العـ عقيل ـراقي
اجملُ شيء التجاهل..

أبتاه هذا الليلُ قد آتاني
يلفُ ظلامهُ كل أحزاني
كأن الأمس احلام طفلٍ
يرجو أمهُ بدفء أحضانِ
وتصطكُ خشية برد الغربةِ
اضلاعي موهومةٍ كأسناني
وروائحُك ودخان سجارتُكَ
تأتي رغم المسافة تسكراني
لا شيء بغرفتي إلا فانوساً
وصورك تلك شاحبة الالواني
أمررُ فوقها عيوني والاصابعُ
ألمسهُا بوجعٍ ويتهزُ كياني
أنا من شدة الشوق أٌقتل
وفي وادي السلام تراني
فوق مجرات أخوةٍ أحملُ
وربما يوسدُ قربك جُثماني
الغربةُ عاهرةً يا ابي بمعناها
تلفُ كلها ذراعين كي تخنقاني
وألتمسُ منك الدعاء كل آنٍ
فدعاوك حرزٍ اطرزهُ بأكفاني
ويهيجُ صبابتي للحظةٍ معك
أبسمُ لها وبها أكحل أجفاني
لوعةً مذ رحلت لم تدعني
كأنها ظلٍ يرافقني كشيطانِ
هذه سفينة أيامي تصلُ
لكن مرساها بلا شطآني
وتجوبُ مياهات الاشتياقاتِ
ولقياها ببحر الشوق وجداني
أرشُ فوق مويجات اللهفةِ
بعض الامنيات ونار بركاني
وبين هذه الآوناتِ التي تذبحُ
آونةً تضرب وجهي بالغثيانِ
أسمعُ عويلاً وحسرةً وآنةً
ولا أنحني لها كالصولاجانِ
وأعيد التوازن لكل الموبقاتِ
واحيدُ عنهن بحرفةٍ واتزانِ
فليس كلُ من خطت شواربهُ
يُعدُ رجلاً ، فقد نبتت للحملانِ
لكن الرجال مخابرُ إذ ندبوا
وانا لها أبن أبي فذا عنواني
10/11/2025
العـ عقيل ـراقي