أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

" عندما مات العصفور "

مُهاجر

Well-Known Member
إنضم
17 أغسطس 2021
المشاركات
491
مستوى التفاعل
425
النقاط
63
سادتي الأكارم /
كنت أتصفح الكتاب الذي أهداني اياه أحد الأخوة الاعزاء والذي كتبه في حلته القشيبة والذي ضمّنه بقصص لطيفة جميلة فيها من الدروس ، والقيم ، والعبر التي لا يستغني عنها من أراد السلامة في هذه الحياة ، كنت اقرأ قصة " عندما مات العصفور " ، كان بطلها "منصور " ذاك الشاب الملتزم الذي عشقه أهل قريته بعدما أفاض عليهم بأخلاقه ،


ونالوا :
من فضله وعطاءه ، حين تعودوا منه سبق الزيارة وتلمس حوائجهم ، اعتاد على مبادرة التحية على الصغير والكبير لا يستثني منهم أحدا فالمعيار عنده " كلنا أولاد آدم وآدم من تراب " كان مع أهله ذاك النموذج الذي تشرئب له أعناق الفقد لذاك الخلق العظيم الجم ، حين شح وجود أمثال من اكتسبوا تلك الخصال التي استنزفتها المصالح في ظلال التكالب على نيل الغنائم من متاع زائل !

مضموم القصة :
بعد تلك الشمائل التي رقّت " منصور " ليكون رمزاً لتلكم القرية الآمنة الصغيرة تغير الحال وتبدل بعدما هجم على قريته ذاك السيل " العرم " الذي أطاح بالكثير من المنازل ليهجرها أهلها وييممون بوجوههم لمناطق أخرى يحقنون بها أرواحهم ، فقل وجود الناس هناك وانشغل منصور بالبيت ، في ترميمه واصلاح ما تلف منه ، بات بعد ذلك حبيس البيت بعد ذهاب الكثير ، وبقى يضاجع الهموم ويناكف التفكير ، حتى اتته زوجته الحنون وأشارت عليه أن يبحث عن الاصدقاء الذي يخرجونه من حاله وعزلته ،

تعّرف :
على "مطاوعة " _ مع تحفظي على التسمية _ فسار سيرتهم بدأ يتأخر عن الرجوع للبيت، هجر أولاده فما عاد ذلك الأب المثالي الذي كان المثال والقدوة لهم ، قام يعنف زوجته ويسمعها الكلام الجارح ، ويبرز لها أن القوامة له وبيده وهو المتحكم بها ! فانقلب البيت السعيد ليكون البيت الخرب
الذي ينعق على أعتابه غراب الشؤم الكئيب !

حتى:
ذاك العصفور الذي كان يتعاهده يسوق له الطعام ، ويضع له الماء هجر عشه ونسى أمره !
بدأ مع أصحابه الجدد لتبدأ تلك " التصنيفات للناس " هذا فاسد ، وذاك طالح ، وهذه سافره ،وتلك متبرجة !
ليكون السلام والتسليم على حسب مدى " صلاح وفساد من يُلاقي " ، وطبعاً حكم الظاهر هوالذي به يُلاسن ويُحاجج !


الزوجة زينب :
تحاول جاهدة أن ترده لصوابه ويعود منصور ذاك الذي يطيب الجرح من صفاته ، ولكن بدون جدوى !


الناس :
استنكروا فعله فماعادوا يرون ذاك الخلق وتلك الابتسامة !

وفي :
يوم من الأيام وهو واقف عند الشجرة سقط ذاك العصفور من أعلاها ميتاً ، وكأن ماساً كهربائياً هز كل كيانه وكله لتكون العودة لذاك الصواب ، فعاد وهو يصرخ وينادي زوجته ويحتضنها ويقبل رأسها ويديها يعتذر منها على كلما مضى معاهداً نفسه وإياها أن يعود منصور الذي قتله بيده حين استمع لتلك الزمرةالتي جعلت الدين مطية لنسف كل جسور التواصل بين الناس حين صنفوا الناس وحفروا خندق التمييز والاقصاء ،
متناسين بأن الدينا المعاملة وأن الأخلاق وحسن الفعال هي من تقلب المعادلة والموازين.

هنا :
" أرفع سبابتي تاركاً لكم التعليق والتعقيب على تلكم القراءة
".

