أعہشہقہ أنہفہاسہكہ
Well-Known Member
فتنة المسيح الدجال
.وقد دلت الأحاديث علي أن المسيح الدجال يدخل كل بلد إلا مكة والمدينة ، فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
البخاري الحج (1782) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (2943) ، الترمذي الفتن (2242) ، أحمد (3/206). ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق
أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الفتن ( 8 / 102 ) . .
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : " قوله صلى الله عليه وسلم :
البخاري الحج (1782) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (2943) ، الترمذي الفتن (2242) ، أحمد (3/206). ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال
هو على ظاهره وعمومه عند الجمهور ، وشذ ابن حزم
فقال : المراد : إلا يدخله بعثه وجنوده ، وكأنه استبعد إمكان دخول الدجال جميع البلاد لقصر مدته ، وغفل عما ثبت في صحيح مسلم أن بعض أيامه يكون قدر سنة "
فتح الباري ( 4 / 96 ) . .
- ص 100 - وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم مدة مكثه في الأرض بعد خروجه ، وأن قتله يكون على يد عيسى ابن مريم عليه السلام كما في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه ، وقد سبق ذكره
تقدم ذكره وتخريجه ص 114 . .
فظهور الدجال - أخسأه الله وأخزاه - وشدة فتنته وهوله وبلاء الناس به ، وبما يجري على يديه من علامات الساعة العظيمة وأشراطها الجسيمة ، وقد سبق إيراد الأحاديث النبوية في شأنه والخبر عنه وبيان وصفه ونعته والتحذير منه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته وغيرها من فتنة الدجال وشره وأمر أمته بذلك .
فعن ابن عباس - رضي الله عنهما -
مسلم المساجد ومواضع الصلاة (590) ، الترمذي الدعوات (3494) ، النسائي الجنائز (2063) ، أبو داود الصلاة (1542) ، ابن ماجه الدعاء (3840) ، أحمد (1/311) ، مالك النداء للصلاة (499). أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، وأعوذ بك من عذاب القبر ، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات
أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب المساجد ومواضع الصلاة ( 1 / 413 ) . .
وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :
مسلم الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2867) ، أحمد (5/190). بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط بني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه ، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال : " من يعرف أصحاب هذه الأقبر " ؟ فقال رجل أنا : قال : " متى مات هؤلاء " ؟ قال : ماتوا في الإشراك ، فقال : " إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر " ، قالوا : نعوذ بالله من النار ، قال : " تعوذوا بالله من عذاب القبر " ، قالوا : نعوذ بالله من عذاب القبر ، قال : " تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن " ، قالوا : نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، قال : " تعوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال " ، قالوا : نعوذ بالله من فتنة الدجال
أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صفة الجنة ( 4 / 2199 - 2200 ) . .
- ص 101 - وقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين إلى ما يعصمهم من فتنة المسيح الدجال كما جاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
مسلم صلاة المسافرين وقصرها (809) ، الترمذي فضائل القرآن (2886) ، أبو داود الملاحم (4323) ، أحمد (5/196). من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال
.
قال مسلم : قال شعبة : من آخر الكهف ، وقال همام : من أول الكهف
أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب صلاة المسافرين وقصرها ( 1 / 555 ) . .
قال المناوي مبينا سبب العصمة : " وذلك لما في قصة أهل الكهف من العجائب ، فمن علمها لم يستغرب أمر الدجال فلا يفتن ، أو لأن من تدبر هذه الآيات وتأمل معناها حذره فأمن منه أو هذه خصوصية أودعت في السورة "
فيض القدير : ( 6 / 118 ) . .
فسورة الكهف لها شأن عظيم وفيها من العجائب والآيات الباهرات التي من تدبرها عصم من فتنة الدجال ، وقد ورد الحث على قراءتها وخاصة في يوم الجمعة ، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين
أخرجه الحاكم في المستدرك ( 2 / 368 ) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . .
فينبغي على المسلم أن يحرص على قراءة هذه السورة وحفظها وخاصة في يوم الجمعة .
وقبل الانتهاء من الكلام على الدجال أحب أن أشير إلى مسألتين لهما علاقة بالكلام على موضوع الدجال وهما :
1 - هل ابن صياد
هو الدجال ؟ .
2 - الحكمة من عدم ذكر الدجال في القرآن .
- ص 102 - أما المسألة الأولى - وهي : هل ابن صياد هو الدجال ؟ - فقد اختلف العلماء في ذلك اختلافا شديدا ، واضطربت فيه الروايات والآراء ، وقبل الدخول في ذكر أقوال العلماء في ذلك أحب أن أشير إلى بعض الروايات الواردة في شأنه ، من ذلك : رواية عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -
البخاري الجنائز (1289) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (2931) ، أحمد (2/149). أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة ، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم ، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد : " أتشهد أني رسول الله " ؟ فنظر إليه ابن صياد ، فقال : أشهد أنك رسول الأميين ، فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " آمنت بالله وبرسله " ، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ماذا ترى " ؟ قال ابن صياد : يأتيني صادق وكاذب ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خلط عليك الأمر " ، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني خبأت لك خبيئا " فقال ابن صياد : هو الدخ
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اخسأ فلن تعدو قدرك " . فقال عمر بن الخطاب : ذرني يا رسول الله أن أضرب عنقه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن يكنه فلن تسلط عليه ، وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله
أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفتن وأشراط الساعة ( 4 / 2244 ) . .
وقال سالم بن عبد الله : سمعت عبد الله بن عمر يقول :
البخاري الجنائز (1289) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (2931) ، الترمذي الفتن (2249) ، أبو داود الملاحم (4329) ، أحمد (2/149). انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب الأنصاري إلى النخل التي فيها ابن صياد حتى - ص 103 - إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل طفق يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد ، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة
الزمزمة : هي الصوت الخفي الذي لا يكاد يفهم ، أو لا يفهم . النهاية في غريب الحديث ( 2 / 313 ) . فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع ، فقالت لابن صياد : يا صاف ( وهو اسم ابن صياد ) هذا محمد ، فثار ابن صياد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو تركته بين
"
أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الفتن وأشراط الساعة ( 4 / 2245 ) . .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
البخاري الجنائز (1289) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (2931) ، أحمد (2/149). لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر - يعني ابن صياد - في بعض طرق المدينة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتشهد أني رسول الله " ؟ فقال هو : أتشهد أني رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آمنت بالله وملائكته وكتبه ، ما ترى " ؟ قال : أرى عرشا على الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ترى عرش إبليس على البحر ، وما ترى " ؟ قال : أرى صادقين وكاذبا - أو كاذبين وصادقا - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لبس
لبس عليه : أي اختلط عليه الأمر . عليه ، دعوه
أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفتن وأشراط الساعة ( 4 / 2241 ) . .
وعنه أيضا :
الترمذي الفتن (2246) ، أحمد (3/79). خرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا ابن صياد ، قال : فنزلنا منزلا ، فتفرق الناس وبقيت أنا وهو . فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه ، قال : وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي ، فقلت : إن الحر شديد ، فلو وضعته تحت تلك الشجرة . قال : ففعل ، قال : فرفعت لنا غنم ، فانطلق فجاء بعس
العس : هو القدح الكبير ، وجمعه عساس وأعساس ، النهاية في غريب الحديث ( 3 / 236 ) . فقال : اشرب أبا سعيد ! فقلت : إن الحر شديد واللبن حار ، ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده - أو قال آخذ عن يده - فقال : أبا سعيد ! لقد هممت أن آخذ - ص 104 - حبلا فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس ، يا أبا سعيد : من خفي عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خفي عليكم معشر الأنصار ، ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هو عقيم لا يولد له ، وقد تركت ولدي بالمدينة ؟ أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل المدينة ولا مكة ، وقد أقبلت من المدينة ، وأنا أريد مكة ؟ . قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : حتى كدت أن أعذره ، ثم قال : أما والله إني لأعرف مولده وأين هو الآن . قال : قلت له : تبا لك سائر اليوم
تبا لك سائر اليوم : خسرانا وهلاكا لك في باقي اليوم ، وهو منصوب بفعل مضمر .
أخرجه مسلم في صحيحه : كتاب الفتن وأشراط الساعة : ( 4 / 2242 ، 2243 ) . .
