وذات يوم اقترحت عليه اسم احد لاعبي فريق الجيش صادق موسى فأبلغني بحضوره لغرض الاختبار الذي نجح فيه ليكون هذا اللاعب ضمن التشكيلة الاساسية للمنتخب وكانت تربطه رحمه الله علاقات ايجابية مع جيل من الصحفيين الرياضيين القدامى ابراهيم اسماعيل وشاكراسماعيل وعبد الجليل موسى ويحيى زكي رحمهم الله وكان عبد الجليل يماحكه كثيراً وسبب ذلك زعلاً من عمو بابا وعادت العلاقة من جديد بينهما وكان يتابع ما يكتب باقلام جميع الصحفيين القدامى والجدد وابدى اعجابه بالكتاب القيم الذي الفه الدكتور ضياء المنشئ عنه.
ورغم مرضه حيث كان يشكو من القلب والسكر وضعف البصر والمفاصل فكان يتحدى ذلك بروح الشباب والتفاؤل ولا يعرف للقلق والتشاؤم معنى واضطرت حالته الصحية الى بتر اصابع احدى قدميه وساءت حالته وقبل اكثر من شهرين التقيت به وبعد التحية قال لي الله كريم الاعمار بيد الله.
قصيدة
يعجز اليراع ويجف المداد امامك يا ابا سامي، فكيف نرثي حيا لم يمت ابدا؟
خطيت لنفسك حياة ابدية لم تنته بانقطاع النفس عن الجسد ، فانجبت اجيالا تلو الاجيال ، وكل واحد منهم عمو بابا، وضربت مثلا كبيرا للمواطنة ورفضت الملذات التي تهاوت امام حبك للعراق ارضا وشعبا وعشقك الجنوني لكرته.
فاجتهدت وابدعت وتألقت ونجمت فسموت ، وكان كل هذا نصرا طبيعيا لعاشق نذر عمره لحبها ، فكم انجازا اقترن بإسمك ؟ وكم نجما كان من صنيعتك؟ وكم عاشقا للكرة عشقها من خلالك ؟ فأنت عرابها وساحرها وعشيقها الذي لم يفارقها.
فعرفنا العشاق متلازمين في حياتهم، ولازمت حبيبتك حيا وميتا.
وضربت مثلا مستحيلا لعشق الكرة وملاعبها التي أوفت لك مثلما اوفيت لها فاحتضنك في مثواك الاخير لتكون شاهدا ابديا عليها ولكل من يجرؤ على مغازلتها من بعدك وكأنها تتحدى العالم فيك واصبحت ليلاك وصرت مجنونها
قصيدة
يعجز اليراع ويجف المداد امامك يا ابا سامي، فكيف نرثي حيا لم يمت ابدا؟
خطيت لنفسك حياة ابدية لم تنته بانقطاع النفس عن الجسد ، فانجبت اجيالا تلو الاجيال ، وكل واحد منهم عمو بابا، وضربت مثلا كبيرا للمواطنة ورفضت الملذات التي تهاوت امام حبك للعراق ارضا وشعبا وعشقك الجنوني لكرته.
فاجتهدت وابدعت وتألقت ونجمت فسموت ، وكان كل هذا نصرا طبيعيا لعاشق نذر عمره لحبها ، فكم انجازا اقترن بإسمك ؟ وكم نجما كان من صنيعتك؟ وكم عاشقا للكرة عشقها من خلالك ؟ فأنت عرابها وساحرها وعشيقها الذي لم يفارقها.
فعرفنا العشاق متلازمين في حياتهم، ولازمت حبيبتك حيا وميتا.
وضربت مثلا مستحيلا لعشق الكرة وملاعبها التي أوفت لك مثلما اوفيت لها فاحتضنك في مثواك الاخير لتكون شاهدا ابديا عليها ولكل من يجرؤ على مغازلتها من بعدك وكأنها تتحدى العالم فيك واصبحت ليلاك وصرت مجنونها .
المشهور باسم ( عموبابا )
كانت ولادته ببغداد بتاريخ 27/11/1934
اسمه الكامل عمانوئيل بابا داود , وعمانوئيل كلمة ارامية تعني (الله معنا)
وناداه أقرانه الصغار بالمختصر (عمو بابا) واصبح فيما بعد اسم الشهرة
واطلقه عليه المعلق الرياضي اسماعيل محمد أثناء تعليقه الإذاعي على المباراة التاريخية
بين الجيشين العراقي والمصري عام 1955
ظهرت عليه أولى علامات النبوغ أثناء اللعب في مدرسة الحبانية الابتدائية
عام 1948 ثم في فريق الـ (سي سي) وفي المنتخب المدرسي للواء الدليم.
مارس العاب الساحة والميدان والسلة والسباحة والتنس إلى جانب كرة القدم.
اكتشفه خبير الكرة اسماعيل محمد وضمه لمنتخب العراق المدرسي المشارك بالدورة المدرسية
العربية الثانية بالقاهرة عام 1951 ولعب شوطا واحدا في المباراة (0/2).
انتقل من الحبانية إلى بغداد وانضم إلى فريق الحرس الملكي عام 1954
ومثل منتخب جيش العراق لاول مرة أمام الفريق المصري في 30/1/1955.

في الموسم الرياضي 1958 ظهر في صفوف القوة الجوية ,
ولعب كذلك لفريق المصلحة والكلية العسكرية والنادي الاثوري.
اشهر واعظم لاعبي زمانه وهداف العراق الأول والمهاجم الظاهرة في كرة القدم العراقية
في العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين ,
جال وطاف في القارات الخمس وزار معظم دول العالم.
شكل ثنائيا متميزا مع زميله (يورا) أستاذ المراوغة في المتر المربع الواحد
كما هادي احمد وكاظم لعيبي ويوئيل وفخري محمد سلمان والبرت خوشابا وسلمان داود.
زامله شقيقه بنويل بابا في اللعب في فريق مصلحة نقل الركاب ومنتخب الجيش.
تأثر بنجوم كرة القدم الذين سبقوه مثل صالح فرج , ناصر جكو و ارام كرم.
هداف منتخب العراق للأعوام 1957 , 1959 , 1960 , 1963
صاحب فكرة ومؤسس مدرسة كرة القدم للناشئين وتحمل المدرسة اسم عمو بابا.
حظي مرات عديدة بتكريم الدولة . ومنح وسام الاتحاد من قبل اللجنة الأولمبية
تثمينا للنتائج المتقدمة التي حققها مع منتخب العراق في
البطولات والدورات العربية والقارية والأولمبية والدولية.
منح لقب مدرب (القرن العشرين) من قبل لجنة المحررين الرياضيين
في نقابة الصحفيين العراقيين باستفتاء عام 2000.
تميز عمو بابا بإنجازات كبيرة للكرة العراقية إذ فاز منتخب العراق تحت قيادته ثلاث مرات
بكأس الخليج العربي وإحرازه للوسام الذهبي في الدورة الأسيوية / نيودلهي 1982 ,
وبطولة كأس العالم العسكرية / الكويت 1979 , قاد منتخب العراق الأولمبي
مرتين إلى نهائيات الدورة الأولمبية لوس انجلس 1984 ,
وسيئول 1988 , بالإضافة إلى كأس العرب في الأردن 1988.
قاد بعض الأندية العراقية إلى بطولة الدوري والكأس منها الزوراء
والطلبة والنادي الاثوري غير مرة ونادي الرشيد عندما أحرز بطولة الأندية العربية ,
كما كانت له تجربة احترافية قصيرة في قطر والإمارات .
صدر كتاب عن سيرة حياته تحت عنوان (شاعر الكرة ... عمو بابا).
رغم رطانته في اللغة العربية إلا انه حلو الحديث وجليس ممتع.
تخرج على يديه جيل واسع من نجوم لعبة كرة القدم في العراق.
عين مستشارا فنيا في الاتحاد العراقي لكرة القدم .
إعتزل اللعب مبكرا نتيجة إصابة وتوجه نحو التدريب في عام 1966 مع نادي المواصلات العامة في بغداد
ثم قام بتديب منتخب العراق العسكري لكرة القدم وقاد الفريق للحصول على كاس العالم
العسكري لكرة القدم للاعوام 1972 , 1977 , 1977 .
تسلم مهمة تدريب منتخب العراق لكرة القدم عام 1979 وفاز الفريق في تلك السنة
بكأس الخليج العربي لكرة القدم 1979 , قاد منتخب بلاده إلى حمل لقب
كأس الخليج أعوام 1979 و 1982 و 1984 ، و الوصول إلى نهائيات
الألعاب الأولمبية 3 مرات أعوام 80 و 84 و 88 ، و إلى احراز كأس العرب
و ذهبية دورة الألعاب الآسيوية. اكبر إنجاز له هو قيادة منتخب العراق
الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 1986 في المكسيك .
على الصعيد المحلي قاد عمو بابا فريق نادي الطلبة الى كاس الدوري العراقي عام 1981
وقام بتدريب نادي الزوراء عام 1994 .
في اغسطس 2005 اختارت اللجنة الاولمبية ووزارة الرياضة في السويد عمو بابا،
سفيرا للرياضة العراقية لدى السويد،
تثمينا لتاريخه الزاخر بالانجازات مع المنتخبات العراقية
في مايو 2006 وجه عمو بابا نداء استغاثة, بعدما اضطر الأطباء لبتر أصابع قدميه
في أحد مستشفيات الأردن متأثرا من تفاقم مرض السكري
حيث وحسب تعبيره :
" أدار الجميع من مسؤولي الرياضة في بلاده له ظهره
بالرغم من قضاءه 56 عاما في خدمة كرة القدم العراقية "
وقد اثار هذه الإستغاثة استغرابا من قبل اللجنة الأولمبية العراقية
حيث ان عمو بابا وحسب اللجنة كان قد تلقى معونة رئاسية مالية من قبل رئيس جمهورية العراق
جلال طالباني على شكل منحة لتغطية مصاريف علاجه وبلغ مقدارها (30000) الف دولار امريكي
كما تمت متابعة حالته الصحية بشكل يومي من قبل السفارة العراقية في عمان وبشخص السيد السفير نفسه .
بعد الحرب على العراق 2003 تعرض عمو بابا الى حادثة اعتداء وسرقة أموال عمليته الجراحية
حيث تمت سرقة منزله (بما فيه المبلغ الذي كان قد رصد لإجراء عملية جراحية له)
والاعتداء عليه بالضرب في العاصمة العراقية بغداد من قبل بعض المجهولين .