مُهاجر
 

مُهاجر

Well-Known Member
إنضم
17 أغسطس 2021
المشاركات
491
مستوى التفاعل
425
النقاط
63
" هنا وقفة " ؛
ذاك :
الأسف نتبعه بزفرات من الأسى حين يكون المنطلق يتجاوز واقع الأمور
من ذاك ذاك السواد الكثيف الكثيب من المخالفات الشرعية التي باتت تُصنف
من البديهيات ومن صغائر الأمور ، مثل أن نجد ذاك التساهل في خروج بعض
الخصلات من الشعر ، أو ذاك الساعد الذي يبرز من بين ثنايا الثوب ،

أعلم:
بأن بعض الأفعال لا تكون عن سابق قصد ، ولكن الكثير حين تبدي له
ا لنصح يتضايق وينعتكَ بالتشدد وتعظيم القول !

ومع هذا :
كان للتعامل وحسن الطريقة إذا ما اقتضى الأمر ذلك الأثر في نفس
وقلب مرتكب ذاك الخطأ حين يُرسل له ورود الود من كلمات تفتح له
الصدر ليغوص بنصحه في سويداء القلب ، ليكون القبول هو نتاج النصح .

لا :
أن يبادر بقصف الجبهات ، و
تحقير ذاك الكيان ليحسب نفسه واقع في جحيم الموبقات !

من هنا :
كان الفارق والمخالف بين الأمرين
لمن أراد الرشد .

التدين :
ليس له بطاقة هوية تكون بالصورة
والشكل وإنما هو ما وقر في القلب
وصدقه الفعل ، وليس بالتمني ،
أو بالدعوى والتجني !

ولا :
يعني أن تكون متديناً أن تُحيط بنفسك بهالة القداسة
، وترى الناس من برجك العاجي على أنك المنزه وغيرك في الإثم واقعون !!

ما :
أجمل الإنسان حين يحب لغيره ما يحبه لنفسه من ذاك يكون مشفقاً على غيره ،
يتمنى لهم الكمال وبلوغ الرشاد ،يمد يد العون ويبسط له الوجه بجميل الابتسام ،
بذاك يأسر القلوب ويكون الفعل هو رسول السلام مستغنٍ بذاك عن طويل الكلام .

لتبقى القاعدة :
" إنما الدين النصيحة ،
إنما الدين المعامله " .

عن منصور وعن حاله
من قبل معرفته " بتلك الزمرة "
نستخلص :
أن الإنسان باستطاعته جني الأجور وطرق أبواب البر والخير وهو على
سجيته وأخلاقه من غير أن يكون له انتماء وتبعية لمن لا يعلمون
في الدين غير " رسمه " !!

ليكونوا بذلك :
ذاك الحمل الثقيل وذاك الوجه القبيح لذاك المعنى العظيم ألا
وهي " الاستقامة " في دين الله القويم .

أقول :
ما جرف منصور هو " جهله " في الدين حين جعل ما عظم في
صحائف أعماله من عظيم الفعال من صنوف الخير على المحك لينسف كل ما فعله في غمرة ذاك الجهل وذاك التغييب عن الواقع ، وعن مبادئ الدين .

الدين دين يسر مش عسر ، الدين ما قالك تشدد وتزمت
على كيفك ، وحرم كذلك على كيفك!

في مقولة :
" الدين يسر " .

البعض
يجعلها شماعة لينتهك بها ما الله أمر ونهى ! فالدين يسر لا يعني أن أقع في المخالفات واسترسل في الموبقات ، وأنا أتشدق بتلكم الكلمات !

فلا يُقال :
بأن التمسك بتعاليم الإسلام هو " التشدد " !
التشدد حين نهرع لكل عسير إذا ما وجد الأمر به سعه ، فذاك
منهج رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ إذا ما خير
" فإنه يختار الأيسر ما لم يكن حراما " .


لعل البعض يقول :
البعض للأسف يتخذ من هذا الدين شماعه
ليظهر أمام الناس بوجه ويخفي بباطنه وجه مغاير تماما يبدي
عكس ما يبطن
ليش النفاق بأمور الدين ؟؟

وليش أعمل أشياء يشوفها غيري غلط وأنا متعصب ل
موقفي وكأني ملاك منزل وكل عمل أعمل هل يحتمل الخطأ؟؟

فأقول القول فيما قلتموه :
أن البعض يتترس ويتخندق
" بالتدين "
ليمرر خبث نواياه !

حين :
يصل الأمر بأحدهم أنه يرى كل أفعاله وأقواله لا يمكن أن تخضع
للخطأ فذاك الوصول لدرجة الغرور التي تودي بصاحبها لدركات المهالك !
فقد أوصل نفسه لمرتبة العصمة التي خصها الله لخير خلقه من الرسل
والانبياء المجتبون .


تبقى الخاتمة :
" أن التدين هو رديف الأخلاق الحميدة

التي تُستقى من منبع ماالله أوجب وأمر " .

مُهاجر
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,245,474
مستوى التفاعل
46,502
النقاط
113
عاشت ايدك
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )