نحن قد خرّبنا أرواحنا وقلوبنا بالذنوب. بحيث أصبحنا لا نرى عجائب العالم، فلم نسمع تسبيح الملائكة، ولم نبك من فراق الله حبّا وعشقا، ونستأنس ونلتهي بغير الله و...
القرآن قطعة من نور أنزل إلينا من مكان أعلى من الجنّة، وإنه قد جاءنا من عند الله سبحانه. فكما أن الطفل الرضيع نحن بحاجة إلى الاستضاءة بنور القرآن في كل ساعة، كاحتياج الطفل الرضيع إلى لبن أمّه.
إن ما يقال بأن العشق والغرام لا يستأذن أحدا ويدخل قلب الإنسان بلا مقدمة، فهو كلام غير صائب في ما يرتبط بعشق الله وأوليائه. إذ لابدّ من تهيئة مقدمات عشق الله، وحتى قد يستغرق هذا التمهيد عمرا كاملا. لابدّ من كنس القلب وتطهيره لتبلور هذا الحبّ فيه، وفي آخر المطاف لابدّ أن تخرج بنفسك من قلبك.
لابدّ للدين أن ينتج قوة لأمّته ويمدّ المؤمنين بالقوّة. إن الدين الذي يضعّف المجتمع ليس بدين سالم بل هو دين محرّف، إذ على رأس عوامل القوّة في الفرد والمجتمع هو الدين. طبعا إن القوّة التي ينتجها الدين السالم، تكون قوة سالمة، وفي المقابل الدين الفاسد ينتج قوّة فاسدة.
إن هذه الآية المباركة (وَ لا تَكُونُوا كَالَّذينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُم)[الحشر/19] لا ترتكز على قضية العلم، بل الموضوع المهم والرئيس في هذه الآية هو الذكر والنسيان. إننا نعرف أشياء كثيرة ولكننا ننساها. فإن نسينا الله، سوف ننسى حتى مصالحنا وما ينفعنا ونعجز بعد ذلك عن ذكرها.
لا يقوم شيء مقام البهجة المعنوية. لا تصل لذة الابتهاج المادي والعاطفي الحاصل من لعب الرياضة أو النجاح في العلاقات الإنسانية إلى لذة البهجة المعنوية. كيف تحصل البهجة المعنوية؟ تحصل هذه البهجة عندما تناجي ربك، وحينما ترضيه بالطاعة والتضحية وجهاد النفس.
عندما لا تجاهد أهواءك التافهة، ولا تعزم على مخالفة هواك، تحصل لك عوارض وتداعيات سلبية، أحدها الغضب. طبعا ليست هذه علة الغضب دائما، ولكن الإنسان الذي لم يكن أهل مخالفة الهوى، سرعان ما يغضب إن لم تمش الحياة على أساس هواه، فتجده يتحجج وينتقد مثل المدلّلين من الأطفال.
إن أسلوب حياتنا أي عاداتنا وطريقة سلوكنا وكلامنا غالبا ما يؤثر على روحياتنا أكثر من أفكارنا. قل لي كيف تعيش وأيّ زيّ تلبس وما هي الأعراف التي تراعيها، لأخبرك عن مشاعرك ورغباتك وحتى عن مستوى أفكارك. لهذا السبب ترى الدين يؤكد على تنظيم سلوك الإنسان وأسلوب حياته.