عمو بابا وحياته الزوجية
وفي عام 1960 تزوج من جوزفين عزيز (ابنة خالته)
وله منها ابن واحد سامي وابنتان، منى ومي..
أَما عن اشقاؤه فهم اربعة كوركيس ويونان وبنول والبيرت .
كان يحب زوجته ام سامي وهي معلمة مثقفة
لكن المشاكل الدينية فرقته عنها .. اضافةً الى من قاموا بالتفريق فيما بينهم
عندما سافرت لزيارة ابنها المقيم في الخارج .
وكان اكثر شيء يحزن مدربنا الكبير عمو بابا هو تذكره لابنه البعيد عنه سامي
حيث يبدأ بالبكاء متهماً نفسه بالتقصير ومبرر ابتعاد اولاده عنه بقوله:
ان المادة ليست هي الاهم .
وان من اكثر الاشياء ايضاً التي احزنته هو فقدانه لطيور الكناري
التي اهدتها له زوجته ام سامي .
وهو يحب ابنته الكبيرة منى كثيراً واحفاده داني وداوود وعمانوئيل
الذي اسموه على اسمه ، وهو يتمنى ان يحلوا محله ويكون احدهم رياضي
ويأخذون مكانه كلاعب جيد .
المدرسة الكروية
عمل عمو بابا على ادارة المدرسة الكروية التابعة للإتحاد العراقي لكرة القدم
ويعتبر عمو بابا هو مؤسسها ، ولكن مرضه ادى الى ابتعاده عنها في الفتره الاخيره
في هذه المدرسة قام بتهيئة مركز لإعداد اللاعبين من عمر 8-14 سنة
لنقلهم الى منتخبات الاتحاد كناشئين وشباب ، اذ قام بضخ 60 لاعب للمنتخبات ،
و كان يعتبرهم أولاده لانهم ينادوه بإسم بابا
في حين لم يسمع أولاده ينادونه بهذه الكلمة والتي كان يحن لها كثيرا ً
حياة العزوبية والتدهور الصحي
منذ ان هاجرت ام سامي قبل 10 سنوات واخذت اولاده معها
وصحة عمو بابا بدءت تسوء بالتدريج .. ومنذ ذلك الحين اصبح قليل الكلام مع الآخرين
و بقي مريضا ووحيدا في المنزل دون مساعدة
كان هو من يطبخ لنفسه لكنه رحمه الله لم يكن يجيد جميع الأكلات
فلقد علمتنه الحياة أشياء كثيرة اهم !
وفي السنوات الأخيرة تدهورت صحة عمو بابا كثيراً
ولم يمد له احد يدن العون
فقد كانت حالة عمو بابا حالته المادية ضعيفه لم يكن يملك سوى بيته
اما المفاجاة الساره لعمو بابا في عمان فكانت لقاءه بنجله الوحيد سامي
الذي لم يكن قد التقاه لمدة11 عام، حيث يقيم الاخير في فرنسا.
سامي حضر خصيصا برفقة زوجته وسيلة (فرنسية المولد جزائرية الاصل)
التي قالت انها المرة الاولى التي تشاهد فيها والد زوجها ووصفته بانه طيب للغاية
بعدها تدهورت حالته لدرجة كبيرة في مايو 2006 واضطر الأطباء لبتر أصابع قدميه
متأثرا من تفاقم مرض السكري حيث اجريت له عدت عمليات
وقرر الاطباء إدخاله المستشفى بشكل دائم للسيطرة على استقرار السكري في جسمه
وارتفاع ضغط الدم بالاضافة لمعالجة عينه اليمنى والحفاظ على البصر الباقي فيها
بينما فقد البصر في عينيه اليسرى الى حد كبير
ولم تكن الرؤية بها تتعدى 20% بسبب السكري الذي أثر على الشبكية .
و الاربعاء الماضي الموافق 27 أيار
اعلنت مستشفى آزدي في دهوك بإقليم كردستان العراق
وفاة شيخ المدربين و راعي الكره في العراق
عن عمر يناهز 75 عام
إثر تعرضه تعرضه لوعكة صحيه!
لتفقد الرياضه العراقيه بذلك ، عمودا ً اساسيا ً في اركانها
و لينتهي زمن الذكريات الجميله !
رحم الله أبو العراقيين ،، عمو
هل مات المدرب عمو بابا غدر؟؟؟
التاريخ يعتز باحداثه ، والاوطان تفتخر بابطالها ، والامم تزهو برموزهـــا ،وها نحن نودع بطلا من ابطال هذه الوطن ورمز من رموز هذه الامة ، ليشكل محور لحدث تاريخي قل مثيله في احداث العراق التاريخية وفي مجال الرياضة بشكل خاص الا وهو الفقيد عمو بابا .. الذي بكته جماهيرنا من شمال العراق الى جنوبه ومن شرقه الى غربه .....
بكيناه جميعا بعد مماته ولكننا لم نسمعه اثناء حياته وهو يشكو من غدر الزمان وظلم الظالمين عليه ، المقابلة الاخيرة التي اجرتها معه قناة الشرقية انصبت بشكل كبير ومؤثرعلى استغاثة عمو بابا رحمه الله وحاجته الى من يستغيثه ويسمع شكواه فلا من مجيب .. قالها بحرقة وقلبه يعصره حسرة والم انني بحاجة الى عميلة وادوية الا ان الامكانية المادية والماليه عندي لا تسمح حتى بدفع ثمن الدواء الذي يساعدني على مقاومة الامي .... !!