ومن أقوال العلماء في ابن صياد هل هو الدجال الأكبر أم لا ، قوله البيهقي في سياق كلامه على حديث تميم الداري السابق فيه أن الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان غير ابن صياد ، وكان ابن صياد أحد الدجالين الكذابين الذين أخبر صلى الله عليه وسلم بخروجهم ، وقد خرج أكثرهم ، وكأن الذين يجزمون بأن ابن صياد هو الدجال لم يسمعوا بقصة تميم ، وإلا فالجمع بينهما بعيد جدا ؛ إذ كيف يلتئم أن يكون من كان في أثناء الحياة النبوية شبه محتلم ، ويجتمع به النبي صلى الله عليه وسلم ويسأله أن يكون في آخرها شيخا كبيرا مسجونا في جزيرة من جزائر البحر موثقا بالحديد يستفهم عن خبر النبي صلى الله عليه وسلم هل خرج أو لا ؟ فالأولى أن يحمل على عدم الاطلاع ، أما عمر فيحتمل أن يكون ذلك منه قبل أن يسمع قصة تميم ثم لما سمعها لم يعد إلى الحلف المذكور ، وأما جابر فشهد حلفه عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستصحب ما كان اطلع عليه من عمر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم
نقلا عن فتح الباري لابن حجر ( 13 / 326 - 327 ) . .
وقال النووي : قال العلماء : وقصته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره ، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة . قال العلماء : وظاهر الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوصف إليه بأنه المسيح الدجال ولا - ص 105 - غيره ، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال ، وكان في ابن صياد قرائن محتملة ، فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره ، ولهذا قال لعمر رضي الله عنه : إن يكن هو فلن تستطيع قتله . وأما احتجاجه هو بأنه مسلم والدجال كافر ، وبأنه لا يولد للدجال وقد ولد له هو ، وأنه لا يدخل مكة والمدينة وأن ابن صياد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة ، فلا دلالة له فيه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه في الأرض ، ومن اشتباه قصته وكونه أحد الدجاجلة الكذابين قوله للنبي صلى الله عليه وسلم : أتشهد أني رسول الله ؟ ودعواه أنه يأتيه صادق وكاذب ، وأنه يرى عرشا فوق الماء ، وأنه لا يكره أن يكون هو الدجال ، وأنه يعرف موضعه ، وقوله : إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن ، وانتفاخه حتى ملأ السكة ، وأما إظهاره الإسلام وحجه وجهاده وإقلاعه عما كان عليه فليس بصريح في أنه غير الدجال "
شرح صحيح مسلم للنووي ( 18 / 46 ، 47 ) . .
أقوال العلماء في ابن صياد :
قال أبو عبد الله القرطبي : " الصحيح أن ابن صياد هو الدجال بدلالة ما تقدم ، وما يبعد أن يكون بالجزيرة في ذلك الوقت ، ويكون بين أظهر الصحابة في وقت آخر "
التذكرة ( 2 / 822 ) . .
ويفهم من كلام النووي والقرطبي السابق أنهما يرجحان كون ابن صياد هو الدجال .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في معرض كلامه على الأحوال الشيطانية : " وهذا بخلاف الأحوال الشيطانية مثل حال عبد الله بن صياد الذي ظهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان قد ظن بعض الصحابة أنه الدجال ، وتوقف النبي صلى الله عليه وسلم في أمره حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال ، لكنه من جنس الكهان "
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ( 166 ) . .
- ص 106 - وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - بعد أن ساق الأحاديث الواردة في ابن صياد وهل هو الدجال الأكبر أم لا ، قال : وقد قدمنا أن الصحيح أن الدجال غير ابن صياد وأن ابن صياد كان دجالا من الدجاجلة ثم تاب بعد ذلك فأظهر الإسلام ، والله أعلم بضميره وسيرته
النهاية في الفتن والملاحم : ( 1 / 173 ) . .
ولعل ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - والحافظ ابن كثير - رحمه الله - هو الراجح في ابن صياد ، وأنه دجال من الدجاجلة وليس هو الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان - والله أعلم .
وأما المسألة الثانية : وهي الحكمة من عدم ذكر الدجال في القرآن صراحة ، فقد أجاب على ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - بقوله : اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر ، وعظم الفتنة به ، وتحذير الأنبياء منه ، والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة ، وأجيب بأجوبة :
أحدها : أنه ذكر في قوله تعالى :
يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها
سورة الأنعام ، الآية : 158 . فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة رفعه :
الترمذي تفسير القرآن (3072). ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل : الدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها
.
الثاني : قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى ابن مريم في قوله تعالى :
وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته
سورة النساء ، الآية : 159 . وفي قوله تعالى :
وإنه لعلم للساعة
سورة الزخرف ، الآية : 61 . وصح أنه الذي يقتل الدجال فاكتفي بذكر أحد الضدين عن الآخر ، ولكونه يلقب المسيح كعيسى ، لكن الدجال مسيح الضلالة وعيسى مسيح الهدى .
- ص 107 - الثالث : أنه ترك ذكره احتقارا ، وتعقب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفتنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذي قبله ، وتعقب بأن السؤال باق وهو ما الحكمة في ترك التنصيص عليه ؟ وأجاب شيخنا الإمام البلقيني بأنه اعتبر كل من ذكر في القرآن من المفسدين فوجد كل من ذكر إنما هم ممن مضى وانقضى أمره ، وأما من لم يجئ بعد فلم يذكر منهم أحدا ، انتهى . وهذا ينتقض بيأجوج ومأجوج .
