ابو مناف البصري
المالكي
عندما سؤل أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام عن البدع واحاديثها وعما في ايدي الناس من اختلاف الخبر فأجاب عليه السلام وقال:
إن في ايدي الناس حق وباطل وصدق وكذب وناسخا ومنسوخا وعاما وخاصا ومحكم ومتشابا وحفظا ووهما ، ولقد كذب على رسول الله صلى الله عليه واله على عهده حتى قام خطيبا فقال:
《من كذب عليا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار》.
وإنما اتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس:
رجل منافق مظهر للإيمان ، متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج ، يكذب على رسول الله صلى الله عليه واله متعمدا ، فلو علم الناس أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله ، ولكنهم قالوا صاحب رسول الله صلى الله عليه واله رأي وسمع منه ولقف عنه فيأخذون بقوله ، وقد اخبرك الله عن المنافقين بما اخبرك، ووصفهم بما وصفهم به لك ، ثم بقوا بعده عليه واله السلام فتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والبهتان ، فولوهم الأعمال وجعلوهم حكاما على رقاب الناس ، واكلوا بهم الدنيا ، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله فهو أحد الأربعة.
ورجل سمع من رسول الله شيئا لم يحفظه على وجهه فوهم فيه ولم يتعمد كذبا فهو في يديه ويرويه ويعمل به ويقول انا سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله ، فلو علم المسلمون أنه وهم فيه لم يقبلوه منه ، ولو علم هو أنه كذلك لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى الله عليه واله شيئا يأمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شيئ ثم أمر به وهو لا يعلم فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ ، فلو علم انه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.
وآخر رابع لم يكذب على الله ولا على رسوله ، مبغض للكذب خوفا من الله وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه واله ولم يهم بل حفظ ما سمع على وجهه ، فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه، فحفظ الناسخ فعمل به، وحفظ المنسوخ فجنب عنه ، وعرف الخاص والعام فوضع كل شيئ موضعه ، وعرف المتشابه ومحكمه.
وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه واله الكلام له وجهان: فكلام خاص وكلام عام ، فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله به ، ولا ما عنى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه وما قصد به وما خرج من أجله ، وليس كل اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله من كان يسأله ويستفهمه حتى أن كانوا ليحبون ان يجيئ الأعرابي والطارئ فيسأله عليه السلام حتى يسمعوا ، وكان لا يمر بي من ذلك شيئ إلا سألت عنه وحغظته ، فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم.
#نهج_البلاغة
إن في ايدي الناس حق وباطل وصدق وكذب وناسخا ومنسوخا وعاما وخاصا ومحكم ومتشابا وحفظا ووهما ، ولقد كذب على رسول الله صلى الله عليه واله على عهده حتى قام خطيبا فقال:
《من كذب عليا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار》.
وإنما اتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس:
رجل منافق مظهر للإيمان ، متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج ، يكذب على رسول الله صلى الله عليه واله متعمدا ، فلو علم الناس أنه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله ، ولكنهم قالوا صاحب رسول الله صلى الله عليه واله رأي وسمع منه ولقف عنه فيأخذون بقوله ، وقد اخبرك الله عن المنافقين بما اخبرك، ووصفهم بما وصفهم به لك ، ثم بقوا بعده عليه واله السلام فتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والبهتان ، فولوهم الأعمال وجعلوهم حكاما على رقاب الناس ، واكلوا بهم الدنيا ، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله فهو أحد الأربعة.
ورجل سمع من رسول الله شيئا لم يحفظه على وجهه فوهم فيه ولم يتعمد كذبا فهو في يديه ويرويه ويعمل به ويقول انا سمعته من رسول الله صلى الله عليه واله ، فلو علم المسلمون أنه وهم فيه لم يقبلوه منه ، ولو علم هو أنه كذلك لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول الله صلى الله عليه واله شيئا يأمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شيئ ثم أمر به وهو لا يعلم فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ ، فلو علم انه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.
وآخر رابع لم يكذب على الله ولا على رسوله ، مبغض للكذب خوفا من الله وتعظيما لرسول الله صلى الله عليه واله ولم يهم بل حفظ ما سمع على وجهه ، فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه، فحفظ الناسخ فعمل به، وحفظ المنسوخ فجنب عنه ، وعرف الخاص والعام فوضع كل شيئ موضعه ، وعرف المتشابه ومحكمه.
وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه واله الكلام له وجهان: فكلام خاص وكلام عام ، فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله به ، ولا ما عنى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه وما قصد به وما خرج من أجله ، وليس كل اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله من كان يسأله ويستفهمه حتى أن كانوا ليحبون ان يجيئ الأعرابي والطارئ فيسأله عليه السلام حتى يسمعوا ، وكان لا يمر بي من ذلك شيئ إلا سألت عنه وحغظته ، فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم.
#نهج_البلاغة