لم نسمع صوت يستجيب لاغاثته هذا الذي ضحى بكل شئ من اجل العراق والعراقيين .. حتى قناة الشرقية التي اجرت المقابله مع وقفت على حقيقة معاناة هذا الرجل فلم تتحمل مسؤليتها الانسانية وتتحمل ولو جزء ضئيل من تكاليف الدواء الذي طلبه ، في الوقت الذي نجد ان القناة المذكوره تعكس مواقفها مع الاخيرين فنسمع مساعدتها ووقوفها مع هذا المحتاج او ذاك .. فنسال الم يكن ياقناة الشرقية عمو بابا يستحق تلك الوقفه وتامنوا له بعض احتياجاته من الدواء والمال ...؟؟ ام ان مكارمكم موجه لغيرعمو بابا وامثاله الذين ضحوا من اجل العراق وليس لغيره .....؟؟
الم يكن موقف رئيس دولة الامارات المتحدة افضل بكثير من موقف رئيس مجلس الرئاسة العراقي وحكومته عندما تحمل رئيس الامارات مصاريف واجور العملية الجراحية التي جرت لشيخ المدربيين عمو بابا في مستشفى عمان / الاردن عام 2006 ....؟؟؟ اين اموال العراق ومن المنتفع منها الحرامية والانتهازيين والمصلحيين والمرائيين ..؟؟ اين حصة الشرفاء والمضحيين لشعبهم .. ام ان حصتهم هي فقط الحسرة واللوعه والالم والغربه مقابل تضحياتهم ..؟؟
فيا له من زمن ردى ...!!؟؟
والا ماذا نفسر نداء الراحل وعائلته في 3 /10 /2007 عندما كان يرقد في مستشفى باريس ، ياساده ....
كان قد دخل عمو بابا المستشفى للمرة الثانية نتيجة للمتاعب ألكثيرة ألتي يعاني منها بعد تدهور حالته ألصحية بشكل كبير ومفاجيء فأجريت له عملية قسطرة للقلب ...بعد أن كان قد دخلها قبل أسابيع لأجراء ألفحوصات ألطبية لعينيه ..
لقد وجهت كريمته السيدة ( منى ) ألتي كانت ترافقه رحلة ألعلاج في أتصال هاتفي مع راديو سوا من باريس نداءاَ الى ألجهات ألحكومية العراقية للنظر في مسألة والدها وألسوال عن أحواله وصحته ألتي تردت بشكل كبير بأعتباره ثروة وطنية ورمزا كبيرا من رموز ألكرة ألعراقية , ألذي قدم خدمات جليلة لوطنه وشعبه لاعبا ومدربا وحظي بشعبية نادرة بين ألعراقيين وألعرب وحتى في دول ألغرب طوال ألعقود ألخمسة ألماضية .. ملمحة في ألوقت نفسه ألى ألصعوبات ألتي يعانيها أفراد عائلته وألمشقة ألكبيرة ألتي يجدونها في تأمين مستلزمات علاجه وتوفير ألموارد وألأموال أللازمة لتأمين عملية ألعلاج .....
هكذا كانت نداءات الاغاثه من رجل قدم وضحى بحياته من اجل العراق وشباب العراق ليرتقي بهم الى مصاف الدول المتقدمه في الرياضه وفنها ....
لقد قتلوه عندما منعوا عنه الدواء وجعلوه يعيش الحسرة والالم لجرعة من الدواء المطلوب ثمنها ..وليس لديه ذلك الثمن ...!!
فانكم ياسادة تتحملون المسؤلية الاخلاقية لامتناعكم عن تقديم العون والمساعدة لشخص كان بامس الحاجة لها .... كما تتحملون المسؤولية القانونية وفق احكام قانون العقوبات لامتناعكم من تقديم الاغاثة لشخص يطلبها وادى ذلك الى وفاته ، وهذه بكل المعايير تعتبر جريمة قتل تتحملون مسؤوليتها..
نامل بان الذي حصل لعمو بابا ان لا يحصل للاخرين لان هناك الكثيرون من امثال عمو بابا ، رياضيين ، لاعيبين ، فنانين ومسرحين ، علماء واساتذه ينتظرون ذات المصير .. هل يكون جزاء الخيرين والشرفاء والوطنين ورموز الامة ان يموتوا جوعا او يعيشوا الفاقه وحياة لا تليق بمن هم ادنى منهم بكثير علما وفنا وتضحية .. ولتلافي مثل هذه الحوادث يجب تشــكيل لجان حسب الاختصاص الموضوعي وتشرع قوانيين لتنصف هولاء وتنقذهم من برائن الفقر والحاجة وتبعد عنهم شبح الموت .. ويعيشون المتبقى من حياتهم بكرامة وعزة ترتقى الى مستوى تضحياتهم لشعبهم .... قتلتم عمو بابا فلا تقتلوا الاخرين .. فهولاء ميراث العراق وتاريخه.. كرموا الاحياء الذين يستغيثوا افضل بكثير من تنصبوا لهم التماثيل بعد وفاتهم ...
سيبقى عمو بابا رمزاً خالداً في سجل التضحيات وسيكتب اسمه باحرف من النور في تاريخ الحركة الرياضية العراقية ...المجد والخلود لك يافقيد العراق وشعبه ..