وقد وقع في تفسير البغوي
تفسير البغوي : ( 4 / 101 ) . أن الدجال مذكور في القرآن في قوله تعالى :
لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس
سورة غافر ، الآية : 57 . وأن المراد بالناس هنا الدجال ، من إطلاق الكل على البعض ، وهذا إن ثبت أحسن الأجوبة فيكون من جملة ما تكفل النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه والعلم عند الله تعالى
فتح الباري ( 13 / 91 ، 92 ) . .
ومما سبق يتضح لنا أن خروج الدجال من أشراط الساعة الكبرى الثابتة ، ومن الأخبار المتواترة التي يجب الإيمان بها ، وفي ما مضى من الأدلة رد على من أنكر خروج الدجال بالكلية من الخوارج والجهمية والمعتزلة وغيرهم ممن سار على نهجهم قديما وحديثا ، أو قال إن ما يأتي به الدجال خيالات لا حقيقة لها ، فكل هؤلاء قد ردوا ما تواترت به الأحاديث الصحيحة من غير وجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم .
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في معرض رده على هؤلاء : " وقد تقدم حديث حذيفة وغيره أن ماءه نار وناره ماء بارد ، وإنما ذلك في رأي العين ، وقد تمسك بهذا الحديث طائفة من العلماء كابن حزم ، والطحاوي وغيرهما في أن الدجال ممخرق
الممخرق : المشعوذ . مموه لا حقيقة لما يبدي للناس من الأمور التي تشاهد في زمانه بل كلها خيالات عند هؤلاء " .
- ص 108 - وقال الشيخ أبو علي الجبائي
- شيخ المعتزلة - : لا يجوز أن يكون كذلك حقيقة ؛ لئلا يشتبه خارق السحر بخارق النبي ، وقد أجابه القاضي عياض وغيره بأن الدجال إنما يدعي الإلهية ، وذلك مناف للبشرية فلا يمتنع إجراء الخارق على يديه والحالة هذه . وقد أنكرت طوائف كثيرة من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة خروج الدجال بالكلية ، وردوا الأحاديث الواردة فيه فلم يصنعوا شيئا ، وخرجوا بذلك عن حيز العلماء لردهم ما تواترت به الأخبار الصحيحة من غير وجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم ، وإنما أوردنا بعض ما ورد في هذا الباب ؛ لأن فيه كفاية ومقنعا ، والله المستعان .
والذي يظهر من الأحاديث المتقدمة أن الدجال يمتحن الله به عباده بما يخلقه معه من الخوارق المشاهدة في زمانه ، كما تقدم أن من استجاب له يأمر السماء فتمطرهم والأرض فتنبت لهم زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم وترجع إليهم سمانا ، ومن لا يستجيب له ويرد عليه أمره تصيبهم السنة والجدب والقحط والعلة وموت الأنعام ونقص الأموال والأنفس والثمرات ، وأنه تتبعه كنوز الأرض كيعاسيب النحل ، ويقتل ذلك الشاب ثم يحييه ، وهذا كله ليس بمخرقة بل له حقيقة امتحن الله به عباده في ذلك الزمان ، فيضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ، يكفر المرتابون ، ويزداد الذين آمنوا إيمانا ، وقد حمل القاضي عياض وغيره على هذا المعنى معنى الحديث
البخاري الفتن (6705) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (2939) ، ابن ماجه الفتن (4073) ، أحمد (4/248). هو أهون على الله من ذلك
.
أي هو أقل من أن يكون معه ما يضل به عباده المؤمنين ، وما ذاك إلا لأنه ظاهر النقص والفجور والظلم ، وإن كان معه من الخوارق ، وبين عينيه مكتوب كافر كتابة ظاهرة ، وقد حقق ذلك الشارع في خبره بقوله : ك - ف - ر . وقد دل ذلك على أنها كتابة حسية لا معنوية ، كما يقوله بعض الناس ، وعينه الواحدة - ص 109 - عوراء شنيعة المنظر ناتئة ، وهو معنى قوله :
البخاري اللباس (5562) ، مسلم الإيمان (169) ، أحمد (2/27). كأنها عنبة طافية
أي طافية على وجه الماء ، ومن روى ذلك طافئة فمعناه : لا ضوء فيها . وفي الحديث الآخر :
أحمد (3/79). كأنها نخامة على حائط مجصص
أي بشعة الشكل ، وقد ورد في بعض الأحاديث أن عينه اليمنى عوراء رحا
''رحا اليسرى'' أي مثلها ، كأن عينيه في التماثل حجرا الرحا . اليسرى ، فإما أن تكون إحدى الروايتين غير محفوظة ، أو أن العور حاصل في كل من العينين ، ويكون معنى العور النقص والعيب .
ويقوي هذا الجواب : ما رواه الطبراني قال : حدثنا محمد بن محمد التمار وأبو خليفة قالا : حدثنا أبو الوليد ، حدثنا زائدة ، حدثنا سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
البخاري الفتن (6705) ، مسلم الفتن وأشراط الساعة (169) ، الترمذي الفتن (2241) ، أحمد (2/27). الدجال جعد هجان أقمر ، كأن رأسه غصن شجرة ، مطموس عينه اليسرى ، والأخرى كأنها عنبة طافية
الحديث
أخرجه الطبراني في الكبير ( 11 / 273 ) . وكذلك رواه سفيان الثوري عن سماك بنحوه ، لكن قد جاء في الحديث المتقدم :
أحمد (3/79). وعينه الأخرى كأنها كوكب دري
، وعلى هذا فتكون الرواية الواحدة غلطا ، ويحتمل أن يكون المراد أن العين الواحدة عوراء في نفسها ، والأخرى عوراء باعتبار انبرازها ، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب
النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير : ( 1 / 164 - 166 ) .
.وقد دلت الأحاديث علي أن المسيح الدجال يدخل كل بلد إلا مكة والمدينة ، فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : " قوله صلى الله عليه وسلم :