عمو بابا بين مؤيديه وخصومه .. رفض رئاسة الأولمبية لعيون مدرسته الكروية.. والمعارضون نعتوه بالمدرب الأُمي
عمو بابا أسطورة من أساطير الف ليلة وليلة تمتزج فيها الفرح والحزن والدهشة والسحر وحكاية الزمن الجميل لكرتنا المكللة بالألقاب والبطولات جعلت الجماهير تطلق عليه اسماء عدة منها صانع المعجزات وقاهرالمدربين والبطل الشعبي وألقاب اخرى وتسميات لا حدود لها طرزت صدر عمو بابا الرجل العملاق التي أدخلت الحسد في قلوب الآخرين الذين عجزوا عن الاتيان بنصف ما حققه من البطولات والانجازات فضلا عن محبة الشعب بأكمله لاسيما انه رفض جميع المغريات المادية والعائلية التي طالبته بالهجرة الى خارج البلاد والابتعاد عن استنشق هواء الوطن فا زدادت شعبيته بشكل لا يوصف.
عمو بابا في حياته كان مثير الجدل دخل في خصومات عدة مع رجالات الدولة في النظام البائد بسبب تصريحاته غير المهادنة وطروحاته الجريئة التي كانت اغلبها خارج النص لاسيما في ما يتعلق بالتدخل في أموره الفنية التي اعتبرها خطاً احمر لا يمكن تجاوزه وبعد سقوط النظام استمرت معارك بابا الكلامية مع اعضاء اتحاد الكرة الذين نصبوا له العداء لانتقاده المستمر لطريقة أدارتهم لشؤون اللعبة لاسيما في ما يخص بنظام الدوري المحلي وعدم الاهتمام بفرق الفئات العمرية وفرق مدرسته الكروية وانعدام البنى التحتية.
شجاعة متناهية
في الوقت الذي سكت الجميع اما خوفا او مجاملة فان عموبابا كان يتحدث بمنتهى الصراحة عن تدخلات رجالات الدولة في الفرض آرائهم بالقوة على شيخ المدربين التي خلفت الكثير من حالات الانفعال والتوجس له حيث كان يعلنها على مرأى بشجاعة متناهية قل نظيرها ويؤكد انه لا يقبل بأية املاءات من الآخرين مهما كانت مناصبهم في الدولة .
واحدة من تلك الحالات انه في دورة الخليج الثامنة التي أقيمت في السعودية طلب رئيس اتحاد الكرة السابق يومذاك من رجال الأمن الذين كانوا يرافقون المنتخب الوطني في حله وترحاله لنقل كل صغيرة وكبيرة عن الفريق، حلاقة عدد من ابرز لاعبي المنتخب الوطني لأنهم لم يقدموا المستوى الفني المعروف عنهم خلال فترة الاستراحة بين شوطي احدى اللقاءات في البطولة فرفض عموبابا ذلك بشدة وتكلم مع رجال الأمن بصوت عال ومنعهم من القيام بما امروا به ، وكان لذلك الموقف الشجاع وقع مؤثر على لاعبي المنتخب وجعلهم يتمسكون بمدربهم واعتبروه الاب الروحي لهم وقدموا له اجمل هدية وهي خطف كاس البطولة من الأخضر السعودي.
من المواقف التي لا يمكن ان ينساها الجمهور بسهولة رفض شيخ المدربين عمو بابا الصعود الى منصة التتويج لاستلام الاوسمة في نهائي دوري العراق بملعب الشعب الدولي برغم حضور رئيس الاتحاد السابق في النظام البائد وكانت صفعة قوية له برغم محاولات اعضاء الاتحاد اقناع عمو بابا بالصعود خوفا على حياته لكنه لم يستجب الى تلك الدعوات واصر على موقفه ، عندها اشتعلت مدرجات الملعب بكلمات الاعجاب والفخر لكن قوة (الطاغية الصغير) وجبروته منعت الجماهير من التصفيق لعمو بابا او رفعه على الأكتاف تعبيرا عن محبة الجماهير.
ان تلك المواقف وغيرها لم تكن من السهولة القيام بها وقت ذاك لكن قوة شخصية عمو بابا وتأثيره المعنوي الكبير وعدم مجاملته على حساب الحق وابتعاده عن المجاملات الفارغة كانت السبب المباشر لعمل ما يراه مناسبا لتفضيل مصلحة الكرة العراقية على المصالح الخاصة بغض النظر عن العواقب الاخرى.