- ص 100 - وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم مدة مكثه في الأرض بعد خروجه ، وأن قتله يكون على يد عيسى ابن مريم عليه السلام كما في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه ، وقد سبق ذكره

فظهور الدجال - أخسأه الله وأخزاه - وشدة فتنته وهوله وبلاء الناس به ، وبما يجري على يديه من علامات الساعة العظيمة وأشراطها الجسيمة ، وقد سبق إيراد الأحاديث النبوية في شأنه والخبر عنه وبيان وصفه ونعته والتحذير منه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ في صلاته وغيرها من فتنة الدجال وشره وأمر أمته بذلك .
فعن ابن عباس - رضي الله عنهما -

وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :

- ص 101 - وقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين إلى ما يعصمهم من فتنة المسيح الدجال كما جاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
قال مسلم : قال شعبة : من آخر الكهف ، وقال همام : من أول الكهف

قال المناوي مبينا سبب العصمة : " وذلك لما في قصة أهل الكهف من العجائب ، فمن علمها لم يستغرب أمر الدجال فلا يفتن ، أو لأن من تدبر هذه الآيات وتأمل معناها حذره فأمن منه أو هذه خصوصية أودعت في السورة "

فسورة الكهف لها شأن عظيم وفيها من العجائب والآيات الباهرات التي من تدبرها عصم من فتنة الدجال ، وقد ورد الحث على قراءتها وخاصة في يوم الجمعة ، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

فينبغي على المسلم أن يحرص على قراءة هذه السورة وحفظها وخاصة في يوم الجمعة .
وقبل الانتهاء من الكلام على الدجال أحب أن أشير إلى مسألتين لهما علاقة بالكلام على موضوع الدجال وهما :
1 - هل ابن صياد

2 - الحكمة من عدم ذكر الدجال في القرآن .
- ص 102 - أما المسألة الأولى - وهي : هل ابن صياد هو الدجال ؟ - فقد اختلف العلماء في ذلك اختلافا شديدا ، واضطربت فيه الروايات والآراء ، وقبل الدخول في ذكر أقوال العلماء في ذلك أحب أن أشير إلى بعض الروايات الواردة في شأنه ، من ذلك : رواية عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -


وقال سالم بن عبد الله : سمعت عبد الله بن عمر يقول :



وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :


وعنه أيضا :



ومن أقوال العلماء في ابن صياد هل هو الدجال الأكبر أم لا ، قوله البيهقي في سياق كلامه على حديث تميم الداري السابق فيه أن الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان غير ابن صياد ، وكان ابن صياد أحد الدجالين الكذابين الذين أخبر صلى الله عليه وسلم بخروجهم ، وقد خرج أكثرهم ، وكأن الذين يجزمون بأن ابن صياد هو الدجال لم يسمعوا بقصة تميم ، وإلا فالجمع بينهما بعيد جدا ؛ إذ كيف يلتئم أن يكون من كان في أثناء الحياة النبوية شبه محتلم ، ويجتمع به النبي صلى الله عليه وسلم ويسأله أن يكون في آخرها شيخا كبيرا مسجونا في جزيرة من جزائر البحر موثقا بالحديد يستفهم عن خبر النبي صلى الله عليه وسلم هل خرج أو لا ؟ فالأولى أن يحمل على عدم الاطلاع ، أما عمر فيحتمل أن يكون ذلك منه قبل أن يسمع قصة تميم ثم لما سمعها لم يعد إلى الحلف المذكور ، وأما جابر فشهد حلفه عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستصحب ما كان اطلع عليه من عمر بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم

وقال النووي : قال العلماء : وقصته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره ، ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة . قال العلماء : وظاهر الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوصف إليه بأنه المسيح الدجال ولا - ص 105 - غيره ، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال ، وكان في ابن صياد قرائن محتملة ، فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره ، ولهذا قال لعمر رضي الله عنه : إن يكن هو فلن تستطيع قتله . وأما احتجاجه هو بأنه مسلم والدجال كافر ، وبأنه لا يولد للدجال وقد ولد له هو ، وأنه لا يدخل مكة والمدينة وأن ابن صياد دخل المدينة وهو متوجه إلى مكة ، فلا دلالة له فيه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن صفاته وقت فتنته وخروجه في الأرض ، ومن اشتباه قصته وكونه أحد الدجاجلة الكذابين قوله للنبي صلى الله عليه وسلم : أتشهد أني رسول الله ؟ ودعواه أنه يأتيه صادق وكاذب ، وأنه يرى عرشا فوق الماء ، وأنه لا يكره أن يكون هو الدجال ، وأنه يعرف موضعه ، وقوله : إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن ، وانتفاخه حتى ملأ السكة ، وأما إظهاره الإسلام وحجه وجهاده وإقلاعه عما كان عليه فليس بصريح في أنه غير الدجال "

أقوال العلماء في ابن صياد :
قال أبو عبد الله القرطبي : " الصحيح أن ابن صياد هو الدجال بدلالة ما تقدم ، وما يبعد أن يكون بالجزيرة في ذلك الوقت ، ويكون بين أظهر الصحابة في وقت آخر "

ويفهم من كلام النووي والقرطبي السابق أنهما يرجحان كون ابن صياد هو الدجال .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في معرض كلامه على الأحوال الشيطانية : " وهذا بخلاف الأحوال الشيطانية مثل حال عبد الله بن صياد الذي ظهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان قد ظن بعض الصحابة أنه الدجال ، وتوقف النبي صلى الله عليه وسلم في أمره حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال ، لكنه من جنس الكهان "