الرجل المناسب
كانت هناك مطالب من 35 اتحادا مركزيا بان يتولى عمو بابا رئاسة اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية عرفانا منها لجهوده الكبيرة التي بذلها في سبيل الرياضة والسعي الحثيث لتطويرها ولتطبيق مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب وعقدت جلسات عجة لأجل بلورة الموضوع وانضاجه وطرحه على الجهات المختصة لتفعيله واكمال الإجراءات القانونية لإصدار القرار النهائي وفي خطوة مفاجئة قدم الراحل عمو بابا في احدى الاجتماعات النهائية شكره للجميع وطلب اعفاء من المهمة معللا ذلك أن مكانه الصحيح بين تلامذته في المدرسة الكروية كي يعد نجوم المستقبل لكرتنا وينهلوا من معارفه مفضلا التدريب على رئاسة اللجنة الاولمبية وقال انه يسعى الى بناء مدرسته الكروية على احدث طراز وفق المواصفات العالمية لتحقيق حلم حياته، واحدث اعتذار شيخ المدربين دويا في القاعة تعالت اصوات الرافضين لطلبه لكنه كعادته اصر على موقفه مؤكدا من خلاله عدم سعيه للمناصب او للاستحواذ عليها ، وقال عموبابا للحضور : لم أسعَ الى تقلد اي منصب في حياتي وكنت احاول دائما ان احث الجميع على بناء قاعدة رياضية متكاملة وتطوير البنى التحتية للملاعب والقاعات وتسخير طاقات الشباب على الوجه الأمثل لخدمة الوطن اما المناصب الادارية فانها تكبل ما اسعى اليه واخطط له وكانت كلمات الراحل درسا قيّما للحضور.
صديق الفقراء
كان الراحل عمو بابا كثير السؤال عن أهالي المناطق الشعبية لاسيما مدينتي (الصدر والشعلة) اللتين تزخرا المواهب الفتية والطاقات الواعدة.. ففي احدى زيارته الى مدينة الشعلة لإلقاء محاضرة في الدورة التدريبية التي اقامتها هيئة تطوير العمل الرياضي في الكرخ بحضور عدد من المدربين وفي الطريق الى مكان الدورة استوقفته مباراة لفريقين للفرق الشعبية من الفئات العمرية لفتت انتباه شيخ المدربين جمالية الأداء وروعة المهارات الفردية للاعبين الصغار وقال انهم مواهب رائعة كأنهم بحاجة الى الصقل والاهتمام اراهم يداعبون الكرة بطريقة تجذب الأنظار ولكن هل من المعقول الا يلعب أي منهم في المنتخبات الوطنية لا اعرف لماذا لا يأتي الكشافون من مدربي الفئات العمرية في المنتخبات الوطنية او الأندية لضم هذه المواهب الى فرقهم انهم كنوز بحاجة الى اللمعان؟
بعدها استدعى عمو بابا احد اللاعبين وتحدث معه قائلا : لماذا لا تذهب للعب في الأندية اليس أفضل لك ؟ رد عليه الطفل بعد ان قبله بعفوية: لا املك المال الكافي لذهابي الى الأندية فهي تكلف الكثير من المال لاسيما ان والدي عامل بسيط ولدينا عائلة كبيرة ، عندها شعر عمو بابا بالحزن والأسى وذرف الدمع وأضاف: هذا واحد من أهم أسباب انحسار المواهب في الأندية لابتعاد اللاعبين من ذوي العوائل الفقيرة عن مداعبة الكرة في الأندية ،وطالب هيئة تطوير العمل الرياضي في الكرخ بانشاء الكثير من الساحات وتعيين المدربين الأكفاء لتدريب تلك المواهب اما محاضرته التدريبية فكانت محط الاهتمام من المدربين والجمهور على حد سواء حيث اكتظت القاعة بالعشرات من أهالي المدينة الذين وقفوا ليصفقوا له اكثر من 10 دقائق والقوا بعدها الاهازيج الجميلة التي تغنت بانتصاراته في البطولات الدولية رد عليها بلهجته المحببة: أشكركم فانا احب الفقراء ووجدت إنكم تحبوني أكثر
{{بعض ما قاله الرياضيين في حق الراحل }}
قال الرائد الرياضي والاعلامي المعروف مؤيد البدري ،الجمعة، ان وفاة شيخ المدربين عمو بابا يعد خسارة كبيرة للرياضة العراقية، مبينا أن عزاء الرياضيين العراقيين انه دفن بملعب الشعب تنفيذا لوصيته.
وقال البدري لوكالة (اصوات العراق) من العاصمة القطرية الدوحة أن “الموت غيب عمو بابا وترك فراغا كبيرا في الوسط الرياضي، حيث افنى حياته من اجل كرة القدم سواء كان لاعبا او مدربا او مستشارا، وله فضل على كل رياضي عراقي”.
وتابع البدري أن “بطولات كثيرة ارتبطت بأسم عمو بابا الذي كان مخلصا لعمله ولم يفارق كرة القدم حتى آخر ايامه، وعلاقتي به تمتد الى اكثر من 50 سنة عندما كنت طالبا ثم رئيسا وعضوا لاتحاد كرة القدم”، مضيفا “تابعت حالته الصحية حينما كان متواجدا في مسقط لغرض العلاج بعد خليجي 19 ، وعزاؤنا أنه دفن في ملعب الشعب بناء على وصيته ورغبته”.
واوضح البدري أن “الرياضيين العراقيين المقيمين في الدوحة، أقاموا حفلا تأبينيا على روح الفقيد عمو بابا استذكارا وتثمينا لانجازات علم من اعلام كرة القدم العراقية”.
وكان شيخ المدربين العراقيين عمو بابا توفي مساء اول أمس الاربعاء، قبل دقائق من وصوله الى مستشفى ازادي في مدينة دهوك (460 كم شمال العاصمة بغداد)، بحسب عضو الهيئة الادارية في نادي دهوك كمال رؤوف الذي قال لوكالة (اصوات العراق) إن آخر ما قاله عمو بابا “اين ستدفنوني”، ونقل بعدها جثمان عمو بابا الى العاصمة بغداد ودتم دفنه اليوم الجمعة في ملعب الشعب في العاصمة العراقية بغداد.