- ص 106 - وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - بعد أن ساق الأحاديث الواردة في ابن صياد وهل هو الدجال الأكبر أم لا ، قال : وقد قدمنا أن الصحيح أن الدجال غير ابن صياد وأن ابن صياد كان دجالا من الدجاجلة ثم تاب بعد ذلك فأظهر الإسلام ، والله أعلم بضميره وسيرته

ولعل ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - والحافظ ابن كثير - رحمه الله - هو الراجح في ابن صياد ، وأنه دجال من الدجاجلة وليس هو الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان - والله أعلم .
وأما المسألة الثانية : وهي الحكمة من عدم ذكر الدجال في القرآن صراحة ، فقد أجاب على ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - بقوله : اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر ، وعظم الفتنة به ، وتحذير الأنبياء منه ، والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة ، وأجيب بأجوبة :
أحدها : أنه ذكر في قوله تعالى :

الثاني : قد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى ابن مريم في قوله تعالى :


- ص 107 - الثالث : أنه ترك ذكره احتقارا ، وتعقب بذكر يأجوج ومأجوج وليست الفتنة بهم بدون الفتنة بالدجال والذي قبله ، وتعقب بأن السؤال باق وهو ما الحكمة في ترك التنصيص عليه ؟ وأجاب شيخنا الإمام البلقيني بأنه اعتبر كل من ذكر في القرآن من المفسدين فوجد كل من ذكر إنما هم ممن مضى وانقضى أمره ، وأما من لم يجئ بعد فلم يذكر منهم أحدا ، انتهى . وهذا ينتقض بيأجوج ومأجوج .
وقد وقع في تفسير البغوي



ومما سبق يتضح لنا أن خروج الدجال من أشراط الساعة الكبرى الثابتة ، ومن الأخبار المتواترة التي يجب الإيمان بها ، وفي ما مضى من الأدلة رد على من أنكر خروج الدجال بالكلية من الخوارج والجهمية والمعتزلة وغيرهم ممن سار على نهجهم قديما وحديثا ، أو قال إن ما يأتي به الدجال خيالات لا حقيقة لها ، فكل هؤلاء قد ردوا ما تواترت به الأحاديث الصحيحة من غير وجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تقدم .
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في معرض رده على هؤلاء : " وقد تقدم حديث حذيفة وغيره أن ماءه نار وناره ماء بارد ، وإنما ذلك في رأي العين ، وقد تمسك بهذا الحديث طائفة من العلماء كابن حزم ، والطحاوي وغيرهما في أن الدجال ممخرق

- ص 108 - وقال الشيخ أبو علي الجبائي

والذي يظهر من الأحاديث المتقدمة أن الدجال يمتحن الله به عباده بما يخلقه معه من الخوارق المشاهدة في زمانه ، كما تقدم أن من استجاب له يأمر السماء فتمطرهم والأرض فتنبت لهم زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم وترجع إليهم سمانا ، ومن لا يستجيب له ويرد عليه أمره تصيبهم السنة والجدب والقحط والعلة وموت الأنعام ونقص الأموال والأنفس والثمرات ، وأنه تتبعه كنوز الأرض كيعاسيب النحل ، ويقتل ذلك الشاب ثم يحييه ، وهذا كله ليس بمخرقة بل له حقيقة امتحن الله به عباده في ذلك الزمان ، فيضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ، يكفر المرتابون ، ويزداد الذين آمنوا إيمانا ، وقد حمل القاضي عياض وغيره على هذا المعنى معنى الحديث
أي هو أقل من أن يكون معه ما يضل به عباده المؤمنين ، وما ذاك إلا لأنه ظاهر النقص والفجور والظلم ، وإن كان معه من الخوارق ، وبين عينيه مكتوب كافر كتابة ظاهرة ، وقد حقق ذلك الشارع في خبره بقوله : ك - ف - ر . وقد دل ذلك على أنها كتابة حسية لا معنوية ، كما يقوله بعض الناس ، وعينه الواحدة - ص 109 - عوراء شنيعة المنظر ناتئة ، وهو معنى قوله :

ويقوي هذا الجواب : ما رواه الطبراني قال : حدثنا محمد بن محمد التمار وأبو خليفة قالا : حدثنا أبو الوليد ، حدثنا زائدة ، حدثنا سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