وولد عمو بابا في 27 من شهر تشرين الثاني نوفمبر عام 1934 في بغداد، وخلال مسيرته الرياضية التي تجاوزت الـ58 عاما، كان بابا قد مثل المنتخب المدرسي سنة 1951 وعمره لايتجاوز الـ 17 سنة، وفي عام 1957 كان مع اول تشكيلة للمنتخب الوطني في اول ظهور رسمي للكرة العراقية خلال بطولة الدورة العربية في بيروت، ثم كان مع اول منتخب اولمبي سنة 1959 في تصفيات دورة روما الاولمبية، فيماكان اخر تواجد له مع المنتخب سنة 1967 في دورة معرض طرابلس.
وعرف عمو بابا مدربا منذ عام 1972 عندما كان مساعدا لعادل بشير الذي قاد منتخب العراق في بطولة العالم العسكرية في بغداد. وكان عمو بابا مدرباً للعراق في دورة الالعاب الآسيوية عام 1978 ودورة مرديكا سنة 1981 ودورة الالعاب الآسيوية بالهند عام 1982 وبطولات الخليج الخامسة والسادسة والسابعة والتاسعة وتصفيات نهائيات الدورة الاولمبية في لوس انجلوس وسيئول وبطولة الرئيس الكوري وكأس العرب الخامسة عام 1988، الى جانب تصفيات كأس العالم اعوام 1990 و 1994 وتصفيات أمم آسيا 1996 ونهائيات آسيا للناشئين في عمان عام 2000 التي كانت آخر محطاته الرسمية مع المنتخبات الوطنية.
وقاد عمو بابا المنتخبات العراقية في 158 مباراة دولية وهو رقم قياسي لم يحققه اي مدرب محلي او اجنبي آخر.
<<< كذلك ذكر المدرب الوطني انور جسام >>>
وصف المدرب الاسبق للمنتخب الوطني العراقي بكرة القدم أنور جسام رحيل شيخ المدربين عمو بابا بالخسارة الكبيرة والمؤلمة كاشفا انه تعلم من الراحل كيف يكون مدربا.
وقال جسام لوكالة (أصوات العراق) في تشييع جثمانه في ملعب الشعب الدولي حيث دفن،الجمعة، “لقد شكل رجيل بابا لدي صدمة كبيرة لان عمو بابا كان وسيبقى رمزا رياضيا كبيرا في الرياضة العراقية، وقد تعلمت منه كيف اكون مدرب كرة قدم”.
واضاف ان “عمو بابا كان يحمل سمات ومواصفات قليلا ما تجدهل لدى آخرين”. موضحا “لقد عملت مع عمو بابا سنوات طويلة وكان قبل ذلك قد منحني فرصة للعب مع المنتخب ايام المدرب الراحل عادل بشير”.
وزاد “تعلمت من عمو بابا كيف اكون مدربا ناجحا فحرصت على متابعته والاخذ بنصائحه والعمل قريبا منه وتواجدت معه في عدة مناسبات عندما كان مدرب المنتخب يعفى من منصبه فنذهب انا وعمو بابا كلجنة انقاذ”.
وبين “في السنوات الاخيرة كان عمو بابا مستشارا في الاتحاد العراقي لكرة القدم وكان يطرح افكاره بكل وضوح وجرأة ويعترض على كل ما يراه غير صحيح دون مجاملة او يخشى ان يزعل عليه هذا الطرف او ذاك”.
واردف ان “علاقتي كانت جيدة جدا مع شيخ المدربين عمو بابا ولاصحة لما يثار على انني على خلاف دائم معه فالرجل كان قد فتح باب بيته للجميع وكثيرا ما زرته في البيت وجلست معه وتحدثنا في مواضيع عدة تتعلق بواقع الكرة العراقية وامكانية تطويرها”.
واشار الى ان الكرة العراقية “فقدت برحيل عمو بابا احد رموزها الكبار، بل انه واحد من معالم بغداد التاريخية لما يحمله من ارث رياضي كبير وتاريخ طويل يحكي قصة الكرة العراقية نفسها”.
{{ مواقف تنشر لأول مرة عن الراحل عمو بابا }}
تعرفت على الفقيد الراحل عمو بابا العام (1966)عندما كنت اعمل في معهد العلاج الطبيعي الذي كان يقع في منطقة العيواضية من خلال مراجعته لغرض العلاج الطبيعي اثر الاصابة البليغة التي تعرض اليها في الدورة العربية التي جرت في القاهرة من قبل لاعب عماني
كنت مع وقت علاجه من قبل المعالج الطبيعي يونس عبد الرحيم نستقبله ونودعه بحرارة وتواصل العلاج عدة اسابيع باشراف الدكتور نوري مصطفى بهجت مدير المعهد احد ابطال الساحة والميدان ايام كان طالباً في كلية الطب. وتطورت علاقتي بعمو بابا من خلال اللقاءات والمكالمات الهاتفية وبعد نيله الشفاء عاد للعب مع فريق الكلية العسكرية ضمن دوري الجيش الذي كان ممتازاً ينافس دوري الكرة الممتاز آنذاك وكان عمو بابا سعيداً جداً بعودته رغم حذره من تكرار الاصابة ومرت الايام وعمو بابا صديق عزيز وذات يوم زرته مع صديق هو الان عضو هيئة ادارية لنادي القوة الجوية وكان يشكو من مرض السكر فدخل عمو بابا معه في محاضرة عصماء عن ضرورة تجنب تناول الحلويات وقال له ان مرض السكر يفتك بصاحبه وبعد وقت المحاضرة نهض عمو بابا وفتح الثلاجة واخرج قنينة مربى من النوع الممتاز جداً على حد قوله وطلب من صديقي تناول كمية حسب رغبته تأكيداً على عدم امتثاله لخطر السكر ومن الامور الاخرى ان عددا من رابطة مشجعي الجوية وبواسطة المدرب الراحل ناطق هاشم الذي عمل مساعداً لعمو بابا مع الجوية طلبوا منه متابعة لاعب شاب موهوب في محافظة الموصل اسمه هوار الملا محمد فطلب حضوره لاختباره، وكانت الانطلاقة الاولى له بفضل عمو بابا الذي عرف كيف يصقل موهبته ومن مواقفه المشرفة ان عمو بابا كان كثير المساعدة للاخرين من جيبه الخاص وعمل معه مساعداً اكثر من مدرب لكنه اثنى على مجبل فرطوس ومن وفائه لملاك العلاج الطبيعي الذي ارتبط معهم بعلاقات ايجابية انه اختار احد اطبائه هاشم العاني طبيباً لمنتخبنا الوطني وذات يوم اقترحت عليه اسم احد لاعبي فريق الجيش صادق موسى فأبلغني بحضوره لغرض الاختبار الذي نجح فيه ليكون هذا اللاعب ضمن التشكيلة الاساسية للمنتخب وكانت تربطه رحمه الله علاقات ايجابية مع جيل من الصحفيين الرياضيين القدامى ابراهيم اسماعيل وشاكراسماعيل وعبد الجليل موسى ويحيى زكي رحمهم الله وكان عبد الجليل يماحكه كثيراً وسبب ذلك زعلاً من عمو بابا وعادت العلاقة من جديد بينهما وكان يتابع ما يكتب باقلام جميع الصحفيين القدامى والجدد وابدى اعجابه بالكتاب القيم الذي الفه الدكتور ضياء المنشئ عنه.
ورغم مرضه حيث كان يشكو من القلب والسكر وضعف البصر والمفاصل فكان يتحدى ذلك بروح الشباب والتفاؤل ولا يعرف للقلق والتشاؤم معنى واضطرت حالته الصحية الى بتر اصابع احدى قدميه وساءت حالته وقبل اكثر من شهرين التقيت به وبعد التحية قال لي الله كريم الاعمار بيد الله.
قصيدة
يعجز اليراع ويجف المداد امامك يا ابا سامي، فكيف نرثي حيا لم يمت ابدا؟
خطيت لنفسك حياة ابدية لم تنته بانقطاع النفس عن الجسد ، فانجبت اجيالا تلو الاجيال ، وكل واحد منهم عمو بابا، وضربت مثلا كبيرا للمواطنة ورفضت الملذات التي تهاوت امام حبك للعراق ارضا وشعبا وعشقك الجنوني لكرته.
فاجتهدت وابدعت وتألقت ونجمت فسموت ، وكان كل هذا نصرا طبيعيا لعاشق نذر عمره لحبها ، فكم انجازا اقترن بإسمك ؟ وكم نجما كان من صنيعتك؟ وكم عاشقا للكرة عشقها من خلالك ؟ فأنت عرابها وساحرها وعشيقها الذي لم يفارقها.
فعرفنا العشاق متلازمين في حياتهم، ولازمت حبيبتك حيا وميتا.
وضربت مثلا مستحيلا لعشق الكرة وملاعبها التي أوفت لك مثلما اوفيت لها فاحتضنك في مثواك الاخير لتكون شاهدا ابديا عليها ولكل من يجرؤ على مغازلتها من بعدك وكأنها تتحدى العالم فيك واصبحت ليلاك وصرت مجنونها
قصيدة
يعجز اليراع ويجف المداد امامك يا ابا سامي، فكيف نرثي حيا لم يمت ابدا؟
خطيت لنفسك حياة ابدية لم تنته بانقطاع النفس عن الجسد ، فانجبت اجيالا تلو الاجيال ، وكل واحد منهم عمو بابا، وضربت مثلا كبيرا للمواطنة ورفضت الملذات التي تهاوت امام حبك للعراق ارضا وشعبا وعشقك الجنوني لكرته.
فاجتهدت وابدعت وتألقت ونجمت فسموت ، وكان كل هذا نصرا طبيعيا لعاشق نذر عمره لحبها ، فكم انجازا اقترن بإسمك ؟ وكم نجما كان من صنيعتك؟ وكم عاشقا للكرة عشقها من خلالك ؟ فأنت عرابها وساحرها وعشيقها الذي لم يفارقها.
فعرفنا العشاق متلازمين في حياتهم، ولازمت حبيبتك حيا وميتا.
وضربت مثلا مستحيلا لعشق الكرة وملاعبها التي أوفت لك مثلما اوفيت لها فاحتضنك في مثواك الاخير لتكون شاهدا ابديا عليها ولكل من يجرؤ على مغازلتها من بعدك وكأنها تتحدى العالم فيك واصبحت ليلاك وصرت مجنونها .